Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ماذا ينتظر غزة حال قرر نتنياهو إطلاق غزو؟

خبراء يقولون لـ "اندبندنت" إن الهجوم البري سيكون الخطة "الأكثر تطرفاً" من بين الخطط التي يضعها الجيش الإسرائيلي منذ أعوام

جنود إسرائيليون في كفر عزة (بيل ترو/اندبندنت)

ملخص

في حال إطلاق إسرائيل غزواً برياً فإن غزة ستواجه قوة عسكرية هائلة، لكن الطرفين جاهزان على ما يبدو لتحمل خسائر كبيرة

تفرض إسرائيل حصاراً على غزة وتحشد قواتها تمهيداً لغزو بري، إذ تنفذ انتقاماً وحشياً بعدما اخترق مسلحو "حماس" الحدود وشنوا الهجوم الأكثر دموية في التاريخ الإسرائيلي، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1200 مدني وجندي.

ويعاني سكان غزة المحاصرون في القطاع المكتظ والبالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من غارات جوية انتقامية مستمرة منذ الهجوم غير المسبوق صباح السبت، حيث قتل أكثر من 1000 فلسطيني وأصيب 5 آلاف آخرون.

وإذ التزمت إسرائيل بتحويل غزة إلى "مدينة من الخيم"، فقد استدعت 300 ألف جندي احتياط وتزعم أنها أنشأت "جداراً فولاذياً من الدبابات والمروحيات والطائرات" حول الجيب، وتعهدت بأن "غزة لن تعود أبداً إلى ما كانت عليه".

وإذ تهدد الأزمة الإنسانية القائمة في غزة الآن بالتفاقم لتتحول إلى كارثة مع قيام إسرائيل بقطع الكهرباء وشح إمدادات الأغذية والمياه بالفعل، يواجه سكان القطاع الآن احتمال أن تطلق قوات الدفاع الإسرائيلية العنان لقوة نيرانها الكبيرة على بلداتهم ومدنهم.

وتحدثت "اندبندنت" إلى خبراء حول قدرات قوات الدفاع الإسرائيلية، وكيف يمكن أن يتطور ويتكشف غزو بري لغزة.

ما هو حجم الجيش الإسرائيلي؟

لدى قوات الدفاع الإسرائيلية ثلاثة فروع، القوات البرية الإسرائيلية والقوات الجوية الإسرائيلية والبحرية الإسرائيلية، وفي عام 2021 بلغ الإنفاق العسكري الإسرائيلي 24.34 مليار دولار (20 مليار جنيه استرليني).

والخدمة العسكرية المحددة المدة إلزامية للمواطنين جميعاً ممن تزيد أعمارهم على 18 سنة، وذلك منذ إعلان استقلال إسرائيل عام 1948.

ويضم الجيش الإسرائيلي حالياً 173 ألف جندي نشط بمن في ذلك 8 آلاف قائد، وكذلك استدعى الجيش 300 ألف جندي احتياط استعداداً لأكبر تعبئة له على الإطلاق، مع تنظيم رحلات خاصة لجلب جنود الاحتياط من الخارج للانضمام إلى جهوده.

وتعتمد إسرائيل أيضاً على قواتها الخاصة من وحدة "سايريت ماتكال" [وحدة استطلاع هيئة الأركان العامة] لمحاربة "حماس"، ومن المتوقع أن تستهدف هذه القوات تحييد المقاتلين الرفيعي المستوى وإنقاذ الإسرائيليين الأسرى.

 

وفي المجموع فلدى إسرائيل 15 لواء مشاة نشط يضم كل منها حوالى 3 آلاف جندي، إضافة إلى 22 لواء آخر في الاحتياط، مقارنة بسبعة فقط في الجيش البريطاني، وفق المحاضر البارز في الاستراتيجية العسكرية لدى جامعة بورتسماوث الدكتور فرانك ليدويدج.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي حين أن جنود الاحتياط لن يُلزموا على الأرجح بالقتال في الخطوط الأمامية، فستزداد كتلة الجيش الإسرائيلي المنتشرة في غزة انقساماً بسبب المخاوف من انتفاضات في الضفة الغربية المحتلة، والمخاوف "الأكثر أهمية وحجماً" من "حزب الله" في لبنان، وهو أقوى بكثير من "حماس"، على حد قول الدكتور ليدويدج.

ما هي الأسلحة التي يمتلكها الجيش الإسرائيلي؟

تستخدم إسرائيل بالفعل 600 طائرة و300 قاذفة صواريخ لضرب غزة، وتشتهر القوات الجوية بمقاتلاتها من طراز "كفير"، ولديها أيضاً عدد من مقاتلات "إف-35 لايتننغ 2" جرى الحصول عليها من الولايات المتحدة. "إسرائيل هي إلى حد بعيد أقوى قوة جوية في المنطقة، وتُقارن في هذا الصدد بتركيا"، على حد قول الدكتور ليدويدج.

وقال الدكتور ليدويدج إن إسرائيل لديها أيضاً "قدرات مذهلة على صعيد الأسلحة الآلية"، مضيفاً أن "هناك سؤالاً حول ما إذا كانت إسرائيل هي أول بلد ينفذ عملية يختار فيها [الذكاء الاصطناعي] مستهدفين بالقتل في سياق مسيرات تطلق في أسراب".

وتعتمد القوات البرية على ترسانة تضم نحو 1100 دبابة "ميركافا" من الجيلين الثالث والرابع، التي تشبه دبابة "ليوبارد-2" القتالية الألمانية المستخدمة على نطاق واسع في أوكرانيا، مع صفيحة درع أمامية سميكة لتوفير أقصى قدر من الحماية لطاقمها، ومدفع رئيس من عيار 120 مليمتراً.

وقال الرائد السابق في الجيش الإسرائيلي الدكتور أهرون بريغمان الذي خدم في حرب لبنان عام 1982 لـ "اندبندنت" إن "دبابة ميركافا هي سلاح رئيس رأيناه في العمليات الإسرائيلية السابقة في قطاع غزة، ومن المرجح أن نراه مرة أخرى في الغزو المقبل".

أين يمكن لإسرائيل أن تركز الغزو؟

وقال الدكتور ليدويدج إن أي شيء سيفعله الإسرائيليون سيكون تطبيقاً للخطة "الأكثر تطرفاً بكثير" من بين الخطط التي جرى تنقيحها على مدى تسعة أعوام منذ التوغل الأخير في غزة عام 2014، وهو توغل استمر شهراً، مضيفاً أن هناك بالفعل أدلة على "خطة منهجية إلى حد ما يجري تنفيذها".

ويتوقع الدكتور بريغمان أن يستهدف الغزو البري "في صورة أساس لكن ليس حصرياً"، شمال قطاع غزة الذي شهد حتى الآن الجزء الأكبر من القصف الجوي الإسرائيلي، على رغم التقارير عن توجيه ضربات عنيفة ومميتة في مدينة خان يونس الجنوبية ومواقع أخرى.

وقال الدكتور بريغمان إن هذه الغارات الجوية "تهدف إلى تمهيد الطريق لغزو، بما في ذلك إفراغ المنطقة من السكان الأبرياء وإبعادهم من الطريق حتى يكون من الأسهل ضرب العدو"، مضيفاً أن التضاريس الأكثر انفتاحاً والتضاريس الزراعية في شمال غزة تجعل من السهل على الدبابات الإسرائيلية المناورة.

 

وزاد أن الاجتياح، كما هي الحال في العمليات السابقة، "سيشمل تقسيم القطاع وقطع الاتصالات بين القطاعات المختلفة ولا سيما بين مدينة غزة وبقية القطاع".

وأضاف الدكتور بريغمان أنه "من الصعب الجزم، لكنني لا أستطيع أن أرى كيف يمكن للجيش أن يحقق هدفه الرئيس وهو إضعاف القدرات العسكرية لـ ’حماس‘ من دون الدخول إلى البلدات وحتى المدن".

وقال الدكتور بريغمان إن الهجمات الإسرائيلية على المدن ستبدأ "بوابل هائل من الجو والبر والبحر"، مضيفاً "أثناء الوجود داخل المناطق الحضرية سيحاول الجنود الانتقال من منزل إلى منزل لكسر الجدران الداخلية بدلاً من التحرك على طول الطرق".

ما هي الأخطار التي تواجهها القوات الإسرائيلية؟

إن الأخطار التي يتعرض لها الإسرائيليون الذين يقاتلون في المناطق الحضرية واضحة، إذ يمكن لـ "حماس" المجهزة بصواريخ "كورنيت" الموجهة المضادة للدبابات أن تسبب كثيراً من الضرر، وداخل البلدات والمدن أيضاً تملك "حماس" أنفاقاً يمكن أن تخرج منها وتضرب ثم تتراجع، وفق الدكتور بريغمان.

ويوافق الدكتور ليدويدج قائلاً "لن يرى أحد الدبابات في المناطق السكنية وبين المباني فهي في وضع مستهدف هناك، وإذا فعلت فمن المحتمل أن يتعرض من فيها إلى القتل".

كذلك يعني مخزون المسلحين الحالي من المسيرات أنه "للمرة الأولى سيتعين على الجنود الإسرائيليين النظر إلى الأعلى والتأكد من عدم تعرضهم للتجسس عليهم أو قصفهم بواسطة مسيرات"، أضاف الدكتور ليدويدج، وهو ضابط بريطاني عسكري سابق خدم في البلقان والعراق وأفغانستان.

وفي غزة تتمتع "حماس" أيضاً بميزة معرفة التضاريس والأزقة المحلية والإعداد المكثف و"ليس هناك شك على الإطلاق في أن لديها قيادة مقتدرة للغاية"، على حد قول الدكتور ليدويدج.

ووصف التوغل والقتل الوحشي للمدنيين يوم السبت بأنه "’دعوة‘ في لغتنا"، موضحاً أن "ما يريدونه هو إدخال هؤلاء الجنود الإسرائيليين إلى أزقتهم حيث يمكنهم استغلال معرفتهم المحلية والغطاء وأنظمة الأنفاق، واستخدام قدراتهم الجديدة للمسيرات ومحاصرتهم وقتلهم هناك، وهو ما يدركه الإسرائيليون وأكثر وسيعوضونه، لكن هذه هي خطة ’حماس‘".

وأضاف، "سيكونون قد أعدوا الكمائن والمواقع المحصنة والأنفاق ومستودع الأسلحة والدروع البشرية والرهائن والعمليات المعلوماتية المكثفة لدعم هذه الأشياء كلها".

كم من الوقت يمكن أن يستمر الغزو؟

مع التخطيط الواضح لـ "حماس" لتوغلها وإعداد إسرائيل لمواطنيها "لأجل بعيد" فيبدو أن كلا الجانبين جاهزان لنزاع طويل، وقارن الدكتور ليدويدج غزو غزة بالمعركة ضد تنظيم "داعش" في مدينة الموصل العراقية التي استغرق إخضاعها أشهراً عدة والتي "لم يستعد فيها ’داعش‘ بالتأكيد بالطريقة نفسها التي تستعد بها ’حماس‘ منذ أعوام".

وأضاف، "في حين أن الأمر لا ينطوي على جسم ثابت تماماً يواجه قوة لا تقاوم، لأن الجيش الإسرائيلي سينتصر، فالسؤال هو كم عدد الخسائر التي يرغب كلا الطرفين في تحملها في هذه المعركة؟ من الواضح أن كلا الطرفين لا يمانعان وقوع إصابات".

وختم قائلاً "يعتبر الإسرائيليون أنفسهم قد هزموا في لبنان عام 2006 عندما فقدوا 136 جندياً قتلوا وأجبروا على التراجع بسبب التأثير السياسي [للعملية] والآن لن تكون هذه مشكلة، فهم يريدون القيام بالعملية وهم مستعدون لدفع ثمن ذلك".

© The Independent

المزيد من متابعات