Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيسنجر يختم مئويته ودول العالم تحتفي بإرثه

ترك بصمته على سياسة الولايات المتحدة في النصف الثاني من القرن الـ20 وكانت استمراريته استثنائية

العالم يرثي وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر "عملاق الدبلوماسية" (أ ف ب)

ملخص

بكين تشيد بصداقته للصينيين وبريطانيا أشارت إلى دبلوماسي عظيم حظي باحترام الجميع وفرنسا تعزي في "عملاق التاريخ"

حيت دول العالم الكبرى الإرث الدبلوماسي الذي لا يزال حاضراً لهنري كيسنجر عملاق الدبلوماسية الأميركية المثير للجدل في حقبة الحرب الباردة، والذي توفي أمس الأربعاء عن 100 عام، بحسب ما أعلنت مؤسسته.

أطلق كيسنجر عجلة التقارب بين واشنطن وكل من موسكو وبكين في سبعينيات القرن الماضي، وقد حاز في 1973، تقديراً لجهوده السلمية خلال حرب فيتنام، جائزة نوبل للسلام مناصفة مع الفيتنامي لي دوك ثو، لكن صورته لطختها محطات مظلمة في تاريخ الولايات المتحدة، مثل دوره في دعم انقلاب عام 1973 في تشيلي وغزو تيمور الشرقية في 1975، فضلاً عن حرب فيتنام.

وفور الإعلان عن وفاته قال الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش إن الولايات المتحدة فقدت أحد "أصواتها الأكثر تميزاً وموثوقية في الشؤون الخارجية"، مضيفاً أن صعود كيسنجر كلاجئ ألماني إلى قمة صنع القرار في السياسة الخارجية الأميركية "يدل على عظمته بقدر ما يعكس عظمة أميركا".

وأشاد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بذكرى سلفه، وقال من إسرائيل، حيث يجري زيارة، إن كيسنجر كان "كريماً جداً في حكمته ونصائحه. قليل من الأشخاص كانت لهم فرصة كتابة التاريخ، مثل هنري كيسنجر".

الصين

أشادت بكين بكيسنجر "صديق الشعب الصيني"، وأثنت على دبلوماسي لعب دوراً محورياً في إرساء العلاقات بين بكين وواشنطن. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ونبين "خلال حياته، أولى الدكتور كيسنجر أهمية كبيرة للعلاقات الصينية - الأميركية وآمن بأنها مهمة لسلام وازدهار البلدين والعالم".

وفي رسالة تأبين مطولة أثنت هيئة البث الرسمية "سي سي تي في" على "إسهاماته التاريخية في فتح الباب أمام العلاقات الأميركية - الصينية"، وقالت إن "كيسنجر كانت تربطه علاقة عميقة بالصين"، مشيرة إلى "اجتماعاته العديدة مع القادة الصينيين".

اليابان

حيا رئيس الوزراء فوميو كيشيدا "الإسهامات المهمة في السلام والاستقرار" للدبلوماسي الأميركي المخضرم في آسيا.

المملكة المتحدة

كتب وزير الخارجية ديفيد كاميرون على موقع "إكس" أن كيسنجر "كان رجل دولة عظيماً ودبلوماسياً يحظى باحترام شديد، سيفتقد على المسرح العالمي". وقال إنه التقاه "قبل بضعة أشهر"، وناقشا إيران وروسيا والحرب في أوكرانيا. وأضاف، "حتى بعمر 100 عام، كانت حكمته وفكره متألقين".

بدوره، أشاد رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير بكيسنجر "فنان" الدبلوماسية، وقال "لا أحد مثل هنري كيسنجر"، مضيفاً، "كنت أكن له إعجاباً، وإذا كان من الممكن أن تكون الدبلوماسية في أعلى مستوياتها شكلاً من أشكال الفن، فإن هنري كان فناناً".

ودافع بلير عن نهج كيسنجر في التعامل مع الشؤون العالمية، وقال "مثل أي شخص واجه أصعب مشكلات السياسة الدولية، تعرض للانتقاد في بعض الأحيان، بل وحتى الإدانة، لكنني أعتقد أنه لم يكن مدفوعاً دائماً بالسياسة الواقعية الخشنة، بل بالحب الحقيقي للعالم الحر والحاجة إلى حمايته".

وحياً رئيس الوزراء المحافظ للفترة 2019 إلى 2022 بوريس جونسون "عملاق الدبلوماسيين"، وكتب على منصة "إكس"، "بوفاة هنري كيسنجر نفقد عملاقاً في الدبلوماسية والاستراتيجية وإرساء السلام".

فرنسا

وجه الرئيس إيمانويل ماكرون "تعازيه للشعب الأميركي" في وفاة "عملاق التاريخ"، وكتب على منصة "إكس" أن "قرناً من أفكار ودبلوماسية كيسنجر كان له تأثير طويل الأمد على عصره وعلى عالمنا".

ألمانيا

أشاد المستشار أولاف شولتز بكيسنجر الذي فر من ألمانيا النازية إلى الولايات المتحدة، منوهاً بـ"التزامه الصداقة على جانبي الأطلسي". وكتب شولتز على منصة "إكس"، "ظل (كيسنجر) قريباً من وطنه ألمانيا. لقد خسر العالم دبلوماسياً عظيماً".

روسيا

أثنى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على إسهامات كيسنجر "رجل الدولة الحكيم وصاحب الرؤية"، في العلاقات الأميركية – السوفياتية، وقال في بيان نشره الكرملين إن "اسم هنري كيسنجر يرتبط ارتباطاً وثيقاً بسياسته الخارجية البراغماتية، التي مهدت في وقتها لانفراجة في التوترات الدولية، ومكنت من التوصل إلى أهم الاتفاقات السوفياتية الأميركية التي أسهمت في تعزيز الأمن العالمي".

أوكرانيا

رأى وزير الخارجية دميترو كوليبا أن كيسنجر سيترك بوفاته تأثيراً دائماً في السياسة الدولية، وقال بالإنجليزية على مواقع التواصل الاجتماعي، "لم يكن القرن الذي عاشه هنري كيسنجر سهلاً، لكن تحدياته الكبيرة ناسبت عقله العظيم والفضولي. لقد غير خطاه (القرن) ووجه الدبلوماسية".

إسرائيل

قال الرئيس إسحاق هرتسوغ، "نحن من كبار المعجبين بهنري كيسنجر"، لافتاً إلى أن وزير الخارجية الأميركي الأسبق كان "يمثل حجر الزاوية في اتفاق السلام الذي أبرم لاحقاً مع مصر".

وتوفي عملاق الدبلوماسية الأميركية وزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر عن 100 سنة، أمس الأربعاء، بحسب ما أعلنت مؤسسته.

وقالت المؤسسة الاستشارية في بيان إن كيسنجر الذي كان وزيراً للخارجية في عهدي الرئيسين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد وأدى دوراً دبلوماسياً محورياً خلال الحرب الباردة "توفي اليوم في منزله بولاية كونيتيكت"، ولم يحدد البيان سبب الوفاة. 

وترك كيسنجر بصمته على السياسة الخارجية للولايات المتحدة في النصف الثاني من القرن الـ20، وظلت استمراريته هذه استثنائية.

وكان وزير الخارجية الأميركي الراحل هنري كيسنجر يلقى آذاناً صاغية من كبار قادة العالم ويقدم نصائحه بمهارة في القضايا الجيوسياسية، كثيراً ما أثارت إعجاباً بقدر ما تسببت في انقسام.

 

 

توصيات كيسنجر

يحتفظ مكتبه في نيويورك وشركته الاستشارية "كيسنجر أسوشيتس" بمكانة كبيرة نسبياً لدى النخبة في واشنطن والخارج، بما في ذلك بين الديمقراطيين، مثل وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون التي قالت ذات يوم إنها "تعتمد على نصائح صديقها".

كيسنجر الذي كان لاعباً رئيساً في الدبلوماسية العالمية خلال الحرب الباردة، وحائز "نوبل" للسلام، أطلق التقارب مع موسكو وبكين في سبعينيات القرن الماضي، معتمداً على رؤية براغماتية للعالم تعد نوعاً من "السياسة الواقعية" على الطريقة الأميركية.

وفي مؤشر إلى أن رؤيته للعالم لم تتغير، كان قد أكد أمام مضيفيه في حفل تكريم بمناسبة بلوغه من العمر 100 سنة بنادي نيويورك الاقتصادي النخبوي خلال مايو (أيار) الماضي، أنه من واجب الولايات المتحدة الدفاع عن "مصالحها الحيوية". وقال "يجب أن نكون دائماً أقوى من أجل مقاومة أي ضغط".

وحتى في شأن الحرب بأوكرانيا عندما دعا إلى وقف لإطلاق النار، قال "وصلنا إلى نقطة حققنا فيها هدفنا الاستراتيجي"، معتبراً أن "المحاولة العسكرية الروسية لابتلاع أوكرانيا فشلت".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

صفحات مظلمة

لكن صورة الرجل الذي اشتهر ببنيته الصغيرة وصوته الأجش ولهجته الألمانية الطاغية ما زالت مرتبطة بصفحات مظلمة في تاريخ الولايات المتحدة، مثل دعم انقلاب 1973 في تشيلي، أو غزو تيمور الشرقية في 1975، وبالتأكيد فيتنام.

ويعتبر البعض الراحل صاحب رؤية، بينما يرى آخرون أنه "مجرم حرب"، لكن "الحكيم" بقامته المحنية ونظارتيه الشهيرتين بإطارهما الكبير الداكن ظل على نشاطه طوال حياته.

وجه للدبلوماسية العالمية

ولد اليهودي الألماني الشاب هاينز ألفريد كيسنجر في 27 مايو (أيار) 1923 في فورث ببافاريا، ولجأ في سن الـ15 إلى الولايات المتحدة مع عائلته قبل أن يصبح مواطناً أميركياً في سن الـ20.

والتحق نجل المدرس بالاستخبارات العسكرية والجيش الأميركي قبل أن يبدأ دراسته في جامعة هارفرد، حيث كان طالباً لامعاً، وعمل في التدريس أيضاً.

وفرض كيسنجر نفسه وجهاً للدبلوماسية العالمية عندما دعاه الجمهوري ريتشارد نيكسون إلى البيت الأبيض في 1969 ليتولى منصب مستشار الأمن القومي، ثم وزير الخارجية. وقد شغل المنصبين معاً من 1973 إلى 1975.

 

 

وقد بقي سيد الدبلوماسية الأميركية في عهد جيرالد فورد حتى 1977.

في تلك الفترة، أطلق الانفراج مع الاتحاد السوفياتي وتحسن العلاقات مع الصين في عهد ماو، خلال رحلات سرية لتنظيم زيارة نيكسون التاريخية إلى بكين في 1972.

كما أجرى وبسرية تامة أيضاً وتزامناً مع قصف هانوي مفاوضات مع لي دوك ثو لإنهاء حرب فيتنام.

ولتوقيعه وقف إطلاق النار منح جائزة "نوبل" للسلام مع الفيتناميين الشماليين في 1973، في واحدة من أكثر الجوائز إثارة للجدل في تاريخ "نوبل".

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار