Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إعادة تأهيل أونلاين "تحسن نوعية حياة المصابين بكوفيد طويل الأمد"

كشف باحثون أن الجلسات أفضت إلى تحسن في حالة الإرهاق والألم والاكتئاب مقارنةً بالرعاية الاعتيادية

جلسات أونلاين تساعد مرضى كوفيد طويل الأمد على التعافي من العوارض (رويترز)

ملخص

جلسات إعادة تأهيل عبر الإنترنت تساعد مرضى "كوفيد طويل الأمد" بالتعافي.

لفتت دراسة جديدة إلى أن جلسات إعادة التأهيل الجماعية عبر الإنترنت، التي تشمل بعض التمارين الخفيفة والدعم النفسي، قادرة على تحسين نوعية حياة البالغين الذين يعانون من "كوفيد طويل الأمد".

ووجد الباحثون أن هذه الجلسات التي تقدم على مدار ثمانية أسابيع أفضت إلى تحسن في حالة الإرهاق والألم والاكتئاب مقارنةً بالرعاية الطبية التقليدية.

كما يشرح الباحثون أن هذا البرنامج المُتاح بسهولة والفعال بالموارد المستخدمة يمكن أن يُقدم بحسب الطلب وقد يساعد الأطباء الذين يعالجون هذه الحالة المعقدة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يُعرف "كوفيد طويل الأمد" بأنه استدامة أعراض الفيروس أو ظهور أعراض جديدة بعد مضي أكثر من أربعة أسابيع على الإصابة الأولية.

هذا البرنامج لديه القدرة على تقليص العبء المزمن لـ"كوفيد-19"

البروفيسور غوردون ماكغريغور، جامعة وورويك

تشير البيانات إلى أنه اعتباراً من مارس (آذار) 2023، أفاد 1.9 مليون شخص في المملكة المتحدة عن المعاناة من أعراض "كوفيد-19" لأكثر من 12 أسبوعاً، فيما تحدث 1.3 مليون عن استدامة الأعراض أكثر من سنة وقال أكثر من 750 ألفاً إنهم عانوا منها أكثر من سنتين.

وتشمل الأعراض الإنهاك، وضيق النفس، وفقدان الذاكرة، وأوجاع العضلات، وجميعها أعراض يمكن أن تؤثر في نوعية الحياة والتفاعل الاجتماعي والإنتاجية في العمل.

ويتألف برنامج تمارين إعادة التأهيل والدعم النفسي بعد الإصابة بـ"كوفيد-19" Regain من جلسات أسبوعية مباشرة وافتراضية في المنزل تخضع للإشراف وتمارين جماعية ودعم نفسي.

وتشمل هذه الجلسات تأدية حركات مثل الخطوات الرياضية وتمرين القرفصاء من دون استخدام أجهزة رياضية، في سبيل التركيز على القوة والتوازن. 

خُصصت لبعض الأشخاص تمارين يمكن القيام بها أثناء الجلوس على الكرسي.

شارك في هذه التجربة ويليام، وهو رجل خمسيني كاد أن يخسر حياته بسبب إصابته الشديدة بفيروس كورونا ومعاناته من عدة مضاعفات تنفسية ورئوية وعضلية ونفسية ناجمة عن الفيروس.

وقال "كنت عاجزاً تماماً عن النهوض من السرير بعدما أعادوني إلى المنزل من العناية المشددة، وقضيت عاماً كاملاً أتعلم فقط، بشق الأنفس، كيف أسير مجدداً لأقطع المسافة القصيرة حتى آخر الشارع".

"لكن بعد سنة، حالفني الحظ لكي أشارك في برنامج Regain الذي وفر لي قاعدة ومنصة صلبة يمكنني من خلالها أولاً، أن أواجه مشكلاتي الجسدية والنفسية وثانياً، أن أفهمها".

"إضافة إلى برنامج التمارين الرياضية المفصل بحسب حاجتي، منحني برنامج Regain الأدوات العملية التي كنت أحتاجها لكي أستكمل عملية إعادة التأهيل بشكل مدروس وفق وتيرتي الخاصة".

ومن جهته، قال غوردون ماكغريغور، بروفيسور فسيولوجيا التمارين الرياضية السريرية وإعادة التأهيل في جامعة وورويك الذي ترأس التجارب السريرية "لم تتوافر أي سابقة عن أفضل الطرق لعلاج الأشخاص المصابين بكوفيد طويل الأمد". 

"كنا نعلم أن خدمات إعادة التأهيل في مراكز هيئة الخدمات الصحية الوطنية تنقصها القدرة الاستيعابية لدعم أعداد المرضى الذين يتعافون من كوفيد-19 لذلك احتجنا إلى استراتيجيات بديلة على المدى البعيد".

"يسعدنا جداً أن يحظى برنامج Regain بهذا القبول وأن يحسن نوعية الحياة".

"هذا البرنامج لديه القدرة على تقليص العبء المزمن لكوفيد-19".

إن برامج إعادة التأهيل عبر الإنترنت التي تخضع للإشراف مثل برنامج Regain قد تسهم في توسيع مجال استخدام خدمات إعادة التأهيل لدواعي غير "كوفيد طويل الأمد" وحده

مارتن أندروود، بروفيسور التجارب السريرية

"وبمعزل عن الفائدة المباشرة للأشخاص المعنيين، قد يسهم تحسين الصحة العامة للمصابين بكوفيد طويل الأمد في تخفيف الطلب على خدمات الرعاية الصحية والاجتماعية بشكل أوسع وتعزيز الانتاجية الاقتصادية".

وقال بروفيسور التجارب السريرية مارتن أندروود إن "برامج إعادة التأهيل عبر الإنترنت التي تخضع للإشراف مثل برنامج Regain قد تسهم في توسيع مجال استخدام خدمات إعادة التأهيل لدواعي غير كوفيد طويل الأمد وحده".

وتجدر الإشارة إلى أن 585 بالغاً شاركوا في التجربة ممن أُخرجوا من المستشفى قبل ثلاثة أشهر على الأقل بعد إصابتهم بـ"كوفيد-19" وأفادوا عن معاناتهم من آثار مستديمة بالغة عزوها إلى الفيروس.

تلقى نحو 287 شخصاً الرعاية الاعتيادية (وهي جلسة واحدة عبر الإنترنت يقدم فيها طبيب مدرب النصائح والدعم) فيما شارك 298 آخرين في جلسات Regain (جلسات أسبوعية من المنزل مباشرة وتخضع للإشراف وتمارين جماعية ودعم نفسي تقدم على امتداد ثمانية أسابيع).

وفقاً لنتائج الدراسة، بعد ثلاثة أشهر، أفاد 17 في المئة من مجموع المشاركين في تجربة Regain بأن صحتهم بشكل عام أصبحت "أفضل بكثير" مقابل 8 في المئة من المجموعة التي تلقت الرعاية التقليدية.

وقال الخبراء إن تقديم البرنامج بشكل أوسع عبر هيئة الخدمات الصحية الوطنية قيد البحث، لكن هذا القرار بيد صانعي السياسة.

وأعرب البروفيسور ماكغريغور عن أمله في أن تبدد هذه النتائج الخرافة القائلة بأن كوفيد طويل الأمد مرض نفسي.

عند سؤاله عن النصيحة التي قد يسديها لمن يحاولون أن يقوموا بالتمارين الرياضية في المنزل، شرح بأن المقاربة التي اتبعتها التجربة كانت مدروسة للغاية وأن الأشخاص الذين يحاولون القيام بنشاطات وحدهم قد يواجهون مشكلات.

وقال البروفيسور ماكغريغور إن الأشخاص الذين يعانون من إنهاك مزمن في إطار كوفيد طويل الأمد عليهم "أن يزيدوا من نشاطاتهم بلطف وروية" خلال فترة من الوقت كي لا يفاقموا أعراض الإنهاك.

أُجري هذا البحث بتمويل من برنامج التعافي والتعلم من "كوفيد-19" التابع للهيئة الوطنية لأبحاث الصحة.

نُشرت الدراسة في المجلة الطبية البريطانية وأجراها باحثون في المستشفى الجامعي في كوفنتري ومستشفى هيئة الخدمات الصحية الوطنية في وورويكشير وجامعة وورويك.

اقرأ المزيد

المزيد من صحة