Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قتلى في ضربات أردنية محتملة تستهدف مهربي المخدرات في سوريا

غارات جوية متزامنة ضربت بلدة عرمان في جنوب شرقي محافظة السويداء الحدودية

سقوط ضحايا من أفراد عائلة واحدة في بلدات حدودية بالسويداء (اندبندنت عربية)

ملخص

يوم أسود عاشه السوريون في ريف محافظة السويداء جنوب سوريا بعد سقوط قتلى من أفراد عائلة واحدة في بلدات حدودية متاخمة للأردن... إليكم التفاصيل

ذكر مراقبون ووسائل إعلام سورية أن 10 أشخاص بينهم طفلتان قتلوا في ضربات جوية، رجحوا أنها أردنية، على جنوب سوريا أمس الخميس. ولم تصدر السلطات الأردنية تعليقاً بعد.

وكثف الجيش الأردني حملته ضد تجار المخدرات في الأسابيع الماضية بعد اشتباكات الشهر الماضي مع عشرات الأشخاص، يشتبه في صلتهم بفصائل مسلحة مدعومة من إيران، الذين كانوا يحملون كميات كبيرة من المخدرات عبر حدودها مع سوريا، فضلاً عن أسلحة ومتفجرات.

وقال موقع "السويداء 24" الإخباري السوري الذي يراقب التطورات في المحافظة إن غارات جوية متزامنة ضربت ليلاً بلدة عرمان في جنوب شرقي المحافظة الواقعة على الحدود الأردنية.

وأضاف أن الغارات قتلت طفلتين وخمس نساء وثلاثة رجال، لكنه لم يحدد أن الغارات أردنية.

القصف ليلاً

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل أشخاص في ريف السويداء، جنوب سوريا الخميس، وذكر المرصد ومقره لندن أن "الطيران الأردني شن غارات جوية استهدفت منازل ومستودعاً في منطقتين جنوب شرقي السويداء، مخلفة ضحايا وأضراراً مادية"، وتعد هذه الغارة الثالثة من نوعها.

وفي وقت لم يصدر أي تعليق رسمي من الجانب الأردني حول الحادثة، تحدث المرصد السوري في بيان عن دمار لحق بمنازل بلدة عرمان "وسط استغاثة من قبل الأهالي لفرق الإنقاذ للتوجه إلى مكان الاستهداف، ورفع الأنقاض وانتشال الجثث العالقة، وطاولت الغارات مستودعاً يعود لأحد المواطنين في قرية ملح بريف السويداء الجنوبي الشرقي، مما أدى إلى تضرره".

وطاول القصف بحسب المعلومات الواردة منزلي عمر وتركي الحلبي في بلدة عرمان، وأسفرت الغارة الثانية وفق منصة "السويداء 24" عن مصرع سبعة أفراد من عائلة الحلبي بينهم طفلتان.

وفي كلمة ألقاها أمام قوات حرس الحدود خلال زيارته للمنطقة العسكرية الشرقية تحدث العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني عن تهديد التهريب لأمن الوطن، وقال إن "الأردن سد منيع ولا تهاون بالرد وبالقوة"، لافتاً إلى ضرورة أن تكون المعنويات عالية، ونوه بعزمه زيارة المواقع الأمامية في وقت قريب.

وكان الطيران الأردني استهدف منذ ثلاثة أشهر مواقع جنوب سوريا لمهربي مخدرات يرجح أنها مرتبطة بإيران، فيما نفى "حزب الله" ومسؤولون إيرانيون هذه الاتهامات، واصفين إياها بـ"المزاعم".

الحدود البرية

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إزاء هذا يكتنف الغموض العمليات المنفذة وسط نضوب الإعلان الرسمي عن كونها مشتركة أو من جهة الأردن فحسب، وعن حجمها وإلى أي مدى يمكن أن تصل، لا سيما أنها بدأت تتسع متجاوزة حرم الحدود البرية إلى أراضٍ حدودية سورية، إذ يتقاسم البلدان حدوداً تصل إلى 375 كيلومتراً، وأفادت معلومات عسكرية نقلتها قناة المملكة الرسمية في وقت سابق عن تنفيذ غارتين داخل سوريا في إطار ملاحقة مهربي المخدرات.

ومن السويداء تحدث مدير مركز "إعلام الانتفاضة" مرهب الشاعر، مشيراً إلى أن القصف شكل صدمة كبيرة بالنسبة إلى الأهالي، خصوصاً في منطقة ريفية غير معتادة على قصف بأسلحة ثقيلة كهذه.

وقال الشاعر إن هناك حال استنكار من قبل وجهاء المدينة، مضيفاً أن "منطقة الجنوب السوري تعاني تحديات وأخطاراً أمنية أهمها الاتجار بالمخدرات وفتح خطوط التهريب باتجاه الأردن ودول الخليج، وهناك شبكات معروفة موالية لإيران تتلقى الدعم والتسهيلات، وتعد الحادثة تطوراً لافتاً لجهة شدة الصراع والحرب التي يخوضها الأردن لحماية حدوده، بينما الخاسر الأكبر فيها الأبرياء".

ويأتي ذلك وسط إعلان مجلس محافظة السويداء تعليق جلسته الختامية بعد القصف، وكانت عشيرة الرميثان في قرية الشعاب بالريف الجنوبي الشرقي للسويداء أصدرت بياناً قبل أيام يطالب بجهود الجيشين السوري والأردني معاً، ويوضح "عدم وجود ميليشيات مرتبطة بالخارج في القرية وما يحدث من تهريب يعد خارج إرادة العشيرة".

التحقق من الضربات

في غضون ذلك أعلن زعيم طائفة الموحدين الدروز في سوريا الشيخ حكمت الهجري تأييده الضربات الأردنية، وظهر قبل يومين من الحادثة الأخيرة في مقطع مصور بث عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليؤكد أن العدو واحد، وقال "نحن يد واحدة لمحاربة ظاهرة المخدرات ونؤيد الضربات التي تستهدفهم".

وأضاف الهجري في حديث أمام وفد من البلدات والقرى الجنوبية لمحافظة السويداء أن "معالجة تهريب المخدرات يجب أن تتم بعيداً من الأماكن المدنية ويجب التحقق من عدم إلحاق أضرار بالمدنيين".

وتتضارب التوقعات بوجود غرفة عمليات مشتركة للجيشين السوري والأردني من عدمها، ومما زاد الأمر غموضاً عدم تعليق العاصمة دمشق على تطورات الأحداث المتسارعة.

من جهته عزا الباحث في الشؤون الإقليمية مضر الشيخ إبراهيم عدم مشاركة الجيش النظامي في العملية الحدودية إلى مجموعة عوامل أبرزها خصوصية الجنوب السوري حالياً، مضيفاً أن "كل ما يجري تجاه ظاهرة مكافحة شبكات الاتجار بالمخدرات هو جهد حقيقي من دمشق وجوارها لكبح هذا الأمر السلبي جداً والضار، ولم يكن في السابق إنما تطور مع تطور الحرب في سوريا وانتشار الفقر والجهل نتيجة الحصار والعقوبات المفروضة".

وكان مدير الإعلام العسكري في الجيش الأردني مصطفى الحياري أعلن عن وجود عصابات تقف وراء تهريب المخدرات على حدود بلاده الشمالية مع تحميل المسؤولية لحكومة دمشق ومكافحة هذه التجارة غير المشروعة، وتحدث عبر لقاء تلفزيوني عن تجاوز نقل المهربين المواد المخدرة إلى نقلهم السلاح.

وتسري بين الأهالي مخاوف ليس من اتساع العمليات، بل من عدم قدرتها على أن تكون مركزة ولا تعتمد على معلومات دقيقة تفضي إلى إصابة المهربين وضرب كل شبكات تهريب المخدرات، وإلا سيكون كل من يقطنون قرب الحدود في القرى والبلدات وسط دائرة الخطر.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات