Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هجرة جماعية لشباب غزة إلى أوروبا عبر تركيا

غادر 91 ألفاً وقنصلية أنقرة تلقت 18 ألف طلب تأشيرة سياحية للانطلاق من هناك نحو اليونان

يبدأ موسم الهجرة في قطاع غزة خلال سبتمبر من كل عام (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة)

ملخص

91 ألفاً غادروا قطاع غزة خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي

في مشهد بات متكرراً تجمع عشرات الشباب من قطاع غزة أمام بوابة مقر شركة خاصة تصدر تأشيرات سفر إلى تركيا، التي عادة ما يصل إليها المهاجرون قبل الانطلاق في أصعب رحلة للهجرة غير الشرعية عبر اليونان ثم إلى أوروبا.

وبسبب تدافع عدد كبير من الشباب للحصول على تأشيرة سفر، أصيب عدد من المواطنين أثناء محاولتهم الوصول إلى مكان إصدار "الفيزا"، والتقطت صور للراغبين في السفر أثناء التدافع ونشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما أثار دفع سكان غزة إلى الاعتقاد بأن ذلك شكلاً للهجرة الجماعية.

 

 

وخلال الأشهر السبعة الأولى من هذا العام، لوحظ تزايد أعداد الشباب الذين غادروا قطاع غزة، كما سجل ارتفاع في عدد الراغبين في الحصول على تأشيرة سفر، إذ استقبلت مكاتب تسهيل السفر عدداً مضاعفاً للراغبين في مغادرة القطاع.

موسم الهجرة

وبحسب بيانات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية "أوتشا" فإنه غادر قطاع غزة أكثر من 91 ألف مسافر، خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي، إلى جانب رصد أكثر من 18 ألف شاب من غزة تقدموا للحصول على تأشيرة للسفر إلى تركيا من أجل الوصول إلى اليونان ومن ثم إلى أوروبا.

ووفقاً لمراقبين في علم الاجتماع السياسي فإن تدافع سكان غزة للتسجيل للسفر خلال هذه الفترة، جاء نتيجة بدء موسم الهجرة الذي بات يبدو منظماً، إذ يشهد بحر إيجة نشاطاً ملاحياً خلال شهر سبتمبر (أيلول) من كل عام، بزيادة ملحوظة لمعدل الهجرة العالمية من حدود تركيا نحو اليونان التي تعد نقطة الانطلاق نحو أوروبا.

 

 

وبعد إثارة موضوع تزايد حالات الهجرة في غزة وتحولها إلى مغادرة جماعية من القطاع، ووجود حال غضب شعبي من هذا الإجراء، قررت القنصلية التركية في القدس وقف العمل بقبول طلبات التأشيرات السياحية لبلادها إلى حين صدور قرار جديد بهذا الخصوص، لكن هذا كان خاصاً بفئة الشباب، ويستثنى منه طلبات رجال الأعمال والطلبة ولم الشمل العائلي.

ويعتقد المراقبون أن قرار القنصلية التركية جاء حتى لا تكون جزءاً فعالاً في دفع الشباب إلى الهجرة، وأن هذا الإجراء جاء بعد ضغوط من الجهات الرسمية.

هجرة اقتصادية

يقول الباحث في علم الاجتماع السياسي طلال أبو ركبة إن أغلب المسافرين من غزة ضمن فئة الشباب، الذين يعانون وضعاً مالياً صعباً، لكنهم رغم ذلك يغادرون القطاع عن طريق التسجيل لتأشيرة سفر سياحية، وعلى رغم أنها مكلفة جداً لكنها تدل على أنهم يبحثون عن الهجرة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف أبو ركبة "ظاهرة هجرة الشباب من قطاع غزة شهدت تزايداً غير مسبوق، وثمة أعداد كبيرة غادروا غزة بالفعل، ويفكر 65 في المئة من المتبقين في مغادرة القطاع ، إذ يصر الشباب على الخروج بحثاً عن فرص عمل توفر لهم دخلاً مادياً".

ووفقاً لبيانات جهاز الإحصاء الفلسطيني (مؤسسة حكومية)، فإن فئة الشباب من عمر 18 إلى 29 سنة، يشكلون 21 في المئة من إجمالي عدد سكان غزة والبالغ 2.3 مليون نسمة،  أي يعيش في القطاع نحو 500 ألف شاب.

ويؤكد أبو ركبة أن غزة تشهد هجرة جماعية بسبب الواقع الصعب عند الشباب الذين يعانون البطالة والفقر وانعدام الأمن الغذائي، وهذه العوامل خلقت بيئة طاردة، وبطبيعة سكان غزة فإن الأفراد يميلون للبحث عن فرص حياة وعمل، بحسب قوله.

وأوضح الباحث الفلسطيني أن الهجرة باتت نتاجاً طبيعياً لواقع الحياة في غزة، إذ بات القطاع بيئة طاردة للسكان نتيجة الافتقار لكل عوامل البقاء على الأرض، إذ تعاملت الحكومة المحلية بقمع الشباب عندما طالبوا بتحسين حياتهم الاجتماعية في احتجاجات "بدنا نعيش"، وكذلك عندما طالبوا بتحسين الكهرباء وتوفير فرص العمل، ولهذا يهربون من القطاع بعيداً من الوضع المأسوي وبحثاً عن فرص عمل.

 

 

وتابع أبو ركبة القول "أتفهم محاولات الجهات الرسمية تبرير القصور في معالجة أزمات الشباب وتخفيف الضغط الشعبي حول هذا الملف، لكن إذا قبلنا بالاستسلام لظاهرة الهجرة فيجب وضع آليات لتوظيف هجرة الشباب حتى تكون رافعة اقتصادية أو للدفاع عن الحقوق الفلسطينية".

تزايد السفر

في المقابل يقول رئيس المكتب الإعلامي لحكومة غزة سلامة معروف "من الخطأ ربط السفر من غزة بالهجرة، لأن هناك حالات تغادر في إطار البحث عن فرص عمل أو لأغراض تجارية أو ربما لأسباب أخرى".

وأضاف معروف "حركة المسافرين طبيعية هذا العام، ولم نلاحظ أية زيادة في عدد الأشخاص الذين غادروا غزة، في كل صيف نلاحظ كثافة في السفر، ونحن نسهم في تسهيل الإجراءات ونحاول استيعاب أعداد المسجلين للسفر، وهذا حقهم الطبيعي المكفول في القانون".

 

 

وأوضح المسؤول الحكومي أن تكدس أعداد المسافرين أمام مكاتب الحصول على تأشيرة سفر يعود لاقتصار إصدارها على جهة واحدة فقط، بعد أن كان متاحاً من خلال جميع مكاتب السفر في المحافظات.

البوابة الوحيدة

ولفت معورف إلى أنه بحسب متابعة حركة معبر رفح الذي يعد البوابة الوحيدة التي تربط غزة بالعالم، فإن بيانات الهيئة العامة للمعابر والحدود في وزارة الداخلية تشير إلى أن أعداد الأشخاص الذين دخلوا القطاع أكبر من الخارجين منها، مؤكداً أن هذا دليل واضح أنه لا يوجد هجرة جماعية.

وبحسب بيانات الهيئة العامة للمعابر والحدود فإن أعداد المسافرين المغادرين أو العائدين هي وفق المعدل السنوي المعتاد، ولا يوجد أي تغير ملحوظ فيها بحسب بيانات حركة السفر عبر معبر رفح، إذ سجلت مغادرة 113234 مواطناً منذ بداية العام، فيما سجل وصول 116651 مواطناً.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي