Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بعد 20 عاما من تأسيسه... هل يحتفظ "فيسبوك" بوهج البدايات؟

لم يكن أداء عملاق وسائل التواصل الاجتماعي رائعاً بكل الأحوال منذ انطلاقه، لكن لا أظن أن أحداً منا كان قادراً حينها على توقع مدى السوء الذي ستؤول إليه الأمور

ما كان لمارك زوكربيرغ أن يعلم مقدار الفوضى التي سينشرها في العالم عندما أطلق موقع "فيسبوك" للمرة الأولى (أ ب)

ملخص

بالطبع كانت لـ"فيسبوك" استخداماته، لا سيما لتخطيط المناسبات وتوجيه الدعوات، والتقاء من يتشاركون معك اهتماماتك الفريدة والهوايات، وكان الموقع الرئيس للتجسس على زملاء الدراسة سابقاً ومقارنة حياتك بالتحديق بحسرة في حياتهم

تصادف هذا الأسبوع الذكرى الـ20 لتأسيس "فيسبوك"، وهي مناسبة لا يمكننا تجاهلها. ففي نهاية المطاف، إذا كان هناك شيء جيد في هذا الموقع، فهو بالتأكيد ميزة تذكيرك بأعياد ميلاد كل من تجمعك بهم علاقة وثيقة وفقدت التواصل معهم مع مرور الوقت. في الواقع، هذه هي الفائدة الوحيدة لـ"فيسبوك" حالياً.

ما كان لمارك زوكربيرغ أن يعلم مقدار الفوضى التي سينشرها في العالم عندما أطلق موقع "فيسبوك" للمرة الأولى في عام 2004. فلقد تحول ما بدأ كطريقة للتواصل بين طلاب جامعة هارفارد في نهاية المطاف إلى موقع لجمع البيانات الشخصية ونشر الدعاية والترويج لأفكار متطرفة. من المثير للدهشة أن منصة طُورت في الأصل لتشييء النساء قد تطورت إلى أداة قادرة على نشر مثل هذا الشر.

بدأت باستخدام الموقع عام 2009 فقط، وذلك لضرورة العثور على شخص لملء غرفة في منزل الطلاب لدينا بعد مغادرة أحد الأصدقاء. قبل ذلك، كنت من أشد المؤيدين لـ "ماي سبيس" Myspace، وأعتقد اعتقاداً راسخاً بأن توم [توم أندرسون، المؤسس المشارك لموقع ماي سبيس] سيعدل عن تقاعده ويعود ليتفوق على هذا المنافس الجديد. فبطبيعة الحال، بدا "فيسبوك" محدوداً للغاية - لا يمكنك حتى وضع أغنية من فرقة Death Cab For Cutie على صفحتك الرئيسة!

وإذا نظرنا إلى الوراء، كان هناك دائماً شيء غريب في شأن "فيسبوك". فطريقة كتابة المنشور كانت دائماً بصيغة الغائب مثل: (رايان كوغان يستمع إلى ديث كاب فور كيوتي)، أما المحادثات التي كان من المفترض أن تكون خاصة، فستظهر في التعليقات أسفل منشورات شخص آخر، على شاكلة (هل أنتِ بخير عزيزتي؟)، وكذلك الطريقة التي نُغضب بها شركاءنا الرومانسيين من خلال تغيير حال العلاقة إلى (لا، لست بخير عزيزي - الأمور معقدة).

مع ذلك، كانت لـ"فيسبوك" استخداماته، لا سيما لتخطيط المناسبات وتوجيه الدعوات، والتقاء من يتشاركون معك اهتماماتك الفريدة والهوايات، وكان الموقع الرئيس للتجسس على زملاء الدراسة سابقاً ومقارنة حياتك بالتحديق بحسرة في حياتهم... آسف، أعني "التواصل بالأصدقاء القدامى".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومثل كثير من الناس، مضت سنوات عدة منذ آخر مرة استخدمت فيها "فيسبوك". فقد حلت محله مواقع أخرى طورت الميزات نفسها التي كانت موجودة في وقتٍ ما في "فيسبوك". فاليوم، إذا أردت أن تثرثر بطريقة ما، يمكنك التوجه إلى "تويتر"/ "إكس". أما إذا أردت أن تعبّر عن حزنك على شريك سابق في حياتك، يمكنك الذهاب إلى "إنستغرام".

لا ألوم الناس على التخلي عن "فيسبوك". في فترة ما، وجد آباؤنا وأقاربنا طريقهم إلى وسائل التواصل الاجتماعي، واتخذوا خطاً مباشراً نحو "فيسبوك" واحتلوه كما لو كان قصراً جميلاً ذات يوم. ما الذي تفعله هنا، عمي بيت؟ توقف عن وضع إعجابات على جميع منشورات صديقاتي.

حالياً، ما من أحد يستخدم "فيسبوك" ممن هم دون سن الـ50 أو أولئك الذين لديهم ميول سياسية يسارية. عندما أدخل إلى الموقع، أرى محتوى مسيء من الصور الكاريكاتيرية والأخبار المزيفة من مواقع مثل "PatriotNoVaxxTrumper.org"، إضافة إلى الإعلانات عن منتجات وخدمات غير موثوقة. يبدو أن الهدف الوحيد المتبقي لـ"فيسبوك" هو سلبنا الاحترام الذي نكنه للكبار الذين نشأنا معهم والذين يعتبرون من بين أكثر الأشخاص سذاجة وأقلهم معرفة بالقراءة على هذا الكوكب.

زيارة "فيسبوك" الآن تشبه زيارة متنزه مهدد بالإغلاق. فلقد فقد الموقع ألوانه البراقة، وأصبح كل شيء مريباً بعض الشيء، وينتابك شعور بأنك في خطر إذا بقيت هناك لفترة طويلة. إنه مجرد قشرة لما كان عليه من قبل، وحتى في ذروته، لم يكن أصلاً بتلك الروعة.

لكن، في الأقل، لا يزال أقل سوءاً من "تويتر"/ "إكس".

© The Independent

المزيد من علوم