Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تبادل قذف الكرة في لعبة معطلة

المخيف هو استمرار الانهيار فوق رؤوس اللبنانيين تحت أنظار الجميع

لو نجحت باريس في دعمها خيار "الثنائي الشيعي" (حزب الله وحركة أمل) ضد خيار الطوائف الأخرى ولا سيما الطائفة المارونية لدفع لبنان ثمن ذلك (أ ف ب)

ملخص

"لبننة" الانتخاب الرئاسي فشلت وتدويل الانتخاب الرئاسي تتجنب القوى الإقليمية والدولية المهتمة الانخراط فيه إلى النهاية حالياً

لا جديد في المطلوب من القيادات اللبنانية كما من أصدقاء لبنان فعله لإنقاذ الوطن الصغير، لا في توصيف الأزمة الوطنية والسياسية التي ظاهرها الشغور الرئاسي وباطنها الإدارة السيئة للنظام، وما قادت إليه من أزمات مالية واقتصادية واجتماعية، ولا في تحديد الخطوات الملحة التي يجب المسارعة إلى القيام بها، وإعلان الاستعداد الدائم للمساعدة من جانب أصدقاء لبنان. فما جاء في البيان الصادر عن اجتماع "الخماسية" الأميركية والفرنسية والسعودية والمصرية والقطرية في الدوحة هو طبعة منقحة ومزيدة من البيان الثلاثي الأميركي والفرنسي والسعودي في نيويورك. وهو ورد من قبل في بيانات مجلس التعاون الخليجي وبيانات اللقاءات الخليجية - الأميركية والخليجية - الصينية. الجديد هو مراجعة التفويض الذي أعطي لفرنسا من أجل أن تقود مبادرة العمل للحل في لبنان، وهو نسبياً، التذكير بالعزم على اتخاذ "إجراءات بحق المعرقلين للانتخابات الرئاسية اللبنانية"، تلويح مستمر لم يصل إلى التنفيذ.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

فرنسا تحركت وفشلت لكن الفشل الحقيقي لبناني، ولو نجحت باريس في دعمها خيار "الثنائي الشيعي" (حزب الله وحركة أمل) ضد خيار الطوائف الأخرى، ولا سيما الطائفة المارونية، لدفع لبنان ثمن ذلك، وهي تحاول تغيير المقاربة والبحث عن خيار آخر في مهمة محكومة بالفشل لأن "الثنائي الشيعي" يصر على معادلة خطرة: رئيس على قياس المقاومة الإسلامية أو فراغ ثم نظام على قياسها، والمشكلة أن "الخماسية" العربية والدولية تطلب من القيادات اللبنانية التي صنعت الأزمات بكل وجوهها الوطنية والسياسية والمالية والاقتصادية والاجتماعية أن تسارع إلى إيجاد حلول للأزمات بدءاً من انتخاب رئيس للجمهورية، ذلك أن الإصلاحات المالية والاقتصادية المطلوبة كانت ولا تزال ترفضها المافيا السياسية والمالية والميليشياوية الحاكمة والمتحكمة لأنها تؤذي مصالحها الأنانية التي تبقى في نظرها أهم بكثير من مصلحة اللبنانيين، أما المطالبة بتطبيق "القرارات الدولية وسيادة القانون ولا سيما في ما يتعلق بانفجار مرفأ بيروت عام 2020"، فإنها قرع على باب حديدي مغلق، فالقرارات الدولية والعربية تنص على إلغاء الميليشيات غير الشرعية ونزع أسلحتها، كما على منطقة جنوب نهر الليطاني خالية من أي سلاح إلا سلاح الجيش والقوات الدولية، وهذا ما عجزت عنه بيروت والأمم المتحدة والجامعة العربية، وما كان المعترضون عليه أقوياء من الوصاية السورية إلى اليوم حيث الوصاية الإيرانية، أما التحقيق في انفجار المرفأ، فإنه معطل بقوة "الثنائي الشيعي".

والعجز مصنوع، "لبننة" الانتخاب الرئاسي فشلت، تدويل الانتخاب الرئاسي، كما كانت العادة منذ الاستقلال، تتجنب القوى الإقليمية والدولية المهتمة الانخراط فيه إلى النهاية حالياً، والمشهد سوريالي: الداخل يقذف بالكرة إلى الخارج، والخارج يعيد الكرة إلى الداخل، واللعبة معطلة في الحالين، لكن الخارج لن ينام بلا عشاء إذا استمرت القيادات اللبنانية في الانقسام العميق: فريق يصر على أن "يفرض" خياره، وفريق لن يتراجع عن "رفض" ذلك الخيار، طرف لا يقبل الاحتكام إلى الدستور في إجراء الانتخابات الرئاسية، ويطرح الحوار الكاذب لكسب الوقت، لأن الوضع المأزوم بلا رئيس مثالي بالنسبة إليه، إذ كل السلطة في يده، وطرف يصر على تطبيق الدستور والعودة إلى اللعبة الديمقراطية.

والمخيف هو استمرار الانهيار فوق رؤوس اللبنانيين تحت أنظار الجميع، والمفارقة أن أصدقاء لبنان في المنطقة والعالم يبدون أكثر رأفة ورحمة بنا من حكامنا ومجمل التركيبة السياسية.

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل