Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

4 قتلى من شرطة "حماس" في تفجيرين "مجهولين" في غزة

وزارة داخلية القطاع تقول إنها وضعت يدها على الخيوط الأولى لكشف الفاعلين

كانت الساعة تشير إلى الحادية عشرة مساءً، عندما سمع صوت انفجارٍ ضخمٍ جنوب غربي مدينة غزّة، هرع الناس إلى المكان للبحث عن مصدر التفجير ونتائجه، المفاجأة كانت أنّ عناصر من شرطة حكومة حركة حماس سقطوا قتلى وتناثرت أشلاؤهم في المكان.
وبعد خمس دقائق تقريباً، دوّى انفجار آخر يبعد عن منطقة التفجير الأولى مسافة لا تزيد على أربعة كيلومترات، سقط جراؤه قتلى من عناصر شرطة حكومة حماس أيضاً، وسُجل إصابة أشخاص آخرين بجروح وحدوث دمار كبير في المكان.

تفاصيل التفجير

 

"اندبندنت عربية" تابعت تفاصيل الحادثة، وخلصت الإفادات التي توصلت إليها بأنّ مكان التفجير الأوّل يتبع لدورية شرطة، وهو نقطة أمنية يوجد فيها خمسة عناصر يلبسون الزي الرسمي، وتفيد المعلومات بأنّهم تابعون إلى شرطة المرور، ويقومون بحماية وتنظيم الطريق خلال ساعات الليل.
وأثناء تأديتهم عملهم، وصلت دراجة نارية إلى النقطة الأمنية، فنزل عنها رجل وغادر المكان، وبعد دقائق فُجّرت الدراجة المفخخة، بواسطة التحكم من بعد، ما أدى إلى سقوط قتيلين من الشرطة، وإصابة بعض المارة، من بينهم سيدة.
وذكرت مصادر من وزارة الداخلية التي تسيطر عليها "حماس" أن الشخص ذاته توجه إلى نقطة أمنية ثانية تابعة لجهاز "شرطة النجدة" المخصص للسلامة على الطريق، ونزل من سيارة مدنية، وسلّم على عناصر الشرطة، وبعد ذلك صاح "الله أكبر" ثمّ فجّر نفسه، مودياً بحياة شخصين، ومسبباً إصابات أخرى.



حزام ناسف

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة إن 4 قتلى، و13 إصابة وصلوا إلى المستشفيات، من بينهم سيدة. ووصف القتلى بأنّهم "أشلاء" أطراف بعضهم مبتورة. وأضاف القدرة أن "الإصابات بليغة وخطيرة، وذلك يشير إلى أن كمية المواد المتفجرة ضخمة، لذلك أسفرت عن سقوط عدد كبير من الضحايا، وجروح وخدوش بالغة تحتاج إلى أكثر من عملية جراحية".
وتفيد المعلومات التي حصلت عليها "اندبندنت عربية" بأنّ الانتحاري كان يلبس حزاماً ناسفاً مضغوطاً (يحتوي على كميات كبيرة من المتفجرات)، ذا قوّة تدميرية كبيرة أحدثت أضراراً مادية بالغة في المكان.
وعادةً ما تضم كلّ دورية شرطة خمسة عناصر، لكن سقوط قتيلين في كلّ تفجير يشير إلى أن العناصر الأخرى كانت بعيدة من المكان في مهمة صغيرة وفق مصادر مأذونة، ما يفسر عدم سقوطهم بين الضحايا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تفكير منحرف

وزارة الداخلية في الحكومة الموازية التي تسيطر عليها حركة "حماس" أعلنت حالة الاستنفار والطوارئ حتى إشعار آخر، وقال المتحدث باسمها إياد البزم إنّ "الأجهزة الأمنية تمكنت من وضع أصابعها على الخيوط الأولى لتفاصيل التفجيرات المشبوهة، التي تستهدف خلط الأوراق في الساحة الداخلية". وأضاف إنّ المتهمين بالتفجير "من أصحاب التفكير المنحرف المضللين في الدين".
وكانت شرطة "حماس" اعتقلت معظم المتطرفين في غزة خلال العام الحالي، وحاولت إصلاح تفكيرهم، واستمر اعتقالهم نحو 5 أشهر، ثم أُفرج عنهم بالاتفاق بينهم وبين الحركة، على أن يتم دمجهم في المجتمع والتخلي عن أفكارهم المتطرفة.
وصرح مصدر في الداخلية أنه "قد يكون أحد العناصر المفرج عنهم هو القائم بالتفجير، لكن لا معلومات حول ذلك".


تحليلات أخرى

وبرزت تحليلات أخرى حول سبب وقوع التفجيرين، الأوّل تحدث عن وقوف إسرائيل خلفهما من خلال عملاء لها في غزّة، لكن سرعان ما نفى الجيش الإسرائيلي ذلك، معقّباً أنّه لم يجرِ أيّ عمليات سرية في غزّة. لكن الناطق باسم "حماس" في القطاع عبد اللطيف القانوع قال إن "المحتلين فشلوا في تحقيق أهدافهم والمتآمرين على غزة والعابثين بأمنها سيفشلون في كسر أمن القطاع الذي تعمل القوى الأمنية على حفظه".
وعقّب على ذلك المتحدث باسم الداخلية إياد البزم، قائلاً إن "إسرائيل من خلال عملائها، تعمل بشكل دائم على ضرب حالة الأمن والاستقرار في غزة، وتستخدم في ذلك أساليبَ شتى. وأحبطت الأجهزة الأمنية مخططات عدة، ولا زالت تقف سداً منيعاً أمام كل المحاولات المشبوهة التي تتخذ أشكالاً وأساليب مختلفة".
وذهبت تحليلات أخرى، إلى ترجيح أن تكون هذه تفجيرات "داخلية" ضمن حركة حماس، بسبب عملية التدوير الأخيرة التي قامت بها الحكومة الموازية، ولم تعجب كثيرين من عناصر الحركة، لكن ذلك مستبعد وفقاً لمصادر الداخلية.

مرات سابقة

ولم تكن هذه المرة الأولى التي يحدث فيها تفجير في غزّة، بل كانت الأكثر قساوة وأسفرت عن وقوع ضحايا. وتعرضت دوريات الشرطة في السابق لعمليات تفجير فاشلة، إذ تعرض رئيس الوزراء الفلسطيني السابق رامي الحمد لله لتفجير موكبه أثناء دخوله القطاع، كما تعرض رئيس القوى الأمنية في غزّة لتفجير لكنه نجا منه.
من جهة أخرى، عقّبت حركة فتح على التطورات في غزة، واعتبرت على لسان الناطق الإعلامي باسمها منير الجاغوب أن ما حدث من تفجيرات في غزّة، لا يختلف عما تعرضت له السلطة ورموزها في العام 2007 (حين سيطرت حماس على غزّة بالقوة) من عمليات اغتيال وتفجيرات وسحل في الشوارع. ونددت بقية الفصائل واستنكرت ما حدث وطالبت وزارة الداخلية بضرورة معاقبة منفذي التفجير.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط