Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مهرجو فلسطين "ضحكة حلوة" يكتمها التنمر

يحاولون نشر الطاقة الإيجابية بين الأطفال رغم تحديات النظرة المجتمعية

فلسطينيون يعملون على تطوير مهنة التهريج عبر مزيد من التخطيط والتدريب في الأداء والملابس (فرقة مهرجي فلسطين)

ملخص

المهرجون الشباب في فلسطين يحاولون إدخال السعادة إلى قلوب الأطفال بجهود شخصية لكنهم يصطدمون بمواقع التواصل الاجتماعي والتنمر عليهم.

طالب بسيط أطلق العنان لنفسه بالصدفة قبل 12 عاماً، فأصبح أحد صناع الضحكة الواسعة لأطفال فلسطين بعد دعوته في إحدى المدارس إلى المشاركة كمهرج في حفل عيد ميلاد، لكنه لم يكن يمتلك أي زي فسارع إلى تصميم واحد من ملابس مختلفة في منزله مطلقاً على نفسه "عمو ميني".

منذ ذلك الحين تابع الشاب الفلسطيني إيهاب زبلح مسيرته مع مهنة التهريج التي عمل على تطويرها مع الوقت عبر مزيد من التخطيط والتدريب على صعيد الأداء وصناعة الملابس والماكياج الخاص بالمهرج وزيادة مشاركته في مختلف الأنشطة مع الصغار والكبار.

بعد تقديم عدد من العروض بدأ زبلح بتصميم وخياطة ملابس المهرج الخاصة به بشكل كامل واحترافي من دون أن يقتصر فقط على الشعر أو أنف المهرج، آخذاً في الاعتبار كل التفاصيل المناسبة للفعاليات التي قد يقدم فيها عروضاً للأطفال، ولاحقاً أضاف إلى عمله كتابة وإنتاج أغنيات بسيطة للأطفال بالاستعانة بأصدقائه للتلحين والتوزيع ومن ثم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي.

طاقة إيجابية

يرى الشاب الفلسطيني إيهاب زبلح أنه يتحمل مسؤولية كبيرة أمام جمهوره من الأطفال والكبار من خلال العروض التي يقدمها لهم، فالمهرج هدفه إعطاء طاقة نفسية إيجابية لإخراج الأطفال من الحزن أو الشعور السيئ من خلال الرقص والغناء والألعاب الترفيهية التي يقدمها، أو الرسم على الوجوه، أو صنع أشكال مختلفة من البالون.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ونبه إلى أنه يسعى دائماً إلى التغيير وإدخال أفكار جديدة خلال تصميمه للملابس والشخصيات المشاركة في عروضه، مشيراً إلى أنه يعمد أحياناً إلى إحياء الألعاب التراثية القديمة مع الأطفال لتعليمها لهم، إضافة إلى بث مجموعة من الرسائل التعليمية الثقافية من خلال العروض التي يقدمها.

"مهرجو فلسطين"

وضمن المبادرات الشبابية لنشر الطاقة الإيجابية، نشأت فرقة أخرى وهي "مهرجو فلسطين" التي يقول أحد مؤسسيها عيسى نمر "نمتلك طاقة إيجابية على رغم كل ما يحدث من حولنا، ونريد نقل هذه الطاقة إلى المحيطين بنا، خصوصاً الأطفال الذين يتفاعلون مع المحتوى الذي نقدمه سواء على أرض الواقع أو على مواقع التواصل الاجتماعي".

وكان نمر عمل مع شقيقه التوأم وصديق لهما على تأسيس هذه الفرقة بشكل مستقل بعد خبرة اكتسبوها من العمل والتطوع في مؤسسات مختلفة ذات علاقة بهذا المجال وشغفهم في الرقص والغناء والتمثيل على خشبة المسرح.

يذكر نمر أن فرقتهم تسعى إلى إيصال كثير من الرسائل الإنسانية من خلال عملهم كمهرجين مع الأطفال، فهم يسلطون الضوء على التنمر والعنف والاحترام المتبادل وتقبل الآخرين والحق في السعادة، إضافة إلى إسعاد المشاركين في أنشطتهم المختلفة، مضيفاً أن المهرج له دور كبير في إخراج الأطفال من أجواء المشكلات الأسرية أو الضغوط النفسية الأخرى التي قد يواجهها بعضهم، تزامناً مع توعية الأهل بأهمية دعم أطفالهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، بخاصة على صعيد اختيار الهوايات.

تضم فرقة "مهرجي فلسطين" شباناً وشابات جمعهم حب المسرح وإدخال السعادة إلى قلوب الأطفال. من جانبها تقول الشابة دسبنا متواسي إنها قررت الانضمام إلى هذه الأنشطة لما يعطيه المهرج من طاقة إيجابية وسعادة للأطفال وفرصة للمشاركين من العائلات للتفريغ نفسياً، مما ينعكس بدوره إيجاباً على أعضاء الفرقة ويعطيهم أملاً في الحياة.

على رغم النجاح الذي يحققه المهرج في إسعاد الأطفال، إلا أن هناك مجموعة من الصعوبات ترتبط بهذه المهنة، إذ يواجه زبلح عدداً من التحديات خلال عمله من أبرزها وجود التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي التي جعلت الأطفال يقضون وقتاً طويلاً في استخدامها، مما قد يؤدي إلى فقدان الأطفال الإحساس بسحر المهرج وألوانه لأنهم يعتادون على هذا الأمر من مقاطع الفيديو التي يشاهدونها على شبكة الإنترنت.

والتحدي الآخر بالنسبة إليه هو ربط بعض الناس ألوان المهرج "بمجتمع الميم"، مما يعرضهم للانتقاد والاتهامات بإفساد أخلاق الأطفال، وربما يضعهم في مشكلات كبيرة مجتمعياً.

 أما نمر، فيرى أن وجود المهرج قد لا يكون متقبلاً في كل مكان، بخاصة في المناطق التي تعتبر محافظة أكثر من غيرها، وعدم التقبل هذا ربما يؤدي إلى رفضه وربما التنمر عليه، وفي بعض الأحيان يكون الرفض بسبب وجود فتيات ضمن الفرقة، إذ لا تتقبل جميع المجتمعات دخولهن في هذا المجال.

ويوضح أنه تعرض للتنمر خلال عمله كمهرج، إلا أن هذا لم يوقفه بل جعله قادراً على التفكير بأساليب وأفكار أخرى مستقبلاً للعمل مع الأطفال أو لتغيير الصورة النمطية عن المهرجين ورسالتهم، في حين تؤمن متواسي بأن الصعوبات تكمن في اعتبار بعضهم الترفيه أمراً ثانوياً لا داعي له، والتهريج مضيعة للوقت ومكلف مادياً، مضيفة أن ملابس المهرج والألوان والعروض الأدائية تؤدي إلى كثير من التنمر عليهم وبث الكراهية تجاههم، على رغم أن هذا هو ما يميزه عن غيره.

المزيد من منوعات