Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجمهوريون في مجلس الشيوخ غير متحمسين لعزل بايدن

الأساليب المتناقضة في الحزب تعكس الآراء المتباينة

السيناتور الجمهوري تشاك غراسلي متحدثاً خلال مؤتمر صحافي حول المحكمة العليا بمبنى الكابيتول 19 يوليو 2023 (غيتي)

ملخص

معظم الجمهوريين في مجلس الشيوخ الأميركي غير متحمسين لخوض معركة عزل بايدن كونها غير محسومة النتائج.

عضو مجلس الشيوخ الأميركي عن ولاية ألاباما السيناتور تومي توبيرفيل ليس شخصية محبوبة في مبنى الـ "كابيتول" هذه الأيام، فخلال الأشهر القليلة الماضية قام بتعليق ترقيات أفراد من القوات المسلحة رداً على قرار الـ "بنتاغون" تغطية كلف الراغبين في السفر إلى ولايات، حيث الإجهاض أكثر سهولة من أماكن عملهم أو إقامتهم، مما أثار غيظ الديمقراطيين وترك إحباطاً بين الجمهوريين.

وتوبيرفيل أيضاً هو من أكبر المدافعين عن دونالد ترمب في مبنى الكونغرس الأميركي، لكن المدرب السابق في لعبة كرة القدم الأميركية في جامعة أوبيرن يخشى من تعثر النواب الجمهوريين إذا قرروا السير بإجراءات عزل الرئيس جو بايدن.

ويدرس نواب الحزب الجمهوري بصورة جدية ما إذا كان من الممكن السعي إلى بدء إجراءات عزل الرئيس الأميركي الحالي، والذي يمكن أن ينظر إليه إجمالاً على أنه محاولة للانتقام منه بعد قراري العزل اللذين صدرا بحق السيد ترمب، لكن السيد توبيرفيل قال إنه ليس على علم كاف بالقضية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"تماماً كما قلت في شأن الرئيس ترمب، إذا كنت ستوجه اتهاماً لأحد الأشخاص، خصوصاً إذا كان رئيساً أو رئيساً سابقاً، فمن الأفضل أن تتوفر لديكم أدلة قوية [لإدانته بموجبها]"، بحسب ما قال توبيرفيل لموقع "إنسايد واشنطن" Inside Washington.

وأضاف، "أتمنى أن يقوموا بفعل الأمر نفسه في هذا الموضوع [قضية بايدن]. ليس لديهم أدلة ضد ترمب لكنهم أقدموا على الأمر [العزل] في كل الأحوال، لكن إذا كنا سنقوم بذلك ضد الرئيس الحالي فأنا أتمنى أن تكون لديهم أدلة متينة للغاية يمكن تقديمها للشعب الأميركي".

وسيكون من الخطأ أن نعتبر أن أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين أكثر اعتدالاً من رفاقهم على مقاعد مجلس النواب، لكنهم لا بد من أن يكونوا منظمين ومنهجيين بصورة أكبر، وبالطبع فلقد قام مجلس الشيوخ بإلغاء قراري العزل الذين صدرا من مجلس النواب الأميركي بحق السيد ترمب، وعلى رغم القصة التي تردد أن جورج واشنطن [أحد الأباء المؤسسين الأميركيين] كان قد شبه من خلالها الغرفة العليا في الكونغرس بـ "صحن لفنجان الشاي" [يستوعب حرارة قرارات مجلس النواب]، هو في الغالب كلام مختلق، إلا أن مجلس الشيوخ يرى نفسه أكثر مسؤولية ووسيلة للحد من حماسة ما يعتبر بأنه مجلس للنواب لا يمكن التنبؤ بتوجهاته.

ولا بد هنا من التذكير بأن احتمال بدء مجلس النواب إجراءات عزل السيد بايدن لا يبدو أنه يحظى بدعم وحماسة كثير من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، فالسيناتور جون كورنين، من ولاية تكساس، كان متحفظاً في الكشف عن رأيه عندما سئل عن موقفه من الموضوع، وهو كان قال "أنا لا أعلم ما هي خططهم"، مضيفاً بأنه كان يأمل في أن يقوم مجلس النواب ومجلس الشيوخ بتمرير مشروع قرار المصاريف الحكومية appropriations bills بحلول نهاية الشهر الجاري لتفادي تعليق العمل الحكومي.

والسيناتور كورنين ليس وحيداً هنا، فالسيناتور تشاك غراسلي من ولاية أيوا، وهو واحد من أقدم أعضاء مجلس الشيوخ في منصبه، قام بالإدلاء بشهادته أمام لجنة مجلس النواب الفرعية المعنية بـ "تسليح الحكومة الفدرالية" والتي يقودها النائب الجمهوري جيم جوردان [تقوم بالتحقيق بانتهاكات محتملة للأجهزة الحكومية الأميركية].

لكن غراسلي، وهو شخص قد ابتعد إلى حد كبير من مواقفه التي تعكس مواقف وسط الغرب الأميركي البراغماتية التي تسعى إلى بناء الإجماع لمصلحة مواقف متحزبة جداً، لم يشأ التعليق على الموضوع عند سؤاله، وقال "أنا أفضل أن أعبر عن رأيي في المسألة إذا ما قاموا بالفعل في إجراءات العزل"، ولم يقل شيئاً عن احتمال تحوله إلى عضو في هيئة محلفين إذا ما وصلت عملية العزل إلى مجلس الشيوخ.

أما زميل السيد غراسلي من ولاية أيوا السيناتور جوني إيرنيست، فهو قد عكس مشاعر زميله نفسها قائلاً "أنا لست قلقاً بخصوص تلك القضية".

وليس من المستغرب أيضاً أن السيناتور ميت رومني من ولاية يوتاه، وهو الجمهوري الوحيد الذي صوت من أجل إدانة السيد ترمب خلال المحاكمتين اللتين أجريتا لعزله، قد شكك في الجهود التي تبذل في هذا السياق، وقال رومني "كما تعلمون أنا لم أسمع بعد بأي اتهامات بارتكاب جرم خطير أو أي جنحة، وهو ما ينص عليه الدستور في مثل هذه الحالات للقيام بالتحقيق".

إن ذلك النهج المتناقض يعكس المواقف المتباعدة لزعيمي الجمهوريين في الكونغرس الأميركي، رئيس البرلمان كيفن ماكارثي، والذي قال في يوم ما إن السيد ترمب يتحمل مسؤولية ما جرى في أحداث التمرد [الكابيتول] يوم السادس من يناير (كانون الثاني) 2021، واتهمه أنه كان تحت تأثير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولكنه عاد ووقف بقوة إلى جانب الرئيس السابق.  

وصوت ماكارثي ضد محاولتي عزل الرئيس، وعلى رغم أن ترمب دعم بعض المرشحين خلال الانتخابات النصفية عام 2022 التي تحولت من موجة حمراء إلى مجرد ذبذبة حمراء، لكنه فاز بالغالبية في مجلس النواب، وقام السيد ترمب بدعم وصوله إلى رئاسة المجلس.

أما السيد ماكونيل [زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ] فقد انتهج طريقاً مغايراً في التعامل، فعلى رغم تصويته ضد إدانة السيد ترمب، لكنه يبدو وبوضوح مستاء من الرئيس السابق لأسباب شخصية وسياسية أيضاً، فقد قدم تفسيراً لاذعاً بعد تصويته ضد قرار عزل السيد ترمب، واتهمه بالتسبب بحادثة الشغب في الـ "كابيتول".

لكن في اليوم الذي سبق حادثة التمرد في السادس من يناير 2021، أدت شكاوى السيد ترمب المستمرة حول تزييف الانتخابات إلى خسارته مقعدين من مقاعد مجلس الشيوخ في ولاية جورجيا، وبالمثل، عام 2022، دعم السيد ترمب مرشحين إما خسروا الانتخابات الفرعية، كما في حال كل من هيرتشيل والكر في جورجيا، وبلايك ماسترز في أريزونا، والدكتور أو، في بنسلفانيا، أو حتى أولئك الذي كسبوا السباق فقط لأن ترمب قام بسكب كمية كبيرة من المال لإنقاذهم، مثل ما جرى مع السيناتور جاي دي فانس في أوهايو.

وقد يتهم بعضهم السيد ماكونيل بأنه يود حماية السيد بايدن، والذي هو بالطبع صديق له ويكن له زعيم الأقلية [الجمهورية] في الكونغرس الود على المستوى الشخصي، لكن الرجل يوصف بأنه "حاصد (الأرواح) المتجهم" ولم يتصرف يوماً بشكل عاطفي، وهو وأعضاء مجلس الشيوخ من الجمهوريين يعلمون أن محاولة عزل [الرئيس] قد تقضي تماماً على حظوظهم للفوز من جديد بأية غالبية، أو حتى في إيصال رئيس جمهوري إلى البيت الأبيض.

وكان السيد ماكونيل قد خبر ذلك بصورة مباشرة عام 1998 عندما كان يشغل منصب الأمين العام للجنة مجلس الشيوخ الوطنية للحزب الجمهوري، وكان ذلك بعد دورة عجز فيها الجمهوريون عن الإطاحة بالرئيس بيل كلينتون بعد كذبه تحت القسم بخصوص علاقته مع المتدربة في البيت الأبيض مونيكا لوينسكي، وبسبب ذلك التحقيق فاز الجمهوريون فقط بأربعة مقاعد، لكنهم خسروا أربعة مقاعد أخرى، وفي النهاية حصدوا ما يعتبر تعادلاً. 

تلك الذكرى تعني أن السيد ماكونيل يعلم أن هذه معركة خاسرة، وهو ليس مهتماً بإعادة الخطأ نفسه الذي ارتكبه الحزب الجمهوري قبل 25 عاماً.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من آراء