Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"طالبان" تستخدم الأطفال في الأنشطة الدعائية والحربية

أولاد أفغان يغنون الأناشيد التي تشيد بالعمليات التفجيرية والانتحارية والقتل ويشيدون بقادة الحركة

حركة "طالبان" تستخدم الأطفال الأفغان في الأنشطة الدعائية والحربية (أ ف ب)

ملخص

كانت دعاية "طالبان" في المدارس الدينية مبنية على أن القتل ثواب، وأنه فريضة وأحياناً يقولون إنه من الواجبات والفرائض العظيمة

أطفال أفغان بزي يشبه ملابس مقاتلي "طالبان" حاملين أسلحة حقيقية في بعض الأحيان... مشهد أثار عديداً من الانتقادات لاستخدام "طالبان" الأطفال في الأنشطة الدعائية والحربية.

فقد نشرت صور تظهر أن عدداً من الأطفال يحملون أسلحة لعناصر الحركة وعلى جباههم شعار "طالبان". كما نشرت الحركة هذه الصور على حساباتها كافة على مواقع التواصل الاجتماعي، بخاصة منصة "إكس" لتظهر أنها تحظى بشعبية كبيرة بين المواطنين الأفغان.

مسيرة للأطفال

وفي الذكرى السنوية الثانية لسيطرة حكومة "طالبان"، أقدمت الحركة على إحضار عدد من الأطفال يرتدون زي "طالبان" الرسمي أمام السفارة الأميركية المغلقة في العاصمة الأفغانية كابل، لالتقاط الصور مع مسلحي "طالبان" في محافظة قندهار الواقعة جنوب أفغانستان، وفي المكان الذي يقيم فيه ملا هبة الله أخوند زادة، قام عدد من الأطفال بمسيرة ورفعوا علم وشعار الحركة، هذا في الوقت الذي منعت فيه "طالبان" الفتيات الأفغانيات من التعليم فوق الصف السادس الابتدائي واعتمدت سياسات معادية للمرأة.

وفي هذا السياق، قال الخبير السياسي الأفغاني داود عرفان، لـ"اندبندنت فارسية"، "إن استخدام الأطفال والمراهقين من قبل طالبان لأهداف حربية، يتعارض مع الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الأطفال واتفاقيات جنيف"، مضيفاً أن "طالبان لا تعترف بهذه الاتفاقيات".

وقال عرفان أيضاً، "بناءً على الاتفاقيات الدولية، فإن الحكومات عادة لا تستخدم الأطفال في الحروب، إلا أن الجماعات التي لا تؤمن بهذه الاتفاقيات الدولية هي من تستخدم الأطفال في الحروب وهذا يعد خرقاً لهذه الاتفاقيات".

قاتلت حركة "طالبان" الحكومة الأفغانية وحلفاءها الغربيين عقدين من الزمن، وكان من بين مقاتليها الأطفال والمراهقون، قد شارك هؤلاء المراهقون في الحروب جنباً إلى جنب مع عناصر "طالبان" ومنهم من سقط قتيلاً وبعضهم من جرح في هذه الحروب العبثية.

تجنيد الشباب

ويعتقد عرفان أن حركة "طالبان" تعمل على تجنيد الشباب من المدارس الدينية، لذلك هناك قلق من استمرار هذه السياسة التي تنتهجها الحركة في أفغانستان.

وقال أيضاً، "لقد أظهرت التجربة أن أفراد طالبان كانوا من الأطفال خلال الأعوام الـ20 الماضية. ويمكن أن يحدث هذا في المستقبل وأن تستخدم طالبان الأطفال لأهدافها الحربية".

وفي الأيام الأولى لإسقاط الحكومة الأفغانية في أغسطس (آب) 2021، على يد "طالبان"، هاجمت المدن الأفغانية أعداداً كبيرة من "طالبان" تقل أعمارهم عن 18 سنة، وكانوا فرحين بانتصارهم في الحرب.

تدعي حركة "طالبان" أنها تتبع الشريعة الإسلامية، وبهذه الحجة تمكنت من النفوذ إلى عديد من المساجد والمدارس الدينية في أفغانستان، وهذا سهل تجنيد عديد من المواطنين، بخاصة أولئك الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة، وهم بطبيعة الحال الأكثر تأثراً بالدعاية المتطرفة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وحذر الخبير الأفغاني من أنه طالما هناك نفوذ للحركة في المساجد والمدراس الدينية، فهذا يعني أن عملية تجنيد الأطفال والمراهقين مستمرة من قبل "طالبان".

وقال عرفان إنه "للأسف في المدارس الدينية كانت دعاية الحركة مبنية على أن القتل ثواب. وأنه فريضة وأحياناً يقولون إنه من الواجبات والفرائض العظيمة. بالتالي، هذا المناخ بات واقعاً في المدارس الأفغانية وهو ما يؤدي إلى إضفاء الطابع المؤسسي والممنهج للعنف في أفغانستان".

حقوق الإنسان

في النظام الجمهوري الذي كان يدعمه الغرب، نشطت عديد من المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان والأطفال في أفغانستان، وكانت هذه المؤسسات تقوم بمراقبة أداء الأجهزة الأمنية والعسكرية والاستخباراتية حتى لا تقوم بتجنيد الأطفال والمراهقين وزجهم في الصراعات والحروب، إلا أنه مع وصول "طالبان" لسدة الحكم في أفغانستان، منعت عديداً من المؤسسات من العمل وأوقفت نشاطها كلياً، والمؤسسات التي تعمل حالياً في البلاد تتعرض للضغوط وقمع من قبل "الحركة".

طبعاً في هيكلية الحكومة الأفغانية السابقة كان هناك عدد من القاصرين يعملون في الأجهزة الحكومية، إلا أنه يقال إن هذا العدد مقارنة بعناصر "طالبان" قليل جداً.

وفي هذا السياق، نشرت الحركة بشكل واسع على وسائل إعلامها وحساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لأطفال يغنون أناشيد الحركة ويشيدون بالعمليات التفجيرية والانتحارية والقتل، وبقادتها.

وتواجه حكومة "طالبان" أزمة شرعية داخلية على مستوى البلاد ودولية، ولهذا لم تعترف بها أي دولة لهذه اللحظة، وتحدثت تقارير عدة صادرة عن الأمم المتحدة، أنه في ظل حكومة "طالبان" هناك ما يقارب 20 منظمة إرهابية في أفغانستان ومنها فرع "خراسان" التابع لتنظيم "داعش" و"القاعدة" وحركة "طالبان باكستان". كما أن هناك مخاوف جدية من استخدام الأطفال والمراهقين بصورة أوسع من قبل هذه المنظمات الإرهابية في حروبها وأنشطتها الدعائية، لأنها لا تلتزم القوانين والأعراف الدولية.

"نقلاً عن اندبندنت فارسية"

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير