Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل "تحاصر" الوصاية الأردنية على المسجد الأقصى؟

تثبيت تقسيمه الزماني والمكاني كمقدمة للاستيلاء عليه

الجيش الاسرائيلي يغلق بوابات المسجد الاقصى بعد محاولة طعن أحد جنوده (وكالة وفا) 

تبدو إسرائيل أنها تعمل بهدوء وبنفس طويل، على تغيير الوضع التاريخي القائم في المسجد الأقصى بالقدس المحتلة، وتثبيت تقسيمه الزماني والمكاني كمقدمة للاستيلاء عليه.

ويعتقد الفلسطينيون أن إسرائيل تعمل على استنساخ سيناريو الحرم الابراهيمي في مدينة الخليل في المسجد الأقصى، في ظل التطرف الديني الإسرائيلي المدعوم من الأحزاب  العلمانية القومية الإسرائيلية.

وفي ما يشبه شبه اجماع إسرائيلي، تعالت في الأيام الأخيرة الدعوات من الأحزاب اليمينية واليسارية إلى تجاهل الوضع القائم في الأقصى والعمل على تغييره .

تغيير الوضع القائم

وفي تصريحات هي الأولى من نوعها، دعا وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي غلعاد إردان إلى تغيير الوضع القائم في القدس منذ احتلالها عام 1967، والسماح للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى والصلاة فيه.

وطالب أردان باتخاذ إجراءات وخطوات عملية للوصول إلى وضع يمكن اليهود من الصلاة في ما يسمونه جبل الهيكل، مضيفاً أن ذلك يتوجب حصوله من خلال "الترتيبات السياسية وليس بالقوة".

وأضاف الوزير الإسرائيلي وهو عضو في المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية أن الوضع القائم في الأقصى فيه ظلم لليهود ويجب تغييره "حتى يتمكنوا في المستقبل أيضاً من الصلاة في جبل الهيكل الذي يعتبر أقدس مكان للشعب اليهودي فيما يعتبر ثالث أقدس موقع في الإسلام".

وفي ترجمة لتصريحات أردان، أغلقت قوات الاحتلال بوابات الأقصى كافة مساء أمس الخميس، ومنعت الرجال الذين تقل أعمارهم عن الخمسين سنة من صلاتَي المغرب والعشاء، عقب مقتل شاب وجرح آخر بعد محاولتهما طعن أحد جنود الاحتلال على أحد بوابات الأقصى.

واضطر عشرات المقدسيين من أداء الصلاتين على ابواب المسجد الأقصى.

ووصف قاضي قضاة فلسطين محمود الهباش إغلاق قوات الاحتلال المسجد الأقصى بأنه "إعلان حرب على الإسلام والمسلمين"، مضيفاً أن المسجد الأقصى "خط أحمر يمكن أن يشعل العالم أجمع".

ودعا الهباش "المسلمين في جميع العالم إلى النفير وشد الرحال للأقصى والرباط فيه والدفاع عنه جنباً الى جنب مع إخوانهم الفلسطينيين والمقدسيين".

وكانت الحكومة الإسرائيلية سمحت للمرة الأولى لنحو 1700 مستوطن، باقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك بعد قمع المصلين المسلمين قرب باب المغاربة، بالتزامن مع صلاة عيد الأضحى.

منظمات "الهيكل"

وسارعت منظمات "الهيكل" المزعوم إلى الترحيب بتصريحات أردان التي تأتي فيما يشهد معسكر اليمين الإسرائيلي مزايدات إعلامية من قبل مختلف الأحزاب في محاولة لجذب ناخبي اليمين المتطرف وتيارات الاستيطان الديني.

واعتبرت المنظمات أن الزيادة في عدد المستوطنين المقتحمين للأقصى في ما يسمى "ذكر خراب الهيكل" والتي بلغت هذا العام ٢٠ في المئة  "تعزّز السيادة والسيطرة الإسرائيلية.

في المقابل، وصف نائب مدير عام أوقاف القدس ناجح بكيرات في حديث إلى "اندبندنت عربية" المسجد الأقصى بأنه عبارة عن "برميل بارود وكرة لهب متدحرجة" منذ اقتحامه من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق آرئيل شارون عام 2000.

وحذر بكيرات من اندلاع حرب دينية "تعرف بدايتها، لكن نهايتها غير معروفة بسبب محاولات إسرائيل فرض سيطرتها على الأقصى والاستيلاء عليه".

وأشار إلى أن سلطات الاحتلال تعمل على تغيير الوضع التاريخي القائم في الأقصى بتشجيع من الإدارة الأميركية الحالية، مستغلة "حالة الترهل العربي الحالية".

قهر يومي

وأضاف بكيرات أن الإسرائيليين يعملون وفقاً لنصوص دينية تدعو إلى القضاء على الديانتين الإسلامية والمسيحية في القدس ونفي الآخر .

ووصف ما يتعرض له الفلسطينيون في القدس بأنه "قهر يومي ومحاولة لاضطهادهم واستضعفاهم من خلال البلطجة الإسرائيلية".

كما حذر القيادي في حركة فتح حاتم عبد القادر في حوار مع "اندبندنت عربية" من اتخاذ سلطات الاحتلال إجراءات لتغيير الوضع التاريخي القائم في الأقصى، مضيفاً أن ذلك سيؤدي إلى ضرب الوصاية الأردنية على الأماكن المقدسة في القدس، وبالتالي انتهاك أحد بنود اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية.

واعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني تصريحات اردان بالخطيرة وبأنها تنذر بتفجير الأوضاع في الأراضي الفلسطينية.

وقال مجدلاني إن سلطات الاحتلال تحاول فرض التقسيم الزماني والمكاني لتهويد المسجد الأقصى، من خلال تكريس سياسة اقتحام المسجد والاعتداء على المرابطين داخله، ثم السيطرة الكاملة عليه لاحقاً.

ويقصد بالوضع القائم في القدس، بما كان سائداً في المدينة قبل احتلالها عام 1967، حيث تتولى وزارة الأوقاف الأردنية المسؤولية عن كل ما يتعلق بالمسجد الأقصى بما في ذلك الحق في تحديد من يدخل ومن لا يدخل المسجد وبأي طريقة يدخلون.

المزيد من العالم العربي