Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

صوت محرك الطائرات الإسرائيلية يؤرق سكان غزة ويوتر أعصابهم

بات النوم ليلاً أقصى أحلام الأهالي وقسم كبير منهم يفكر بالهجرة بعد انتهاء الحرب

ملخص

حرم صوت الطائرات سكان غزة من النوم، وباتوا يفكرون في الهرب من القطاع

حرم التحليق المكثف للطائرات المقاتلة الإسرائيلية في سماء غزة الفلسطيني جواد من النوم ليلاً، ولقلة خلوده في السرير أصيب الشاب بصداع دائم وإرهاق شديد في جسده، وأصبح يعاني نوبات نفسية.

وبسبب ارتفاع صوت أزيز محركات الطائرات الحربية الإسرائيلية يبقى جواد مستيقظاً لأيام طويلة، وبات رهين الأدوية المخففة للألم والمسكنات، كما بات الضجيج الناتج من محركات الطائرات يشكل هاجساً لدى الشاب ويجعله يعيش في حالة ذعر.

إزعاج ليلي

منذ بدء الحرب الضارية بين حركة "حماس" وإسرائيل لم تفارق الطائرات الحربية باختلاف أنواعها أجواء القطاع، وتعد طائرات الاستطلاع المسيرة أكثر أنواع "الدرون" التي تبقى في سماء غزة ولا تفارقها ليل نهار.

ومن شدة الضجيج الذي يسمعه سكان غزة الناتج من طائرات الاستطلاع التي يطلقون عليها تسمية "الزنانة"، وبسبب هذا الصخب لا يستطيع المواطنون النوم ليلاً، ويضطر بعضهم إلى وضع قطن في آذانهم حتى يحظوا بقسط من الراحة.

ويعبر جواد عن غضبه من الطائرات المسيرة بالقول "صوت الزنانة لا يفارق سماءنا ولا أسماعنا، والأمر الأكثر إزعاجاً في فترة الليل. لا نستطيع النوم بسبب أزيزها وصوت محركها الشنيع، لقد أصبت بحالة نفسية سيئة بسببها. أعتقد أن إسرائيل تستخدمها ضمن سياسة العقاب الجماعي".
يحلم جواد بانتهاء الحرب، ليحظى بعد ذلك بساعات طويلة من النوم من دون مصدر إزعاج، كما أنه يعلق آملاً كبيرة على وقف إطلاق النار ليغادر غزة على الفور نحو بلد لا توجد فيه صراعات دامية.

الظلام مخيف

وما إن يحل الظلام في غزة تشعر هبة بخوف شديد بسبب صوت الطائرات على اختلاف أنواعها، وتقول "الليل هو أكثر ما يخافه سكان غزة خلال الحرب. من المفروض أن الساعات التي نقضيها على ضوء القمر هادئة ويعمها السكون، لكن هنا وعلى العكس، كلها ضجيج بسبب صوت محركات الطائرات، الذي يولد الرعب لدينا ويحرمنا من النوم". وتضيف "عند غروب الشمس أعيش بحالة من القلق والاكتئاب، وذلك بسبب صوت طائرات الاستطلاع التي تزداد رويداً رويداً مع حلول الظلام، وكلما يخترق أذني أزيزها أشعر بأن الموت يقترب مني. منذ 35 يوماً لم يغمض لي جفن بسبب التحليق المكثف للطائرات الحربية".
تعتقد هبة أن إسرائيل تتعمد تركيز عدوانها خلال فترة الليل، حيث تتصاعد أصوات الطائرات المرعبة والانفجارات المخيفة وتهتز المنازل كأن زلزلاً ضرب الأرض، ويرتفع الصراخ وبكاء الأطفال، وتتساءل في ظروف كهذه "هل يمكن لأي بشر أن ينام؟".

وتتابع هبة التي يئست من طول فترة القتال وهي نازحة من بيتها، "إذا كنت من الأحياء عند انتهاء الحرب، فإنني سأنام طويلاً، لكن ما أخشاه أن تبقي إسرائيل طائراتها في سماء غزة، عندها ستتحول حياتنا لجحيم".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


الهرب من غزة

عند السادسة مساءً تعم غزة حالة أشبه بحظر تجول، ونتيجة التزام السكان أماكنهم يصبح صوت الطائرات الإسرائيلية أكثر وضوحاً، ويتسبب ذلك في نوع من الضجيج الشديد، وبسببه يصاب الكبار بالأرق، فيما يعاني الصغار الهلع.

وتعاني والدة الطفلة سارة البردويل حالة الفزع التي تصيب ابنتها حين يسدل الليل ستاره ويرتفع صوت الطائرات والانفجارات، وتقول "لا تفارقني صغيرتي، وتمس بيدي طوال الوقت، وتبكي وتسأل هل سيقصفنا اليهود؟ في الليل لا تقبل النوم سوى إلى جانبي، وفي حال استيقظت على صوت انفجار تبكي كثيراً".
تعاني الطفلة سارة حالة خوف وهلع مستمرة، وتقول "أصوات الغارات تحرمنا النوم، وكلما نمنا توقظنا الطائرات على صوت قصف جديد، أو يتخرق آذاننا ضجيج محركات الطائرات، وهذا وحده رعب".
ما تفكر به والداة سارة هو انتهاء الحرب، وتنتظر ذلك على أحر من الجمر، لتغادر غزة وتترك خلفها ضجيج الطائرات المقاتلة وتلك المسيرات ذات الصوت المزعج.

وتقول الطفلة ذات السنوات 13 إن الليل تحول إلى كابوس، ولا يوجد به سوى أصوات القصف وسيارات الإسعاف، وضجيج الطائرات الحربية والاستطلاعية التي تصدر صوتاً ينذر بوقوع مجازر بشعة.

سياسة عقاب جماعي

وفقاً لاستشاري الصحة النفسية في وزارة الصحة محمد أبو شاويش فإن ما يفعله الجيش الإسرائيلي خلال فترة الليل ليس بمحض الصدفة، ويقول إن "إسرائيل تتعمد خلال فترة الليل، إثارة حالة من الرعب، وهذا أمر مقصود، لأن الجيش يعلم أن الليل في ظل انقطاع الكهرباء يكون أصعب، وهو يحاول بقدر الإمكان إدخال حالة من الرعب في نفوس سكان غزة". ويضيف "صوت الطائرات في الليل والظلام يمثل رمزية مخيفة عند سكان غزة، وهذا ما يسبب لهم الأرق، ويترك آثاراً صعبة من الناحية الجسدية، مما يؤدي إلى المغص ووجع الساقين والصداع وعدم القدرة على النوم، والتبول اللا إرادي، والالتصاق بالوالدين عند الأطفال".

ويشير أبو شاويش إلى أن "ضجيج محركات طائرات الاستطلاع يؤدي إلى ندوب نفسية، ومشكلة اضطراب الكرب الحاد التي أصيب بها معظم سكان غزة"، موضحاً أن "الإنسان الطبيعي في حاجة إلى الراحة والهدوء، لكن هذا غير موجود لليوم الـ35 في القطاع". ويعتقد أن "صوت ضجيج الطائرات هو عقاب جماعي يشتت تركيز السكان، وهو أمر ممنوع وفق القانون الإسرائيلي، ومجرم في العرف الدولي، وذلك استناداً إلى المادة 33 من اتفاق جنيف الرابعة".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات