Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

خشية "طوفان" جديد... إسرائيل تحفر خندقا على الحدود مع سوريا

رصد نشاط للفصائل الموالية لإيران ونقل الآلاف من مقاتلي النخبة إلى الجنوب السوري

دبابة إسرائيلية تشارك بمناورات حربية في مرتفعات الجولان (أ ف ب)

ملخص

يأتي حفر الخندق كجزء من استراتيجية أمنية جديدة تهدف إلى تأمين المناطق الحدودية، وتعزيزها لمنع تسلل فصائل المقاومة المرتبطة بإيران

باشرت آلات الحفر الإسرائيلية عملها على طول الحدود السورية، سعياً من تل أبيب إلى زيادة تحصين أمنها القومي، وسط مخاوف من اشتعال هذه الجبهة بشكل مفاجئ على غرار ما حدث في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حين أطلقت حركة "حماس" أولى رصاصة في عملية "طوفان الأقصى".

ويشمل المخطط الإسرائيلي إنشاء خندق كبير يمتد على طول المنطقة الحدودية مع سوريا، وصُمم بعمق وعرض لا يتيح مرور أي نوع من أنواع المركبات. وكشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن إقدام الجيش الإسرائيلي على تنفيذ عمليات حفر خندق طويل على امتداد الحدود مع سوريا، في خطوة جديدة ترمي إلى ضمان أمان المناطق الحدودية.

منع التسلل ووقف الحرب

في غضون ذلك، يأتي حفر الخندق كجزء من استراتيجية أمنية جديدة تهدف إلى تأمين المناطق الحدودية، وتعزيزها لمنع تسلل الفصائل المسلحة المرتبطة بإيران، والتي بدأت بالانتشار منذ اندلاع الصراع المسلح بين النظام السوري والمعارضة منذ عام 2011 وتوافدت فصائل في مقدمها "حزب الله" اللبناني، و"المقاومة الإسلامية العراقية"، وغيرهما إلى الأراضي السورية لمساندة السلطات.

وتشير المعلومات الواردة إلى رصد نشاط للفصائل المسلحة الموالية لإيران، ونقل الآلاف من المقاتلين المصنفين من ضمن قوات النخبة المدرّبة، لا سيما في قرى بريف دير الزور الشرقي كالميادين، والبو كمال، على الحدود العراقية، إلى الجنوب السوري حيث أعلنت مؤازرتها لحركة "حماس" ضمن مبدأ "وحدة الساحات"، وأطلقت في الوقت ذاته صواريخ وطائرات مسيرة باتجاه العمق الإسرائيلي. في المقابل، ترد تل أبيب على ذلك بقصف مواقع إيرانية ومطارات مدنية، منها مطارا حلب ودمشق، إضافة إلى تصفية كبار الشخصيات من رجال المقاومة.

أذرع إيران

وتتعدد أذرع "الحرس الثوري" الإيراني على الأرض السورية، ولكن يبقى أبرزها "فيلق القدس" أكثر الفصائل التي تتولى مهمات حساسة، وتشرف على عمليات التدريب والتأهيل للجماعات المقربة من إيران، علاوةً عن انتشار "حزب الله" اللبناني، و"كتائب حزب الله العراقي"، و"حركة النجباء" وحركة "عصائب أهل الحق" العراقيتين، وتحرص على شن هجمات صاروخية باتجاه مواقع للجيش الإسرائيلي في مرتفعات الجولان المحتلة منذ عام 1967 بالتوازي مع ضربات تستهدف قواعد الجيش الأميركي في سوريا.

وتحدث من محافظة السويداء (جنوب سوريا) الناشط السياسي، مرهف الشاعر لـ "اندبندنت عربية" عن واقع الحدود الجنوبية، وما يكتنفها من أجواء ساخنة وتوترات، واعتبرها "إحدى جبهات الصراع الإقليمي، نتيجة جملة أخطار وتحديات أمنية أهمها تهريب المخدرات، وخطر داعش الذي يستفيق بين الفينة والأخرى، إضافة إلى ذلك توجد بعض المجموعات الإيرانية في بادية السويداء، وفي نقاط بمدينة درعا بحسب استبيانات نشرها المرصد السوري لحقوق الإنسان".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف، "كل ذلك يفتح المجال نحو مواجهات واختراقات عدة من الممكن أن تزيد المخاوف من توسع الصراع الإقليمي، من خلال تدخل إيران عبر ميليشيات تتبع لها بهدف الضغط من جبهة الجنوب السوري على إسرائيل، التي تعكف بدورها على قصف مواقع تقول إنها تتبع للحرس الثوري الإيراني في سوريا عامة، ومواقع في الجنوب السوري بشكل متكرر حماية لمجالها الحيوي".

ولفت الشاعر إلى "سياسة الجدران التي تتبعها إسرائيل في نظريتها الأمنية فوق الأرض، أو الخنادق تحت الأرض وعلى امتداد الحدود السورية"، مرجحاً أنها "ربما تأتي في إطار التحضيرات لوقف أي اختراق من الحدود الشمالية لرفع الضغط عن غزة، وهو أمر وارد الحدوث ضمن حروب الجنوب، إذا ما صح التعبير" (الجنوب الفلسطيني واللبناني والسوري).

وأردف "قد يؤدي هذا الخندق إلى مزيد من خيارات التصعيد في ظل الأزمات المركبة التي تعاني منها المنطقة"، ويرى في الوقت ذاته أنه "عملياً، لا يشكل هذا الجدار والخندق ملاذاً من الاقتحام أو التكتيكات التي تقض مضاجع إسرائيل".

الخنادق والجدران

إزاء ذلك ومع انطلاق عمليات حفر الخندق في منتصف الأسبوع وتحديداً يوم الإثنين الماضي 22 يناير (كانون الثاني) الجاري، لم تعلن إسرائيل عن أبعاد الخندق، وموعد الانتهاء من الأعمال، لكن أحد الضباط المسؤولين في سلاح الهندسة القتالية بالجيش الإسرائيلي قال في تصريح صحافي، "إنهم (مسلحو الفصائل) يعتمدون على حلول وتقنيات تعود إلى العصور الوسطى، إن الفنون القتالية لم تتغير، وفي السابع من أكتوبر دخلت إلى قطاع غزة مركبات دفع رباعي، لو كانت هناك قناة محفورة لما حدث ذلك". وأضاف الضابط الإسرائيلي "هدفنا اليوم تعطيل وصول المركبات إلى السياج الحدودي. ستعلق الشاحنات والمركبات في هذه القنوات، قد يتكرر سيناريو طوفان الأقصى عبر الحدود السورية على رغم أن التهديدات أقل".

القلق الإسرائيلي ليس طارئاً بل لطالما طوقت الدولة العبرية نفسها بأسلاك شائكة، وكتل إسمنتية عالية على كامل الحدود المشتركة بينها وبين الدول المحيطة بها. ويقدر عدد الجدران العازلة بستة.
ومن بين تلك الجدران سياج حدودي مع سوريا استكملت تنفيذه في عام 2015 بعدما باشرت ببنائه منذ عام 2013، حرصاً على أي خروق أمنية بعد اندلاع الصراع المسلح على الأراضي السورية. ويبلغ ارتفاع الجدار خمسة أمتار ويفصل بين سوريا ومرتفعات الجولان، وذلك علاوةً على الحواجز بينها وبين الضفة الغربية وغزة ومصر والأردن ولبنان.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير