Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

خطة إسرائيل تشمل تقليص مساحة غزة وإنشاء نظام أمني جديد

إمكانية سيطرة تل أبيب على القطاع لفترة وجيزة والانسحاب بعد ترتيب الأمور وتوسيع المنطقة العازلة على طول الحدود

ملخص

تريث إسرائيل في اجتياح القطاع لا يعود فقط إلى خشيتها من الخسائر بين الجيش الإسرائيلي، بل إلى كيفية خروجها منه وتحديد من سيتولى إدراته

"القضاء على حركة حماس وحكمها لقطاع غزة، وإنشاء نظام أمني جديد"، هما الهدفان اللذان وضعتهما إسرائيل في الحرب الحالية، وتسعى إلى تحقيقهما بعد أكثر من أسبوعين على بدء المعارك، وسقوط أكثر من أربعة آلاف فلسطيني، وتسوية مناطق سكنية بأكملها بالأرض.

وبعد غارات جوية غير مسبوقة على قطاع غزة، وقطع المياه والكهرباء والوقود عن القطاع، يستعد الجيش الإسرائيلي للدخول البري لإسقاط حكم "حماس" المتواصل منذ 16 عاماً بعد طردها السلطة الفلسطينية منه.

المرحلة الثانية

وعلى رغم أن الجيش الإسرائيلي يدرك أن دخوله البري لقطاع غزة يحتاج إلى "أسابيع طويلة من المعارك بسبب تعقد الأوضاع في القطاع وازدحامه"، فإن رئيس أركانه هرتسي هاليفي توعد بالبدء بـ "مهمة عملية ومهنية لتدمير مسلحي حماس والبنية التحتية".

وتوعد الناطق العسكري باسم "كتائب عز الدين القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" أبو عبيدة، بـ"معركة طويلة بقدر عظمة هدفنا من هذه المعركة".

وأكد أبو عبيدة أن "فاتورة الحساب مع هذا العدو ستكون قاسية ومؤلمة، وسيدفع ثمن جرائمه ضد المسجد الأقصى والشعب الفلسطيني".

وأشار وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إلى أن الحرب على قطاع غزة ما زالت في مرحلتها الأولى المتمثلة بالغارات الجوية، قبل أن تأتي الحرب البرية "بهدف تدمير النشطاء، والإضرار بالبنية التحتية من أجل هزيمة حماس".

وأوضح غالانت أن المرحلة الثانية من الحرب ستشهد "قتالاً أقل كثافة بهدف القضاء على جيوب المقاومة".

أما المرحلة الثالثة والأخيرة فتشمل، وفق وزير الدفاع الإسرائيلي، "إنشاء نظام أمني جديد في غزة، وإزالة مسؤولية إسرائيل عن الحياة اليومية فيه، وخلق واقع أمني جديد لمواطني إسرائيل والمنطقة المحيطة بالقطاع".

توسيع المنطقة العازلة

ولن تتوقف إسرائيل عند القضاء على حركة "حماس"، لكنها ستعمل وفق وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، على "تقليص مساحة قطاع غزة"، في إشارة إلى توسيع المنطقة العازلة بين إسرائيل والقطاع.

هذا وكشف مسؤول فلسطيني رفيع لـ"اندبندنت عربية" أن "السلطة الفلسطينية قد تعود لاستلام مهامها ومسؤولياتها في قطاع غزة، لكن بشرط أن يكون ذلك ضمن حل سياسي إقليمي ودولي، وليس بصيغة اتفاق أمني مع إسرائيل".

وشدد على أن السلطة الفلسطينية ترفض العودة إلى قطاع غزة الذي خسرته لصالح حركة "حماس" عام 2007 "على ظهر دبابة إسرائيلية".

وأوضح المسؤول الفلسطيني الذي رفض الكشف عن اسمه، أن النظام الأمني الذي تسعى إسرائيل إلى تأسيسه في قطاع غزة، قد يكون عبر استلام قوى محلية مدعومة من دول إقليمية مثل القيادي المفصول من حركة "فتح" محمد دحلان، الحكم في غزة.

وأشار المسؤول إلى أن "منظمة التحرير"، "لن تسمح لأي جهة كانت بملء الفراغ الذي سينشأ بعد سقوط حكم حماس، كما أنها سترفض العودة على ظهر دبابة إسرائيلية".

"انتهى حكم حماس لغزة ولن يكون لها أي دور بعد الآن"، أوضح المسؤول الفلسطيني، قائلاً إن "الرهان على دعم حركة حماس لاستمرار الانفصال بين قطاع غزة والضفة الغربية وتحويله إلى انفصال دائم، سقط أيضاً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ترتيب الوضع

وهو يرى أن الوضع بعد الحرب "سيفتح المجال أمام العودة إلى مسار سياسي يضمن حل الدولتين"، مضيفاً أن تلك الحرب التي بدأت بهجوم "حماس" على إسرائيل "أثبتت عدم إمكانية تجاهل القضية الفلسطينية".

وتابع أن "ترتيب الوضع في القطاع بعد إسقاط حكم حماس ما زال قيد النقاش"، مشيراً إلى أن "السلطة الفلسطينية لديها أكثر من 27 ألف موظف مدني وعسكري في قطاع غزة".

هذا ويرى المحلل السياسي أكرم عطا الله أن إسقاط حكم "حماس" قد يستغرق أشهراً عدة، وقد تستطيع إسرائيل تحقيق هدفها في ظل عدم وصول الإمدادات الأساسية للحياة لأهالي قطاع غزة.

وأوضح عطا الله أن "مصر وفلسطين ودولاً إقليمية لن تقبل إقامة إسرائيل نظاماً أمنياً على هواها"، مضيفاً أن "اقتلاع حكم الحركة قد يستغرق سنوات".

وشدد على "صعوبة تصل حد الاستحالة أن تقرر إسرائيل طبيعة الحكم في قطاع غزة بعد حكم حركة حماس".

"حتى تل أبيب لم تضع حتى الآن سيناريو لما بعد إسقاط حماس" أشار عطا الله، مضيفاً أن "تردد إسرائيل في اجتياح القطاع لا يعود فقط إلى خشيتها من الخسائر بين الجيش الإسرائيلي، بل إلى كيفية خروجها من القطاع، ومن سيتولى إدراته".

رمال متحركة

ومع أن الرئيس الأميركي جو بايدن اعتبر أن القضاء على الحركة في غزة "ضروري"، إلا أنه أشار إلى أن إعادة احتلال إسرائيل للقطاع سيكون"خطأ كبيراً".

واستبعد المحلل العسكري رياض قهوجي إمكانية القضاء على "حماس" بالنسبة إلى مناصريها، "وذلك لأنها حركة أيديولوجية، ولها حاضنة شعبية في قطاع غزة والضفة الغربية وفي خارج فلسطين أيضاً".

وأشار إلى أن طبيعية السيطرة على قطاع غزة بعد القضاء على حكم "حماس" ستكون "بتوافق إقليمي دولي"، مرجحاً "عودة الحركة عسكرياً بعد سنوات إذا لم يتم إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأنه جذر المشكلة".

وأوضح قهوجي أن الشارع الإسرائيلي قد يتحمل خسائر الجيش الإسرائيلي إذا كانت المعارك البرية في قطاع غزة قصيرة، لكنه أوضح أنهم "لن يتحملوا تلك الخسائر إذا جرت حماس إسرائيل إلى رمال غزة المتحركة".

ورجح المتخصص في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور، "سيطرة الجيش الإسرائيلي لفترة بسيطة على قطاع غزة قبل أن ينسحب بعد ترتيب الأمور فيها، وتوسيع المنطقة العازلة على طول الحدود البرية مع قطاع غزة".

وأوضح أن "إسرائيل تعمل على دفع الفلسطينيين إلى إخلاء شمال ووسط غزة إلى الجنوب قبل الدخول إلى تلك المناطق بعد تسويتها بالأرض لتسهيل عملية الهجوم البري".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات