Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بين الضحك والسياسة... مشاهد عيد الأضحى في ذاكرة السينما المصرية

"بنت الأكابر" و"حياة أو موت" الأكثر توظيفاً لمشاهد الحج... و"بوحة" قدم كوميديا الجزار والأضحية

وظَّف فيلم "بوحة" مشاهد عيد الأضحى بشكل كوميدي (السينما دوت كوم)

منذ ثلاثينيات القرن الماضي وتوثق السينما المصرية احتفالات العيد، ولعل فيلم (دنانير) 1939، أكثرها ارتباطا بتلك المناسبة، حينما غنَّت كوكب الشرق أم كلثوم خلاله "يا ليلة العيد"، وصارت فيما بعد أيقونة للعيد واحتفالاته. العيد في ذاكرة السينما المصرية أخذ أبعاد عدة، بداية من الاحتفال، مروراً بالضحك، وانتهاءً بالإسقاطات السياسية نستعرضها في التقرير التالي.

سينما الأبيض والأسود
أغنية "ليلة العيد" نفسها تحوَّلت إلى فيلمٍ مستقلٍ، يحمل الاسم نفسه، إخراج حلمي رفلة، بطولة شادية وإسماعيل ياسين وشكوكو. وتعرَّض الفيلم في بعض مشاهده إلى أجواء العيد، ويحكي عن ثلاثة أشقاء لديهم مواهب فنيَّة، لكن ظروفهم الماديَّة صعبة، ويواجهون أزمات حتى يحصلوا على فرصة.

 

سينما الأبيض والأسود فيما بعد احتفت بشكل خاص بعيد الأضحى، من خلال بعض اللقطات في أفلام كثيرة، بينها "أبو حلموس" لنجيب الريحاني عام 1949 أيضاً، وكان العمل كوميدياً اجتماعياً، وتناول بعض الأزمات الاقتصاديَّة التي يعاني منها المواطن محدود الدخل مقابل الطبقة الثرية، التي لا يشعر أصحابها بأحد، وكان بطل الفيلم محاسباً يُشرف على وقف يحوي خراف العيد الجاهزة للذبح.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"بنت الأكابر" و"حياة أو موت"
يعدُّ فيلما "بنت الأكابر" و"حياة أو موت" من أكثر الأعمال القديمة التي وظَّفت أجواء عيد الأضحى دون إقحام، ففي الأول جاء مشهد ذهاب الجد إلى الحج، مصحوباً بأجواء مبهجة للغاية، وأغنية حاضرة دوماً للقيثارة ليلى مراد "يا رايحين للنبي الغالي"، كما أن الأمر خدم الدراما، إذ إن غياب الجد جعل الفرصة سانحة أمام البطل الفقير عامل التليفونات (أنور وجدي) ليوقع الشابة (ليلى) في غرامه، وهو الفيلم الذي عُرِضَ عام 1953.

 

أمَّا فيلم "حياة أو موت"، بأيقونته الشهيرة التي ترددت خلاله كثيراً (الدواء فيه سم قاتل)، فجسَّد معاناة البطل الذي فُصِلَ من عمله، وبات غير قادر على شراء خروف العيد للعائلة، فيما ابنته كانت تعتقد أن الخروف الذي تستمع إلى صوته ملكهم قبل أن تكتشف أنه يخص الجيران.

الأزمة الاقتصادية في الفيلم، المعروض سنة 1954، كانت محوراً أساسياً في العمل، حيث تترك الزوجة المنزل بسبب ضيق الحال، وتتوالى الأحداث، وتحاول الطفلة الحصول بنفسها على الدواء لوالدها المريض، ما يعرضها لأزمات كثيرة بسبب صغر عمرها، وطوال الفيلم تظهر مرتدية فستان العيد، الذي تمكَّن والدها بصعوبة من شرائه، خصوصاً أن الشركة رفضت صرف المكافأة له.

ظهرت لقطة عابرة أيضاً لخروف العيد في الفيلم الكوميدي الشهير "الحفيد" عام 1975، إذ كان يلهو به الأبناء.

إقحام فني
وعن مدى الاستفادة الفنية من طقوس الأعياد في دراما قصص الأفلام بشكل عام، يقول الناقد الفني إيهاب التركي لـ"اندبندنت عربية"، "ما يحدث غالباً هو أن مشاهد وأغنيات واحتفاليات الأعياد تكون مُقحمة، وليست أساسية في السياق الدرامي، لكن هناك عدة استثناءات مع ذلك، ومن بينها بالطبع فيلما (بنت الأكابر)، و(حياة أو موت)، ففكرة العيد أو الحج أسهمت في التطور الدرامي وكانت أساسية في الأحداث".

وتابع التركي، "السينما المصرية اهتمت بإبراز مشاهد العيد والاحتفال به جزءاً من عناصر البهجة عند المصريين، فالتوجه هنا يركز دوماً على الطقس الاجتماعي، واهتمام المصريين بالحفاوة والاحتفاء بتلك المناسبة على طريقتهم الخاصة، ومنذ بدايات السينما، وهي تسعى إلى رصد تلك المظاهر بالغناء وأجواء البهجة".

الكوميديا والأزمات الاقتصادية
أمَّا حديثاً فجاءت أجواء عيد الأضحى في الأفلام أيضاً بشكل كوميدي، مثلا في فيلم "همام في أمستردام" 1999، ظهرت مشاهد اللمة والبهجة وتجمعات الصلاة في العيد، ومن أشهرها مشهد قيام الفنان محمد يوسف في دور شلتوت الحلاق، وهو يقص شعر الخروف قبل ذبحه.

 

أيضاً وظَّفت مشاهد العيد بشكل جيد في فيلم "بوحة" 2005، فالبطل يوهم من حوله أنه يتقن حرفة الجزارة، وبالفعل يُستدعى لذبح الخروف لإحدى العائلات، وهنا يردد الإفيه الشهير "تصدق سلخت قبل ما أدبح".

ورغم أن مشهد عيد الأضحى في فيلم "حين ميسرة" عام 2007 قصير، فإنه كان كاشفاً لحال العائلة المعدمة التي يدور الفيلم حول أفرادها، إذ يجتمعون على طبق الفتة (أكلة اعتاد المصريون على تناولها في عيد الأضحى لارتباطها باللحوم)، ويحتفون بتناول اللحم وجبةً دسمةً حرموا منها كثيراً.

اقرأ المزيد

المزيد من تحقيقات ومطولات