Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كييف تتوقع "خريفا صعبا" والتنازلات محتملة ورهينة الظروف

رئيس أوكرانيا يتحدث عن تعاظم الضغط الغربي لحل النزاع سلمياً ووزير خارجيته يدعو إلى نهج إبداعي لعدم الجمع بين زيلينسكي وبوتين

عسكريون أوكرانيون يحملون نعش طبيبة قتالية قتلت في منطقة دونيتسك (أ ف ب)

ملخص

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن أن وزير الدفاع الأميركي فشل خلال زيارته الأخيرة للقاهرة ومحادثاته مع الرئيس عبدالفتاح السيسي في إقناعه بإمداد القوات الأوكرانية بالأسلحة والذخيرة

في وقت تعترف أوكرانيا بما تحققه روسيا من تقدم على الجبهة الشمالية في المناطق التابعة لمقاطعة خاركيف الأوكرانية وبتعثر الهجوم المضاد في مناطق الجنوب الشرقي من البلاد، حذر وزير خارجيتها دميتري كوليبا من تصاعد النداءات التي تدعو إلى الجلوس إلى مائدة المفاوضات مع موسكو، مؤكداً أنه سيبذل كل ما في وسعه في إطار القانون الدولي والجنائي من أجل ضمان "تبديد" مثل تلك التوجهات.

عميد الدبلوماسية الأوكرانية وصف الموسم السياسي المقبل بأنه سيكون "صعباً" على كييف، مشدداً على الحاجة إلى "نهج إبداعي معين" يكفل حيلولة الجمع بين الرئيسين الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والروسي فلاديمير بوتين حول "مائدة مفاوضات واحدة".

وكانت صحف أوكرانية وأوروبية عادت في الفترة الأخيرة لتكرار نشر خطة الرئيس زيلينسكي التي طرحتها أوكرانيا خلال الأيام الماضية وتتلخص في عشر نقاط كأساس تنطلق منه جهود المسؤولين وأمناء الأمن القومي ممن شاركوا في "محادثات جدة" التي دعت إليها السعودية نحو تحقيق الهدف المنشود.

إلا أن الوزير الأوكراني لم يستبعد ما وصفه "بالتنازلات المحتملة مع موسكو" وهي ما قال إنها "ستتوقف على الظروف"، وأردف أن الخريف المقبل سيشهد عدداً من لقاءات القمة المحتملة التي وصفها بالصعبة. وفي حديث إلى الصحافة الأوكرانية قال كوليبا إن ستكون في أمس الحاجة إلى "لقاءات قمة" يمكن أن توفر ضمانات الحضور الكمي والنوعي للعالم بأسره.

وأوضح أن الأصوات التي تتعالى دعوة إلى المحادثات لا تصدر عن المسؤولين، مشيراً إلى أنه لا يرى أي تقدم في وساطة الفاتيكان من أجل حل سلمي للنزاع، لكنه قال إن دعوة البابا فرنسيس إلى زيارة أوكرانيا لا تزال قائمة، وكان زيلينسكي أعرب عن أمله في أن يتمكن الحبر الأعظم من المجيء إلى أوكرانيا لمناقشة دعم "صيغة السلام" معه.

وأعلن الرئيس الأوكراني في لقاء مع دبلوماسييه أن "الضغط الغربي على كييف لحل النزاع مع روسيا سلمياً قد يتعاظم في الأشهر المقبلة"، ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن زيلينسكي قوله إن "الوضع سيكون أكثر صعوبة مع تصاعد الضغوط لإيجاد سبل للتفاوض في شأن محادثات السلام خلال الأشهر المقبلة"، وأشارت الصحيفة إلى أن كييف تواجه خياراً صعباً، مضيفة أن "زيلينسكي يحتاج من ناحية إلى الحفاظ على دعم الغرب الذي قد يتوقف بسبب فشل القوات الأوكرانية في ساحة المعركة، ومن ناحية أخرى أن يعمل على إيجاد حلفاء جدد لمواصلة القتال".

كما دعا زيلينسكي الدبلوماسيين إلى استخدام جميع الموارد لمواصلة المسار المؤيد لأوكرانيا لحل النزاع، إذ حث موظفيه على الترويج للطرح القائل إن السبيل الوحيد للخروج من النزاع هو "كسب المواجهة مع روسيا".

انفتاح موسكو

على الجانب الآخر أعربت روسيا عن استعدادها للتفاوض، مؤكدة أنها لا تزال منفتحة على حل دبلوماسي للأزمة، فضلاً عن موقفها الجاد من الرد على أية مقترحات تحمل بين طياتها رداً يتسم بالجدية، وذلك في وقت يعمل الجانب الأوكراني من أجل الحيلولة دون أي مفاوضات مع روسيا.

وكان الجانب الروسي على مختلف مستوياته بما فيها الرسمية وشبه الرسمية أعرب عن استعداده للتفاوض حول الأوضاع الراهنة من دون أية شروط مسبقة، متمسكاً بالثوابت التي تقول بـ"ضرورة مراعاة الحقائق الراهنة على الأرض"، أي التمسك بما حققته القوات الروسية من مكتسبات على الأرض وعدم التفريط في ما جرى الإعلان عن ضمه، أي المناطق الأربع وهي "جمهوريتا دونيتسك ولوغانسك ومقاطعتا زابوريجيا وخيرسون" التي أعلنت موسكو ضمها بموجب نتائج الاستفتاءات التي جرت في سبتمبر (أيلول) 2022.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأكد دميتري ميدفيديف الرئيس الروسي السابق ونائب رئيس مجلس الأمن القومي ذلك بقوله إن أي اقتراح للسلام لديه فرصة للنجاح، إذا تم استيفاء ثلاثة شروط رئيسة هي، أولاً مشاركة طرفي النزاع في المفاوضات وليس كما حصل في الاجتماع الأخير (محادثات جدة لم تحضرها روسيا)، وثانياً أخذ السياق التاريخي في الاعتبار، إذ لم تكن دولة أوكرانيا موجودة قبل عام 1991 وكانت جزءاً من الإمبراطورية الروسية وثالثاً مراعاة الوقائع على الأرض، وذلك بما يعني أن الشعوب لها حق تحديد المصير مثلما للدول حق السيادة، فضلاً عن إشارته إلى أن أي وسيط للسلام يجب أن يكون على استعداد للاعتراف بهذه النقاط "الواضحة" من أجل "منح الفرصة لنجاح تحقيق السلام، أما بغير ذلك فلا"، واختتم ميدفيديف "شروطه" بقوله إنه "لا حاجة حالياً للمفاوضات. وعلى العدو أن يزحف على ركبتيه متوسلا الرحمة"، على حد تعبيره.

وتشهد الساحة الروسية ظهور آخرين من ممثلي هذه التوجهات مثل الرئيس الشيشاني رمضان قديروف الذي قال إن روسيا ليست بحاجة إلى مثل هذه المفاوضات، وأضاف أنها "خارج هذه المعادلة، ومن خلال جرها إلى هذه العملية الطويلة والمضنية لبحث خطة سلام، فإنهم يحاولون فقط كسب الوقت. وفي الوقت نفسه، يتوهمون أن هذا يمكن أن يساعد نظام كييف على قلب مسار العملية العسكرية الخاصة".

ونقلت وكالة أنباء "ريا نوفوستي" ما قالته وزارة الخارجية الروسية في معرض تعليقها على "محادثات جدة" بأن "تحديد القرارات في شأن الأزمة الأوكرانية على المستوى السياسي من دون مشاركة روسيا هو عبثية وهراء، لكن هناك مجالاً كاملاً للإبداع لمناقشتها"، وذلك فضلاً عما صرح به وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف في وقت سابق حول أن الهدف الرئيس لاجتماع آخر حول أوكرانيا في كوبنهاغن "كان محاولة لإقناع ممثلي الجنوب العالمي إلى حد ما في الأقل بدعم صيغة السلام التي طرحها زيلينسكي، وهي بالتأكيد غير مقبولة وغير واعدة".

تردد أميركي

وكان الجانب الأميركي كشف عن تردده تجاه "قضية المحادثات" أكثر من مرة، إذ يقبلها تارة، ويتراجع عن قبولها تارة أخرى، معلناً في الوقت نفسه عن تأييده لعدد من الثوابت التي تفرغ القضية من أية مساحة تفاهم مع الجانب الروسي، وفي الصدارة منها الموقف من "احترام وحدة أراضي أوكرانيا واستقلالها" الذي سبق و"اختزله" فلاديمير زيلينسكي في "العودة لحدود 1991".

كما طلب الرئيس جو بايدن من الكونغرس 20.6 مليار دولار كمساعدات لأوكرانيا، منها 13 مليار دولار كمعونة عسكرية إضافية، "حتى في ظل عجز جيش البلاد عن تحقيق نصر حاسم في هجومه المضاد ضد القوات الروسية"، بحسب ما أشارت صحيفة "واشنطن بوست"، وجاء ذلك بالتزامن مع ما يصدر عن صحف أميركية أخرى ومنها "نيويورك تايمز"، تقول فيه نقلاً عن مسؤولين ومحللين غربيين إن "المشكلة الرئيسة الخاصة بتجنيد الشباب في القوات المسلحة الأوكرانية تبدو عصية على الحل بسبب الفساد".

وأشارت الصحيفة إلى أن "المنشورات" التي يجري توزيعها بين موظفي مكاتب التسجيل والتجنيد العسكرية لإتاحة الفرصة لتجنب الخدمة العسكرية صارت أقرب إلى أن تكون "ظاهرة شائعة". كما نقلت عن إدارة الحدود الأوكرانية قولها إنها تعتقل يومياً نحو 20 شخصاً يحاولون مغادرة البلاد بشكل غير قانوني، وكانت المصادر الرسمية أعلنت في وقت سابق أن زيلينسكي "أصدر أوامره بإقالة جميع العسكريين الإقليميين بسبب الفساد".

كما نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أخباراً مفادها بأن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن فشل خلال زيارته الأخيرة للقاهرة ومحادثاته مع الرئيس عبدالفتاح السيسي في إقناعه بإمداد القوات الأوكرانية بالأسلحة والذخيرة، وهي القضية التي كانت تناولتها صحف أوروبية كثيرة خلال الأشهر الماضية في معرض بحث تقديم الأسلحة والمعدات العسكرية إلى القوات المسلحة الأوكرانية.

ولعل ذلك كله ما ينعكس على نشاط "الهجوم الأوكراني المضاد" الذي لم يسجل بعد تقدماً يذكر، في وقت نشهد اعتراف الجانب الأوكراني بما يسجله الجانب الروسي في كوبيانسك بمقاطعة خاركوف من تقدم كان سبباً في الإعلان عن ترحيل المواطنين من هناك، وثمة مؤشرات تقول إن "السيطرة على خاركوف ستكون الخطة الاستراتيجية المقبلة وستنفذ في المستقبل القريب"، بحسب ما ذكر العقيد أناتولي ماتفيتشوك على صفحات "موسكوفسكي كومسوموليتس".

ويأتي ذلك في وقت عادت تركيا للحديث عن استعدادها لاستقبال جولة جديدة من المفاوضات للتوصل إلى "وقف إطلاق نار مستدام وحل النزاع"، وذلك ما تنتظر موسكو التوصل إلى قرار في شأنه خلال المحادثات المرتقبة بين الرئيسين بوتين ورجب طيب أردوغان اللذين لم يتوصلا بعد إلى قرار حاسم يحدد زمان ومكان عقدها، وكان الرئيسان أرجآ بت هذه المسألة إلى وقت لاحق وقالت مصادر إنه يتراوح بين أواخر أغسطس (آب) الجاري وسبتمبر (أيلول) المقبل.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير