Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الصواريخ الفرط صوتية: ما هي وكيف تعمل؟

تستعد أستراليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة للتعاون في إنتاج صواريخ فائقة السرعة بعد ادعاء موسكو أنها تطلق صواريخ من إنتاجها في أوكرانيا

مقاتلات "ميغ-31ك" تحمل صواريخ "كينجال" الفرط صوتية فوق الساحة الحمراء في موسكو خلال عرض عسكري بيوم النصر في 9 مايو 2018 (أ ف ب/ غيتي)

ملخص

ما هي الصواريخ الفرط صوتية التي تقول روسيا إنها تستخدمها في حربها على أوكرانيا؟

أعلن رئيس أكبر شركة بناء سفن في روسيا أن البلاد تقوم حالياً بتجهيز غواصاتها النووية الجديدة بصواريخ "تسيركون" [على اسم حجر الزركون] الفرط صوتية.

وفي تصريح لوكالة "ريا نوفوستي"، أكد أليكسي رخمانوف الرئيس التنفيذي لـ"شركة بناء السفن المتحدة" أن الغواصات النووية متعددة الاستخدامات ضمن مشروع "ياسن-إم" [ياسن بالروسية تعني شجرة الرماد الأخضر] ستكون مجهزة على أساس دائم بمنظومة صواريخ "تسيركون". وأضاف "العمل جارٍ بالفعل في هذا الاتجاه".

إن الغواصات من فئة "ياسن" المعروفة أيضاً باسم "مشروع 885م" Project 885M، هي غواصات نووية [تعمل بالطاقة النووية] حاملة لصواريخ "كروز"، جرى تطويرها لتحل مكان الغواصات الهجومية النووية التي تعود إلى الحقبة السوفياتية، كجزء من برنامج تحديث الجيش والأسطول.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتتميز صواريخ "تسيركون" الفرط صوتية المتمركزة في البحر، بمدى يبلغ 900 كيلومتر (560 ميلاً)، وبقدرة على التحليق بسرعات تفوق سرعة الصوت بمرات عديدة، مما يجعل التصدي لها بالغ الصعوبة.

ما هي الصواريخ الفرط صوتية؟

يسود اعتقاد أن صواريخ الفرط صوتية، على غرار صواريخ "كينجال" (ومعناها الخنجر) التي تقوم القوات الجوية الروسية بنشرها وفقاً للمزاعم، تمثل الجيل التالي من الأسلحة، بسبب قدرتها على التحليق بسرعات عالية استثنائية قد تصل إلى 10 أضعاف سرعة الصوت، فتناهز سرعة طيرانها نحو 8000 ميل في الساعة (12875 كلم/ الساعة).

بالمقارنة، تتسم صواريخ كروز دون سرعة الصوت، كصواريخ "توماهوك" التابعة للقوات الجوية الأميركية مثلاً، بحركتها البطيئة نسبياً، فلا تزيد سرعة طيرانها على 550 ميلاً في الساعة (885 كلم/ الساعة).

أما صواريخ "كينجال"، فتحمل عادة على متن طائرات مقاتلة من طراز "ميغ-31ك" MiG-31K، وتستطيع الوصول إلى أهداف على مسافات قد تصل إلى 1250 ميلاً (2000 كلم). وبفضل سرعتها الفائقة وإمكانية التحكم بها أثناء طيرانها، وكذلك بفضل قدرتها على الطيران على ارتفاعات منخفضة، يصعب تتبعها باستخدام رادار على الأرض، بالتالي، يكاد إيقافها يكون مستحيلاً.

ولعل أكثر ما يثير المخاوف هو أن صاروخ "كينجال" قادر على حمل رأس حربي نووي، إلى جانب قدرته على حمل متفجرات تقليدية، بالتالي ثمة مخاوف أن تلجأ روسيا إلى هذه الاستراتيجية مع تصاعد مستويات اليأس حيال حربها في أوكرانيا، التي طاولت أكثر من المتوقع بسبب المقاومة البطولية التي يبديها السكان المحليون.

أي دول تمتلك هذه الصواريخ؟

كانت أستراليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، المعروفة مجتمعة بدول تحالف "أوكوس" Aukus، قد أعلنت سابقاً عن نيتها توسيع اتفاقها العسكري، والتعاون على تطوير صواريخ فرط صوتية وأسلحة مضادة لهذا النوع من الصواريخ.

وفي أبريل (نيسان) 2022، أصدر سكوت موريسون وبوريس جونسون وجو بايدن بياناً مشتركاً، أعلنوا فيه أن بلدانهم ستبدأ "تعاوناً ثلاثياً جديداً في مجال [تطوير] صواريخ فرط صوتية وأسلحة مضادة لهذا النوع من الصواريخ، وكذلك في مجال تطوير القدرات [اللازمة لخوض] حروب إلكترونية، ولتوسيع نطاق مشاركة المعلومات وتعميق التعاون في مجال الابتكارات الدفاعية".

وأضاف البيان "ستضاف هذه المبادرات إلى جهودنا الحالية لتعزيز التعاون في مجال القدرات السيبرانية والذكاء الاصطناعي وتقنيات الكم، ولتعزيز قدراتنا [وإضافة قدرات جديدة] في عمق البحار".

في الأساس، أبرم اتفاق "أوكوس" للتركيز على تطوير غواصات نووية وسط أجواء من ترقب حذر حيال احتمال أن تشن الصين عدواناً في المحيط الهادئ، إلا أن التركيز انتقل الآن نحو التهديد الذي يشكله فلاديمير بوتين، بعد أن أقدمت روسيا على غزو أوكرانيا في 24 فبراير (شباط) [من السنة الماضية].

في سياق متصل، ذكرت وزارة الدفاع الروسية في وقت سابق أن قواتها أطلقت صواريخ فرط صوتية خلال الحرب، وادعت تدمير مستودع وقود في مدينة ميكولايف على البحر الأسود، ومخزن ذخيرة تحت الأرض في إيفانو - فرانكيفسك في غرب البلاد.

ما مدى فاعليتها؟

أما المحلل العسكري بافل فيلغينهاور فجادل قائلاً إن هذه الأسلحة لن تحقق فرقاً جوهرياً على الأرض، وإن القيمة الحقيقية لها تكمن في "خلق تأثير نفسي ودعائي معين"، أي بمعنى آخر بث الرعب.

من جهته، تباهى بوتين بالاستثمار الروسي في هذا النوع من الأسلحة "التي لا تقهر"، مبرراً بأنه استجابة لما يعتبره توسعاً عسكرياً لحلف الناتو على عتبة بلاده في شرق أوروبا.

استطراداً، يشاع أن الولايات المتحدة والصين تعملان على نسختهما الخاصة [من صواريخ الفرط صوتية]، والأمر كذلك بالنسبة إلى قوات البحرية في بريطانيا وفرنسا، اللتين بحسب التقارير، تتعاونان على إنتاج نسخة [من هذه الصواريخ] معروفة باسم "بيرسيوس" Perseus [على اسم بطل إغريقي] منذ عام 2011، مع أنه من غير المتوقع أن تدخل في الخدمة قبل سبع سنوات من الآن.

القوات الجوية الأميركية تتخلى عن صاروخ "لوكهيد" الفرط صوتي

على صعيد آخر، قام أندرو هانتر مساعد سكرتير القوات الجوية الأميركية لشؤون الاستحواذ، بإبلاغ سياسيين في بداية هذا الشهر بأن فريقه لن يباشر في عملية شراء صواريخ فرط صوتية من طراز "آي جي أم-183 سلاح الرد السريع المطلق من الجو" AGM-183A، بعد الانتهاء من مرحلة تصميم النماذج التجريبية.

أما السبب فهو أن مشكلات ظهرت أثناء إجراء اختبارات على هذه الأسلحة.

وفي شهادة كتابية مقدمة للجنة القوات الجوية والبرية التكتيكية الفرعية في مجلس النواب، أشار هانتر إلى أن دائرته تعتزم إتمام آخر اختبارين شاملين للرحلات الجوية والبرية، وذلك في سياق برنامج اختبار "سلاح الرد السريع المطلق من الجو"، كي يتسنى جمع البيانات الضرورية التي ستساعد مستقبلاً على تطوير برامج إنتاج صواريخ فرط صوتية.

© The Independent

المزيد من تقارير