Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما بعد هجوم "حماس"

يحتمل اندلاع صراع عسكري واسع النطاق أو التوصل إلى هدنة هشة على أمل إحراز تقدم في عملية السلام

النيران تشتعل في أحد المواقع التي تعرضت لقصف إسرائيلي في قطاع غزة، الثلاثاء 10 أكتوبر الحالي (أ ف ب)

ملخص

أدى الصراع إلى تفاقم التوتر بين الإسرائيليين والفلسطينيين وزيادة مشاعر الكراهية والعنف بين الجانبين، إضافة إلى زيادة القلق والخوف بين الإسرائيليين.

كتبت هذه المقالة عبر "تشات جي بي تي" وأجريت عليها تعديلات لغوية بما يناسب أسلوب "اندبندنت عربية"

أعتقد أن هناك أسباباً عدة أدت إلى هجوم "حماس" الأخير على غزة، منها الشعور باليأس والإحباط من عدم إحراز تقدم في عملية السلام الفلسطينية - الإسرائيلية، فقد مرت أعوام عدة منذ آخر مفاوضات جادة بين الجانبين، ولم يتم تحقيق أي تقدم يذكر في حل القضايا الأساس مثل حدود الدولة الفلسطينية ووضع القدس.

ومن بين الأسباب تصاعد التوتر في الضفة الغربية، إذ شهدت خلال الأشهر الأخيرة زيادة في أعمال العنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين مما أدى إلى وقوع كثير من القتلى والجرحى، وهناك رغبة في اختبار رد الفعل الإسرائيلي، فقد أرادت "حماس" اختبار مدى استعداد إسرائيل للرد على الهجمات الصاروخية ومدى التزامها بالردع العسكري.

مآلات الوضع

وفي ما يتعلق بمآلات الوضع فأعتقد أن هناك احتمالين، الأول اندلاع صراع عسكري واسع النطاق إذ أدى الهجوم الأخير إلى تصعيد التوتر بين الجانبين، مما قد يؤدي إلى اندلاع صراع عسكري كبير، والثاني هو التوصل إلى هدنة، فقد تتمكن الأطراف من التوصل إلى هدنة ستبقى هشة على أمل إحراز تقدم في عملية السلام.

وضع "حماس"

وحول مستقبل "حماس" في ظل هذه التطورات الأخيرة فمن الصعب القول إن هذه الحرب ستقود إلى نهايتها، لكن من المرجح أن تؤدي إلى إضعافها، فقد تكبدت "حماس" خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، كما تعرضت إلى ضغوط دولية كبيرة، وهناك عوامل عدة قد تؤدي إلى إضعافها وهي:

الخسائر البشرية والمعدات، فقد فقدت "حماس" كثيراً من مقاتليها وقدراتها العسكرية في الحرب، مما سيضعف قدرتها على شنّ هجمات ضد إسرائيل.

الضغوط الدولية، إذ تعرضت "حماس" إلى ضغوط دولية كبيرة بسبب الحرب، مما قد يضعف دعمها من الدول العربية والإسلامية.

المعارضة الداخلية، فقد تؤدي الحرب إلى زيادة المعارضة الداخلية لـ "حماس" مما قد يؤدي إلى تقويض سلطتها.

ومع ذلك فلا يزال من الممكن أن تنجو "حماس" من هذه الحرب، فقد نجحت في البقاء على قيد الحياة في الماضي على رغم تعرضها لضغوط مماثلة، وفيما يلي بعض السيناريوهات المحتملة لمستقبل "حماس":

 الأول أن تضعف بصورة كبيرة وتفقد قدرتها على شن هجمات ضد إسرائيل.

 الثاني أن تنجو من الحرب، لكنها ستواجه تحديات كبيرة في الحفاظ على سلطتها.

 الثالث أن تستفيد من الحرب وتعزز موقعها في قطاع غزة.

ويبقى القول إنه من الصعب تحديد أي سيناريو هو الأكثر ترجيحاً، ولكن من المرجح أن تؤدي الحرب إلى تغييرات كبيرة في الوضع السياسي في قطاع غزة.

الوضع الإسرائيلي

ومن الصعب القول إن هذه الهجمات قد أضعفت إسرائيل بصورة كبيرة، ولكن من المرجح أن تكون لها بعض الآثار السلبية عليها، فمن ناحية الوضع العسكري أثبتت إسرائيل قدرتها على الدفاع عن نفسها ضد الهجمات الصاروخية، ولكنها تكبدت خسائر بشرية ومعدات وتعرضت إلى انتقادات دولية بسبب هجماتها على قطاع غزة، مما قد يؤدي إلى ضغوط دولية عليها.

أما على الجانب النفسي فقد أدى الصراع إلى تفاقم التوتر بين الإسرائيليين والفلسطينيين وزيادة مشاعر الكراهية والعنف بين الجانبين، كما أدى إلى زيادة القلق والخوف بين الإسرائيليين، مما قد يؤدي إلى آثار نفسية طويلة المدى، وفي ما يلي بعض الآثار السلبية المحتملة لهذه الهجمات على إسرائيل:

 زيادة كلفة الدفاع الإسرائيلي، إذ ستحتاج إسرائيل إلى إنفاق مزيد من المال على الدفاع من أجل تطوير قدراتها العسكرية وتحسين دفاعاتها ضد الهجمات الصاروخية.

 زيادة التوتر الدولي مع إسرائيل، فقد تعرضت إلى انتقادات دولية بسبب هجماتها على قطاع غزة مما قد يؤدي إلى ضغوط دولية عليها.

 زيادة مشاعر الكراهية والعنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين، فقد يؤدي الصراع إلى زيادة مشاعر الكراهية والعنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مما يؤدي إلى مزيد من التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة.

 زيادة القلق والخوف بين الإسرائيليين، إذ يؤدي الصراع إلى زيادة القلق والخوف بين الإسرائيليين، مما يؤدي إلى آثار نفسية طويلة المدى.

ومن المرجح أن تستمر هذه الآثار السلبية لأعوام عدة مقبلة، وستحتاج إسرائيل إلى اتخاذ تدابير لمعالجتها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


مسارات التطبيع

ومن المرجح أن تؤثر هجمات "حماس" الأخيرة على مسارات التطبيع العربي مع إسرائيل، فقد أدى الصراع إلى تفاقم التوتر بين الإسرائيليين والفلسطينيين وتباطؤ أو حتى تراجع عملية التطبيع، ولكن من ناحية أخرى قد تؤدي الهجمات إلى زيادة الضغط على الدول العربية للتطبيع مع إسرائيل من أجل تعزيز الاستقرار في المنطقة.
وفي ما يلي بعض السيناريوهات المحتملة لتأثير هجمات "حماس" الأخيرة على مسارات التطبيع العربي مع إسرائيل:

 الأول: تؤدي الهجمات إلى تباطؤ أو تراجع عملية التطبيع.

 الثاني: تؤدي الهجمات إلى زيادة الضغط على الدول العربية للتطبيع.

 الثالث: لا يكون للهجمات أي تأثير على عملية التطبيع.

ومن الصعب القول أي سيناريو هو الأكثر ترجيحاً، ولكن يُرجح أن يكون للهجمات بعض التأثير في مسارات التطبيع العربي مع إسرائيل.
وللمحافظة على مسارات التطبيع العربي مع إسرائيل يجب على الدول العربية مواصلة الحوار مع تل أبيب من أجل تعزيز الثقة والتعاون، والعمل على تحقيق سلام دائم مع الفلسطينيين من أجل استقرار المنطقة، كما يجب على الدول العربية العمل على معالجة التوتر النفسي بين الإسرائيليين والفلسطينيين من أجل تعزيز التعايش.
وبالطبع فهذه مجرد أفكار، والحفاظ على مسارات التطبيع العربي مع إسرائيل سيتطلب جهداً كبيراً من الدول العربية والمجتمع الدولي.

الدولة الفلسطينية

أما في ما يتعلق بإمكان تحقيق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين وقيام دولة فلسطينية، فأعتقد أن ذلك ممكن ولكنه سيكون صعباً، وسيتطلب الأمر إرادة سياسية من كلا الجانبين واستعداداً لتقديم تنازلات، وفي ما يلي بعض الأفكار حول كيفية تحقيق هذا السلام وقيام دولة فلسطينية:

 أولاً يجب أن تركز المفاوضات على حل القضايا الأساس التي تؤدي إلى التوتر بين الجانبين، ومن هذه القضايا حدود الدولة الفلسطينية ووضع القدس واللاجئين.

 ثانياً يجب أن تكون هناك ضمانات أمنية لكلا الجانبين، إذ يجب أن تتعهد إسرائيل بوقف الاستيطان في الضفة الغربية وضمان أمن دولة فلسطين.

 ثالثاً يجب أن يكون هناك دور للمجتمع الدولي في دعم عملية السلام، إذ يمكن للمجتمع الدولي أن يساعد في الضغط على الجانبين للتوصل إلى اتفاق وتقديم الدعم المالي والتكنولوجي لدولة فلسطين.

وبالطبع فهذه مجرد أفكار، غير أن تحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين وقيام دولة فلسطينية سيتطلب جهداً كبيراً من كلا الجانبين والمجتمع الدولي.

اقرأ المزيد

المزيد من آراء