Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

واشنطن تطالب أذربيجان بوقف القتال وتركيا تبرر الهجوم العسكري

فرنسا تدعو إلى اجتماع مجلس الأمن وموسكو تطالب بالعودة إلى المفاوضات وسط سقوط عشرات القتلى والسيطرة على 60 موقعا لجيش أرمينيا

ملخص

مطالب أميركية لأذربيجان بالوقف الفوري للقتال بعد هجومها العسكري على قره باغ وسط إدانة فرنسية للهجوم العسكري ودعوات لاجتماع مجلس الأمن 

شنت أذربيجان، اليوم الثلاثاء، عملية عسكرية في ناغورنو قره باغ بعد ثلاثة أعوام على الحرب الأخيرة في الجيب الانفصالي، مطالبة باستسلام أرميني "كامل وغير مشروط" في المنطقة التي تتنازع السيادة عليها مع أرمينيا منذ عقود. وفيما نددت فرنسا بررت تركيا ودعت روسيا طرفي النزاع إلى العودة لـ"طاولة التفاوض".

مساء الثلاثاء دعت أذربيجان الانفصاليين الأرمن الى إلقاء السلاح، مبدية استعدادها لإجراء مباحثات مع ممثلين عنهم في بلدة يفلاخ في حال قيامهم بذلك.

وقالت الرئاسة الأذربيجانية في بيان "بهدف وقف إجراءات مكافحة الإرهاب، على القوات الأرمينية المسلحة غير الشرعية أن ترفع الراية البيضاء، وتسلم كامل أسلحتها، وعلى النظام غير الشرعي أن يحل نفسه. ما لم يحصل ذلك، إجراءات مكافحة الإرهاب ستستمر حتى النهاية".

25 قتيلاً 

وكانت السلطات الانفصالية في قره باغ دعت قبل ذلك أذربيجان إلى وقف إطلاق النار "على الفور والجلوس إلى طاولة المفاوضات".

وأعلن الانفصاليون سقوط 25 قتيلاً في العملية العسكرية الأذربيجانية، بينهم مدنيان، وفق حصيلة جديدة، وأشاروا إلى إجلاء سكان ست مناطق. من جهتها أعلنت باكو سقوط أول مدني.

وأفادت النيابة العامة الأذربيجانية بأن مهندسا يعمل في مجال البناء "قتل جراء إصابته بشظايا قذيفة أعقاب هجوم شنته القوات المسلحة الأرمينية التي استخدمت قذائف من عيار ثقيل، بما فيها قذائف الهاون ضد شوشا"، وهي مدينة تحت سيطرة باكو.

60 موقعاً عسكرياً

ومساء أعلنت أذربيحان سيطرتها على أكثر من 60 موقعاً للجيش الأرميني في قره باغ.

وأفادت السلطات الانفصالية أن ستيباناكرت عاصمة قره باغ، وبلدات أخرى في المنطقة تتعرض "لقصف كثيف" يستهدف أيضاً منشآت مدنية.

وأشارت السلطات إلى أن الاشتباكات تدور "على طول خط التماس" في المنطقة.

التطهير العرقي

ونددت وزارة الخارجية الأرمينية بـ"عدوان واسع النطاق" يرمي إلى "التطهير العرقي".

وقالت الخارجية الأرمينية في بيان "شنت أذربيجان عدوانا جديدا واسع النطاق على شعب ناغورنو قره باغ، في سعي منها لاستكمال سياسة التطهير العرقي".

ودعا رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان روسيا والأمم المتحدة إلى "اتخاذ إجراءات" حيال العملية العسكرية.

"مكافحة الإرهاب"

وأكد باشينيان أن الجيش الأرميني غير مشارك في القتال وأن الوضع "مستقر" عند الحدود الأرمينية الأذربيجانية.

وأعلنت أذربيجان الثلاثاء أنها أطلقت "عمليات لمكافحة الإرهاب" في المنطقة، بعد مقتل أربعة شرطيين ومدنيين بانفجار لغمَين في ناغورنو قره باغ.

واتهمت باكو الانفصاليين الأرمن بالمسؤولية عن هذه الأعمال "الإرهابية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ممر لاتشين وغياب المجتمع الدولي

وقال الانفصاليون إن عدم تحرك المجتمع الدولي من أجل التوصل لاتفاق سلام مستدام في قره باغ سمح لأذربيجان بشن عمليتها العسكرية.

وتصاعدت التوترات بين أرمينيا وأذربيجان مطلع يوليو (تموز) بعدما أغلقت باكو بذرائع مختلفة ممر لاتشين، ما تسبب في نقص كبير في الإمدادات. وأثار ذلك مخاوف من تجدد المعارك بين البلدين خصوصاً في ظل تعزيز أذربيجان انتشارها العسكري عند الحدود. وقال باشينيان إن باكو تريد "جر" أرمينيا إلى المواجهة.

تظاهرات ضد "باشينيان"

ودعا متظاهرون في يريفان، اليوم الثلاثاء، رئيس الحكومة الأرمينية نيكول باشينيان الى الاستقالة بعد ساعات من تنديده بدعوات إلى تنفيذ "انقلاب" في بلده في أعقاب بدء أذربيجان عملية عسكرية ضد إقليم قره باغ المتنازع عليه.

وجاء في خطاب متلفز، "لا يجب أن نسمح لبعض الأشخاص وبعض القوات أن تنفذ انقلابا على الدولة الأرمينية. هناك بالفعل دعوات من أماكن مختلفة لتنفيذ انقلاب في أرمينيا"، في حين أفاد التلفزيون الأرميني عن تجمع مئات المتظاهرين أمام مقر الحكومة الأرمينية في يريفان.

بعدها تجمع مئات المتظاهرين في ساحة الجمهورية بالعاصمة الأرمينية خارج مكتب باشينيان احتجاجاً على إدارته لأزمة قره باغ، ورددوا هتافات منها "نيكول استقل" و"نيكول خائن"، وفق ما أفاد صحافيون في وكالة الصحافة الفرنسية.

وقد وقعت مواجهات بين قوات الأمن ومتظاهرين وصفوا باشينيان بأنه "خائن" وطالبوا باستقالته.

وحاولت المعارضة الأرمينية مرات عدة على مدى ثلاث سنوات إقناع باشينيان بمغادرة السلطة، وألقت عليه مسؤولية الهزيمة العسكرية الأرمينية خلال حرب خريف 2020 في قره باغ.

ردود فعل

 في السياق، أعلن الكرملين، الثلاثاء، أن موسكو "القلقة" من "التصعيد المباغت" للوضع تسعى جاهدة لإعادة يريفان وباكو إلى "طاولة المفاوضات".

أما تركيا فاعتبرت الثلاثاء أن العملية العسكرية "مبررة"، داعية الطرفين للعودة الى التفاوض.

وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان إن "أذربيجان اضطرت لاتخاذ الإجراءات التي تراها مبررة على أراضيها السيادية"، مشددة على ضرورة "استئناف مسار المفاوضات بين أذربيجان وأرمينيا".

من جهتها، نددت فرنسا "بأكبر قدر من الحزم" بالعملية العسكرية، مطالبة بـ"عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".

واعتبرت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن العملية العسكرية "غير شرعية وغير مبررة وغير مقبولة".

ودعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى "وقف فوري" للأعمال القتالية.

وكان مسؤول أميركي اشترط عدم الكشف عن هويته أشار إلى أن واشنطن "كانت تأمل في أن نكون قادرين على التكيف مع المشاكل طويلة المدى" بعد استئناف مرور المساعدات الإنسانية إلى المنطقة أمس الإثنين، مضيفاً "يجعل ذلك هذا الحدث فظيعاً ومروعاً بشكل خاص".

من جهته، دعا رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال في منشور على منصة "إكس" إلى "أن تتوقف التحركات العسكرية لأذربيجان على الفور للسماح بإجراء حوار حقيقي بين باكو وأرمن قره باغ".

ألغام على الحدود

في وقت سابق الثلاثاء، أعلنت أذربيجان أن أربعة شرطيين ومدنيين قتلوا بانفجار لغمَين في قره باغ، واتهمت الانفصاليين الأرمن بالمسؤولية عن هذه الأعمال "الإرهابية".

وقالت أجهزة الأمن الأذربيجانية في تقريرين منفصلين إن الشرطيين الأربعة قتلوا عندما انفجرت سيارتهم بلغم على الطريق المؤدي إلى بلدة شوشا في قره باغ كما قتل المدنيان بانفجار لغم في المنطقة نفسها.

وتنتشر ألغام كثيرة في قره باغ التي كانت مسرحا لحربين بين أرمينيا وأذربيجان في مطلع التسعينيات ومن ثم في خريف العام 2020.

وأتى هذان الحادثان فيما أحرزت خطوة نحو التهدئة في مع وصول مساعدات إنسانية إلى المنطقة الانفصالية الاثنين.

ودارت الحرب الأولى حول مصير الإقليم عند انهيار الاتحاد السوفياتي في التسعينيات، وأودت بحياة 30 ألف شخص، فيما خلفت الحرب الأخيرة في 2020 نحو 6500 قتيل من الجانبين.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات