Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"حكاية "فاغنر"... هكذا بدأت ولماذا لم تنته بعد؟

عرض بوتين ثلاثة حلول لتحديد مستقبلها منها مواصلة نشاطها في أفريقيا بعد تقنين وجودها

عامل يزيل إعلاناً لمجموعة "فاغنر" في ضواحي سان بطرسبرغ (رويترز)

ملخص

يتضمن سجل أنشطة مجموعة "فاغنر" انتقالها إلى السودان وسوريا وليبيا للمشاركة في القتال هناك

لم تعد "فاغنر" تتردد على كل لسان. انحسرت الأضواء عن تلك الفصائل التي حار كثيرون في تفسير معاني "تسميتها"، منذ رحيل صاحبها ومؤسسها يفغيني بريغوجين الذي لقي حتفه مع ستة من رفاقه في حادثة انفجار الطائرة التي كانت تقلهم من موسكو إلى سانت بطرسبورغ في أغسطس (آب) 2023، ولا يزال الغموض يكتنف جوانبها.

هذه الشركة كما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لم تكن موجودة رسمياً ولم يتم تسجيلها في روسيا وليست جزءاً من القوات النظامية المسلحة للبلاد وليس لها أي وضع قانوني على أراضيها. كما أن مقاتليها ليسوا مدرجين في قوائم العاملين بالدولة، فضلاً عن أن نشاطها محظور رسمياً بحكم القانون داخل أراضي روسيا الاتحادية".

وكان الذين وقفوا وراء ظهور هذه الشركة، سجلوا عام 2011 شركة للحراسة الخاصة "Moran Security Group" لحماية السفن التجارية من نشاط القراصنة (في ذلك الوقت، كانت المشكلة الفعلية هي الاستيلاء على السفن في شرق أفريقيا).

 وأعلن عن المرتبات التي كان يجري تحديدها بما يتناسب مع الخبرة والكفاءة والتي ترواحت ما بين 2000 و5000 دولار شهرياً، ومع ذلك لم تحقق الشركة نجاحاً يذكر، مما عزاه المراقبون آنذاك إلى "ضعف الوعي بالقضايا الإقليمية والمنافسة العالية".

لذا تحول من كان يقف وراء هذا "المخطط" إلى تسجيل شركة أخرى للحراسات العسكرية الخاصة تحت اسم "الفيلق السلافي" في هونغ كونغ عام 2013.

"الفيلق السلافي"

بدأت الإعلانات تنتشر عن "شركة الحراسات العسكرية الخاصة" حول توظيف متطوعين لحماية مرافق الطاقة في سوريا، وسرعان ما ظهرت مقارنتها بشركة "بلاك ووتر" الأميركية للحراسات الخاصة التي كانت تعمل في العراق.

 

 

واهتم بالانضمام إليها عدد من أفراد القوات الخاصة المتقاعدين من ذوي الخبرات القتالية، ممن كانوا يخدمون في القوات المسلحة الروسية خلال الحرب الشيشانية الثانية 1999-2004، غير أن هذه الشركة غير المسجلة رسمياً في الداخل الروسي وغير المعترف بها من جانب القيادة الروسية لم تظهر رسمياً إلا عام 2017 في قوائم العقوبات الصادرة عن وزارة المالية الأميركية، على رغم نشاطها المكثف جنوب شرقي أوكرانيا إلى جانب سكان مقاطعتي لوغانسك ودونيتسك"، قبل وبعد إعلانهما عن إقامة الحكم الذاتي وانفصالهما عن أوكرانيا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وانتقلت هذه "المجموعة" إلى سوريا في خريف عام 2015 مع بداية العملية العسكرية الروسية هناك، ووفقاً لموقع "فونتانكا" الإلكتروني في سانت بطرسبورغ وبحسب التقديرات التقريبية، كان تعدادها يبلغ زهاء 400 شخص في سوريا.

ويذكر المراقبون ما وقعته شركتا "فيلادا" و"ميركوري" الاستثماريتان التابعتان لبريغوجين من عقود في مجال التنقيب عن النفط والغاز في نهاية عام 2019، إلى جانب ما بذله رجال "فاغنر" الذين استطاع بريغوجين تجنيدهم من بين المساجين الذين يقضون عقوبة السجن، مقابل الإفراج عنهم لأداء "مهمات غير رسمية" بداية في منطقة دونباس في مواجهة القوات المسلحة الأوكرانية، ومن ثم في سوريا لمواجهة المعارضة السورية لنظام بشار الأسد، مما أثار كثيراً من اللغط في الأوساط الروسية.

كما ظهر مقاتلو هذه المجموعة بعد توسعها فى ليبيا عام 2018 لمساندة قائد القوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر ضد الحكومة المعترف بها دولياً في طرابلس، وذلك ما تأكد في 2020 ضمن التقرير الذي قدمته الأمم المتحدة حول مشاركة "فاغنر" في القتال هناك بقوات يصل تعدادها إلى 1200 مقاتل، فضلاً عن قوات المشير خليفة حفتر.

 

 

ويتضمن سجل أنشطة هذه المجموعة أيضاً انتقالها إلى السودان لمساندة حكومة عمر البشير، ويذكر المراقبون أن السلطات الروسية نفت حينها أية صلة لها بهذه القوات، وسجلت وجودها كذلك في كل من أفريقيا الوسطى ومالي وموزمبيق وبوركينا فاسو وفنزويلا وبلدان أفريقية ولاتينية أخرى.

وعلى رغم كل هذا النشاط متعدد الأبعاد، وما تناثر من تصريحات وبيانات واعترافات، فلم يكشف المالك الحقيقي لشركة الحراسات الخاصة "فاغنر" عن نفسه إلا في سبتمبر (أيلول) 2022، وذلك ما قاله يفغيني بريغوجين الملياردير الروسي باعترافه حول تأسيس شركة Moran Security Group عام 2013 لحماية السفن التجارية من نشاط قراصنة البحار، ثم تسجيل "الفيلق السلافي" في هونغ كونغ الذي انضم إليه 267 من العاملين في حماية مواقع استخراج النفط في سوريا، وهم الذين انضموا لاحقاً إلى "المتطوعين" الذين شاركوا في معارك "الحرب الأهلية" التي نشبت في سوريا.

واعتقلتهم السلطات الروسية فور عودتهم لروسيا بتهمة العمل "كمرتزقة" في الخارج، وكان واحداً من هؤلاء دميتري أوتكين المقدم الذي سبق وقاتل في الشيشان، وعمل في سوريا منذ عام 2013 في القوات الخاصة التابعة للاستخبارات الروسية العسكرية، وانضم إلى هذه "المجموعة" التي استمدت اسمها من كنيته أو الاسم الحركي الذي كان اختاره لنفسه وهو "فاغنر" نسبة إلى الموسيقار الألماني ريتشارد فاغنر المعروف عنه عداؤه للسامية، وربما لمواجهة اسم "موتزارت" الموسيقار النمسوي الذي اختاره مقاتلو الحراسات الخاصة لأنفسهم في شركة "بلاك ووتر" الأميركية في العراق.

وكان أوتكين تدرج في صفوف مجموعة "فاغنر" حتى وصل إلى منصب نائب قائد المجموعة. لكن من يكون يفغيني بريغوجين؟   

يفغيني بريغوجين

ولد يفغيني بريغوجين في لينينغراد عام 1961، وتخرج في إحدى المدارس الرياضية فى المدينة عام 1977، وتقول الأدبيات الروسية إنه وقع في شباك عالم الجريمة، مما كان سبباً فى صدور الحكم عليه بالسجن لمدة 12 سنة، ولم يكن تجاوز كثيراً مرحلة الصبا والشباب. ولم يكد بريغوجين يتمتع بحريته بعد الإفراج عنه مطلع تسعينيات القرن الماضي، حتى انزلق إلى عالم "البيزنس" مع زوج أمه من خلال افتتاحه عدداً من "أكشاك" الوجبات السريعة التي سرعان ما أعقبها بافتتاح سلسلة من المطاعم الشهيرة، ومنها العائمة على ضفاف أنهار سانت بطرسبورغ".

 

 

ويقول بريغوجين إنه كان يقوم بنفسه على خدمة ضيوفه من "كبار الزوار". أما عن كيفية تسلله إلى "حاشية" الرئيس بوتين، فننقل عن مجلة "فوربس" الأميركية ما نشرته عام 2013 حول أنه "نسج علاقة صداقة مع فيكتور زولوتوف القائد السابق لفريق حراسة الرئيس بوتين، الذي عهد إليه في وقت لاحق برئاسة قوات "الحرس الوطني" في الدولة الروسية.

وثمة من يقول إن مطاعمه الشهيرة كانت لقيت إعجاب قيادات المدينة، ومنها الرئيس بوتين الذي استضاف في واحد منها الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك صيف 2001.

وفي حديث نشرته مطبوعة "المدينة 812" الصادرة في سانت بطرسبورغ قال بريغوجين إن "فلاديمير بوتين شاهد بنفسه كيف استطعت تحويل ’أكشاك‘ الطعام الصغيرة إلى ’بيزنس‘ يُعتد به. لمس بوتين شخصياً كيف أنني لا أتورع عن القيام بنفسي على خدمة الزبائن الذين أعتبرهم بمثابة ضيوف شخصيين".

 

 

وتفيد بعض المصادر بأن بوتين استضاف في أحد أشهر المطاعم العائمة المملوكة لبريغوجين، الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن في مايو (أيار) عام 2003، كما أنه احتفل بعيد ميلاده في المطعم نفسه في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2003.

واستطاع بريغوجين المضي إلى ما هو أبعد في علاقاته مع ممثلي الكرملين بعدما تمكن من التسلل إلى حاشية الرئيس السابق دميتري ميدفيديف الذي خلف بوتين في 2008.

وتلك كلها خطوات تكفي وحدها لنسج علاقات استطاع من خلالها تمهيد الطريق المناسب للفوز بعدد من الصفقات الخاصة باحتكاره عمليات إمداد مختلف مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية بالأطعمة والمواد الغذائية، بما فيها المدارس والمؤسسات التعليمية، فضلاً عن منظومة تغذية وحدات القوات المسلحة الروسية، مما عاد على "صاحب سلسلة المطاعم" بمليارات الروبلات.

وتقول "الأدبيات الروسية" إن ما نسجه بريغوجين من علاقات مع كبار رجال الدولة وفي مقدمتهم آنذاك وزير الدفاع السابق أناتولي سيرديوكوف (2007-2012)، وخريج معهد التجارة السوفياتية عام 1984، والمسؤول الأسبق عن عالم تجارة الأثاث في سانت بطرسبورغ في تسعينيات القرن الماضي، وزوج ابنة رئيس الحكومة الروسية الأسبق فيكتور زوبكوف (2007-2008)، ساعده كثيراً فى الفوز بثقة كبار رجال الدولة والحكومة.

واكتنز بريغوجين القسط الأكبر من ثرواته المالية التي تراكمت على مر السنين من علاقاته ومن العقود التي وقعها مع وزارة الدفاع الروسية خلال رئاسة سيرديوكوف لهذه الوزارة، أي خلال الفترة من 2007 وحتى 2012.

وتضيف المصادر أن ما افتتحه بريغوجين من "نقاط التغذية" التابعة لرئاسة الأركان ووزارة الدفاع كانت تستأثر بنسبة 90 في المئة من كل العقود التي توقعها هذه المؤسسات العسكرية.

 

 

واستغل بريغوجين ذلك في الترويج لنفسه وما يستأثر به من نفوذ ومواقع، مما أسهم في ترويج "إشاعة" أنه "مستشار إدارة الرئيس"، لكن وما إن جرت تنحية سيرديوكوف من منصب وزارة الدفاع في ظروف مأسوية عام 2012 قادته لاحقاً مع إحدى مرؤوسيه إلى ساحات القضاء، حتى صدر القرار الذي نص على إلغاء "احتكار" بريغوجين لإمدادات التغذية والأطعمة، وعدم تمديد عقوده الموقعة مع القوات المسلحة.

وكان ذلك هو القرار الذي أصدره وزير الدفاع الروسي الجديد سيرغي شويغو، ولعل ذلك يفسر "التوتر" الذي شاب علاقة وزير الدفاع مع بريغوجين خلال المعارك القتالية التي كانت ولا تزال تجري في أوكرانيا، ووصل إلى حد "التمرد" الفاشل الذي أودى به إلى دائرة العصيان في أغسطس (آب) 2023، وكان وضع في صدارة أهدافه طلب "تنحية" سيرغي شويغو ورئيس أركان القوات المسلحة الروسية الجنرال فاليري غيراسيموف.

ومن نشاطات بريغوجين ما قام به من جهود في المجال الإعلامي ووقوفه وراء تأسيس وتمويل "الوكالة الإعلامية" التي أطلق عليها اسم "خاركوف" (نسبة إلى العاصمة التاريخية الأوكرانية القديمة)، وافتتح فرعاً لها فى شبه جزيرة القرم، اتسمت بطابع أقرب إلى الموالاة للسياسات والتوجهات الروسية الرسمية.

كما أنه أنشأ عدداً من المواقع الإلكترونية التي أسهمت في دعم نشاطات القيادة الروسية، في أعقاب إعلانها عن ضم شبه الجزيرة إلى روسيا، إضافة إلى ما قام به رجاله من فصائل "فاغنر" في المعارك القتالية دفاعاً عن سكان مناطق جنوب شرقي أوكرانيا.

تمرد "فاغنر" وطلب تنحية شويغو

بدأت نذر الخلافات تظهر على سطح علاقات "فاغنر" مع بدايات المعارك التي نشبت بين القوات الروسية المسلحة والجانب الأوكراني في أعقاب الإعلان عن بداية "العملية الروسية العسكرية الخاصة" في كييف.

كما أن تعدد القيادات في مطلع تلك العملية العسكرية وما قيل حول عدم وجود قيادة موحدة للقوات الروسية وتباين تبعية هذه القوات، إلى جانب ظهور القوات الشيشانية وتعمد إظهار ولائها للرئيس الشيشاني رمضان قديروف والترويج لما تحققه من انتصارات، أسهمت في تعميق خلافات قيادات "فاغنر" مع وزارة الدفاع الروسية.

 

 

وتجلى ذلك في تصريحات لبريغوجين بلغت حد التهديد بالانسحاب من جبهة القتال بعد كثير من الشكوى من نقص الذخيرة، وتعمّد وزارة الدفاع الروسية حجبها عن قواته، وبلغ الخلاف ذروته بعد إعلان وزارة الدفاع عن إعادة تنظيم صفوفها وفرض ضرورة إقرار العلاقة القانونية بينها وكل صفوف وتشكيلات القوات التي تشارك في القتال في إطار "العملية الروسية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا، وهو ما رفضه بريغوجين صراحة وعلانية.

وجاء التمرد الفاشل الذي قام به بريغوجين في يونيو (حزيران) الماضي واستيلاؤه على مقر المنطقة العسكرية جنوب روسيا، وتسبب في مصرع عدد من رجال القوات المسلحة الروسية، بمثابة "القشة التي قصمت ظهر البعير".

ولم يكن تراجع بريغوجين الذي أعلنه بعد "وساطة" رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو ليطمس الآثار المدوية التي نجمت عما فعله ورجاله، لا سيما على مكانة ومقام الرئيس بوتين، فضلاً عما تردّد في أعقاب اللقاء المفاجئ بين الرئيس بوتين وقيادات "فاغنر" في نهاية يونيو (حزيران) الماضي من تصريحات وإشاعات، ومنها ما صدر عن مصدر دبلوماسي في الأمم المتحدة حول مستقبل هذه المجموعة واحتمالات استمرار نشاطها في القارة الأفريقية، تحديداً في ليبيا وأفريقيا الوسطى ومالي.

في المقابل، يذكر المراقبون ما توصل إليه لوكاشينكو مع "فاغنر"، وما طرحه من اقتراح انتقالها إلى معسكرات تقام خصيصاً في أراضي بلاده لاستضافة قواتها. كما كشف الكرملين عما توصل إليه الرئيس بوتين من قرار في شأن مستقبل "فاغنر"، واستقباله لنائب وزير الدفاع يونس بك يفكوروف والقائد الجديد المعروف بكنية "الأشيب" أندريه تروشيف، بعد مقتل بريغوجين ونائبه أوتكين.

أما أندريه تروشيف، فهو عقيد سابق خاض الحرب في أفغانستان والشيشان، وانضم إلى القوات الروسية في سوريا، ويتمتع بثقة القيادات الروسية وتقديرها إذ إنه حصل على كثير من الأوسمة بما فيها "وسام بطل روسيا"، أعلى أوسمة الدولة.

وطرح بوتين آنذاك عدداً من الخيارات لتحديد مستقبل "فاغنر"، منها الاستمرار بعد توقيع العقود القانونية مع وزارة الدفاع والبقاء في روسيا تحت قيادة أندريه تروشيف، أو "الانتقال إلى بيلاروس"، أو التسريح والتقاعد.

وأشار بوتين رداً على سؤال لمراسل صحيفة "كوميرسانت" حول ما إذا كانت "فاغنر" ستبقى كوحدة قتالية إلى أن "المجموعة لا تزال موجودة، لكنها غير موجودة من الناحية القانونية"، لافتاً إلى أنه "لا يوجد في روسيا قانون ينظم أنشطة الشركات العسكرية الخاصة"، وأضاف أن "هذه قضية تنبغي مناقشتها في مجلس الدوما وفي الحكومة"، فسارع مجلس الدوما في اليوم التالي إلى طرحها للمناقشة.

أندريه كارتابولوف

وها هو رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الدوما أندريه كارتابولوف يعلن في حديثه إلى "الصحيفة البرلمانية" عن أن "الشركة العسكرية الخاصة فاغنر تم حلها بالكامل، كما أن معظم المقاتلين بصدد الانتقال إلى هياكل أخرى. ويواصل بعضهم تنفيذ مهمات في البلدان الأفريقية، ولكن تحت علامة تجارية مختلفة وتحت رعاية وزارة الدفاع، بعد أن وقع بعض رجالها عقوداً مع القوات المسلحة، وانضم البعض الآخر إلى الحرس الوطني الروسي".

وكان الرئيس الشيشاني رمضان قديروف أعلن عن انتقال بعض مقاتلي "فاغنر" إلى صفوف قواته التي تحمل اسم أبيه "الحاج أحمد قديروف"، فضلاً عن وجود آخرين ممن آثروا السلامة وقرّروا التقاعد، في وقت تبحث عائلات وأرامل من لقي حتفه من المقاتلين عن "حقوقهم المادية" لدى الدولة التي تقول بعدم وجود الأسس القانونية التي يمكن الاستناد إليها في مثل هذه الحالات.

وهو ما كان يعنيه الرئيس بوتين بقوله إن "المجموعة (فاغنر) لا تزال قائمة، لكنها غير موجودة من الناحية القانونية"، وإنه لا يوجد في روسيا قانون ينظم أنشطة الشركات العسكرية الخاصة، فضلاً عما أضافه حول أن "هذه قضية تنبغي مناقشتها في مجلس الدوما وفي الحكومة"، وذلك يعني أن "فاغنر" لم تنتهِ بعد وإن اختلفت تبعية مقاتليها الذين تفرقوا بين التعاقد القانوني مع وزارة الدفاع الروسية وقوات الحرس الوطني والانضمام إلى القوات الشيشانية التي تتمتع "بوضعية خاصة"، وإن حرص الرئيس الشيشاني قديروف على عدم الحديث عنها، مكتفياً بما ينشره الإعلام الروسي عما تحققه من مآثر وإنجازات ونشاطات، سواء داخل الشيشان أو خارج حدودها.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير