Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بريطانيون أجبروا على اقتلاع أسنانهم بأنفسهم

بعد معاينتها عيادات طب الأسنان التابعة لـ"هيئة الخدمات الصحية الوطنية" تدعو "لجنة الصحة والرعاية الاجتماعية" إلى "إصلاح عاجل وأساسي"

  عشرة في المئة من المشاركين في الاستطلاع أقروا بأنهم حاولوا تطبيب أسنانهم بأنفسهم (رويترز)

ملخص

في خضم أزمة عيادات طب الأسنان التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا، مواطنون يعالجون أنفسهم بأنفسهم.

في المملكة المتحدة، أجبر عدد من السكان على خلع أسنانهم بأنفسهم في المنزل لأنه تعذر عليهم إيجاد طبيب أسنان تابع لـ"هيئة الخدمات الصحية الوطنية" أو تحمل كلفة استشارة أي طبيب آخر، وفق تقرير حديث يدين هذا الواقع.

وبعد معاينتها عيادات طب الأسنان التابعة لـ"هيئة الخدمات الصحية الوطنية"، تطالب "لجنة الصحة والرعاية الاجتماعية" بإجراء "إصلاح عاجل وأساسي"، مشيرة إلى وجود أدلة تؤكد أن المرضى يمرون بظروف من الألم والضيق "مرفوضة تماماً في القرن الحادي والعشرين".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتستشهد الوثيقة باستبيان يعود إلى مارس (آذار) 2023، اضطلعت به شركة "يو غوف" YouGov للبحوث وتحليل البيانات اشتمل على 2104 أشخاص يتوزعون في مختلف أنحاء المملكة المتحدة.

وجدت النتائج أن 10 في المئة من الأشخاص المشمولين في الاستبيان أقروا بأنهم حاولوا "معالجة أسنانهم بأنفسهم". وقد لجأ نصف المجموعة (تحديداً 56 في المئة) إلى ذلك الخيار [المؤسف] في العام الماضي. وقال 20 في المئة إن السبب كان عدم إيجاد طبيب أسنان متوفر تابع لـ"هيئة الخدمات الصحية الوطنية".

كذلك وجد الاستبيان أن 22 في المئة من المشاركين غير مسجلين لدى طبيب أسنان، وقد قال 23 في المئة منهم إن ذلك مرده إلى عجزهم عن تحمل تكاليف العلاج.

حصلت "لجنة الصحة والرعاية الاجتماعية" على أدلة مكتوبة توصلت إليها أكثر من 30 مجموعة من الهيئات الرقابية، كذلك تسلط دراسات لبعض الحالات تقدمت بها هيئة مراقبة الوضع الصحي في لينكولنشاير الضوء على أن المرضى اضطروا إلى اقتلاع أسنانهم المتضررة باستخدام الكماشة، أو قاموا مكرهين برحلة تستغرق خمس ساعات للحصول على معاينة من طبيب أسنان تابع لـ"هيئة الخدمات الصحية الوطنية".

كذلك استمعت حلقة حوار استضافتها اللجنة في يونيو (حزيران) الماضي إلى روايات عن مرضى يقتلعون أسنانهم في المنزل، إضافة إلى أشخاص يلجأون إلى العزلة بسبب تدهور صحة الفم.

وأشار التقرير إلى وجود "تباين كبير بين المناطق" في الاستفادة من عيادات طب الأسنان التابعة لـ"هيئة الخدمات الصحية الوطنية". واشتملت الفئات الأكثر تضرراً على سكان من المناطق الفقيرة والمحرومة، وأشخاص من الأقليات الإثنية، ومشردين، ومرضى من ذوي الحاجات الصحية المعقدة من قبيل التوحد، إضافة إلى لاجئين.

كذلك يدعي التقرير أن الطلبات بالحصول على المعلومات في هذا الشأن، كشفت عن أن الإنفاق على الرعاية الصحية الأولية بالأسنان لعام 2022- 2023 كان سيصل، وفق التوقعات، إلى 400 مليون جنيه استرليني.

في الحقيقة، "نادراً ما اكتسى أي تحقيق أهمية تفوق أهمية هذا التحقيق"، قال ستيف برين، رئيس "لجنة الرعاية الصحية والاجتماعية".

"أن يقول لك أحد ما إنه يكابد ألماً وضيقاً مهولين إلى حد أنه لجأ إلى استخدام الكماشة لخلع أسنانه لهو دليل على الأزمة التي تمر بها خدمة عيادات طب الأسنان التابعة لـ"هيئة الخدمات الصحية الطبية".

"تتفاقم المشكلة نتيجة عدم وعي الناس بالخدمات الصحية التي يحق لهم الحصول عليها، ووجود عقد غير مناسب للهدف في ما يتصل بتسديد الكلفة لأطباء الأسنان في مقابل علاج مرضى "هيئة الخدمات الصحية الطبية".

الآن، تتوجه اللجنة بدعوة إلى الحكومة البريطانية مطالبة بالحرص على أن يتوفر طبيب أسنان على "مسافة معقولة" من منزل كل شخص يحتاج إلى طبيب أسنان تابع لـ"هيئة الخدمات الصحية الطبية"، وفي "مدة زمنية مقبولة".

كذلك تدعو إلى إجراء مسح يشمل القوى العاملة في مجال طب الأسنان، إضافة إلى إطلاق حملة إعلامية تستهدف المرضى وترمي إلى تعزيز الوعي بطريقة عمل عيادات الأسنان التابعة لـ"هيئة الخدمات الصحية الطبية".

وأضاف برين أن ما يجعل هذه الأزمة "محبطة جداً أن التوصيات التي قدمتها اللجنة السابقة قبل 15 عاماً لإصلاح عقد طب الأسنان ما زالت من دون تنفيذ".

"ولكن من المستبعد"، وفق برين، "أن يقود إصلاح العقد وحده إلى عودة أطباء الأسنان الذين تركوا فعلاً "هيئة الخدمات الصحية الطبية"، أو أن يدفع الأطباء الذين قرروا المغادرة في المستقبل القريب إلى العدول عن رأيهم".

"نعرب عن تأييدنا طموح الحكومة في التأكد من أن يتمكن كل مريض في حاجة إلى رعاية لأسنانه من زيارة طبيب أسنان تابع لـ"هيئة الخدمات الصحية الطبية". وإن جاءت متأخرة، حان الوقت لتطبيق هذه الخطة"، أضاف برين.

وقال رئيس "لجنة ممارسة طب الأسنان العام" التابعة لـ"جمعية طب الأسنان البريطانية"، شون تشارلوود إن التقرير "دليل إرشادي لإنقاذ قطاع طب الأسنان التابع لـ"هيئة الخدمات الصحية الطبية".

ولكن "السؤال، هل لدى الحكومة أو المعارضة الاستعداد لتطبيقه الآن. إن عدم اتخاذ الإجراءات المناسبة سيحكم على هذه الخدمة الصحية بالنسيان".

من جهتها، أشادت الرئيسة التنفيذية في "هيلث ووتش إنغلاند" Healthwatch England، لويز أنصاري بالتقرير.

وفق أنصاري "في نهاية المطاف، وحده إبرام عقد جديد يكون أساسياً لطب الأسنان ويوفر له كل الموارد اللازمة في مقدوره أن يحل هذه المشكلات المتجذرة، وندعو الحكومة إلى نشر خطة تعافي الأسنان على وجه السرعة".

"طب الأسنان التابع لـ"هيئة الخدمات الصحية الوطنية" يمثل ثاني أكثر المشكلات شيوعاً التي يتقدم الناس ببلاغات عنها إلى الهيئة الرقابية، مع صدور أكثر من 400 تقرير محلي من مختلف أنحاء إنجلترا في السنوات الثلاث الماضية تكشف عن تجارب أشخاص يكابدون الألم، ويحاولون تطبيب أسنانهم بأنفسهم ويقاسون الأمرين من أجل دفع كلفة العلاج".

في هذا السياق، قال متحدث باسم "هيئة الخدمات الصحية الوطنية"، إن عدد المواعيد المتاحة أمام مرضى الهيئة لزيارة أطباء الأسنان يتزايد باطراد، وأن استبيان مرضى الأطباء العامين وجد أن سبعة من كل 10 مرضى لديهم خبرة عامة جيدة في خدمات طب الأسنان، ومع ذلك سبق أن بدأت "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" في تنفيذ بعض تلك التوصيات من طريق إدخال تغييرات على العقد الأولي في العام الماضي".

"ستدعم هذه الإصلاحات المهمة الفرق المتخصصة بطب الأسنان أكثر وأكثر، بغية تنفيذ مزيد من العلاجات والتصدي للتراكم المحتوم الذي تسببت به الجائحة [كورونا] من الحالات المتروكة من دون علاج، في حين أن أعداداً قياسية من أطباء الأسنان، ومعالجي الأسنان، وخبراء الصحة سيخضعون للتدريب ضمن برنامج "الخطة الطويلة المدى للقوى العاملة التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية".

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار