Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أحلام عمالقة "وول ستريت" في الكعكة الصينية تتلاشى

المستثمرون الأجانب سحبوا 104 مليارات دولار من سوق السندات منذ عام 2022 وحتى نهاية يوليو الماضي

تباطؤ الاقتصاد أضعف شهية المستثمرين الأجانب للأصول الصينية (أ ف ب)

ملخص

تكافح البنوك الأميركية ومديرو الأصول لتوسيع أعمالهم مع تصاعد التوترات.

ضعفت آمال شركة "بلاك روك" الأميركية في تحقيق أرباح هائلة في الصين، في ظل تراجع معدلات نمو الاقتصاد الصيني وتهاوي اليوان، وهو ما دفع البنك الشعبي (البنك المركزي الصيني) للتدخل لمساندة العملة المحلية.

في عام 2021 دخلت شركة "بلاك روك" السوق الصينية لتصبح

أول مدير أصول عالمي يدير أعمال صناديق استثمار مشتركة مملوكة بالكامل في بكين في عام 2021، وسط آمال أن تحقق طفرة هناك، ففي العام الماضي وصف الرئيس التنفيذي لـ"بلاك الروك" لاري فينك الصين بأنها "واحدة من أكبر الفرص الاستثمارية".

وبعد مرور عامين تكافح أكبر شركة لإدارة الأصول في العالم من أجل المنافسة في السوق، بل وتحتل الشركة الأميركية المرتبة الـ145 بين ما يقرب من 200 صندوق استثمار مشترك صيني من حيث الأصول المحلية الخاضعة للإدارة، بحسب بيانات شركة الخدمات والبيانات المالية "ويند".

في الوقت نفسه تحتل الشركات المملوكة بالكامل لشركتي "فيديليتي إنترناشيونال" و"نيوبيرغر بيرمان" في الصين مرتبة أقل من شركة "بلاك روك".

البداية المخيبة لشركة "بلاك روك" باعتبارها رمزاً لعمالقة "وول ستريت" خيمت على الشركات الأخرى، إذ إن أحلامهم في الحصول على ثروات من الصين بدأت تتلاشى خصوصاً مع تباطؤ تدفق الصفقات لعديد من البنوك الاستثمارية الأميركية في الصين مع تحول الشركات المحلية بشكل متزايد إلى نظيراتها الصينية.

إلى ذلك أضعف تباطؤ الاقتصاد الصيني شهية المستثمرين الأجانب للأصول الصينية، خصوصاً مع صعوبة متزايدة في تأمين البيانات، إضافة إلى الأمر التنفيذي الجديد الذي أصدره الرئيس الأميركي جو بايدن الذي سيمنع الأميركيين من الاستثمار في بعض الشركات الصينية، مما يمثل انتكاسة جديدة للشركات.

قبل ثلاث سنوات كانت توقعات الشركات الأميركية أكثر إشراقاً، بعدما ألغت بكين القيود المفروضة على مديري الأصول الأميركيين الذين يبيعون صناديق الاستثمار المشتركة للمستثمرين الصينيين الأفراد ورفعت القيود المفروضة على الملكية الأجنبية في شركات الأوراق المالية المحلية، خصوصاً مع تولى بنك "غولدمان ساكس" السيطرة الكاملة على مشروع الأوراق المالية الداخلي الخاص به، قبل أن يعزز البنك حصته في مشروعه للأوراق المالية هناك إلى 94 في المئة خلال العام الماضي.

التنين الصيني: مارد أيقظته إمبريالية الغرب
على مر التاريخ، خضعت الصين لاستعمار غربي وحروب أفيون ما زالت آثارها ترسم نظرة بكين للغرب وتقود عملية الصعود والتوسع الصيني في العالم. إليكم القصة.
Enter
keywords

 

تراجع الحماسة

وعلى رغم التخفيف الرسمي لقيود الملكية، قال محللون إن الصين تبدو غير مهتمة بالسماح لشركة أميركية مملوكة بالكامل باكتساب الزخم.

في غضون ذلك قال الرئيس السابق لـ"مورغان ستانلي" في آسيا ستيفن روتش لـ"وول ستريت جورنال"، إن "نماذج الأعمال الغربية التي كانت تعمل بحرية في الصين قبل عامين فحسب تتعرض للتحدي في كل شهر"، مضيفاً أن "بيئة العمل اليوم أصعب بكثير مما كانت عليه"، قائلاً "أعتقد أنه أجلت خطط التوسع الضخم على أقل تقدير".

وبينما تعاني شركات "وول ستريت" تراجعاً طويل الأمد في عائدات الخدمات المصرفية الاستثمارية في الداخل، فإن جهودها في الصين تتعثر أيضاً.

في العام الماضي أعلنت مؤسسات "غولدمان ساكس" و"مورغان ستانلي" و"جيه بي مورغان" انخفاضاً في الإيرادات في الأعمال المصرفية الاستثمارية لمشاريعهم المحلية الصينية، وفقاً للتقارير السنوية لشركاتهم الصينية.

وفي الوقت نفسه سجلت نظيراتها الصينية "سيتيك سيكيوريتيز" و"تشاينا إنترناشيونال كابيتال كورب" زيادات في الإيرادات بنسبة ستة في المئة، و0.3 في المئة على التوالي.

مشروع "غولدمان ساكس" للأوراق المالية في الصين، الذي حقق أربعة في المئة فحسب من دخله من الأعمال المصرفية الاستثمارية في عام 2022، قاد أو شارك في قيادة سبعة عروض عامة أولية في السوق المحلية الصينية في العقد الماضي، منهم عرض في العام الماضي.

في المقابل أظهرت بيانات "ويند" أن شركة "سيتيك سيكيوريتيز" قادت 57 طرحاً عاماً أولياً في عام 2022 وحده، وقادت وحدة الأوراق المالية الصينية التابعة لبنك "جيه بي مورغان" صفقتين في العام الماضي أيضاً، في حين لم يكن لدى "مورغان ستانلي" أي شيء.

وفي مايو (أيار) الماضي، سافر كبار المسؤولين التنفيذيين في بنك "جيه بي مورغان" إلى شنغهاي لحضور قمة الصين العالمية للبنك، وفي مقابلة هامشية مع "بلومبيرغ" قال رئيس البنك في الصين مارك ليونغ إنه "حصل على مجموعة كاملة من التراخيص للعمل في البلاد"، مستدركاً "ستكون رحلة أطول مما نرغب في بناء الحجم والسمعة تدريجاً للقيام بأعمال تجارية"، مضيفاً أن "الشركة ستظل ملتزمة بالنمو في الصين"، كما تلقت الشركات عبر الحدود ضربة قوية مع تراجع حماسة المستثمرين الدوليين تجاه الصين.

شراء 12 مليار دولار من الأسهم الصينية

واشترى المستثمرون الأجانب صافي 12 مليار دولار من الأسهم المحلية الصينية عبر رابط تداول شعبي العام الماضي، وهو أدنى مبلغ منذ عام 2016، وفقاً لبيانات "ويند".

وفي الوقت نفسه سحبوا نحو 84 مليار دولار من سوق السندات الصينية في عام 2022 و20 مليار دولار في عام 2023 حتى نهاية يوليو (تموز) الماضي بقيمة إجمالية 104 مليارات دولار، في حين انتعش الطلب الأجنبي على الأسهم والسندات الصينية إلى حد ما هذا العام، ولكن يبدو أن أيام الشراء المكثف انتهت، في الأقل خلال الوقت الحالي.

وبالنسبة إلى مديري الأصول قدمت الصين سوقاً واسعة غير مستغلة من المدخرين الذين يمكنهم بيع صناديق الاستثمار المشتركة لهم، لكن المؤسسات الدولية وجدت صعوبة في التنافس مع منافسين محليين أكبر يبيعون مجموعة أكبر من صناديق الاستثمار المشتركة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وجمعت شركة "بلاك روك" نحو 6.68 مليار يوان (917 مليون دولار) في سبتمبر (أيلول) 2021 لصندوقها المشترك الافتتاحي في الصين بعد تلقي طلبات من أكثر من 110 آلاف فرد، فيما يستثمر صندوق "نيو هورايزن ميكسد سيكيوريتيز فند" في عشرات من الأسهم المتوسطة والكبيرة المدرجة في الصين.

 وانكمشت أصول الصندوق بنسبة 47 في المئة في نهاية يونيو (حزيران) الماضي، متأثرة باستردادات المستثمرين وعوائد سلبية بنسبة 30 في المئة منذ إطلاقه، من جانبه رفض ممثل لشركة "بلاك روك" التعليق للصحيفة.

كما اتخذت شركة "فانغارد"، وهي شركة عملاقة أخرى لإدارة الأصول الأميركية، مساراً مختلفاً بعد أن وضعت خططاً للتوسع في الصين، وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" في ذلك الوقت أن الشركة علقت استعداداتها لإطلاق أعمال صناديق الاستثمار المشتركة في الصين في عام 2021، بعد أن أدركت أن بناء وجود كبير في بكين سيكون أمراً صعباً ومكلفاً، ولا تزال الشركة تدير مشروعاً مشتركاً للخدمات الاستشارية الآلية مع شركة التكنولوجيا المالية "آنت غروب".

توقعات وردية اصطدمت بالبيانات

في وقت سابق من العام الحالي قدم عديد من محللي "وول ستريت" توقعات وردية للأسواق الصينية، متوقعين أن تؤدي إعادة فتح ثاني أكبر اقتصاد في العالم من قيود كوفيد إلى إثارة طفرة في الإنفاق الاستهلاكي، وبدلاً من ذلك كانت هناك موجة من البيانات الاقتصادية الرهيبة، مما دفع البنك المركزي الصيني إلى خفض أسعار الفائدة الرئيسة بشكل غير متوقع، كما توقف المسؤولون هناك عن إعلان معدل البطالة بين الشباب في البلاد، بعد أشهر من الزيادات المتصاعدة.

وقال المدير الإداري لشركة "أورينت كابيتال ريسيرش" في هونغ كونغ أندرو كولير إن "وول ستريت تتعامل الآن مع أخطار جيوسياسية تجعل هذه الاستثمارات لا تستحق الوقت والمتاعب، خصوصاً إذا كنت لا تجني كثيراً من المال".

اقرأ المزيد