Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فيلم "تينيت" يعوض على "نتفليكس" ما فقده في دور العرض

قوبل فيلم الإثارة الذي يتنقل عبر الأزمنة لمخرجه كريستوفر نولان بكثير من السخرية عند إطلاقه لاعتباره بارداً ومربكاً

إليزابيث ديبيكي في فيلم "تينيت" (ميليندا سو غوردون)

ملخص

عرض منصة "نتفليكس" فيلم كريستوفر نولان "تينيت" (2020) قد يمنح حياة جديدة لفيلم الإثارة المعقد

على الورق، يبدو من السخف وصف فيلم تجاري ضخم كلف إنتاجه 200 مليون دولار بفيلم لديه قاعدة جماهيرية خاصة ومتفانية. لكن هذه العبارة تبدو في محلها نوعاً ما عندما نتحدث عن فيلم الإثارة المعقد "تينيت" (عقيدة) Tenet لمخرجه كريستوفر نولان الذي عرض للمرة الأولى عام 2020، ويتحدث عن عالم اكتشف سكانه القدرة على عكس مسار الزمن. طرح في دور السينما بعد أشهر قليلة من بدء جائحة "كوفيد" - فحصر على نحو مربك بين فترتي إغلاق - وكان أكبر إخفاق في المسيرة المهنية للمخرج الذائع الصيت، إذ لم يحصد سوى 365.3 مليون دولار عالمياً. لكن ما هو أكثر من ذلك، أن الفيلم لقي استقبالاً مرتكباً من النقاد. فقد جسد أسوأ خصال نولان، إذ كان مربكاً. ومجرداً من الأحاسيس. وفيه بعض التحيز ضد النساء. كان أشبه بصندوق ألغاز معقد الشكل وفارغ أو هذا ما قاله الجميع تقريباً.

والآن، بعد ثلاثة أعوام تقريباً من إطلاق الفيلم - وبعد أشهر من عودة نولان اللامعة من خلال فيلم "أوبنهايمر" – وصل "تينيت" إلى "نتفليكس" وتصدر قائمة أكثر الأفلام شعبية. خلال السنوات الأخيرة، أظهرت منصة البث قدرة غريبة على نبش الكنوز المدفونة (أو إعادة إحياء المغمور من الأشياء). في زمن توقف فيه كثيرون عن شراء أقراص "دي في دي" واستئجارها، تعتمد خيارات كثيرين في مشاهدة العروض بشكل تام على ما تعرضه "نتفليكس". وهذا مكان مثالي لفيلم ضخم مثل "تينيت" لا بد من أن كثيرين لم يتمكنوا من مشاهدته عند عرضه أول مرة. وهو يبدو عملاً عظيماً ومثيراً للإعجاب مقارنة بمجموعة الأفلام الأصلية الباهتة على "نتفليكس" التي تبدو رخيصة. لكم أن تهمسوا - أو الأفضل ألا تفعلوا ذلك كي لا يتذمر الناس من سوء هندسة الصوت [في الفيلم] – لكن "تينيت" قد يصبح من أكثر الأفلام شعبية في هذا العقد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إن كنتم تتابعون أفلاماً كثيرة، فقد تشعرون في النهاية بالسأم من مشاهدة الأمور نفسها مرة تلو الأخرى. صحيح أن اللغة السينمائية شاسعة ومتنوعة، لكن الأفلام الضخمة الحديثة تستخدم عادة لغة محدودة. وعلى رغم كل عيوبه وادعاءاته، يصور "تينيت" لحظات كثيرة تشعر بأنها جديدة وأصلية. ولا شك في أن الشكاوى المتعلقة ببرودة نولان وانغماس الفيلم في ذاته واقعية لكنها خارج الموضوع. فبالنسبة إلى فيلم يفيض بالحبكات، أفضل طريقة للاستمتاع به هي اعتباره عملاً تكثر فيه الصور والأفكار.

فلنأخذ مثلاً تسلسل المشاهد الرئيسة في الفيلم التي تفضي إلى لحظة سفر بطل الفيلم مجهول الاسم، الذي يؤدي دوره جون ديفيد واشنطن، في آلة عكس الزمن. كان الرجل غارقاً لتوه وسط مطاردة مجنونة بالسيارات على الطريق السريع - حيث تسير المركبات وتواكب تقدم الوقت ثم تعود للماضي، وأزيز الرصاص - حين سحبه الشرير أندريه ساتور الذي يؤدي دوره كينيث برانا داخل غرفة واسعة متشعبة. في أحد جوانب الغرفة، يعود برانا بالزمن للوراء ويحتجز إليزابيث ديبيكي تحت تهديد السلاح. وفي الجانب الآخر، يتقدم في الزمن إلى الأمام ويصيح بواشنطن، ويطالبه بمعلومات.

من الصعب - لكن ليس من المستحيل - أن نفهم بالتحديد الأحداث التي تدور في هذا المشهد، إنما ذلك لا يهم في النهاية. فآلة عكس الوقت نفسها قطعة ديكور رائعة في الفيلم، وهي جهاز أسمنتي ضخم يشمل بابين حديديين دوارين. لا نرى داخل الآلة أبداً - ومحاولة الإخفاء هذه تجعل الأمر أقرب إلى التصديق. لا شك في غرابة اللحظة التي يتحدث فيها برانا بشكل عكسي، وعندما نعيد مشاهدة هذه اللقطة من وجهة نظر عكسية، تظل غريبة.

إن مشاهدة "تينيت" مرات عدة لأمر مجزٍ، مع أن إعادة مشاهدته لا تضمن للمرء أن يفهم سير الأحداث فعلياً، لكنها تسهم في تخفيف التوقعات وتتيح مقاربة التجربة بتراخٍ. بعض الأفلام "سيئة لدرجة تجعلها جيدة"، ولهذا يعتبر "تينيت" فيلماً ذكياً لدرجة تجعله غبياً، وأفضل طرق الاستمتاع به هي باعتباره فورة من الأناقة والمشهدية. ويا لها من مشهدية.

لا يمكننا أن نعرف أي أفلام تبقى محفورة في الذاكرة الشعبية. ومع ازدياد اعتماد القطاع على إحياء أفلام قديمة أو تكرار تصوير أفلام لسلسلة شهيرة يبدو أن عدد الأعمال الإبداعية الحقيقية التي تستقطب جمهوراً واسعاً في تضاؤل. ربما يتمكن "تينيت" من السير في الاتجاه المعاكس. إن لم يصح ذلك عام 2020، فقد يصح الآن على "نتفليكس". وإن لم يحدث ذلك الآن، فربما بعد 10 سنوات. لا يهتم نولان بالوقت - وقد يشكل ذلك خشبة خلاص فيلمه.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من سينما