Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا سترتفع أسعار الذهب قبل نهاية العام؟

بنوك عالمية تعتقد أن احتمالات الركود والتوقف عن صعود الفائدة الأميركية وثبات التضخم وضعف الدولار أبرز العوامل

تعتزم 24 في المئة من البنوك المركزية زيادة احتياطاتها من المعدن خلال الـ12 شهراً المقبلة (أ ف ب)

ملخص

الأوقية سترتفع لـ2250 دولاراً منتصف 2024 فما هي الأسباب وراء ذلك؟

من المتوقع أن يحقق الذهب مكاسب كبيرة لحائزيه العام المقبل، ما يجعله تحوطاً قيماً في المحافظ الاستثمارية، وإن ظل سعر المعدن تحت الضغط بعد تقرير التوظيف الأميركي القوي، الذي يدعم التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي ماض في رفع أسعار الفائدة في اجتماع السياسة النقدية المقبل، وفق ما تذكره بنوك عالمية.

تظل توقعات ارتفاع أسعار الذهب قائمة على رغم الانخفاض الذي حل بالمعدن الأصفر حالياً عما كان عليه في أوائل مايو (أيار) الماضي بأكثر من خمسة في المئة، ووسط توقعات بمزيد من التراجع في سعر الأوقية إلى مستوى 1870 دولاراً أميركياً، من 1945 حالياً، كما يقول بنك "يو بي أس" السويسري.

ولا تزال سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي واحتمال ضعف الدولار يدعمان الذهب، ففي حين أن بنك الاحتياطي الفيدرالي يسير في مسار أكثر تشدداً مما كان يعتقد في أوائل مايو الماضي، لا يزال من المحتمل حدوث نهاية وشيكة لرفع أسعار الفائدة، مع احتمالات بضعف الدولار، مع تغيير بنك اليابان موقفه حيال جاذبية عوائد السندات الأميركية.

شراء 700 طن

يشير الاتجاه طويل المدى إلى عدم وجود انخفاض في الشهية للذهب بين محافظي البنوك المركزية، إذ كان العام الماضي هو الـ13 على التوالي من مشتريات الذهب الصافية من قبل البنوك المركزية العالمية، وأعلى مستوى للطلب السنوي على الإطلاق يعود إلى عام 1950، عند 1078 طناً في عام 2022، بزيادة أكثر من الضعف عن عام 2021 الذي بلغت المشتريات فيه 450 طناً، استناداً إلى بيانات الربع الأول من العام الحالي، الصادرة عن مجلس الذهب العالمي، وسط توقعات للمجلس، بقيام البنوك المركزية بشراء نحو 700 طن من المعدن هذا العام أيضاً.

يرى "يو بي أس" أن عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي يمكن أن يؤدي إلى زيادة الطلب على الذهب بين المستثمرين والبنوك المركزية، إذ استفاد المعدن خلال فترات الصراع الجيوسياسي، والتنافس المتصاعد بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب التوترات الناشئة عن الهجوم الروسي على أوكرانيا.

وبينما تظهر بيانات صندوق النقد الدولي، انخفاض احتياطات الذهب الرسمية بمقدار 71 طناً في أبريل (نيسان) الماضي، في أول انخفاض صاف منذ أكثر من عام ويرجع ذلك إلى بيع بنك تركيا المركزي 81 طناً في سوقها المحلية لتلبية الطلب المحلي المتزايد على الذهب، ومن بين البائعين البارزين الآخرين كازاخستان (-13 طناً) وأوزبكستان (-2 طن) وجمهورية قيرغيزستان (-0.6 طن)، إلا أن "يو بي أس" يعتقد أن طلب البنوك المركزية على المعدن سيظل جيداً، إذ لا يعكس الانخفاض في الحيازات الرسمية التي أبلغ عنها صندوق النقد الدولي تراجع في حماس محافظي البنوك المركزية حيال المعدن، كما يقول.

2250 دولاراً للأوقية منتصف 2024

ويتوقع البنك السويسري، أن الذهب مرشح للارتفاع العام المقبل، مبقياً على توقعاته السابقة عند مستوى 2100 دولار للأوقية بحلول نهاية عام 2023، و2250 دولاراً بحلول منتصف العام المقبل.

يشارك "ساكسو بنك"، نظيره السويسري، الرأي في الصعود المحتمل للذهب، فيقول رئيس قسم السلع لديه أولي هانسن، إنه باق على توقعاته الصعودية للمعدن بسبب احتمالات أن يجبر التباطؤ الاقتصادي القادم خلال النصف الثاني من العام، الاحتياطي الفيدرالي، على التوقف موقتاً عن رفع أسعار الفائدة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يعتقد أولي هانسن رئيس قسم السلع في "ساكسو بنك" أن الذهب المستقر حالياً دون الـ2000 دولار للأوقية يتمتع بالمرونة، على رغم تراجعه أمام الدولار القوي وارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية واحتمالات أن يتخلى البنك المركزي الأميركي عن رفع الفائدة، وهي أمور جعلت سوق المعادن الاستثمارية في مواجهة عديد من التحديات والبيانات الأميركية القوية، ويرى هانسن أن الولايات المتحدة ستشهد تباطؤاً اقتصادياً ناشئاً في الأشهر المقبلة والتوقف عن الدفع بزيادات إضافية في أسعار الفائدة، وبمجرد حدوث ذلك، سيرتفع الذهب إلى مستوى قياسي جديد، كما يتوقع.

ركود محتمل

ويدعم رئيس قسم السلع في "ساكسو بنك" توقعاته الصعودية للمعدن الأصفر بخمسة أسباب، هي استمرار ضعف الدولار وزيادة مخاطر حدوث ركود قادم وطلب البنوك المركزية وتركيزها على إزالة الدولرة، لتضخم الأكثر ثباتاً وعالم اليوم متعدد الأقطاب الذي يشهد ارتفاعاً في درجة الحرارة الجيوسياسية.

وتعتزم 24 في المئة من البنوك المركزية زيادة احتياطاتها من المعدن خلال الـ12 شهراً المقبلة، بحسب استطلاع لمجلس الذهب العالمي، الأسبوع الماضي، في حين جاءت توقعات البنوك المستجيبة للاستطلاع تجاه الدولار الأميركي أكثر تشاؤماً مما كانت عليه في الاستطلاعات السابقة.

وتتفاءل البنوك المركزية التي تستحوذ كل عام على ما نسبته في المتوسط 18 في المئة من المعروض من الذهب بالدور المستقبلي للمعدن الأصفر، وترى 62 في المئة من البنوك أن المعدن سيكون له نصيب أكبر من إجمالي الاحتياطات مقارنة مع نسبة 46 في المئة العام الماضي.

وشهدت صناديق الاستثمار المتداولة العالمية للذهب للشهر الثالث على التوالي موجة جديدة من التدفقات الداخلة في مايو الماضي، بقيمة 1.7 مليار دولار أميركي، مدفوعة في المقام الأول بقوة أسعار الذهب في وقت مبكر من الشهر الماضي وعدم اليقين الذي سبق تسوية مفاوضات سقف الديون الأميركية.