Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيسنجر يعترف بأنه كان مخطئا بشأن أوكرانيا - ماذا عن تايوان؟

كيسنجر تراجع أخيراً عن موقفه معتبراً أن عضوية أوكرانيا في الناتو أمر محتمل

دعا كيسنجر الولايات المتحدة سابقاً إلى "إظهار تفهم أكبر للمخاوف الروسية" (أ ف ب)

في بداية الحرب الروسية على أوكرانيا حث كيسنجر كييف على تبني الحياد بين روسيا والغرب، ودعا إلى مفاوضات عاجلة، وهو موقف أثار الجدل في حينها ورداً قوياً من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. أخيراً تراجع كيسنجر عن موقفه واعتبر أن عضوية أوكرانيا في الناتو هي أمر محتمل.

في مقالة نشرها موقع "هيل" The Hill يستعيد الكاتب جوزيف بوسكو مواقف هنري كيسنجر، ويستنتج بأن الدبلوماسي المخضرم وهو على مشارف أعوامه الـ100، دليل حي على عدم وجود حدود عمرية لتعلم أشياء جديدة أو التراجع عن مواقف قديمة خاطئة.

ويشير الكاتب إلى أن مواقف كيسنجر السابقة تراوحت بين حث الولايات المتحدة على "إظهار تفهم أكبر للمخاوف الروسية"، إلى اعتباره بعد غزو بوتين لجورجيا أن "عزل روسيا ليس سياسة مستدامة بعيدة المدى"، وصولاً إلى دعوته في مايو (أيار) الماضي، إلى المفاوضات "قبل أن تؤدي [الحرب] إلى اضطرابات وتوترات يصعب تخطيها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتضمنت رؤيته حينها بدعوة الأطراف إلى الالتزام بخط فصل يكون خط 24 فبراير (شباط) ولكن ليس الأراضي التي احتلتها روسيا منذ ما يقرب من عقد من الزمان، أي مناطق في الدونباس وشبه جزيرة القرم، التي بحسب قوله "يمكن أن تكون موضوع مفاوضات بعد وقف إطلاق النار".

في حينها شبه زيلينسكي اقتراح كيسنجر بالتنازلات التي أبرمتها أوروبا الغربية مع النظام النازي عام 1938 في ميونخ.

لكن في إطلالته الأخير في مؤتمر دافوس أبدى كيسنجر تراجعاً جزئياً، قائلاً إن عضوية الناتو لأوكرانيا، التي عارضها لفترة طويلة، ستكون "نتيجة مناسبة... لأن فكرة أوكرانيا المحايدة في ظل هذه الظروف لم تعد مجدية".

ويرى الكاتب أنه بينما كان كيسنجر مخطئاً لمدة 30 عاماً في ما يتعلق بروسيا وجمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق، فقد كان أيضاً في الجانب الخطأ من التاريخ في ما يتعلق بالصين وتايوان ولمدة نصف قرن، التي بدأها بمفاوضاته بشأن بيان شنغهاي، وهو الخطيئة الأصلية للعلاقات بين الولايات المتحدة والصين.

موقف كيسنجر حينها كان معللاً بحقيقة أنه ما لم تحل مسألة تايوان جزئياً على الأقل بما يرضي بكين، فإن انفتاح الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون التاريخي، قبل الانتخابات في عام 1972، على الصين لم يكن ممكناً.

ويذكر الكاتب أن كيسنجر اعتبر أن مهمته هي إعطاء الصين كل الممكن من دون خسارة المحافظين الأميركيين المؤيدين لتايوان والمناهضين للصين الشيوعية. كانت الصيغة التي ابتكرها هو ورئيس الوزراء الصيني تشو إن لاي هي أن يوضح كل جانب موقفه بشأن تايوان والقضايا الأخرى.

قدمت الصين زعمها المؤكد المعتاد أن تايوان تنتمي حصرياً إلى جمهورية الصين الشعبية. ولم يعترض الجانب الأميركي "بلياقة" على الموقف الصيني واكتفى "بالاعتراف" به.

هذا الاختيار المبهم للمصطلحات ترك مجالاً للتأويلات المختلفة، وهو ما دفع مع الوقت بكين لتأكيد أن واشنطن وافقت على موقفها المتمثل بمبدأ "الصين الواحدة"، فيما أوضحت واشنطن أن اعترافها بموقف الصين لا يعني القبول به. وأكدت أن موقفها الثابت أن مستقبل تايوان لا يمكن تقريره إلا بالطرق السلمية ومن قبل حكومة وشعب تايوان.

ويلفت الكاتب إلى أن التعقيدات والفروق الدقيقة في حجة واشنطن تغيب عن بال الناس العاديين، خصوصاً مع عدم وضوح الفرق بين "الاعتراف" و"الاتفاق" أو بين "سياسة" الصين الواحدة و"مبدأ" الصين الواحدة.

لقد مزج كيسنجر نفسه المفاهيم لصالح بكين، واعتنق تدريجاً الموقف الصيني. وفي عام 2007، دعا تايوان إلى التعامل بجدية مع بكين بشأن مستقبلها لأن "الصين لن تنتظر إلى الأبد".

كما فعل جزئياً في ما يتعلق بروسيا وأوكرانيا، يجب على كيسنجر أن يصحح حكمه بشأن الصين وتايوان الذي أثبت عدم صوابه.

المزيد من دوليات