Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الأونروا" الشريان الأخير للفلسطينيين مهدد بالانسداد

الوكالة الأساسية لملايين اللاجئين تواجه صعوبات وباتت محط جدل مرتبط بهجوم 7 أكتوبر

شاحنة تابعة لـ"الأونروا" تحمل الوقود تدخل من معبر رفح نحو قطاع غزة في 22 نوفمبر 2023 (أ ف ب)

تعد وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، التي باتت محط جدل مرتبط بهجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، جهة فاعلة أساسية بالنسبة إلى ملايين الفلسطينيين منذ إنشائها في عام 1949.

ويتعين على الوكالة، التي لطالما تعرضت لانتقادات إسرائيل، أن تحقق في دور عدد من موظفيها في الهجوم الذي نفذته حركة "حماس" على الأراضي الإسرائيلية في السابع من أكتوبر. وتحصل "الأونروا" على تمويل شبه كامل من المساهمات الطوعية للدول.

تأسست "وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأوسط" في ديسمبر (كانون الأول) 1949 بموجب قرار أصدرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في أعقاب الحرب العربية - الإسرائيلية الأولى التي اندلعت غداة إعلان قيام الدولة العبرية.

قبل تأسيس "الأونروا" كان "برنامج الأمم المتحدة لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين"، الذي أنشئ في 1948 يؤدي مهام إغاثية للاجئين الفلسطينيين، وقد تولت الوكالة الوليدة المهام التي كانت موكلة لهذا البرنامج، إضافة إلى ذلك كلفت الاستجابة بطريقة أكثر فاعلية للحاجات الاقتصادية والاجتماعية لمجمل اللاجئين الفلسطينيين.

ومنذ بدء النزاع العربي - الإسرائيلي، وحتى إقرار الهدنة في يناير (كانون الثاني) 1949، اضطر أكثر من 760 ألف فلسطيني إلى الفرار من منازلهم أمام تقدم القوات اليهودية، أو تم تهجيرهم وطردهم من منازلهم بالقوة، وقد لجأ معظم هؤلاء إلى دول مجاورة.

الهيئة الوحيدة

ومذاك أصبحت "الأونروا"، في غياب أي جهة أخرى ذات صلاحية، الهيئة الوحيدة الضامنة للوضع الدولي للاجئ الفلسطيني.

وهناك نحو 5.9 مليون فلسطيني مسجلين لدى "الأونروا" ويمكنهم الاستفادة من خدماتها التي تشمل التعليم والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية والبنى التحتية للمخيمات والتمويلات الصغيرة والمساعدات الطارئة، بما في ذلك خلال الفترات التي تشهد نزاعاً مسلحاً.

 

 

وهناك ما مجموعه 58 مخيماً للاجئين تعترف بها الوكالة الأممية، بينها 19 مخيماً في الضفة الغربية التي تسيطر عليها إسرائيل عسكرياً منذ 50 عاماً. ويدرس أكثر من 540 ألف طفل في مدارس "الأونروا".

وكان الوضع الإنساني حرجاً في قطاع غزة الذي تحكمه حركة "حماس" منذ عام 2007، قبل بدء الحرب بين إسرائيل والحركة.

انعدام الأمن الغذائي

وبحسب بيانات الأمم المتحدة الصادرة في أغسطس (آب) الماضي، فإن 63 في المئة من سكان القطاع يعانون انعدام الأمن الغذائي ويعتمدون على المساعدات الدولية. ويعيش أكثر من 80 في المئة من السكان تحت خط الفقر. ويضم القطاع الصغير الواقع بين إسرائيل والبحر المتوسط ومصر، ثمانية مخيمات ونحو 1.7 مليون نازح، أي الغالبية الساحقة من السكان، وفقاً للأمم المتحدة. ويبلغ إجمالي عدد سكان غزة نحو 2.4 مليون نسمة.

ومن بين موظفي الوكالة البالغ عددهم 30 ألفاً، يعمل 13 ألف شخص في قطاع غزة، موزعين على أكثر من 300 منشأة موجودة على مساحة 365 كيلومتراً مربعاً، وفقاً لموقع المنظمة على الإنترنت.

الموقف الأميركي

في عام 2018، أوقفت الولايات المتحدة (أكبر مساهم في "الأونروا") برئاسة دونالد ترمب، مساعدتها المالية السنوية البالغة 300 مليون دولار.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ورحبت إسرائيل بالقرار الأميركي، متهمة الوكالة الأممية بـ"إطالة أمد النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني" من خلال تكريسها المبدأ - الذي تعارضه الدولة العبرية - بأن كثيراً من الفلسطينيين هم لاجئون لهم الحق في العودة إلى ديارهم، أي الأراضي التي فروا أو طردوا منها عند قيام دولة إسرائيل.

في المقابل، لا يفوت الفلسطينيون التذكير بأن الولايات المتحدة تقدم سنوياً أكثر من 3 مليارات دولار من المساعدات العسكرية لإسرائيل.

الطريق المسدود

وفي مايو (أيار) 2019، دعا مستشار الرئيس الأميركي السابق (دونالد ترمب) للشرق الأوسط، إلى إنهاء عمل وكالة الأونروا، متهماً إياها بأنها "فشلت في مهمتها".

 

 

وردت الوكالة، مؤكدة أنه لا يمكن تحميلها المسؤولية عن الطريق المسدود الذي آلت إليه عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

واستأنفت واشنطن تقديم التمويل ابتداءً من عام 2021، بعد انتخاب جو بايدن رئيساً.

فصل 12 موظفاً

وفصلت وكالة "الأونروا" الجمعة عدداً من موظفيها (12 موظفاً وفقاً للولايات المتحدة) متهمين بالتورط في هجوم حركة "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر. ولم يتم تحديد الوقائع المفترضة، بينما فتح تحقيق هذه المسألة. وأعلنت إسرائيل السبت أنها لا ترغب في أن تؤدي الوكالة التابعة للأمم المتحدة أي دور في غزة بعد الحرب.

تعليق التمويل

وفي أعقاب ما تقدم، علقت واشنطن "موقتاً" كل تمويل إضافي للوكالة الأممية، تبعتها في ذلك عدة دول مانحة أخرى.

من جهته، قال المفوض العام لـ"الأونروا" فيليب لازاريني في بيان، السبت، "إنه لأمر صادم أن نرى تعليق تمويل الوكالة كرد فعل على الادعاءات ضد مجموعة صغيرة من الموظفين"، لا سيما في ضوء التدابير التي اتخذتها الوكالة الأممية التي "يعتمد عليها أكثر من مليوني شخص من أجل البقاء على قيد الحياة".

وفي عام 2022 بلغت الأموال التي تحصل عليها الوكالة من الميزانية العادية للأمم المتحدة ومن المساهمات من الكيانات الأممية الأخرى 44.6 مليون دولار.

والدول والجهات المانحة الرئيسة هي بالترتيب، الولايات المتحدة وألمانيا والاتحاد الأوروبي والسويد والنرويج، إضافة إلى دول أخرى هي تركيا والسعودية واليابان وسويسرا.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي