Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"محادثات جدة" تسهم في أرضية مشتركة للسلام بأوكرانيا

كييف ترى أنها أساس لخطة تسوية مثمرة ومراقبون: بكين قد تغير نهجها من الحرب وتبقي على دعم روسيا

ملخص

تمكنت محادثات جدة من إرساء أسس سلام مثمرة وفق ما رأت أوكرانيا فيما ذهب مراقبون إلى أن حضور الصين مؤشر إلى تغيير نهجها تجاه الحرب لكنه ليس جذريا في شأن دعمها موسكو

أسهمت "محادثات جدة" في إرساء أسس نحو تسوية سياسية للحرب الروسية في أوكرانيا، وفق ما رأى مسؤولون أوكرانيون، فيما عد مراقبون أن مشاركة الصين، الداعمة لموسكو، في المحادثات الدولية بالسعودية التي تسعى إلى تجنيب العالم "مزيداً من التداعيات الإنسانية والأمنية والاقتصادية"، تعد تحولاً محتملاً في نهج بكين تجاه الحرب، لكنه ليس جذرياً في شأن دعمها موسكو، التي ترى أن الجهود الدولية في الشأن غير مجدية.

وأكدت وكالة الأنباء السعودية (واس)، مساء الأحد، أن المحادثات أسهمت في بناء أرضية مشتركة للسلام.

وأضافت أنه تم الاتفاق على استمرار التشاور في شأن الأزمة، والتأكيد على ضرورة الاستفادة من الآراء الإيجابية المقترحة.

وبحسب وكالة الأنباء السعودية، فإن الحكومة السعودية تتطلع إلى أن يسهم الاجتماع في "تعزيز الحوار والتعاون وتبادل الآراء على المستوى الدولي حول السبل الكفيلة لحل الأزمة الأوكرانية بالطرق الدبلوماسية والسياسية".

في السياق يرى مراقبون أن مشاورات جدة تختلف كلياً عن النسخة الأولى التي استضافتها العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، بخاصة أنها تضم أطرافاً حليفة لموسكو التي تغيب عن المحادثات اليوم، فيما كانت الاجتماعات التي جرت في يونيو (حزيران) الماضي تبدو على شكل حشد أوروبي حليف لكييف.

وأشاروا إلى أن الحضور في جدة أكثر من ضعف عدد الدول التي حضرت أو انضمت إلى محادثات كوبنهاغن. وشمل ذلك الدول الأوروبية واليابان وكوريا الجنوبية وإندونيسيا وتركيا وجنوب أفريقيا. والأهم من ذلك، أرسلت الصين، التي دعيت إلى كوبنهاغن، لكنها لم تحضر، وفداً إلى جدة.

تسوية سلمية مثمرة

وأمس الأحد، قال مسؤول أوكراني كبير إن المحادثات التي جرت في السعودية بهدف إحراز تقدم نحو تسوية سلمية للحرب مع روسيا كانت مثمرة، لكن موسكو وصفت الاجتماع بأنه محاولة غير مجدية لحشد الجنوب العالمي خلف كييف، فيما ذهب مراقبون إلى أن مشاركة بكين يشير إلى تحولات محتملة في نهج بكين، لكنها ليست جذرية في دعمها لموسكو.

وشاركت أكثر من 40 دولة، منها الصين والهند والولايات المتحدة ودول أوروبية في محادثات جدة التي اختتمت الأحد. ولم تشارك روسيا في المحادثات.

دعم دولي واسع

أوكرانيا وحلفاؤها وصفت المحادثات بأنها محاولة للحصول على دعم دولي واسع للمبادئ التي تريد كييف أن تكون أساساً للسلام، ومنها انسحاب جميع القوات الروسية وعودة جميع الأراضي الأوكرانية إلى سيطرتها.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه يريد عقد قمة عالمية على أساس تلك المبادئ في وقت لاحق من العام الحالي. وهو الأمر الذي أشار إليه تقرير لـ"وول ستريت جورنال" الأميركية، ذكر فيه دبلوماسيون أن هناك قبولاً واسعاً بأن المبادئ المركزية للقانون الدولي، مثل احترام سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، يجب أن تكون في قلب محادثات السلام المستقبلية بين أوكرانيا وروسيا. وكان هناك اتفاق على إنشاء مجموعة عمل تركز على التأثير العالمي للحرب، وبدا أن معظم الدول المشاركة، بما في ذلك الصين، مستعدة للاجتماع مرة أخرى خلال الأسابيع المقبلة بالشكل الحالي، مع عدم حضور روسيا، وفقًا لمصادر أبلغت الصحيفة.

 

 

السعودية تواصل التشاور الدولي

من جانبها أعلنت وزارة الإعلام السعودية أن المشاركين في المحادثات اتفقوا على أهمية مواصلة التشاور الدولي وتبادل الآراء بما يسهم في بناء أرضية مشتركة تمهد الطريق للسلام. وقال مسؤولون أوروبيون إن المشاركين يعتزمون تشكيل مجموعات عمل لمعالجة مشكلات محددة نجمت عن الحرب.

وقال مدير مكتب زيلينسكي، أندريه يرماك، في بيان عن محادثات جدة "أجرينا مشاورات مثمرة جداً حول المبادئ الأساسية التي يجب أن يبنى عليها سلام عادل ودائم".

ونقلت وسائل إعلام رسمية عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف قوله اليوم إن الاجتماع "انعكاس لمحاولة الغرب مواصلة الجهود غير المجدية" لحشد الجنوب العالمي من أجل دعم موقف زيلينسكي.

وفي حين أن الدول الغربية تدعم أوكرانيا على نطاق واسع، فإن عديداً من الدول الأخرى مترددة في الانحياز إلى أي طرف على رغم رغبتها في إنهاء الصراع الذي أضر باقتصاد العالم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 تغير محتمل لنهج بكين

في السياق ذهب مراقبون إلى أن قرار الصين المشاركة في "محادثات جدة" لإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا يشير إلى تحولات محتملة في نهج بكين، لكنها ليست جذرية في دعمها لموسكو. وبينما رفضت بكين المشاركة في محادثات سابقة في الدنمارك العضو في حلف شمال الأطلسي، يرى مراقبون أن الصين تشعر بأريحية أكبر بكثير في ما يتعلق بالمشاركة في جهود سلام استضافتها السعودية في مدينة جدة على رغم عدم حضور روسيا ودفع أوكرانيا بخطتها الخاصة.

 

 

وتحجم الصين عن التنديد بهجوم موسكو الذي بدأته في فبراير (شباط) 2022، وطرحت في الوقت نفسه خطة تخصها لتحقيق السلام، لكن يبدو أن بكين تواجه بعض الحقائق المريرة مع استمرار الصراع لفترة أطول.

وتقول مديرة برنامج الصين في مركز ستيمسون للأبحاث بواشنطن يون سون "إن بكين تميل أكثر صوب جهود السلام، لكنها تعلم أيضاً أن الغرب ليس من المرجح أن يتقبل مبادرة سلام تقودها هي في هذه المرحلة". وتابعت سون قائلة "لا تريد بكين أن تتغيب عن مبادرات سلام أخرى ذات صدقية تقودها دول ليست غربية".

حوار منفتح

من جانبهم، أكد دبلوماسيون غربيون أهمية دور السعودية في دعوة مجموعة أوسع من الدول للمشاركة مستغلة علاقتها المتنامية مع بكين وعلاقاتها المستمرة مع كل من موسكو وكييف.

وقال يرماك إن وجهات نظر مختلفة ظهرت خلال المحادثات في السعودية، واصفاً إياها بأنها "حوار صريح ومنفتح جداً". وأضاف أن جميع الدول المشاركة أبدت التزامها مبادئ القانون الدولي واحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها.

 

 

مشاركة صينية فعالة 

وبحسب الصحيفة الأميركية، قال دبلوماسيون غربيون إن بكين لعبت دوراً بناءً بشكل عام في المحادثات، وأشاروا إلى أن الصين باعتبارها أهم حليف خارجي لروسيا، ينظر إليها على أنها حاسمة في تعزيز الدفع وراء المحادثات، ومن المحتمل أن توفر طريقة لتغذية المناقشات ببعض الخطوط الحمراء الروسية. 

وخلال المحادثات قدمت الصين خطة من 12 نقطة لوقف إطلاق النار ومحادثات سلام لإنهاء الحرب، والتي أعلنت عنها للمرة الأولى في فبراير (شباط). وضغط الدبلوماسيون الأوروبيون للتحذير من أن وقف إطلاق النار غير المشروط يمكن أن يؤدي ببساطة إلى تجميد الصراع الدامي.

وقال مصدر مطلع على المناقشات "لقد تلقوا ردود فعل مباشرة، وكان نقاشاً جيداً". فيما صرح مسؤول أميركي كبير، لم تذكر الصحيفة اسمه، بأن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان ووكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند التقيا على هامش الاجتماع رئيس الوفد الصيني مبعوث بكين للسلام لي هوي. وقال دبلوماسيون أيضاً إن بعض الخلافات التي ظهرت في كوبنهاغن تقلصت فيما يبدو، وفقا لـ"وول ستريت جورنال" الأميركية.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات