Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ترمب لا يزال يحظى بدعم كامل من اليمين الديني الأميركي

الرئيس السابق لا يزال يمتلك تأييد المتدينين الإنجيليين، وسيتعين على منافسيه سلخ هذا التأييد عنه إذا أرادوا فرصة لكسب ترشيح الحزب الجمهوري

الرئيس السابق دونالد ترمب يتحدث إلى مؤيديه في "نادي ترمب الوطني للغولف بدمينستر"، يوم الثلاثاء، 13 يونيو 2023، في بدمينستر بنيو جيرسي (أ ب)

ملخص

مع اقتراب الانتخابات التمهيدية، لا يزال دونالد ترمب يتمتع بجذب قوي في صفوف الناخبين الإنجيليين، وسيتعين على المرشحين الآخرين استخدام كل قوتهم لإغوائهم بتغيير تأييدهم

عندما ترشح دونالد ترمب للمرة الأولى للرئاسة، حيرت شعبيته بين الإنجيليين المحافظين بعض منافسيه، الذين تساءل كثر منهم كيف يمكن لزير نساء سيئ السمعة امتلك كازينوهات في يوم من الأيام أن يكون خياراً لحزب يهيمن عليه اليمين الديني منذ عقود.

في الواقع، واجه السيد ترمب بعض المشكلات مع الناخبين الإنجيليين عام 2016، بما في ذلك عندما قال إنه يجب معاقبة النساء بسبب الإجهاض، مما أثار غضب بعض القادة، الذين كانوا يركزون منذ فترة طويلة على معاقبة مزودي خدمات الإجهاض.

كان التناقض الإنجيلي حول الديمقراطي السابق المطلق مرتين والمتزوج ثلاث مرات كافياً في ذلك الوقت ليخسر السيد ترمب أصوات التجمع الانتخابي لولاية "أيوا"، وهو أول اقتراع في البلاد عادة، مع تصويت مندوبي الهاوكي [اسم يعرف به سكان الولاية] لصالح عضو مجلس الشيوخ عن تكساس تيد كروز عامذاك.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن بعد أن فاز بترشيح الحزب وأصبح حامل لوائه في مواجهة هيلاري كلينتون، عض المسيحيون المحافظون على الجرح ودعموا السيد ترمب. لقد فعلوا ذلك لأنهم كانوا يعرفون أنه سيرشح قضاة موثوقين أيديولوجياً سيحكمون بالطريقة التي يريدونها – وهو وعد برَّ به، مع وجود ثلاثة قضاة معينين من قبله بين القضاة الستة في المحكمة العليا ممن صوتوا لنقض القرار في قضية "رو ضد وايد".

لكن ما بدا وكأنه زواج اضطراري من الطراز القديم تماماً بين السيد ترمب والناخبين الإنجيليين عام 2016 تحول منذ ذلك الحين إلى علاقة حب حقيقية.

كان من الواضح في "مؤتمر الطريق إلى الغالبية" Road to the Majority Conference السنوي الذي عقده "تحالف الإيمان والحرية" Faith & Freedom Coalition أن علاقة الحب هذه لا تزال مزدهرة.

يظهر سجل السيد ترمب الانتخابي نفسه هيمنته في صفوف المجموعة. عام 2020، أظهرت استطلاعات آراء الناخبين أن 75 في المئة من الإنجيليين البيض صوتوا لصالح السيد ترمب. وأظهر استطلاع أجري الشهر الماضي، تقدم السيد ترمب على السيد ديسانتيس بأكثر من تسع نقاط بين الناخبين الإنجيليين، حتى في حين يواجه اتهامات جنائية. واعتبر مسؤولاً عن الاعتداء الجنسي على المؤلفة إي جين كارول.

مساء السبت، صعد السيد ترمب المنصة ليخاطب حشداً من المؤيدين الذين بدوا غير منزعجين من الفضائح التي تحوم حول الرئيس السابق. وقبل أن يلقي السيد ترمب الخطاب الرئيس، تحدث في المؤتمر عدد من المرشحين الآخرين في انتخابات عام 2024، بمن فيهم عضو مجلس الشيوخ تيم سكوت (جمهوري عن فلوريدا)، وفيفيك راماسوامي، ونائبه السابق مايك بنس، ومنافسه الرئيس حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، لكن أياً منهم لم يحظ بالحماسة التي حظي بها السيد ترمب، حتى قبل أن يتحدث.

قال ويستون مارتينيز، من سان أنطونيو بتكساس، لـ"اندبندنت"، "ليس لديَّ شيء ضد أي من الأشخاص الآخرين المشاركين أو المرشحين، لكن بصراحة، أعتقد بأنهم يقومون بتمرين أخير لانتخابات عام 2028. لقد تناولت الغداء مع رون ديسانتيس، كما تعلمون، هو رجل عظيم، رجل رائع. لا عيب فيه. وتيم سكوت، رجل عظيم".

وأضاف "سواء كنتم تحبون ترمب أو تكرهون ترمب (يعتقد) كثر من الناس بأنه، في اليوم الذي داهم فيه مكتب التحقيقات الفيدرالي منزله في مارالاغو، ضمن الترشيح".

في حين أن الناخبين المسيحيين المحافظين اعتبروا على الأرجح دعم السيد ترمب مخاطرة عندما ترشح للمرة الأولى عام 2016، يمكنهم الآن أن يتباهوا بسجله في تنفيذ أهدافهم.

قالت ماتيلدا ديفيس لـ"اندبندنت"، "انظروا ماذا فعل من أجل إسرائيل. لقد أعاد السفارة إلى القدس". فبالنسبة إلى العديد من المسيحيين الإنجيليين، ليس الدعم الأميركي لإسرائيل مجرد مسألة سياسية، بل هو أيضاً مبدأ أساسي من مبادئ عقيدتهم، ولا سيما في نظر البعض ممن يعتقدون أن دولة إسرائيل مهمة لتحقيق نهاية الأزمنة.

وهو عندما ترشح لإعادة انتخابه، قال "كما تعلمون، إنه لأمر مدهش أن الإنجيليين متحمسون لذلك أكثر من الشعب اليهودي".

هذا وتبقى مسألة الإجهاض أكبر نقطة لصالح السيد ترمب في صفوف الإنجيليين. جاء مؤتمر [تحالف] "الإيمان والحرية" وسط الذكرى السنوية لقرار المحكمة العليا في قضية "دوبس ضد جاكسون"، الذي ألغى الحق في الإجهاض المكرس لنصف قرن بالحكم في قضية "رو ضد وايد". وعلى رغم أنه كان ديمقراطياً لسنوات عديدة وراوغ في الحديث المناهض للإجهاض، لا يملك الإنجيليون إلا أن يشكروا السيد ترمب على النتيجة التي سعوا إليها منذ فترة طويلة.

حاول عدد من الطامحين الجمهوريين إلى الترشح لانتخابات عام 2024 الاستفادة من نجاح الحركة المناهضة للإجهاض. قال السيد سكوت "الحمد لله القدير على القرار في قضية دوبس"، في حين انتقد السيد بنس بعض الجمهوريين بسبب موقفهم المتردد جداً من الإجهاض. ودعا الجمهوريين إلى تبني حظر على الإجهاض بعد 15 أسبوعاً من الحمل.

لكن بالنسبة إلى بعض الناخبين الإنجيليين، يعد حتى حظر الإجهاض بعد 15 أسبوعاً من الحمل أمراً متساهلاً للغاية.

قالت السيدة ديفيس "يجب ألا يكون هناك إجهاض. فالقتل قتل".

هذا لا يعني أن المرشحين الآخرين لا يحاولون جذب الناخبين المسيحيين المحافظين. تلقى السيد راماسوامي بعض جولات التصفيق الأكثر صخباً عندما خاطب الحشد قائلاً، "الله حقيقي. الحياة غير المولودة حياة. وهناك نوعان جنسيان". وهاجم السيد ديسانتيس "ديزني" وتلقى تصفيقاً كبيراً عندما انتقد أيديولوجية "الووك" [ثقافة التنبه إلى التحيز والتمييز العنصريين]، بما في ذلك مسائل المتحولين جنسياً.

سيحاول معارضو السيد ترمب استعادة الدعم الإنجيلي من الرئيس السابق. بدا أن كين كوتشينيللي، الذي يدير لجنة العمل السياسي "لا تراجع أبداً" Never Back Down، ويدعم السيد ديسانتيس ويتبعه في الأغلب إلى المناسبات، يشير إلى أن السيد ترمب لا يملك أي معتقدات مركزية.

قال السيد كوتشينيللي، الذي عمل في إدارة ترمب، لـ"اندبندنت"، "ديسانتيس هو مقاتلنا الرئيس في ما يخص أطفالنا. هو يحارب غوغاء ’الووك ‘ والشركات والرئيس ترمب على الجانب الآخر من هذه المعركة".

بالنسبة إلى الجمهوريين يمر طريق الفوز بأصوات تجمع ناخبي أيوا عبر كسب دعم الإنجيليين. قلة من الناس يفهمون هذا، ومنهم السيد كروز، الذي تغلب على السيد ترمب في المنافسة الأولى عام 2016، مستنداً إلى حد كبير على خلفية كسب المسيحيين الإنجيليين.

قال السيد كروز لـ"اندبندنت"، "أوه، انظر، أعتقد أن أي مرشح يحتاج إلى القيام بالشيء نفسه للفوز بأصوات أي شخص، وهو طرح رؤية وسجل [إنجازات] يلهمان الناخبين ويتيحان لهم معرفة أن المرشح سيقاتل من أجل القيم والمبادئ".

لكن السيد كروز يعرف أيضاً ما يكون عليه سحب البساط من تحت قدميه في ما يخص الإنجيليين. عام 2015، أعلن ترشحه في جامعة ليبرتي [معروفة بتوجهاتها الجمهورية المحافظة] قبل أن يؤيد رئيسها السيئ السمعة الآن جيري فالويل جونيور السيد ترمب.

لكن السيد كروز يتسم بالحذر في ما يتعلق بالمنافسة التمهيدية الجمهورية لعام 2024. ويقول "أنا صديق للرئيس ترمب. أنا صديق لرون ديسانتيس. أقدر كليهما. ولديَّ كل الثقة في أنهما سينظمان حملات قوية وسيتخذ الناخبون قرارهم".

لكن السيد ديسانتيس لا يزال يواجه معركة شاقة. لم تتغير أرقام التأييد الخاص به خلال الفترة الأخيرة، إذ لا يزال هو الخيار الثاني للناخبين الجمهوريين، ويواصل السيد ترمب انتقاده في المقابلات وعلى منصة "تروث سوشال".

وحتى الآن، لا يزال الرئيس السابق يتمتع بجذب قوي في صفوف الناخبين الإنجيليين، وسيتعين على المرشحين الآخرين استخدام كل قوتهم لإغوائهم بالخروج من قبضته.

© The Independent

المزيد من آراء