Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هدوء حذر على جبهات منبج ودخول "تحرير الشام" خط المواجهة

السكان المدنيون اضطروا للنزوح عن منازلهم ومزارعهم

شهدت جبهات منبج اشتباكات عنيفة بين "قسد" ومسلحي المعارضة المدعومة من تركيا (اندبندنت عربية)

ملخص

عمد مسلحو المعارضة السورية إلى فتح جبهات مع قوات سوريا الديمقراطية تزامناً مع العملية العسكرية بريف دير الزور

تحولت المنطقة الواقعة تحت سيطرة الإدارة الذاتية بريف منبج، شمال سوريا، إلى جبهة مشتعلة مع بدء قوات سوريا الديمقراطية "قسد" عملية أمنية عسكرية بريف دير الزور في 27 أغسطس (آب) الماضي، وذلك بعد هجوم مسلحين معارضين مواقع لمجلس منبج - دير الزور العسكري ولقوات النظام السوري المنتشرة في المنطقة في إطار عملية خفض التصعيد بضمانة روسية وتركية.

المناطق الواقعة بريفي منبج الغربي والشمالي كانت عرضة لهجمات مسلحين دخلوا القتال من المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة تحت مسمى "مقاتلي العشائر" وذلك بعد يومين من القتال الدائر بين قوات سوريا الديمقراطية ومسلحين بريف دير الزور، وتمكن المسلحون المعارضون من التسلل إلى قرية المحسنلي الواقعة غرب منبج والسيطرة عليها بعد فرار سكانها جراء المعارك، لكن، في الأول من سبتمبر (أيلول)، وفور سيطرة مسلحي المعارضة على القرية حيث تتواجد نقطتان عسكريتان تابعتان لقوات النظام، وأخرى لمجلس منبج العسكري، شنت طائرات روسية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، غارة على نقطة عسكرية كانت تابعة للنظام السوري تحصن فيها المسلحون المعارضون ما أدى إلى تراجعهم وانسحابهم من القرية.

اشتباكات متقطعة

لكن الاشتباكات المتقطعة والقصف المتبادل سادت خلال الأيام القليلة الماضية بين مسلحي المعارضة الذين تحركوا باسم "مقاتلي العشائر" وبين مقاتلي مجلس منبج العسكري ولواء جبهة الأكراد التابعين لقوات سوريا الديمقراطية من جهة أخرى في عدد من القرى التابعة لمدينة منبج التي تقع في ريف حلب الشرقي.

وعمد مسلحو المعارضة السورية إلى فتح جبهات مختلفة مع قوات سوريا الديمقراطية تزامناً مع العملية الأمنية العسكرية في ريف دير الزور التي أطلقت عليها "قسد" "تعزيز الأمن" بهدف تخفيف الضغط عن المسلحين في دير الزور، لا سيما في منطقة منبج بدعم من تركيا تحت مسمى "مقاتلي العشائر" بحسب الناطق الرسمي باسم مجلس منبج العسكري شرفان درويش.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وشملت الاشتباكات عدداً من القرى القريبة من نهر الساجور وأخرى غرب منبج، لكن تلك المعارك لم تغير خريطة السيطرة في المنطقة، واستطاع مجلس منبج العسكري الاحتفاظ بنقاطه، فيما تراجع المسلحون المهاجمون تحت وطأة الرد المضاد لمجلس منبج العسكري بحسب درويش.

التحول إلى "مقاتلي العشائر"

وشدد الناطق الرسمي باسم مجلس منبج العسكري على "أن المسلحين الذين شنوا هجمات على منطقتهم يتبعون للفصائل المدعومة من تركيا، وأنهم استغلوا تسمية العشائر تزامناً مع ما كان يجري في دير الزور، وأن ذلك مثبت لديهم بالأدلة والصور"، مضيفاً أن "الصواريخ والقذائف والمدفعية المستخدمة في الهجمات تؤكد أنهم ليسوا مقاتلي عشائر إنما تابعون لفصائل الجيش الوطني المعارض".

"تحرير الشام" على خط المواجهة

في الخامس من سبتمبر الجاري وبعد أيام من هجمات مسلحي المعارضة السورية على مواقع مجلس منبج العسكري، أعلن المجلس، في بيان رسمي، رصده تحركات وتمركزاً لـ "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) على أطراف مدينة منبج، وبالتحديد في قرى عديدة غرب المدينة وشمالها، بخاصة قريتي الياشلي والشيخ ناصر شمال غربي منبج، وأنهم "نصبوا فيها الأسلحة الثقيلة وعمدوا إلى إفراغ القرى من سكانها"، وأضاف المجلس التابع لـ"قسد" أن تحركات الهيئة "تأتي بالتنسيق مع قوات الاحتلال التركي ومرتزقيها بعد أن أحبطت قوات مجلس منبج العسكري هجمات الاحتلال التركي ومرتزقته على ريف منبج".

لكن وسائل إعلام معارضة قالت إن المسلحين المنتمين للعشائر قاتلوا في جبهات منبج بشكل مستقل عن الفصائل التي ينتمون إليها أو لـ "هيئة تحرير الشام" وأنها لم تقدم لهم الغطاء العسكري أو السلاح، وأشار درويش إلى أن مناطق انتشار عناصر "هيئة تحرير الشام" شملت مناطق الجبهة الشمالية الغربية لمنبج، وأن عدد العناصر التابعين للهيئة المحتشدين في المنطقة يتراوح ما بين 400 إلى 500 مسلح شاركوا في هجمات على قريتي البوغاز والبويهج وسقط منهم قتلى، حسب درويش.

تفجير يودي بقيادي

في صباح السادس من سبتمبر الجاري، في خضم الاشتباكات المشتعلة على بعد كيلومترات من مدينة منبج دوى انفجار وسط المدينة أدى إلى مقتل قيادي في مجلس منبج العسكري الذي نعى بوزان عثمان بركل، عضو مكتب علاقات المجلس جراء استهدافه بعبوة ناسفة في سيارته.

المدنيون

ولم يكن المدنيون الآمنون في قراهم ومزارعهم المحيطة بمنبج بمنأى عن القذائف التي أشعلت الجبهة المتوترة أصلاً، وأفادت مصادر محلية بأن أربعة أطفال وامرأة قتلوا وأصيب آخرون جراء هجوم المسلحين على قرى المحسنلي وعرب حسن والمحاميد وغيرها من القرى.

واضطر السكان المدنيون للنزوح عن منازلهم ومزارعهم في الساعات الأولى للهجوم صوب مدينة منبج والقرى الأكثر أمناً في محيط المدينة، وداخل مدينة منبج، نصبت الإدارة المدنية خيماً لإيواء العائلات، وأكد الناطق الرسمي باسم مجلس منبج العسكري أن قذائف المدفعية طالت منازل المدنيين في تلك القرى ما تسبب بموجة نزوح في المنطقة.

هدوء حذر

وتزامناً مع إعلان قوات سوريا الديمقراطية انتهاء العملية العسكرية "الأساسية" في دير الزور هدأت المواجهات في منبج ايضاً، لكن تحركات مسلحي المعارضة مستمرة في محيطها بحسب المسؤول العسكري في منبج، في حين أكد درويش بقاء قوات النظام السوري في نقاطه المنتشرة على طول الحدود مع مناطق سيطرة الفصائل السورية المعارضة التي استهدفت تلك النقاط أيضاً في الاشتباكات الأخيرة "بينما ردت قوات النظام على مصادر النيران".

وأكد الناطق الرسمي باسم مجلس منبج العسكري أن المئات من أبناء العشائر توجهوا لمساعدة مقاتليهم حتى انتهاء الاشتباكات.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات