Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما زالت روسيا في انتظار السياح الصينيين

مع إلغاء قيود "صفر كوفيد" في الصين، أملت الشركات السياحية الروسية في عودتهم وإنعاش قطاع السياحة المتعثر

تعتبر بحيرة بايكال في سيبيريا الوجهة السياحية الأبرز للزوار الصينيين (غيتي)

ملخص

بلغ عدد السياح الصينيين الذين دخلوا إلى روسيا عام 2022، 842 شخصاً فقط

أرخت جائحة كورونا بظلالها على قطاع السياحة العالمية وبشكل متساو تقريباً على كل الدول نتيجة القيود التي فرضتها على السفر غير الضروري. في روسيا، كان الوضع مختلفاً نوعاً ما. فمع انحسار الفيروس وبدء التعافي عالمياً عقب تخفيف هذه الإجراءات، تابعت الصين، مصدر السياح الأكبر لروسيا في فرض هذه الإجراءات تحت مسمى (صفر كوفيد) لتعلن فقط بداية العام الحالي التخلي عنها وفتح باب السفر لمواطنيها، لكن وعلى رغم رفع هذه القيود وبدء السياح الصينيين قضاء عطلاتهم في الخارج لأول مرة منذ ثلاث سنوات، فلم تكن روسيا إحدى وجهاتهم الرئيسة.

فبحسب تقرير في موقع "النغمة السادسة" الإخباري Sixthtone يمكن أن يعزى عدم التعافي في قطاع السياحة بين البلدين إلى عوامل عدة. منها ما يتعلق بمخاوف السلامة بسبب الحرب في أوكرانيا والقرب من الصراع، وعدم اليقين المحيط بقيود السفر وتعقيد وكلفة الحصول على تأشيرات، وكذلك العقوبات الاقتصادية الغربية المفروضة على روسيا والتي قادت إلى ارتفاع الأسعار، ومحدودية رحلات الطيران، والتصورات السلبية عن روسيا كوجهة سياحية، والتي أسهمت جميعها في إعاقة عودة السياح الصينيين وأخرت من انتعاش قطاع السياحة المترنح في روسيا.

ففي يناير (كانون الثاني) من العام الحالي وبعد أن خففت الصين من قيودها على السفر الدولي، كان هناك تفاؤل بين السكان المحليين والشركات الروسية بأن عودة السياح الصينيين ستنعش صناعة السياحة. ومع ذلك، فإن الزيادة المتوقعة في عدد الزوار الصينيين لم تتحقق بعد.

إلامَ تشير الأرقام؟

قبل الجائحة، وبفضل الإعفاء من التأشيرة بين البلدين، الذي سمح للسياح بالدخول لمدة 15 يوماً من دون الحاجة إلى تأشيرة دخول، كان نحو واحد من كل اثنين من زوار منطقة بحيرة بايكال الشهيرة في سيبيريا من الصين. وفي عام 2019 وحدها زار قرابة 1.5 مليون سائح صيني روسيا، وهو ما يمثل ثلث الزوار الدوليين للبلاد في ذلك العام، لكن، ومع بدء الجائحة تم إلغاء برنامج الإعفاء الذي لم يعد العمل به بعد لأسباب غير معروفة، ليبلغ عدد السياح الصينيين الذين دخلوا إلى روسيا عام 2022، 842 شخصاً فقط. وفي العام الحالي، وبحسب الإحصاءات، لم يزر بحيرة بايكال من الصين سوى جزء ضئيل من أعداد ما قبل الجائحة، والتي تقدر بنحو 1000 إلى 2000 شخص. وهو وضع مشابه لجميع أنحاء روسيا، حيث يظهر السياح الصينيون القليل من الميل للعودة. وإذا ما استمرت الاتجاهات الحالية لعدد الزوار الصينيين، فمن المقدر أن يزور نحو 50 ألف سائح صيني فقط روسيا هذا العام.

وفي الدور الذي لعبه السياح الصينيون في دعم الاقتصاد الروسي، قدرت هذه المساهمة بمبلغ 500 مليون دولار سنوياً قبل الجائحة كما تقدر القيمة الإجمالية لصناعة السياحة بين الصين وروسيا، بما يصل إلى ملياري دولار في السنة.

ما أسباب ضعف إقبال السياح الصينيين لزيارة روسيا على رغم إلغاء قيود كوفيد؟

قبل الجائحة، لعب السياح الصينيون دوراً مهماً في صناعة السياحة الروسية. فلقد شكلوا جزءاً كبيراً من الزوار الدوليين، لا سيما إلى الوجهات الشهيرة، كما اعتمدت الشركات المحلية، بما في ذلك الفنادق والمتاجر ومنظمو الرحلات السياحية، بشكل كبير على إنفاق السياح الصينيين، الأمر الذي أدى إلى ازدهار اقتصاد السياحة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بحسب التقرير، هنالك أسباب عدة وراء هذا الإحجام. فلقد أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى خلق تصور بين السياح الصينيين بأن روسيا وجهة خطرة على رغم من محاولة رؤساء الشركات السياحية طمأنة السياح والتسويق لصور وفيديوهات تظهر أن الوضع هادئ وبأن الحرب هناك في أوكرانيا وليست في روسيا. كذلك لعب إلغاء برنامج الإعفاء من تأشيرات الدخول بين البلدين والمعمول به قبل الجائحة إلى تعقيد إجراءات السفر ووجوب التقديم للحصول على تأشيرات فردية، وهو ما ينظر إليه على أنه مشكلة ونفقات إضافية.

العقوبات الغربية المفروضة على روسيا منذ بدء الحرب أسهمت كذلك في تضاعف أسعار السلع والخدمات مرتين أو ثلاث مرات إذا ما أضفنا إلى ذلك توقف معظم عمليات الدفع الإلكتروني العالمية كـ"فيزا" Visa و"ماستركارد" MasterCard والذي جعل من الصعب على السياح سداد المدفوعات إلكترونياً والاعتماد على المعاملات النقدية.

إضافة إلى ذلك، لا تزال الرحلات الجوية بين روسيا والصين محدودة مقارنة بمستويات ما قبل الجائحة، والتي ارتفعت أسعارها بشكل كبير.

كيف أثرت حرب أوكرانيا والعقوبات الغربية في السياحة بروسيا؟

كان للحرب في أوكرانيا والعقوبات الغربية تأثير كبير في السياحة في روسيا حيث أدى الصراع في أوكرانيا وما تلاه من فرض عقوبات من قبل الدول الغربية إلى تعطيل السفر الدولي إلى روسيا، كما أصدرت العديد من الدول تحذيرات تثني مواطنيها عن زيارة روسيا. ونتيجة لذلك، انخفض عدد الزوار الأجانب إلى البلاد بنسبة 94 في المئة.

كما خلقت الحرب الدائرة تصوراً عن روسيا باعتبارها وجهة خطرة بسبب قربها من منطقة الصراع الأمر الذي أثر في صورتها كوجهة سياحية آمنة ومرغوبة بالتالي ردع بعض الزوار المحتملين عن اختيار روسيا كوجهة لسفرهم.

العقوبات الغربية استهدفت قطاعات مختلفة، بما في ذلك الطيران، مما أدى إلى تقليص رحلات الطيران بين روسيا والدول الغربية. جعل هذا القيد في خيارات السفر الجوي من الصعب على السياح من الدول الغربية زيارة روسيا، مما أدى إلى انخفاض أعداد السياحة الدولية.

إضافة إلى ذلك، تسببت الحرب والعقوبات الغربية المصاحبة لها في اضطرابات اقتصادية في روسيا، حيث شهدت عملة البلاد، الروبل، تقلبات كبيرة، مما أدى إلى انخفاض قيمتها الذي رافقته عواقب اقتصادية أخرى للصراع، الأمر الذي أدى إلى زيادة أسعار السلع والخدمات في روسيا، بما في ذلك تلك المتعلقة بالسياحة بالتالي ارتفاع الكلفة بالنسبة إلى السياح الدوليين.

المزيد من تقارير