Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

التاريخ بأبشع وأبهى صوره يتجلى في الموسم الثالث من "العظيمة"

يعود كل من إيل فانينغ ونيكولاس هولت لتجسيد دور الزوجين الأكثر فشلاً في روسيا من خلال هذه الدراما التاريخية العبقرية التي تضج بالحياة

إيل فانينغ ونيكولاس هولت في "العظيمة" (هولو)

ملخص

كثيراً ما صنف مسلسل "العظيمة" على أنه تفسير يفتقر إلى الدقة التاريخية لسلطان امرأة حكمت روسيا أكثر من ثلاثة عقود، لكن هذا الضعف عولج من خلال إدخال عناصر كوميديا الموقف إلى الأحداث

الأعمال الدرامية التي تتناول حقبة تاريخية معينة شيء بديع بكل ما للكلمة من معنى، منازل جميلة وأزياء جميلة وأناس جميلون، إنها ركن أساس وفخم من التلفزة البريطانية من مسلسل "العودة لبرايدزهيد" Brideshead Revisited إلى "كبرياء وتحامل" Pride and Prejudice.

ظاهرياً يمتلك مسلسل "العظيمة" The Great الذي يعرض [في بريطانيا] على منصة "ليونزغيت+" +Lionsgate كل هذه العناصر، قصور روسية ضخمة وأثواب تستحق عرضها في متحف الأرميتاج [الروسي الشهير] وممثلون يمكن أن يكونوا جميعاً عارضين في إعلانات العطور، وباختصار إنه دارما حقبة تاريخية مثالية، لكن "العظيمة" لا ينشد الكمال بل يسعى إلى تحطيم الأعراف التقليدية، فالمسلسل الذي يعود الآن في موسمه الثالث هو دراما حقبة تاريخية بإيقاع ثوري.

يعود الزوجان الأكثر فشلاً في تاريخ روسيا، ولكل منهما شكاوى مشروعة تماماً ضد الآخر، إذ لا تزال كاثرين التي تجسد دورها إيل فانينغ، تترنح على وقع اكتشاف أن بيتر الذي يجسده نيكولاس هولت عاشر أمها وقتلها خلال تلك العملية، وفي الأثناء يتوخى بيتر الحذر بعد أن انتقمت كاثرين من خلال ذبح شبيهه بوغاتشيف الذي يلعب دوره هولت أيضاً، من دون قصد. تقول كاثرين لكاهن الاعتراف الخاص بهما "واجهنا بعض المصاعب"، بينما يضيف بيتر مقللاً من شأن ما حدث "من الواضح أن زواجنا يواجه تحديات".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبعد الشد والجذب في معركة الحصول على السيطرة خلال الموسمين الأول والثاني من "العظيمة" يبدو أن توازن القوى قد استقر أخيراً، كاثرين الحاكمة ذات القبضة الحديدية للإمبراطورية الروسية وإلى جانبها بيتر المستهتر عديم الأخلاق، وبالنسبة إليهما تتمحور الرهانات حول الموت والحياة، لكن بالنسبة إلى المستشارين المحيطين بهما لا يزال هناك متسع للمناورات السياسية. يخبو نجم أورلو (ساشا داوان) بينما يسطع نجم إليزابيث (بليندا بروميلو) وأرتشي (آدم غودلي)، إنها حقبة من الثورة أكثر براغماتية وأقل أيدولوجية، وتصرح جورجينا (تشاريتي ويكفيلد) بجدية "سأكون سعيدة برؤيتك وأنت تقتلين الصديق الخائن الذي أحبه"، وتضيف ميريال (فيبي فوكس) بإيجاز، "بات الأمر برمته مزعجاً للغاية". 

لن يحتاج أولئك الذين تابعوا الموسمين السابقين من المسلسل إلى مقدمة للتعرف على روح وأسلوب العمل، لكن بالنسبة إلى المشاهدين الجدد فإن "العظيمة" يمثل مزيجاً مسكراً من العبثية الجامحة من المشاهد الكوميدية والتأريخ المترف لدراما حقبة تاريخية عظيمة، ويقدم الكاتب والمؤلف الأسترالي توني ماكنمارا (شارك أيضاً في كتابة فيلم "المفضلة" The Favourite في حال احتجتم إلى مزيد من التأكيد على جدارته) متعة هائلة من خلال مكائد البلاط والشخصيات التي تقوم بها، والأكثر إمتاعاً على وجه الخصوص هو شخصية بيتر التي يجسدها هولت والذي يحافظ على جاذبيته البغيضة والقاسية، (لا بد من أن الأداء قد بني على الشخصية التي قدمها هيو غرانت الشاب في فيلم "عن ولد" About a Boy الذي شارك هولت بطولته). يصرح بيتر بمرح خلال حفل عشاء "قتلت مرة ثلاثة رجال وتناولت غزال رنة كاملاً محشواً بأوزة ورمان، اللعنة فقد كان رائعاً جداً".

كثيراً ما صنف مسلسل "العظيمة" على أنه تفسير يفتقر إلى الدقة والمنظور التاريخي لسلطان امرأة حكمت روسيا لأكثر من ثلاثة عقود، ويولد هذا تلقائياً تساؤلاً عما إذا كان هذا النمط المتصلب قابلاً للاستمرار، لا سيما مع مرور الأعوام واستمرار فانينغ بالظهور وكأنها كاثرين من أربعينيات القرن الـ 18 (وليس أكثر). عالج ماكنمارا ذلك من خلال إدخال عناصر كوميديا الموقف إلى الأحداث مع حبكات ثانوية تتضمن مبارزات بين صبيان يبلغون من العمر 11 سنة وخيول ترفض التزاوج وإنجاب "حصان أوروبي خارق"، إنه بالطبع، كما يعلن عن نفسه، "قصة حقيقية بين الفينة والأخرى" بالطريقة نفسها التي كان فيها مسلسل "فارغو" Fargo "قصة حقيقة". ولكل أولئك المهتمين يعطي هذا شعوراً بالتحرر على رغم أن الأحداث تبدو من وقت لآخر وكأنها تتجه نحو نهاية سردية مسدودة.

إذاً فقد العمل الزخم قبل وصول كاثرين إلى مرحلة الشيخوخة والعجز وإشاعات ممارسة الجنس مع الخيول، وسيكون من الأفضل أن تتوقف الرحلة هنا، فقد قدم كل من فانينغ وهولت ورفاقهما أداء ممتعاً وصاخباً خلال ثلاثة مواسم من العمل الذي كان بعيداً إلى حد كبير من أعين المشاهدين في المملكة المتحدة لعرضه على منصة "ليونزغيت+" المغمورة. ويمثل الجزء الثالث من ملحمة "العظيمة" التاريخ بأبشع وأبهى صوره، يا للعجب! كما يمكن لبيتر نفسه أن يقول بعد تناول طبق ضخم من لحم طائر "التدرج" مع صلصة العنب.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من فنون