Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الفرحة جياكو"... تهريج بزمن كورونا في قطاع غزة

القيام بعروض ترفيهية للأطفال في حجرهم المنزلي

وسط مخيم خان يونس جنوب قطاع غزّة، وبين منازله المتلاصقة ذات الشوارع الضيقة، وصل فايز محارب مرتدياً زيّ المهرج ذي الألوان الجذابة، ومباشرة طلب من جميع الأهالي التزام بيوتهم، ومشاهدة حفلة الترفيه من النوافذ.

على نافذة المنزل وقف الطفل محمد وعلامات الإرهاق تظهر عليه بسبب بقائه في البيت طوال أسبوعين من الحجر المنزلي، وما إن باشر المهرج فايز في حركاته البهلوانية، بدأت تعابير وجهه تتغير.

وبصوت مضحك، بدأ المهرج فايز في النداء على الأطفال، وطلب منهم مشاهدة العرض الترفيهي من خلال نوافذ بيوتهم، دقائق قليلة مرت حتى وقف جميع الأطفال مع أهاليهم على أسطح منازلهم ونوافذها.

تهريج من خلال النوافذ

يقول محمد مخاطباً الأطفال، "لسلامتكم نرغب في بقائكم داخل المنازل، لذلك من الأفضل مشاهدة عروضنا من النوافذ، نريدكم بصحة جيدة، ونرغب في عدم انتشار كورونا بيننا".

وطلب المهرج من الأطفال، كلّ من نافذته، بدء العد التنازلي من 10 إلى واحد، وبصوت موحد عدّ المهرج، يقول فايز "نحاول التخفيف عن الأطفال، الجلوس في البيت ممل جداً، ويجلب الكثير من الإرهاق النفسي، خصوصاً في ظلّ انتشار كورونا".

وفي قطاع غزّة، توقف العام الدراسي بعد إعلان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عن حالة الطوارئ في الأراضي الفلسطينية مدة شهرين، وبدئ التنفيذ في الثالث من مارس (آذار) المنصرم، وكذلك توقف أرباب الأسر عن عملهم منذ الإعلان عن اكتشاف حالات مصابة بالوباء في غزّة.

ويُمسك الطفل محمد بيديه النافذة لينظر يميناً ويساراً عله يجد متنفساً ليرسم البسمة على وجهه، وعند مشاهدته المهرج، بدأ يتفاعل معه بالابتسامة والتصفيق والمشاركة عن بعد.

الفرحة... إلى المنزل

يعمل لؤي برفقة ثلاثة مهرجين، أطلقوا على أنفسهم فريق الابتسامة الفني، وبدأوا في تنفيذ فكرة "الفرحة جياكو"، ورصد المهرج لؤي الكثير من حالات الضجر عند الأطفال داخل المنازل، وهذا ما دفعه إلى محاولة التخفيف عنهم من خلال القيام بحملات ترفيهية للأطفال.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويركز لؤي وفريقه على القيام بعروض ترفيهية في المناطق المهمشة، والفقيرة وسط الأحياء الشعبية، لا سيما في المخيمات، التي يكون فيها انتشار كورونا سريعاً إذا ما تمّ اكتشاف أي حالة بين السكان، ويشير إلى أن سكان المناطق الشعبية مصنفون بالعادة أنهم فقراء، ولا يستطيعون الخروج من منازلهم في رحلات ترفيهية، لذلك كانت فكرة الذهاب هو وفريقه إلى منازلهم لإقامة عروض ترفيهية.

العروض التي أقامها المهرج لؤي، راعى خلالها تعاليم وزارة الصحة الفلسطينية في إجراءات السلامة الصحية الواجب اتباعها خوفاً من تفشي كورونا بين المواطنين، ويقول "في الحقيقة أعتمد التهريج لتوعية الناس في وسائل استخدام الكمامات الطبية، وأهميتها حتى المنزل، ومن خلال حركات مضحكة تقنع الأطفال، أعلمهم كيفية استخدامها وأرشدهم لأهميتها".

توزيع كمامات

بيديه المرسوم عليهما أشكال وألوان زاهية، وزّع المهرج لؤي على الأطفال كمامات طبية، ونصحهم أن يلبسوها طوال الوقت، لتعمل على وقايتهم من الإصابة بوباء كورونا.

وفي الأراضي الفلسطينية، أعلنت وزارة الصحة عن وفاة مواطن وإصابة 150 آخرين بالفيروس على الأقل، من بينهم 13 حالة في قطاع غزّة جميعها في الحجر الصحي، ولم تخالط أحداً من سكان القطاع، وما تبقى في الضفة الغربية.

مبادرة "الفرحة جياكو"، تهدف كما يقول ابراهيم ورفاقه، إلى رسم البسمة على وجوه الأطفال وكبار السن، وكذلك إخراج الأطفال من الحالة النفسية التي يعانون منها منذ فرض الحجر المنزلي وإلغاء المدارس والحفلات الترفيهية والتجمعات السكانية، وترمي أيضاً إلى نشر التوعية بين الأطفال وكبار السن وتوجيههم لأخذ الإجراءات الاحترازية خشية من وصول فيروس كورونا القاتل.

النظافة

ويعلّم المهرج لؤي في حركاته طرق زيادة النظافة الشخصية، إضافة إلى ترك بعض العادات القديمة كالتقبيل والاحتضان، وذلك بناء على تعليمات وزارة الصحة في اتباع الطرق السليمة.

"خليك في بيتك، عمو أيوب وميمي وخليل راح يجولك على باب بيتك من أجل إسعادك ورسم البسمة على وجهك، صحتكو بتهمنا يا عمو"، قال المهرج لؤي بشكل مضحك وجميل، وبدأ يوزّع الكمامات على الأطفال وكبار السن الجالسين في شوارع مخيمهم.

زار فريق المهرجين بعض المناطق المهمشة لمحاولة التخفيف عن الأطفال الذين يحتاجون إلى دعم نفسي ومعنوي، لكن ثمّة معوقات أمام عمل الفريق تتمثل في عدم وجود جهة رسمية تتبنى عملهم، ويتخوّف لؤي وفريقه من عدم قدرتهم على إكمال مسيرتهم تجاه رسم البسمة على شفاه الأطفال نظراً لعدم وجود داعم أو جهة رسمية تتبنى فريقهم.

اقرأ المزيد

المزيد من تحقيقات ومطولات