ملخص
من المخطط أن يشمل المجمع وحدتين حديثتين من البولي إيثيلين باستخدام تقنية الحلقة المزدوجة المتقدمة
على رغم أن صناعة البتروكيماويات في السعودية بدأت في السبعينيات، تحديداً عام 1976 بإنشاء شركة "سابك"، أول شركة متخصصة في هذه الصناعة في البلاد، إلا أن السعودية عملت منذ سنوات على تعزيز حجم استثماراتها في مجال صناعة البتروكيماويات، إذ أصبحت في الوقت الراهن إحدى أبرز الدول في العالم إنتاجاً لهذه الصناعة وتحتل المركز الرابع عالمياً، كما أصبحت منتجات صناعة البتروكيماويات تشكل أهم صادراتها وتسهم بشكل فاعل في الناتج المحلي للبلاد.
ضمن تلك الخطوات التطويرية لهذه الصناعة في البلاد التي تعتبر من أهم مصادر الدخل ضمن خططها وبرامجها الهادفة إلى تنويع مصادر الاقتصاد السعودي، أعلنت اليوم السبت شركة الزيت العربية السعودية (أرامكو السعودية) وشركة "توتال إنيرجيز" عن اتخاذهما القرار الاستثماري النهائي لإنشاء مجمع بتروكيماويات على مستوى عالمي في السعودية بقيمة 11 مليار دولار والذي كشف عنه للمرة الأولى في ديسمبر (كانون الأول) 2022، وتم توقيع العقود في حفل أقيم في مدينة الظهران (شرق البلاد).
سيتم امتلاك وتشغيل المجمع الجديد الذي أطلق عليه مسمى "أميرال" ودمجه مع مصفاة شركة "أرامكو السعودية" و"توتال" للتكرير والبتروكيماويات (ساتورب) في الجبيل الواقعة على الساحل الشرقي للبلاد، وسيخضع قرار الاستثمار فيه لشروط الإقفال المعمول بها في البلاد، بما في ذلك الموافقات النظامية.
مواد عالية القيمة
وبحسب البيان المشترك الصادر عن الشركتين، فإن المجمع المزمع البدء بإنشائه خلال العام الحالي 2023، سيعمل على تمكين مصفاة "ساتورب" من تحويل الغازات المنبعثة من المصافي المنتجة داخلياً والنافثا، وكذلك الإيثان والبنزين الطبيعي الذي توفره أرامكو، إلى مواد كيماوية عالية القيمة، بما يساعد في تطوير إستراتيجية الشركة لتحويل السوائل إلى مواد كيماوية.
وقال البيان "من المخطط أن يشتمل المجمع على وحدة تكسير مختلطة القيمة لديها القدرة على إنتاج 1.65 مليون طن من الإيثيلين سنوياً، وهي الأولى في المنطقة التي يتم دمجها مع مصفاة.
ومن المخطط أيضاً أن يشمل وحدتين حديثتين من البولي إيثيلين باستخدام تقنية الحلقة المزدوجة المتقدمة ووحدة استخلاص البوتادين ووحدات المشتقات الأخرى المرتبطة بها".
وأشار البيان إلى أن حصة شركة "أرامكو" تمثل 62.5 في المئة من إجمالي المجمع في حين تمتلك شركة "توتال إنيرجيز" 37.5 في المئة منه، ويستهدف بدء التشغيل التجاري عام 2027.
دعم الاقتصاد الدائري
وقال رئيس "أرامكو السعودية" وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين الناصر "تم تعزيز علاقتنا طويلة الأمد مع شركة توتال إنيرجيز من خلال هذا المشروع المهم الذي يمثل فرصة لنا لعرض إمكانات التقنية المتطورة لتحويل السوائل إلى مواد كيماوية التي تدعم الاقتصاد الدائري. ومن خلال هذا التعاون نسعى إلى توسيع سلسلة القيمة عبر إنتاج مواد كيماوية عالية القيمة بكفاءة أكبر من أي وقت مضى والإسهام في تسريع التطور الصناعي بالبلاد".
مشروع توسعي
من جانبه وصف رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة "توتال" باتريك بوياني المشروع الجديد بـ"التوسعي"، وقال إن "المجمع سيكون بناء على التطوير الناجح لـ’ساتورب‘، أكبر مصفاة لدينا وأكثرها كفاءة في التكرير والبتروكيماويات على مستوى العالم، كما أنه يعمق العلاقة النموذجية بين شركتنا على مدى عقود عدة في السعودية. ويتوافق هذا المجمع ذو المستوى العالمي أيضاً مع إستراتيجيتنا للتوسع بشكل مستدام في البتروكيماويات من خلال تعظيم أوجه التعاون في منصتنا الرئيسة".
4 مليارات دولار استثمارات إضافية
ومن المتوقع أن يوفر المجمع المواد الأولية لمصانع البتروكيماويات والكيماويات المتخصصة الأخرى في نطاق الجبيل الصناعية، وسيتم إنشاؤه وامتلاكه وتشغيله من قبل مستثمرين عالميين في قطاع التكرير والمعالجة والتسويق، ويستلزم استثمارات إضافية تقدر بنحو 4 مليارات دولار.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كما سيعمل المجمع المعلن عن إنشائه اليوم على تعزيز قدرات الصناعات التحويلية الرئيسة في البلاد مثل ألياف الكربون وزيوت التشحيم وسوائل الحفر والمنظفات والمضافات الغذائية وقطع غيار السيارات والإطارات.
ومن المتوقع أن يوفر المجمع والمرافق المجاورة له 7 آلاف فرصة عمل محلية مباشرة وغير مباشرة.
وكانت "ساتورب" أول مصفاة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحصل على شهادة "أي أس سي سي" في يوليو (تموز) من عام 2022، مما شكل اعترافاً دولياً بمبادراتها الدائرية مثل إعادة تدوير البلاستيك وزيت الطهي المستخدم، وتمت معالجة الدفعة الأولى من البلاستيك المعاد تدويره بواسطة المصفاة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022.
صفقات سابقة
إنشاء مجمع "أميرال" ليس الصفقة الوحيدة في مجال تعزيز صناعة البتروكيماويات داخل البلاد، ففي ديسمبر 2022، وقعت "أرامكو السعودية" مذكرة تفاهم مع الشركة الصينية للنفط والكيماويات "سينوبك" والشركة السعودية للصناعات الأساسية "سابك" لدراسة الجدوى الاقتصادية والفنية لتطوير مجمع بتروكيماويات جديد يدمج مع مصفاة ينبع.
وسبق ذلك إعلان وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان في نوفمبر الماضي عن عزم شركة "سابك" بالتعاون مع "أرامكو" البدء بأول مشروع في البلاد لتحويل النفط الخام إلى بتروكيماويات في مدينة رأس الخير بطاقة 400 ألف برميل يومياً.