Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إلى ماذا يستند تفاؤل شويغو بقرب "اندثار" القوات الأوكرانية؟

قائد قوات كييف البرية يعترف بسقوط بلدات في مقاطعة خاركيف فيما ميدفيديف يقترح نقل العاصمة إلى لفيف

وزير الدفاع الروسي قال إن الحرب الأوكرانية بددت أساطير الناتو (أ ف ب) 

ملخص

وزير الدفاع الروسي يؤكد أن العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا بددت كثيراً من الأساطير في شأن "الأسلحة وقدرات الناتو"

شهدت الأسابيع القليلة الماضية حالاً من "النشوة"، أعرب عنها ممثلو القوات المسلحة الروسية في أكثر من مناسبة، وبينما اعترف الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي بـ"هشاشة الهجوم المضاد" الذي لطالما تأخر إعلانه هذا العام، مطلقاً الوعود بتسريعه في أقرب وقت ممكن، ومستنداً في ذلك إلى أن قوات كييف تقوم تدريجاً بتذليل عقبة حقول الألغام، أكد سيرغي شويغو وزير الدفاع الروسي في مؤتمر موسكو الـ11 للأمن الدولي أن القوات الأوكرانية "في سبيلها إلى الانهيار والتلاشي".

شويغو أشار إلى أن "الهجوم الأوكراني المضاد لم يحقق حتى اليوم الأهداف التي كان من المفترض أن يحققها وسط كثير من الخسائر المادية والبشرية وتهديدات كبيرة تطاول مخزونات السلاح الغربي"، وبدا واضحاً أن القوات الأوكرانية راحت تعتمد أكثر في الفترة الأخيرة على المسيرات جواً وبحراً، وتستخدمها أكثر لمجرد الترويع، في حين تحولت القوات الروسية إلى الاعتماد أكثر صوب "القائمة السوداء" التي أشارت صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس" إلى أنها تشمل "أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات، وصواريخ الناتو SCALP، وStorm Shadow، والطائرات السوفياتية Su-24، التي حولها متخصصون أجانب في بولندا لتكون قادرة على حمل صواريخ بعيدة المدى".

أكبر الضربات الصاورخية

ورصدت الصحيفة الروسية أن روسيا نفذت في ليلة الـ15 من أغسطس (آب) الجاري واحدة من أكبر الضربات الصاروخية في تاريخ "العملية الروسية الخاصة" على أراضي أوكرانيا، ورصد الخبير العسكري أليكسي سوكونكين تحول الأسلحة بعيدة المدى لتكون الأهداف الرئيسة لقوات الفضاء الروسية.

وفي وقت تتصاعد فيه شكوى القوات الأوكرانية من النقص في الأسلحة والذخيرة، يعلن سيرغي شويغو وزير الدفاع الروسي أن العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا بددت كثيراً من الأساطير في شأن "الأسلحة وقدرات الناتو"، معلناً عرض نماذج الأسلحة والمدرعات والدبابات الغربية ومنها البريطانية والأميركية التي استولت عليها القوات الروسية كغنائم، بعضها لم يستخدم بعد، إلى جانب ما استطاعت المؤسسة الصناعية العسكرية إنجازه من مختلف أنواع الأسلحة والمعدات، إلى جانب "المسيرات".

وجاء تصريح وزير الدفاع الروسي شويغو حول "قرب انهيار القوات المسلحة الأوكرانية"، في أعقاب ما سبق وقاله الرئيس فلاديمير بوتين حول نفاذ ترسانة الأسلحة الأوكرانية، تأكيداً لما يتردد حول جنوح القيادة الأوكرانية صوب احتمالات المحادثات في خريف العام الحالي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكان ألكسندر سيرسكي قائد القوات البرية الأوكرانية اعترف بتدهور الوضع في اتجاه كوبيانسك التابعة لمقاطعة خاركيف في شمال أوكرانيا، ونقلت المنصة الإعلامية لمركز الإعلام العسكري التابع لوزارة الدفاع الأوكرانية عن الجنرال سيرسكي تصريحاته بأنه "عمل معظم اليوم في الوحدات التي تضطلع بواجباتها الدفاعية في ضواحي المدينة". وأعرب عن قلقه من احتمال محاصرة الجيش الروسي كوبيانسك تمهيداً للاستيلاء عليها، وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت الاستيلاء على عدد من القرى التابعة لهذه المدينة الواقعة ضمن أعمال مقاطعة خاركيف.

وكان وزير الدفاع الروسي أكد أن "العملية العسكرية في أوكرانيا كانت اختباراً جاداً للجيش الروسي، بما في ذلك بسبب الحاجة إلى دراسة ملامح الأسلحة التي تستخدمها القوات المسلحة الأوكرانية بدقة بالنسبة إلى الجيش الروسي"، وقال شويغو في معرض كلمته بمؤتمر موسكو للأمن الدولي إن روسيا استطاعت في أقصر وقت ممكن الاضطلاع بالمهمات التنظيمية والتقنية المعقدة، ووضع دراسة دقيقة لتكتيكات العدو، فضلاً عن مراعاة سمات وخصائص الأسلحة الغربية، بما أسهم في تحديث وزيادة القدرات القتالية للجيش الروسي.

وكانت مؤسسات الصناعة العسكرية الروسية فرغت من إنتاج أسلحة الصواريخ والمدفعية والدبابات والمركبات المدرعة الأخرى وغيرها من المعدات التي فرضتها المعارك في أقصر وقت ممكن بعد أن تحولت المصانع إلى نظام العمل بثلاث ورديات، وأسهمت الحاجة إلى زيادة إنتاج المعدات والذخيرة العسكرية تحت تأثير العقوبات الغربية في إيجاد البدائل وتطوير الصناعات العسكرية.

كما لم يغفل الوزير الروسي الاعتراف بأن بعض الدول الآسيوية انضمت إلى الدول الغربية في مواجهتها مع روسيا إلى جانب أوكرانيا، بما يجعل اليوم روسيا تقف في مواجهة ليس فقط القوات الأوكرانية وحدها، بل والغرب الجماعي بأكمله، الذي انضمت إليه أخيراً عدد من بلدان منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

فضح الأساطير الغربية

وأشار شويغو إلى أن الجيش الروسي استطاع فضح عديد من الأساطير حول تفوق المعايير العسكرية الغربية خلال العملية العسكرية في أوكرانيا، قائلاً "أصبح من الواضح أن استخدام الأسلحة الغربية، وأساليب الناتو المتقدمة المزعومة لتخطيط العمليات، وطرق إدارة القوات وإعدادها، لا يمكن أن يضمن التفوق في ساحة المعركة".

ومن اللافت في هذا الصدد أن هناك بين المراقبين الروس من يرى بين صفوف "الغرب" من لم يعد يخفي حقيقة أنه سيكون أكثر من راض عن بقاء الوضع الراهن على ما هو عليه، "لتظل أوكرانيا كياناً عدوانياً كارهاً للروس بشكل كبير، ومستعداً لمحاربة موسكو في أية لحظة، مع تعزيز الفكرة الوطنية الرئيسة لمواجهتها وإعادة الأراضي المفقودة". وننقل عن ألكسندر نازاروف المعلق السياسي لقناة "روسيا اليوم" ما كتبه حول أن تثبيت الوضع الراهن بالنسبة إلى روسيا هو أمر غير مقبول على الإطلاق، وأن أية مفاوضات من دون تحقيق الأهداف المعلنة في بداية "العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا"، ستكون بمثابة "هزيمة".

وهناك وفي ظل الظروف الحالية من سيرفض مبادرات السلام للدول الصديقة بشكل مباشر بالطبع، لكن لن يتوصل إلى أية نتيجة للمفاوضات، إذا ما قدر لها أن تبدأ فجأة، سوى بشرط استسلام كييف. غير أن هناك بين الأوكرانيين من يقول إن الغرب هو المسؤول عن فشل الهجوم الأوكراني، إذ لم يوفر ما يكفي من الأسلحة، بعد أن قام بتدريب الجنود بشكل غير صحيح، والآن يحاول الاتفاق من وراء ظهر أوكرانيا مع روسيا، ولا يرغب في تدميرها، أو في انتصار أوكرانيا على الإطلاق.

وبالتوازي وكما الحال في مثل هذه الحالات، يشاع أن زيلينسكي يستعد لإقالة الحكومة، مما يجعلها مسؤولة عن كل شيء، بما في ذلك فشل الهجوم. وتتحدث الصحافة الأوكرانية عن استقالة وزير الدفاع ريزنيكوف بوصفها قضية محسومة، بينما تصر الولايات المتحدة على تعيين امرأة كوزيرة جديدة، امتثالاً للتوجهات الراهنة في الغرب للمساواة، وكأن أهم ما يشغل أوكرانيا اليوم في الحرب هو قضية المساواة بين الجنسين.

كما ظهرت دعوات المسؤولين إلى التعبئة الكاملة لجميع الذكور من السكان في أوكرانيا من أجل إنقاذ البلاد من كارثة كاملة على الجبهة، وقدم قانون أمام البرلمان يحظر مغادرة البلاد للمراهقين من سن 16 سنة. كما راح كثيرون يلوكون قضية الفساد في الداخل الأوكراني، إلى جانب ما يوجهونه من اتهامات إلى المسؤولين عن التجنيد، ومسؤوليتهم تجاه إحباط خطط التعبئة الشاملة وفشل الجهاز الفاسد الحالي "في تنفيذ أمر زيلينسكي بتعبئة 100 ألف جندي في الشهر في محاولة لتعويض الخسائر على الجبهة". وكان الرئيس الأوكراني أصدر أوامره خلال الأيام القليلة الماضية بإقالة كل جميع المفوضين العسكريين المسؤولين عن هذه المهمة.

ويتوقف المراقبون في موسكو عند نجاح القيادة الروسية في تفادي أخطاء الأمس، ومعالجة تكتيكات الضربات الصاروخية على أوكرانيا. وأشار يوري إغنات رئيس القوات الجوية للقوات المسلحة الأوكرانية إلى تغيير الصواريخ الروسية لاتجاه الحركة باستمرار، وإلى أن الخبراء الروس استطاعوا التخطيط لضرباتهم وبرمجة الطرق على نحو يتجاوز نظام الدفاع الجوي الأوكراني بأكبر قدر ممكن من الكفاءة، من خلال استخدام نقاط الضعف واستخدام البيانات الاستخبارية.

وتعليقاً على تصريحات ستيان جنسن رئيس أركان حلف شمال الأطلسي حول أن أوكرانيا يمكن أن تنضم إلى التحالف شريطة أن تمنح روسيا جزءاً من أوكرانيا، كتب دميتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي يقول إنه سيتعين على أوكرانيا إعطاء روسيا كييف للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

وقال ميدفيديف على موقع "إكس" ("تويتر" سابقاً) "للانضمام إلى التحالف ستحتاج سلطات كييف إلى التخلي حتى عن كييف نفسها، عاصمة روسيا القديمة، ونقلها إلى لفيف"، غير أن ميدفيديف سرعان ما تدارك الأمر ليقول إن "ذلك لا يمكن تحقيقه إلا بموافقة بولندا".

وأثارت تصريحات رئيس أركان حلف "الناتو" في شأن تنازل أوكرانيا عن بعض أراضيها في مقابل الانضمام إلى الحلف جدلاً كبيراً، وسارع ميخائيل بودولياك مستشار رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية ليكتب على منصة "إكس"، "استبدال الأراضي بمظلة ’الناتو‘؟ غريب، هذا يعني خسارة الديمقراطية عن وعي، وتدمير القانون الدولي ونقل إلزامي للحرب إلى أجيال أخرى"، وأكد المسؤول الأوكراني أن كييف لن تستبدل بالأراضي عضوية "الناتو".

المزيد من تقارير