Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جهود حثيثة لمنع إشعال المنطقة الشمالية بين إسرائيل و"حزب الله"

واشنطن تتوسط ومراقب الدولة في تل أبيب يتفقد مدى جاهزية الجيش ونتنياهو يبحث مع هوكشتاين

ملخص

أثار وصول مراقب الدولة في إسرائيل إلى الحدود الشمالية وزيارته مزارع شبعا نقاشاً حول توقيت هذه الزيارة غير المألوفة بشكل عام

يواصل المبعوث الخاص للرئيس الأميركي جو بايدن، آموس هوكشتاين، جهوده لمنع تصعيد أمني بين إسرائيل ولبنان في أعقاب الخلاف حول مكان إحدى الخيمتين اللتين نصبهما "حزب الله" منذ نحو شهرين في مزارع شبعا وتدعي تل أبيب أن موقعها داخل حدودها، بينما تشهد إسرائيل تحركات حثيثة داخل المؤسستين العسكرية والسياسية لإجراء تقييمات حول سبل التعامل مع القضية.
وتضع الأجهزة الأمنية أمامها سيناريو تصعيد أمني يصل إلى حد المواجهات العنيفة، بعدما وزع الجيش الإسرائيلي فيديو عند الحدود الشمالية يدعي فيه أنه رصد مجموعة من الشبان اللبنانيين وهم يقتربون، ظهر أمس الأربعاء، من السياج الأمني عند الحدود مع لبنان وحاولوا المساس بمنطقة العائق الأمني. وأضاف الجيش أنه استخدم مختلف الوسائل لإبعادهم.
واستبعد شلومو بروم الذي شغل سابقاً منصب رئيس وحدة التخطيط الاستراتيجي في الجيش الإسرائيلي ويشغل اليوم منصب باحث كبير في معهد أبحاث الأمن القومي للشؤون الإسرائيلية اللبنانية– السورية، تصعيداً واسعاً في المنطقة ويرى أن الوضع الذي شهدته منطقة الشمال منذ حرب لبنان الثانية وحتى اليوم لم يتغير من حيث عدم رغبة أي من الطرفين بحرب يتوقع الجميع أن تكون أخطر من أي حرب سابقة.
ويرى بروم في ما ذكره الجيش، الأربعاء، من رصد لمجموعة من شبان يقتربون من العائق، أنه "حدث يندرج ضمن سلسلة أحداث قام بها لبنانيون ربما يكونون مقربين من "حزب الله"، ويتوقع استمرار مثل هذه الأعمال خلال الفترة المقبلة، وهي أعمال لم يتوقف اللبنانيون منذ فترة عن القيام بها".
ورغم استبعاده تصعيداً مفاجئاً وواسعاً فإن بروم لا يستغرب "حدوثه من دون أن يكون أي من الطرفين، إسرائيل وحزب الله، يخططان لذلك".
ويعتقد بروم أن الأزمة الأخيرة بين "حزب الله" وإسرائيل، أثيرت بشكل واسع بعد الحديث عنها بإسهاب، "أيضاً من قبل الإسرائيليين سواء الجيش أو مسؤولين سياسيين، عبر منصات إعلامية ودبلوماسية. كان يمكن حل المشكلة من دون أن يتأزم الوضع كما نشهده اليوم. هناك إمكانية لحل الإشكالية دون تصعيد أمني، إذا ما اتخذ الطرفان مساراً دبلوماسياً هادئاً من خلال تبادل الرسائل والمطالب دون كيل مزيد من التهديدات".

لقاء سري

حديث بروم جاء في وقت كُشف فيه عن لقاء سري عقده رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مع آموس هوكشتاين، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي، تبادلا خلاله سبل حل الإشكالية. ورفضت إسرائيل ما تم تداوله من مطلب لبنان حول الغجر ووقف العمل في الجدار الذي يقام هناك. وبحسب بروم فإن "وجود الغجر المعقد، إذ إن نصفها داخل الحدود الإسرائيلية والنصف الآخر داخل الحدود السورية أو اللبنانية (هناك خلاف حول ما إذا كانت تابعة لسوريا أو لبنان)، يجعل التوصل إلى حل بين الطرفين أسهل وقابلاً للتنفيذ في ظل إشكالية كبيرة لدى حزب الله بأنه سيظهر ضعيفاً أمام اللبنانيين في حال وافق على تفكيك الخيمة المختلف على سيادة المنطقة المقامة عليها".
ويأتي لقاء هوكشتاين ضمن جهود أميركية متواصلة منذ إقامة الخيمتين قبل نحو شهرين، وبحسب الإسرائيليين فهذه الجهود أسهمت في تفكيك الخيمة الأولى.


غض النظر عن الصراع الداخلي

ورغم أن الخيمتين اللتين أثارتا الخلافات بين الطرفين، أقيمتا منذ شهرين، فإن إثارة إسرائيل لوجودهما هذه الأيام بشكل مكثف وعبر أكثر من منبر محلي ودولي، طرح سؤالاً حول ما إذا كان ذلك متعمداً، في محاولة من نتنياهو لغض النظر عن أزمته الداخلية والاحتجاجات الآخذة بالاتساع، التي يحذر البعض من أنها ستوصل إسرائيل إلى أزمة داخلية وحرب أهلية من الصعب الخروج منها.
من جهة أخرى لم يخف مسؤولون قلقهم من خطوات قد يتخذها نتنياهو وتؤدي إلى توتير الوضع الأمني تجاه لبنان بذريعة الخيمة للخروج من أزمته الداخلية، غير أن شلومو بروم، يرى أنه "سيكون من الصعب على نتنياهو القيام بمثل هذه الخطوات في ظل خطورة تداعيات ونتائج حرب بين لبنان وإسرائيل لأنها ستكون مختلفة عن أي حرب عرفناها". وأضاف "لا يمكن لأحد توقع ما سيحدث غداً. التاريخ يشير إلى قيام رؤساء حكومات بخطوات أمنية للخروج من أزمتهم الداخلية لكن توقعاتي الشخصية تقول بغير ذلك، ليس فقط لأن أياً من الطرفين لا يريد الحرب بل لأن الحرب المتوقعة هي حرب دمار وخطرة جداً". 

مراقبة عمل الجيش في الشمال

في موازاة ذلك، أثار وصول مراقب الدولة في إسرائيل، نتنياهو أنغلمان، إلى الحدود الشمالية وزيارته مزارع شبعا، نقاشاً حول توقيت هذه الزيارة غير المألوفة بشكل عام. وبحسب شلومو بروم فإن "زيارة مراقب الدولة تأتي في أعقاب وصول شكاوى حول وضع خاص اضطره لفحصه عن كثب. ربما من داخل الجيش، بعدم جاهزيته أو من داخل السلطات المحلية التي لا يخفي رؤساؤها قلقهم من نشوب حرب مع حزب الله ووصلت إلى المراقب شكاوى عن عدم جاهزيتها أيضاً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن جهات سياسية رأت في وصوله إلى الموقع الذي تقام فيه الخيمة التي نصبها "حزب الله" أمراً له علاقة مباشرة بهذا الحدث من حيث الموقف القانوني.
كما اتضح أن إسرائيل تريد استخدام موقف المراقب أمام الأمم المتحدة، حيث أسرع الأخير بإعلان أن الخيمة وموقع آخر أقامه "حزب الله" في المكان يشكلان مخالفة لقرار الأمم المتحدة.
ولم يخف المراقب قلقه من الوضع في الشمال إذ صرح، خلال وجوده في مزارع شبعا بأن "الوضع الأمني في الشمال مقلق، وهناك حاجة ماسة لاستعداد الجيش لأي سيناريو".
ورداً على سؤال حول خلفية زيارته قال المراقب "نحن بحاجة إلى التحقق من جهوزية المستوى التكتيكي في الجيش، وما إذا كانت القيادة التكتيكية موجودة في وضعية استعداد لأي سيناريو كما هو مطلوب".
ووجه مراقب الدولة انتقادات لجاهزية الجيش للمهمات العملياتية وسبل الدفاع عن السكان وناقش مع قيادة الجيش الجدار الذي يقام في المكان وعدم استكماله.
وعُلم أن أربعة فرق تفتيش رافقت المراقب، وقد فاجأت الجيش بما كشفت عن إخفاقات عدة أعلن مكتب مراقب الدولة أن التقرير المفصل عنها سيُنشر لاحقاً.

"واحة نصرالله"

اليمين الإسرائيلي، الذي يسيطر فعلياً على الحكومة الإسرائيلية، دعا إلى عدم الصمت على أعمال "حزب الله" وعدم التهاون معها. وأكد رأي قسم كبير من الإسرائيليين بأن عدم الرد دلالة على الضعف.

واعتبر النائب السابق عن حزب "إسرائيل بيتنا" ألكس كوشنير، عدم الرد "رسالة خطيرة لأعدائنا بأن إسرائيل هدف سهل". ورأى في خطوة الحزب "خرقاً لسيادة إسرائيل"، مضيفاً أنه "عملياً، إقامة الخيمتين في مزارع شبعا هي إقامة مستوطنة داخل إسرائيل، وأغلب الظن أنهم يسمونها في الضاحية الجنوبية واحة نصرالله".

وبرأي كوشنير فإن "سلسلة الأحداث التي شهدتها منطقة الشمال، أخيراً، تثبت أن نصرالله يفحص من جديد حدود اللعب مع إسرائيل، فقد بدأ بالعملية في عمق الأراضي الإسرائيلية، التي لحظنا انتهت بلا قتلى. ونشهد الآن نصب خيام يسكنها مسلحون من حزب الله في الأراضي الإسرائيلية".

وانتقد النائب السابق حكومة نتنياهو على الصمت قائلاً إن "الحكومة الحالية، التي هاجمت الحكومة السابقة على توقيع اتفاق الغاز مع دولة لبنان، الذي لم تتنازل فيه إسرائيل عن سنتيمتر واحد من أراضيها السيادية، تستسلم الآن لحزب الله. الحكومة التي تسمي نفسها يمين على الملأ، تنكشف بعريها. فهي غير قادرة على إخلاء خيمتين وتستجدي محافل دولية لممارسة الضغط على حزب الله ليتفضل ويخلي خيمة واحدة من الخيمتين. لا شك أن هذا الاستسلام لا يغيب عن عيون العدو، ويسحق الردع ويعزز مكانة حزب الله في لبنان".
ويحاولون حالياً في إسرائيل إيجاد قناة دبلوماسية لكن سياسيين اعتبروا ذلك بمثابة تفاؤل حذر من إمكانية حل المشكلة، التي أبرزت من جديد خلافات بين جهات سياسية تواصل تهديداتها العلنية، وأخرى في الجيش الإسرائيلي التي تفضل إقناع "حزب الله" وجيش لبنان بحل القضية بهدوء، نظراً إلى خطورة تداعيات أي تصعيد أمني.

المزيد من متابعات