Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هكذا أخطأ بايدن في الاستجابة إلى كارثة حرائق الغابات في هاواي

تسببت ملاحظة مرتجلة في وقوع الرئيس في مشكلة لكن على سادة البيت الأبيض أن يتذكروا أنهم دائماً في دائرة الضوء

آثار حرائق هاواي الأميركية (أ ف ب)

ملخص

حملة الانتقادات التي طاولت الرئيس بايدن بعد رفضه التعليق على حرائق ماوي درس للرؤساء بأن حياتهم تحت الرقابة الإعلامية الدائمة حتى عندما يقضون إجازاتهم

واجه جو بايدن لحظة "مكالمة في الثالثة صباحاً" [عبارة مقتبسة من إعلان انتخابي لهيلاري كلينتون يلمح بأن الرئيس القدير جاهز لاتخاذ قرارات حاسمة حتى في أصعب الأوقات] في نهاية هذا الأسبوع عند حوالى الساعة السابعة مساءً من مساء الأحد الماضي.

كان الرئيس والسيدة الأولى يستمتعان بعطلة نهاية أسبوع في أحضان الأمواج وتحت أشعة الشمس في ريهوبوث، وهو المنتجع الشاطئي المفضل لدى بايدن، عندما سُئل من قبل مجموعة الصحافيين، الحاضرين دائماً، عن رأيه حول الدمار الذي تشهده جزيرة ماوي، حيث خلفت حرائق الغابات عشرات القتلى ممن تأكدت وفاتهم ومزيداً من المفقودين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"هل ستتكلم عن طريقة التعامل [مع حرائق] هاواي سيدي الرئيس؟" صاح أحد المراسلين من وراء الحاجز الذي وقفوا خلفه.

ورد بايدن بسرعة "لا تعليق".

لقد كانت ملاحظة سريعة ومرتجلة، الأمر الذي أثار فوراً دورة إخبارية خاصة به، إذ تعرض [بايدن] للهجوم من جانب الجمهوريين وغيرهم من النقاد ممن سارعوا للإصرار على أن الرئيس لم يكن مهتماً بالموت والدمار.

وأعربت صحيفة "ديلي ميل " يمنية الهوى عن تذمرها قائلة "إنها وصمة عار. يا له من تقصير في أداء الواجب".

وكذلك فعلت عضو الكونغرس آنا بولينا لونا، وهي نجمة صاعدة في الحزب الجمهوري، إذ اعتبرت أنه "عندما يكون لديك رئيس يدعو إلى إرسال أكثر من 100 مليار دولار لبلد أجنبي لا نستطيع حقاً الاستثمار فيه، بينما يتجاهل ما يحدث في هاواي و[يتجاهل] مساعدة هاواي بشكل فعلي، أعتقد بأن هذا هو بالضبط ما تحتاج إلى معرفته عن هذا الرئيس".

كان الغضب الذي بدأ في أعقاب ذلك بمثابة درس لموظفي البيت الأبيض ونظرائهم في فريق الحملة الانتخابية، مفاده بأن رئيسكم لا يتوقف عن العمل على الإطلاق. من الممكن في أي لحظة، أن تتكشف تدريجاً فصول أزمة في مكان ما في أميركا، أو في أي مكان آخر، وتتطلب استجابة من الرئيس، تجري دراستها وإعدادها من قبل موظفيه ويبلور التعبير الواضح عنها متخصصون في مجال التواصل.

أن يكون هذا توقعاً غير واقعي، بالتأكيد. ولكن هذا هو العالم الذي نعيش فيه، بحيث من المتوقع أن يكون الرؤساء على استعداد للرد على تلك المكالمة الهاتفية [المحتملة] في الساعة الثالثة صباحاً، حتى لو أدى ذلك إلى قطع إجازة خلال فترة استراحة نادرة أثناء موجة الحر الصيفية. ويمكن إلقاء المسؤولية عن جزء من [هذا التوقع] على التكهنات التي وضعها المتنافسون الرئاسيون السابقون في شأن الوظيفة سواء كانت جيدة أو سيئة، في حين أن كثيراً منها هو أيضاً من صنع دورة الأخبار على مدى 24 ساعة طوال أيام الأسبوع والتي سيطرت على واشنطن.

(إن فكرة المكالمة الهاتفية في الساعة الثالثة صباحاً وهي حال طوارئ غير متوقعة يتوجب على الرئيس أن يكون قادراً على التعامل معها عندما تحصل، مستوحاة من إعلان سياسي لعام 2008 من حملة هيلاري كلينتون الانتخابية، يوحي بأن خصمها الأساسي آنذاك باراك أوباما لن يكون بوسعه أن يتعامل مع أزمة طارئة).

ولكي نكون واضحين، فإن الأمر لا يخلو من [إمكان توجيه] انتقادات مشروعة لبايدن وفريقه، إذ إن حرائق غابات ماوي بدأت الأسبوع الماضي قبل أيام من مغادرته لقضاء إجازة. وبحلول الجمعة الماضي عندما كان الرئيس يغادر واشنطن، كان المسؤولون في هاواي شرعوا سلفاً في الإعلان عن إجراء تحقيقات في شأن طريقة تعاطيهم مع الوضع بينما كان عدد القتلى آخذاً في الارتفاع.

هل كان هناك أي شيء ينبغي على الرئيس أن يفعله في واشنطن بدلاً من التوجه إلى ديلاوير في نهاية هذا الأسبوع؟ على الأغلب لا، وبعيداً من عقد اجتماعات مع المسؤولين المعنيين (وهو ما يمكن القيام به عن بُعد) والموافقة على إعلانات متعلقة بالكوارث (كما سبق)، ليست هناك قائمة طويلة من الإجراءات التي يتعين على الرئيس اتخاذها، خصوصاً أن المسؤولين في ماوي يحثون أولئك الذين يتمنون لهم الخير ومن يرغبون في تقديم المساعدة على البقاء خارج الجزيرة.

بيد أن الصورة هي كل شيء. المظهر هو كل شيء. هناك بالفعل وصمة عار قائمة وماضية في التنامي حول القادة الأعلى للقوات المسلحة الذين يقضون إجازات نهاية الأسبوع بشكل متكرر في عقاراتهم الشخصية. ويجب على رئيس ما أن يبدو مطلعاً على الوضع [الراهن] وأن يكون حاضراً للإمساك بدفة القيادة في أوقات الطوارئ. يعني ذلك في بعض الأحيان البقاء في المنزل. وفي أحيان أخرى، يعني ذلك امتلاك بيان معد مسبقاً من أجل تقديمه إلى الصحافيين الذين اصطفوا في رتل على الممشى الخشبي [على الشاطئ].

والأهم من ذلك كله يعني أنه [من الضروري] تذكر أن الكاميرات تعمل [قبالتك] على الدوام. خصومك جاهزون على الدوام. وببساطة، لا خيار لك في رفض المشاركة.

© The Independent

المزيد من تحلیل