Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل بدأت هيلاري كلينتون بالعودة إلى الحياة السياسية؟

عادت وزيرة الخارجية السابقة والمرشحة الرئاسية المهزومة في 2016 إلى مسرح الأحداث الوطنية الأميركية، وكان هدفها الرئيس خصماً مألوفاً. هل يمكن أن يعني هذا أن تؤدي دوراً جديداً، وربما حتى محاولة أخرى للفوز بالبيت الأبيض، كما يتساءل ريتشارد هول

عادت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون إلى منبر الحياة العامة على المستوى الوطني الأميركي (غيتي)

تستهدف هيلاري كلينتون بانتظام في الأخبار الليلية التي تبثها وسائل الإعلام المحافظة. وتتكرر حالات بروز دورها في الانتخابات التي تتم على مستوى الولايات، وكذلك إطلالاتها العامة أكثر مما مضى. وهي تتمتع بشعبية عالية للغاية في الحزب [الديمقراطي]. هكذا قد لا يلام المرء إن شعر بأن ما يجري يبدو مألوفاً جداً.

في أعقاب سنوات من البقاء بعيدة من الأضواء نسبياً، بدأت السيدة التي تعتبر من كبار شخصيات الحزب الديمقراطي وكادت تصبح أول رئيسة للولايات المتحدة، بالعودة إلى مضمار السياسة. وبعد أن خاضت محاولتين فاشلتين، ثمة كلام يتردد حالياً عن ترشحها من جديد [للمرة الثالثة] للانتخابات الرئاسية لعام 2024.

وقد عادت وزيرة الخارجية السابقة يوم الخميس إلى منبر الحياة العامة على المستوى الوطني، حيث تحدثت في مؤتمر الحزب الديمقراطي لولاية نيويورك [لتسمية مرشح الحزب لمنصب الحاكم]، ظاهرياً من أجل دعم ترشيح كاثي هوشول لمنصب الحاكم. أما ما جاء بعد ذلك على لسانها فلم يكن خطاباً موجهاً لنيويورك، بل إلى البلاد بأكملها، ووجهت سهامها إلى خصم مألوف.

قالت كيلنتون، "أعلم أن الكثيرين منا كانوا يأملون أن دحر ترمب سيؤدي إلى البدء في معالجة انقساماتنا، وأنه ربما، ربما فحسب، سنطوي صفحة الجنون، لكن يجب أن يكون الأمر واضحاً الآن لنا جميعاً بأن النضال في سبيل الوحدة والديمقراطية لم ينتهِ، ولا يزال أثراً بعد عين".

وأضافت، "أن تكون هناك خلافات سياسية، فهذا أمر طبيعي وسليم، لكن، فقدان الحس المشترك بالحقيقة [الفهم المشترك والإجماع على التحديات على الرغم من الخلاف على سبل معالجتها]، والحقائق والواقع نفسه، هو أمر مختلف كل الاختلاف".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكان ذلك يذكر من جديد، إن كانت هناك حاجة للتذكير، أنها هي وحزبها كانا يخوضان المعركة نفسها لمدة تزيد على خمس سنوات، بغرض البحث عن وسيلة للتعامل مع التهديد الفريد الذي يشكله دونالد ترمب. المفارقة أن ما جذب كلينتون من جديد إلى ميدان المعركة كان رفض ترمب المستمر الاعتراف بخسارته أمام جو بايدن، وترويجه نظريات المؤامرة عن الانتخابات المسروقة.

ويأتي ظهور كلينتون مجدداً في الساحة الوطنية الأميركية في وقت عصيب بالنسبة للديمقراطيين. فمن المتوقع أن يتعرض الحزب إلى الهزيمة في الانتخابات النصفية المرتقبة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وقد هبطت نسبة الرضا عن أداء بايدن في أوساط معظم المجموعات السكانية، منذ سبتمبر (أيلول) الماضي. ونظراً إلى أنه سيبلغ الثانية والثمانين مع حلول عام 2024، ووسط داومة الشكوك عن قدرة نائبته كاميلا هاريس على الصمود، فإن الكثيرين كانوا يتساءلون بأصوات عالية، من الذي يمكنه أن يتقدم لنيل الترشيح للانتخابات الرئاسية، إذا قرر بايدن ألا يرشح نفسه.

وأشار مقال رأي نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى أنه إذا خسر الديمقراطيون الغالبية في الكونغرس، فإنه سيكون بوسع كلينتون "أن تستخدم خسارة الحزب كأساس للترشح في الانتخابات الرئاسية مرة أخرى، ما سيمكنها من إعلان أنها مرشحة [تحمل الأمل في] التغيير".

وأضاف المقال الذي كتبه المتخصص باستطلاعات الرأي دوغلاس أي شوين وأندرو شتين، "استناداً إلى أحدث تصريحاتها العلنية، من الواضح أن كلينتون لا تدرك موقعها كمرشح أساسي محتمل فحسب، بل أيضاً ترسي مساراً يساعدها على حسم قرارها إزاء الترشح  للرئاسة مرة أخرى أم لا".

إن توقعات كهذه تؤخذ حالياً على محمل الجد في الحزب الديمقراطي، لكن يجيء ظهور كلينتون في وقت يدور نقاش حاد بين الوسطيين والتقدميين حول وجهة الحزب في المستقبل. وهذه معركة أخرى خاضتها كلينتون بنفسها حين صعدت ضد ممثل الجناح التقدمي بيرني ساندرز من أجل الفوز بترشيح الحزب في انتخابات 2016.

ووجهت وزيرة الخارجية السابقة، التي كانت تتحدث في ديسمبر (كانون الأول)، نداءً دعت فيه إلى الاعتدال في رسالة الحزب الديمقراطي في سبيل كسب الأصوات من المستقلين.

وقالت "أعتقد أن الوقت قد حان من أجل التأني بعض الشيء في التفكير بشأن ما يساعد على الفوز في الانتخابات، وليس فقط في الولايات الزرقاء الغامقة [يغلب عليها الحزب الديمقراطي]، حيث يربح الديمقراطيون والأحرار الديمقرطيون أو من يسمون بالديمقراطيين التقدميين".

لم تعطِ السيدة كلينتون حتى الآن أي إشارة على أنها تريد الترشح للرئاسة. إلا أن عودتها قد أثارت جدالاً متجدداً حول دورها في السنوات القليلة المقبلة.

وكان هناك تأييد واسع النطاق للسيدة كلينتون في قاعة المؤتمر في أعقاب الخطاب الذي ألقته، وذلك متوقع في مثل هذه الفعالية، لكن ما هو رأي الناخبين في هيلاري 2024؟

كان موقف كريستين بلوش، وهي مصورة وعضو في الحزب الديمقراطي ارتدت شارة جاء فيها، "أنا أحب هيلاري كليننتون"، واضحاً لا لبس فيه.

ورأت أن "هيلاري كانت على الدوام قوة مهيمنة [وازنة] في الحزب الديمقراطي، وخصوصاً هنا في نيويورك. وهي تحظى باحترام كبير، وقضت سنوات في الخدمة العامة كعضو في مجلس الشيوخ، ثم كوزيرة للخارجية، ولا تزال تحظى بالإعجاب كامرأة مستقلة".

غير أنها أضافت إن دور السيدة كلينتون المستقبلي في الحزب قد لا يكمن بالضرورة في الترشح للبيت الأبيض [الرئاسة]. وأضافت بلوش، "أفترض أنها ستواصل دورها كمرشدة في الحزب ولا تترشح لمنصب رسمي... لا أرى كيف سيكون ذلك منطقياً بالنسبة لها كي تقدم عليه. كلنا أردناها [أردنا نجاحها] في عام 2016، ولذا فمن الصعب حقاً تحقق ذلك".

واعتبرت أن "كل هؤلاء الناس لا يزالون يؤيدونها. نحن حقاً محظوظون لأنها لا تزال تتكلف عناء التحدث إلينا".

وأعربت كاثلين هايك، التي كانت أيضاً بين الحضور، عن موافقتها على ما تقدم.

وذكرت، "أعتقد أن دورها سيستمر ليبقى كما كان على الدوام. فهي مرشدة، خصوصاً للشابات في ميدان السياسة والخدمة العامة... إن دعمي لها لم يضمحل إطلاقاً".

وأوضحت هايك أنها "إذا أرادت أن تترشح سأؤيدها تماماً، لكنني أركز في الوقت الحاضر على 2022 [العام الجاري]، وأعتقد أنها تفعل الأمر نفسه أيضاً".

تبدو كلينتون في الوقت الحالي راضية بالمضي بالمعركة إلى عقر دار الحزب الجمهوري وترمب، مستخدمة مكانة عامة لا مثيل لها إلا لدى قلة قليلة في حزبها.

كانت الحالات التي تدخلت فيها السيدة كلينتون بشكل حازم في الأشهر الأخيرة، قد استهدفت الجمهوريين بسبب تأييدهم لمثيري الشغب ممن شاركوا في الهجوم على مبنى الكابيتول في 6 يناير (كانون الثاني) 2021.

وقالت كلينتون، "حين يتبنى الحزب الجمهوري رسمياً التمرد العنيف باعتباره خطاباً سياسياً مشروعاً، وحين يعتبر اقتحام الكابيتول، والاعتداء على عناصر الشرطة ومحاولة قلب نتيجة الانتخابات، عادياً، فنحن أمام ما لا عهد لنا به".

وكان لديها متسع من الوقت لكي ترد على ترمب وأنصاره في وسائل الإعلام.

ولفتت إلى "أنهم بدأوا يلاحقونني من جديد أخيراً. من المضحك أنه كلما زادت متاعب ترمب كلما صارت نظريات المؤامرة التي تتعلق بي أكثر جموحاً كما يبدو. وعليه بعد أن طرده محاسبوه، وبات التحقيق على قاب قوسين منه، عادت آلة الضجيج تدور [لتشتيت الانتباه عما يحصل]".

وأضافت أن "فوكس نيوز"، "تعول على أن تنطلي [مزاعمها] على جمهورها من جديد".

واختتمت برسالة تأمل أن يدركها الديمقراطيون وهم يمضون إلى الانتخابات النصفية، ومفادها لا تدعوا تركيزكم يتشتت. ركزوا المسائل الأساسية [على ما يعتد به]".

وأردفت، "قوة أميركا تنبع من ديمقراطيتنا ووحدتنا".

© The Independent

المزيد من دوليات