Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأوروبيون أكلوا لحوم موتاهم قبل 15 ألف عام

مارست شعوب شمال غربي أوروبا عادة أكل لحوم البشر في مناسبات عدة خلال فترة زمنية قصيرة

"هذا المسلك كان جزءاً من سلوك جنائزي بين المجموعات المجدلانية..." (متحف التاريخ الفومي)

ملخص

مارست شعوب شمال غربي أوروبا عادة أكل لحوم البشر في مناسبات عدة خلال فترة زمنية قصيرة: الأوروبيون أكلوا لحوم موتاهم قبل 15 ألف عام

وجدت دراسة صدرت نتائجها حديثاً أن أكل لحوم البشر ربما كان ممارسة روتينية خلال الطقوس الجنائزية في أوروبا منذ 15 ألف عام تقريباً.

حلل باحثون في "متحف التاريخ الطبيعي" (NHM) في المملكة المتحدة بقايا مكتشفة في مختلف أنحاء أوروبا ويعود تاريخها إلى أواخر "العصر الحجري القديم العلوي" منذ نحو 15 ألف عام مضت.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ووجدت الدراسة، التي نشرت في مجلة "كواتيرناري ساينس ريفيوز"Quaternary Science Reviews ، أن مجموعات من الأوروبيين القدامي في شتى أنحاء قارة أوروبا مارسوا أكل لحوم البشر الموتي خلال المناسبات الجنائزية يحملون السلالة الوراثية نفسها.

كجزء من البحث، عمل العلماء على تقييم موقع العصر الحجري القديم الشهير "كهف غوف" في مضيق شيدر المعروف باكتشاف ثلاث جماجم بشرية منحوتة على شكل أكواب إلى جانب أكثر من 100 قطعة من عظام بشرية تغير شكلها بعدما غطتها علامات التقطيع والكسر والعض بواسطة البشر.

ويشير التحليل الأخير إلى أن سلوك أكل لحوم البشر كان شائعاً على ما يبدو بين المجموعات البشرية المجدلانية، كما تسمى، في شمال غربي أوروبا، وأن اكتشاف أكل لحوم البشر في "كهف غوف" لم يكن حادثاً منفصلاً عنها.

"نعمل على تفسير الأدلة الأثرية التي توضح أن أكل لحوم البشر كان عادة تقوم بها تلك الشعوب في مناسبات متعددة عبر شمال غربي أوروبا خلال فترة قصيرة من الزمن، وذلك كمؤشر على أن هذا المسلك كان جزءاً من سلوك جنائزي بين المجموعات المجدلانية، ولم يُمارس ببساطة بدافع الضرورة [بل كجزء من ثقافتهم]"، قالت الباحثة سيلفيا بيلو.

وذكرت الدكتورة بيلو أن "هذا [الاكتشاف] في حد ذاته مهم ومثير للاهتمام لأنه يمثل الدليل الأقدم على أكل لحوم البشر كممارسة جنائزية معروفة حتى الآن".

ومع ذلك، يقول العلماء إنه في بعض الحالات، دُفنت جثث ذلك الزمن عن عمد، وأحياناً إلى جانب قرابين وفنون الكهوف.

من بين 59 موقعاً تحتوي على بقايا بشرية حددها العلماء حول أوروبا وترتبط بتلك الفترة الزمنية، أظهر 13 موقعاً دليلاً على أكل لحوم البشر، و10 مواقع للدفن الأولي [ويستخدم مصطلح "الدفن الثانوي" لوصف أي دفن له مراحل متعددة، حرق الجثث مثلاً، ويستلزم مرور فترة زمنية تليها عملية ثانوية و/أو النقل إلى مكان الدفن النهائي]، واثنين من السلوكين كليهما.

ويشير التحليل الجيني لمواقع متعددة إلى أن جميع البقايا البشرية المتسلسلة التي تظهر عليها علامات أكل لحوم البشر تحمل سلالة وراثية ذات علاقة بالحضارة المجدلانية.

يُظهر جميع الأفراد الذين عثر العلماء عليهم في سياق الدفن الأولي أصلاً وراثياً مرتبطاً بالمجموعات البشرية الإيبيغرافيتية، كما تسمى، والتي كانت الثقافة الأوروبية المتميزة الثانية في ذلك الوقت، إلى جانب الحضارة المجدلانية.

ويقول الباحثون إن الثقافتين كانتا موجودتين في أوروبا خلال تلك الفترة الزمنية، ولكنهما كانتا منفصلتين جغرافياً.

تفترض الدراسة الجديدة أن مع هجرة الأفراد ذوي النسب المرتبط بالمجموعات البشرية الإيبيغرافيتية نحو الشمال، حدث "استبدال فعلي" للأفراد الذين يحملون أصلاً مرتبطاً بالمجدلانية، ما أدى إلى انتهاء ممارسة أكل لحوم الموتى وأصبح الدفن الممارسة الأكثر شيوعاً.

© The Independent

المزيد من علوم