Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل مستعدة "لكل السيناريوهات" بعد مقتل العاروري

هدد نتنياهو قبل أشهر باستهدافه واتهمته تقارير عبرية بالوقوف وراء عمليات الضفة

ملخص

 قتل أربعة أشخاص مساء اليوم الثلاثاء في انفجار استهدف مكتباً لحماس في ضاحية بيروت الجنوبية.

أكد الجيش الإسرائيلي استعداده "لكل السيناريوهات" بعد أن اتهمته حركة "حماس" بقتل أحد أبرز قيادييها صالح العاروري في ضربة قرب بيروت، توعد "حزب الله" اللبناني أنها لن تمر من دون "عقاب"، وسط مخاوف من اتساع نطاق حرب غزة.

وقضى العاروري مع ستة آخرين، بينهم قياديان في الجناح العسكري لـ"حماس"، وفق ما أعلنت الأخيرة، في ضربة جوية إسرائيلية استهدفت مكتباً للحركة في الضاحية الجنوبية لبيروت، أمس الثلاثاء.

وكان العاروري نائباً لرئيس المكتب السياسي لـ"حماس" وأحد مؤسسي جناحها العسكري (كتائب عز الدين القسام) في الضفة الغربية التي يتحدر منها، واغتياله هو الأول الذي يطاول قيادياً في الحركة خارج الأراضي الفلسطينية منذ اندلاع الحرب الأخيرة مع إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

ولم تعلق إسرائيل مباشرة على العملية، لكن الناطق باسم جيشها دانيال هاغاري قال في مؤتمر صحافي، الثلاثاء، إن قواته "في حالة تأهب دفاعاً وهجوماً، نحن على أهبة الاستعداد لكل السيناريوهات".

وأضاف "أهم أمر نقوله الليلة هو أننا نركز على محاربة حماس ونواصل التركيز على ذلك"، من دون أن يتطرق بشكل مباشر إلى مقتل العاروري في لبنان.

وأكد رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية أن الحركة "لن تهزم". وقال في كلمة من الدوحة حيث يقيم، إن "حركة تقدم قادتها ومؤسسيها شهداء من أجل كرامة شعبنا وأمتنا لن تهزم أبداً وتزيدها هذه الاستهدافات قوة وصلابة وعزيمة لا تلين، هذا هو تاريخ المقاومة والحركة بعد اغتيال قادتها، أنها تكون أشد قوة وإصراراً".

 

 

ووقع مقتل العاروري في منطقة تعد معقلاً لـ"حزب الله" المرتبط بعلاقة وثيقة بـ"حماس" في إطار ما يعرف بـ"محور المقاومة" الذي تقوده إيران في الشرق الأوسط.

وأتى قتل العاروري في وقت تشهد الحدود بين إسرائيل ولبنان منذ اندلاع حرب غزة، تبادلاً يومياً للقصف بين الحزب والدولة العبرية ومخاوف وتهديدات من اتساعه إلى حرب شاملة.

وأكد "حزب الله" في بيان أن قتل العاروري يعد "تطوراً خطراً". وقال "نعتبر جريمة اغتيال الشيخ صالح العاروري ورفاقه في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت اعتداء خطراً على لبنان وشعبه وأمنه وسيادته ومقاومته، وتطوراً خطراً في مسار الحرب بين العدو ومحور المقاومة".

وأضاف "نؤكد أن هذه الجريمة لن تمر أبداً من دون رد وعقاب، وأن مقاومتنا على عهدها ثابتة أبية وفية لمبادئها والتزاماتها التي قطعتها على نفسها، يدها على الزناد، ومقاوموها في أعلى درجات الجهوزية والاستعداد".

وسبق للأمين العام للحزب حسن نصر الله الذي من المقرر أن يتحدث في وقت لاحق الأربعاء في مناسبة محددة مسبقاً، أن حذَّر إسرائيل من أن الحزب سيرد على أي استهداف لقياديين في "محور المقاومة" على الأراضي اللبنانية.

والعاروري من مؤسسي كتائب القسام، وأمضى أعواماً في السجون الإسرائيلية إلى أن أفرج عنه في 2010 وتم إبعاده عن الأراضي الفلسطينية.

وكان يقيم منذ مدة في لبنان كعدد من قادة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى. وقد دمَّر الجيش الإسرائيلي منزله في قرية عارورة في الضفة الغربية في أكتوبر.

ونزل آلاف الفلسطينيين إلى شوارع مناطق عدة في الضفة الغربية، ليل الثلاثاء، للتنديد بمقتل العاروري، وفق ما أفاد مراسلون لوكالة الصحافة الفرنسية.

ودان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية "الجريمة التي تحمل هوية مرتكبيها" ومحذراً "من الأخطار والتداعيات التي قد تترتب على تلك الجريمة". واعتبرها رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي محاولة "لتوريط" لبنان في حرب غزة.

دعوة لضبط النفس

من جهته دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إسرائيل إلى "تجنب أي سلوك تصعيدي وبخاصة في لبنان".

وقال قصر الإليزيه إثر مكالمة هاتفية أجراها الرئيس الفرنسي مع عضو مجلس الحرب الوزاري الإسرائيلي بيني غانتس، إن ماكرون شدد على وجوب "تجنب أي سلوك تصعيدي، بخاصة في لبنان، وأن فرنسا ستستمر في إيصال هذه الرسائل إلى كل الجهات الفاعلة المعنية بشكل مباشر أو غير مباشر في المنطقة".

وقالت كانديس أرديل المتحدثة باسم قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) اليوم الأربعاء إن يونيفيل تشعر بقلق عميق إزاء أي احتمال للتصعيد قد يكون له عواقب مدمرة على الناس على جانبي الخط الأزرق.

وأضافت "نواصل مناشدة جميع الأطراف لوقف إطلاق النار، ومناشدة أي أطراف تتمتع بالنفوذ على أن تحت على ضبط النفس".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقتل القيادي في حركة "حماس" صالح العاروري مساء الثلاثاء في قصف إسرائيلي استهدف مبنى بالضاحية الجنوبية لبيروت، معقل "حزب الله" الداعم للفصيل الفلسطيني، وفق ما أكد مصدران أمنيان لوكالة الصحافة الفرنسية وحركة "حماس".

وأعلن الحزب في بيان عقب الهجوم أنه استهدف مجموعة من الجنود الإسرائيليين بصواريخ قرب منطقة مرج، فيما دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إسرائيل إلى "تجنّب أي سلوك تصعيدي وبخاصة في لبنان".

في المقابل، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن إصابة جنديين بقذيفة أطلقها "حزب الله" في منطقة "رميم ريدج" الشمالية.

وتعد هذه أول ضربة إسرائيلية تطاول الضاحية الجنوبية لبيروت منذ بدء التصعيد عبر الحدود، على وقع الحرب في قطاع غزة التي بدأت إثر هجوم غير مسبوق شنته حركة "حماس" على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وقال مصدر أمني لبناني بارز لوكالة الصحافة الفرنسية إن العاروري قتل في الضربة الإسرائيلية مع عدد من مرافقيه.

وأكد مصدر أمني آخر المعلومة ذاتها، موضحاً أن طبقتين في المبنى المستهدف تضررتا إضافة إلى سيارة في الأقل.

وفي وقت لاحق أكدت حركة "حماس" مقتل العاروري، وذكر تلفزيون "الأقصى" التابع للحركة الخبر في إعلان عاجل.

وأكد عضو المكتب السياسي لـ"حماس" عزت الرشق أن اغتيال العاروري "لن ينال من استمرار المقاومة".

وبحسب الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان، استهدف القصف الإسرائيلي مكتباً لحركة "حماس" خلال عقد اجتماع لقيادات فلسطينية فيه، وأحصت الوكالة مقتل ستة أشخاص عدا عن إصابة آخرين بجروح.

وشاهد مصور وكالة الصحافة الفرنسية في الموقع المستهدف دماراً واسعاً لحق بطبقتين من المبنى، إضافة إلى عدد من السيارات المتضررة، وهرعت سيارات الإسعاف إلى الموقع المستهدف لنقل الضحايا.

وندد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي بالقصف، معتبراً إياه "جريمة إسرائيلية جديدة تهدف إلى إدخال لبنان في مرحلة جديدة من المواجهات بعد الاعتداءات اليومية المستمرة في الجنوب".

وقال إن ما جرى "هو حكماً توريط للبنان ورد واضح على المساعي التي نقوم بها لإبعاد شبح الحرب الدائرة في غزة عن لبنان".

وبحسب المعلومات الأولية فإنه جرى استهداف شقة في حي المشرفية، وتحديداً شارع هادي نصرالله، بالعاصمة بيروت.

 

ومن المعروف أن الضاحية الجنوبية هي أحد معاقل جماعة حزب الله اللبنانية.

وفي أغسطس (آب) الماضي، هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، باغتيال "العاروري" باعتباره مسؤول الضفة الغربية في "حماس"، والذي اتهمته تل أبيب بالوقوف خلف سلسلة هجمات نفذتها الحركة في الضفة العام الماضي.

وخلال تهديدات أطلقها نتنياهو آنذاك، قال إنه سمع تصريحات القيادي في حماس التحريضية وهو مختبئ في لبنان، مضيفاً "وإنه (أي العاروري) يعرف جيداً سبب اختبائه هو ورفاقه... من يحاول إيذاءنا، من يمول، من ينظم أو يقف خلف الإرهاب ضد إسرائيل سيدفع الثمن غالياً".

وشهد العام الماضي، فترات متلاحقة من التوتر عاشتها الضفة الغربية، وسط موجة تحريض متصاعدة ضد صالح العاروري والدعوات لاغتياله، خصوصاً بعد أن اعترفت حماس رسمياً بمسؤوليتها عن عملية الخليل التي أدت لمقتل مستوطنين آنذاك.

ولطالما اتهمت التقارير الأمنية الإسرائيلية "العاروري" بالوقوف خلف إعادة بناء بنية حماس التحتية في الضفة الغربية، وتوجيهه بتنفيذ عمليات ضد الإسرائيليين.

كانت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، وصفت العاروري بأنه "رأس الأفعى" الذي تزعم التصعيد في الضفة، بينما عمل أيضاً على تشكيل خلايا لحركة حماس في لبنان.

وتناولت التقارير العبرية آنذاك أن صالح العاروري هو الشخصية الأكثر "كاريزما" في الحركة الفلسطينية وراكم الاتصالات من طهران إلى بيروت والقدس وقطاع غزة، من أجل تحقيق هدفه الأعلى، وهو الهجوم على إسرائيل من كل الساحات.

والعاروري مولود في قرية عارورة قرب رام الله، وعاش في الضفة الغربية واعتُقل في السجون الإسرائيلية قبل إبعاده إلى الخارج في 2010، ضمن صفقة وافق عليها، وأثارت آنذاك كثيراً من الجدل.

المزيد من الشرق الأوسط