Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فنانو المغرب في مرمى المتنمرين خلف الشاشات

الظاهرة طاولت "سي مهدي" ودنيا بطمة وحاتم معمور وسعيدة شرف

ينتقد المتابعون نمط عيش المغني "سي مهدي" خصوصاً عندما يظهر بأزياء عصرية وشبابية أنيقة (مواقع التواصل)

ملخص

تعليقات المتنمرين على دنيا بطمة ركزت على شكلها وإطلالاتها الإعلامية.

طفت في الآونة الأخيرة موجة تنمر وتهكم على مواقع التواصل الاجتماعي ضد ممثلي ومطربي المغرب، لأسباب تتعلق بالشكل أو اللباس أو بسبب بعض التصرفات والسلوكيات التي لا تتوافق مع أهواء المتابعين.

وفي الوقت الذي أعلن فيه فنانون استياءهم من ظاهرة التنمر بحق زملائهم في الميدان الفني، يرى نقاد أنها امتداد لحالة السخرية والتهكم المتفشية على الـ "سوشيال ميديا" بصفة عامة، وأبرز ضحاياها هم الفنانون باعتبارهم شخصيات معروفة.

ولا يخصص القانون الجنائي المغربي عقوبات محددة ضد مرتكبي التنمر الإلكتروني، غير أن المحاكم تعمد إلى تكييف هذه الوقائع لتنطبق عليها نصوص قانونية، عندما يتم إدراجها في خانة جرائم السب والقذف والتشهير والجريمة الإلكترونية.

سي مهدي

ومن أكثر المغنين المغاربة الذين يتعرضون بشكل لافت لموجة تنمر على مواقع التواصل الاجتماعي الفنان المغربي مهدي بن إبراهيم الشهير بلقب "سي مهدي" الذي لاقت ألبوماته نجاحاً جماهيرياً منها "كنت ماشي" و"يا بلادي"، كما أنه قام بتأليف وتلحين عديد من الأغاني.

وتنطلق تعليقات كثيرة تحمل كميات كبيرة من التنمر والسخرية من "سي مهدي" كلما أدى أغنية وبثها عبر قناته الخاصة على "يوتيوب" أو كلما ظهر بـ"لوك" جديد في حسابه على موقع "فيسبوك".

وينتقد المتابعون نمط عيش المغني "سي مهدي"، خصوصاً عندما يظهر بأزياء عصرية وشبابية أنيقة، إذ كتب أحدهم "هذا فنان فقير عن التعريف"، وآخر قال "أخبرني عن موعد ألبومك القادم حتى لا أستمع إليه".

وفي رده على موجة التنمر التي تطاوله بشكل كثيف، أكد "سي مهدي" أنه اعتاد عليها في مواقع التواصل الاجتماعي، حتى أنهما أصبحا "حبايب"، وفق تعبيره.

وأفاد سي مهدي، ضمن تدوينة له عقب التنمر الذي لاحقه بعد أغنيته "فينيتو"، بأنه "صامد ضد التنمر والجهل والفقر الفكري والقصف العشوائي من كل الجهات"، متابعاً بأنه "يحاول أن يتعاطى مع هذا السلوك بشكل إيجابي".

تنمر غنائي

وإذا كان "سي مهدي" يتعرض للتنمر بخصوص طريقة حياته وظهوره الإعلامي، فإن المطربة المعروفة سعيدة شرف لاقت السلوك نفسه بخاصة بعد أدائها أغنية "جابوها وليدتنا" التي غنتها بمناسبة الإنجاز التاريخي للمنتخب المغربي في كأس العالم بقطر 2022.

لم يهتم المتنمرون في تعليقاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي بالأغنية أو كلماتها، أو مستوى أدائها وجماليتها أو حتى نقدها فنياً، بقدر ما انصبت تعليقاتهم على أشياء جانبية وشكلية تصل إلى حد التهكم والسخرية.

من جانبه يتعرض المغني حاتم عمور لموجة تنمر في كل ظهور إعلامي أو غنائي جديد له من طرف بعض رواد "فيسبوك" على وجه التحديد، وآخرها التنمر الذي طاوله بعد أدائه أغنية حول المنتخب المغربي، حين طالبه البعض بالكف عن الغناء للفريق حتى لا يخسر مبارياته، خشية أن تكون الأغنية "نذير شؤم".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومن أكثر الفنانات المغربيات تعرضاً للتنمر المطربة المشهورة دنيا بطمة، إذ لا تكاد تمر صورة جديدة أو مقطع فيديو يوثق أغنية لها أو حتى تصريح أو مشاركة لموقف يومي مع جمهورها، دون أن يترافق ذلك موجة تنمر عارمة.

وتنصب تعليقات المتنمرين بخصوص بطمة على شكلها الخارجي، وإطلالاتها المختلفة في مواقع التواصل الاجتماعي، وأيضاً تصريحاتها المثيرة للجدل، على رغم شبه إجماع هؤلاء المتنمرين أنفسهم حول موهبتها الغنائية المميزة.

ومصدر مقرب من الفنانة دنيا بطمة رد على موجة التنمر التي تواجهها قائلاً، إنها لا تأبه لذلك وتتقوى فنياً أكثر بتلك الردود المتنمرة، فهي تشق طريقها الفني بشكل ثابت وذكي، وبحضور طاغ وناجح في المشهد الفني وفي الإعلام المغربي.

تداعيات الرقمنة

ويعلق الناقد الفني فؤاد زويريق على هذا الموضوع بالقول، إن "التنمر ضد الفنانين المغاربة لا يمكن فصله عن المجتمعات الرقمية الجديدة التي أصبحنا ننتمي إليها بفضل الشبكات الاجتماعية"، معتبراً هذا السلوك "جزء من ظاهرة التنمر الافتراضي".

وأكمل زويريق شارحاً "الظاهرة شاملة متعددة الخيوط لأنها تمارس من بعد ومن وراء الشاشات، وكل خيط فيها يهم فئة معينة من المجتمع، إذ نجد التنمر ضد زملاء العمل أو أصحاب الأفكار أو الآراء المختلفة، بل وحتى الأصدقاء".

وتابع المتحدث نفسه أن "الشبكات الاجتماعية أصبحت وسيلة وسلاحاً خفياً مدمراً لنفسية المتنمر عليه، لأنها توفر للمتنمر كل ضمانات الأمان لممارسة السلوك العدواني من بعد بكل أريحية متخفياً عن الأنظار، إذ يمكنه خلق صفحات بهويات مزيفة يستعملها في أغراضه الإجرامية".

ولفت زويريق إلى أن "التنمر جريمة تستوجب العقاب بقوة القانون، لكن كثيرين يهملون هذا الجانب بعدم تقديمهم بلاغات إلى الجهات القانونية المتخصصة"، متابعاً القول "الفنانون شريحة من المجتمع الواقعي والافتراضي أيضاً، وتعرضهم المستمر للتنمر ينبع من كونهم يمثلون الشريحة الأكثر شهرة وارتباطاً بوسائل التواصل بمفهومها الشامل".

إنها المسيرة

واعتبر الناقد زويريق أن "التنمر كان متواجداً قبل ظهور الإنترنت، إذ كان يمارس في الجلسات الخاصة، لكنه طفح الآن وأصبح علنياً في سياق المجتمعات الرقمية التي تضم ملايين البشر بمختلف طبقاتهم وشرائحهم"، مبيناً أن "الشركات الإلكترونية المتخصصة أصبحت توفر نوعاً من الربح لصفحات لديها عدد معين من المتابعين، ولجمع أكبر عدد من هؤلاء المتابعين بالتالي جني ربح أكبر".

ووفق المتحدث "تنتهج بعض الصفحات سياسة التنمر على الفنانين التي تلقى رواجاً وإقبالاً، كما تتناسل لجان إلكترونية للتعرض إلى فنانين بعينهم، إضافة إلى ترويج إشاعات حولهم بهدف تدمير مسيرتهم، وغالباً ما تكون ممولة أو مدفوعة من طرف خصوم أو منافسين".

واستدرك زويريق "هذا لا ينفي وجود أشخاص عاديين يمارسون التنمر من أجل النكتة والسخرية وحصد حفنة من الإعجابات تشكل لهم انتصاراً افتراضياً وهمياً، وهم غير واعين بأن الفنان مثله مثل باقي البشر له أحاسيس ومشاعر".

وشرح الناقد الفني "التنمر على الفنان قد يؤزمه نفسياً ويصيبه بالإحباط، بخاصة إذا كان ذا شخصية حساسة أو ضعيفاً حيال الانتقادات، مما قد يدفعه إلى إنهاء مسيرته الفنية".

اقرأ المزيد

المزيد من فنون