Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كبح تداعيات الحرب تدفع "الشيوخ" ومنظومة "ثاد" إلى المنطقة

واشنطن ترسل تجهيزات عسكرية جديدة وسط تحذير سعودي من مغبة "الازدواجية والانتقائية" الدولية واتساع رقعة العنف بعد غزة

ولي العهد يستقبل رئيس وفد مجلس الشيوخ الأميركي إلى الرياض ليندسي غراهام (واس)

أظهرت زيارة مجلس الشيوخ الأميركي إلى السعودية توحداً بين أعضاء الوفد الذي جاء من ولايات أميركية عدة ومن الحزبين الجمهوري والديمقراطي، بما في ذلك العضو كريس كونز عن مدينة الرئيس الأميركي ديلاوير، بغية توحيد المجلس المنقسم في واشنطن، خطابه في سبيل إحراز تقدم في عملية السلام في الشرق الأوسط، على وقع الحرب الدائرة في قطاع غزة، التي يحذر السعوديون من اتساع رقعتها، بسبب الانتقائية والازدواجية الدولية.

وقالت وكالة الأنباء السعودية إن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان التقى الوفد وبحث معه علاقات الصداقة بين البلدين، إلا أنه أكد "ضرورة بذل كل الجهود الممكنة لخفض وتيرة التصعيد وضمان عدم اتساع رقعة العنف لتلافي تداعياته الخطرة على الأمن والسلام في المنطقة والعالم".

دعم إسرائيل لا يكفي وحده

من الجانب الآخر، أشار متزعم الوفد ليندسي غراهام في تغريدات صحافية على حسابه في "إكس" قبيل توجهه إلى الرياض، إلى أن دعم إسرائيل لا يكفي للتعامل مع الأزمة "فمن الواضح بالنسبة إليَّ أن الجهات الفاعلة الإقليمية السيئة، وبخاصة إيران، لا تشعر حالياً بالردع".

 لكن اهتمام ولي العهد السعودي في اللقاء بحسب الوكالة، انصرف إلى "أهمية تهيئة الظروف لعودة الاستقرار واستعادة مسار السلام بما يكفل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة".

وكان السيناتور عن ولاية ساوث كارولينا غراهام قال في برنامج "واجه الصحافة" على شبكة "أن بي سي أن" قبل أيام إن مجموعة من أعضاء المجلس ستسافر إلى الشرق الأوسط لتشجيع إسرائيل والسعودية على مواصلة المحادثات في شأن تطبيع العلاقات، لكن الرياض استبقت الزيارة بإعلانها تعليق محادثاتها مع الأميركيين على هذا الصعيد، مركزة جهودها على وقف إطلاق النار فوراً، منددة بهجمات إسرائيل البشعة ضد المدنيين الفلسطينيين.

ودعت إلى ضرورة إيجاد حل سلمي للأزمة "يخرج المنطقة من دوامة العنف المتكررة، ويحقن الدماء، ويؤسس لسلام عادل وشامل ومستدام".

ومع أن غراهام يرى أن الحرب الدائرة قلبت الظروف في المنطقة رأساً على عقب، إلا أنه يعتقد أن فرص السلام لم تزل مواتية.

ويحمل الأميركيون "حماس" مسؤولية هجوم السابع من أكتوبر، ويعتبرونه صمم بتحريض من إيران قصد خلط الأوراق في الإقليم وإجهاض المحادثات الدفاعية بين واشنطن والرياض، في رواية تبناها الرئيس بايدن كذلك أخيراً.

دعم مقاربة الرياض

وقال مكتب غراهام أمس الجمعة "للولايات المتحدة والسعودية مصلحة مشتركة في الحفاظ على الاستقرار والأمن والازدهار في منطقة الخليج والتشاور من كثب في شأن مجموعة واسعة من القضايا الإقليمية والعالمية"، في وقت يرى أن الرياض "تلعب دوراً مهماً في العمل نحو مستقبل سلمي ومزدهر للمنطقة."

وتشكل وفد المشرعين الأميركيين التسعة الذين قاموا بالرحلة من ريتشارد بلومنثال وكوري بوكر وكاتي بريت وبن كاردين وسوزان كولينز وكريس كونز وجاك ريد ودان سوليفان وجون ثون، يترأس معظمهم لجان في الكونغرس مثل الشؤون الخارجية والقوات المسلحة.

وعلقت صحف أميركية على الزيارة، مثل "هيل" التي أشارت إلى تأكيد المشاركين في بيانات متفرقة بأن كلا البلدين لديه مصالح مشتركة تستدعي الحرص عليها في اللحظات الحرجة، مثل التي تشهدها المنطقة.

رسالة ضد توسيع الحرب

وقال سوليفان على سبيل المثال إن هدفه الأسمى من الرحلة هو "إظهار دعم مجلس الشيوخ من الحزبين لإسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها وهزيمة حماس وتدميرها"، لكنه استدرك بأنه يريد أيضاً العمل مع حلفاء الولايات المتحدة العرب لتوفير "المساعدة للمدنيين الفلسطينيين" وإرسال رسالة إلى إيران ووكلائها "بعدم توسيع هذه الحرب".

وأضاف "إن تاريخ الشرق الأوسط هذا مليء حقاً بأمثلة لأشياء إيجابية كبيرة تم إنجازها قبل أن تصطدم بصراع مأسوي حقاً"، في إشارة إلى الجهود التي سبقت الحرب للتوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، بحسب الصحيفة التي نسبت إلى المسؤول الأميركي أن الهجوم "أدى إلى قلب المفاوضات بين البلدين رأساً على عقب".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكان رئيس الوفد الجمهوري غراهام بين أكثر المشرعين في بلاده نقداً للسعودية، قبل أن تتحول بوصلته إلى الرياض، التي برهنت عبر إدارتها الأزمة مع واشنطن أن المصالح بين البلدين أكبر من أي أزمة عابرة، مهما طغى الاستقطاب السياسي حولها.

ومنذ أزمة حرب القطاع يضغط الغربيون على دول عربية مثل السعودية والأردن ومصر في سبيل أن تساند موقفها المندد بـ"حماس" والداعم إسرائيل، إلا أن الرياض سارت على النقيض، ودافعت بضراوة عن حق الفلسطينيين في الكرامة وإقامة دولتهم المستقلة، فضلاً عن رفض مبررات التهجير القسري أو استهداف سكان غزة بالحصار والعقاب الجماعي.

وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود في كلمة بلاده أمام قمة القاهرة أمس "إن الأحداث المأسوية الجارية في فلسطين تحتم التحرك العاجل لوضع حد فوري للعمليات العسكرية، وتوفير الحماية للمدنيين وإطلاق سراح الرهائن والأسرى، وذلك امتثالاً للأعراف والقوانين الدولية، والمبادئ الإنسانية المشتركة".

"لا يكفي الكلام"

وأكد رفض السعودية القاطع انتهاكات القانون الدولي الإنساني من أي طرف وتحت أي ذريعة، معبراً عن شجب المملكة كل استهداف للمدنيين أينما كانوا، ومطالباً المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم بإلزام إسرائيل احترام القانون الدولي الإنساني.

 وشدد على رفض بلاده "الازدواجية والانتقائية التي يمارسها البعض في المجتمع الدولي، وهنا لا يكفي الكلام، إنما يكون هناك تحرك جدي، ونطالب المجتمع الدولي بالضغط على الجانب الإسرائيلي لرفع الحصار ووقف العمليات العسكرية، التي أودت بحياة الأبرياء، والتي تهدد بعواقب غير محمودة على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، كما نؤكد رفضنا القاطع لمحاولات التهجير القسري للفلسطينيين من جانب إسرائيل".

"ثاد" وأخواتها إلى المنطقة

وتنامت المخاوف من توسع نطاق الصراع في الشرق الأوسط الناجم عن الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" اليوم الأحد مع إرسال الولايات المتحدة مزيداً من العتاد العسكري إلى المنطقة، في وقت تواصل إسرائيل قصف أهداف في غزة واستهداف مناصري "حماس" في لبنان وسوريا.

وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن واشنطن سترسل مزيداً من العتاد العسكري إلى الشرق الأوسط دعماً لإسرائيل ولتعزيز الموقف الدفاعي للولايات المتحدة في المنطقة بعد "التصعيد الأخير من إيران والقوى التي تعمل بالوكالة"، في إشارة إلى "حزب الله" والفصائل الفلسطينية المسلحة.

وأضاف أوستن أن الولايات المتحدة سترسل مزيداً من معدات الدفاع الجوي بما يشمل أنظمة (ثاد) المضادة للأهداف التي تحلق على ارتفاعات عالية، وفرقاً إضافية من أنظمة "باتريوت" للدفاع الجوي إلى الشرق الأوسط وستجهز مزيداً من القوات.

وأرسلت الولايات المتحدة بالفعل قوة بحرية كبيرة إلى الشرق الأوسط في الأسابيع القليلة الماضية بما شمل حاملتي طائرات والسفن المرافقة لهما ونحو 2000 من قوات مشاة البحرية.

لكن السعودية التي تستثمر موازنات ضخمة في أنحاء البلاد في قطاع السياحة والترفيه تنادي بالتهدئة وخفض التصعيد، وتحذر من خروج الأزمة الراهنة عن السيطرة. وعلى رغم تأكيد مصادر من مستويات عدة بأن تفجير المواجهات الأخيرة في غزة، كان بتحريض من إيران التي أعادت الرياض تطبيع العلاقة معها منذ مارس (آذار) الماضي، فإن تقارير إعلامية تشير إلى أن مستقبل تلك العلاقة مرهون بتغيير طهران سلوكها المزعزع للاستقرار في الإقليم.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير