Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مأزق ترمب... "فضائحي" في بيت حافل بالأسرار

اعتبر أن باستطاعته فعل كل ما يشاء بوثائق أميركية خطرة وحتى الكشف عنها لمسؤولين أجانب

مساعد ترمب والت نوتا المتهم معه في قضية الوثائق السرية يرافقه في ملعب الغولف يوم 25 مايو الماضي (رويترز)

ملخص

وجهت له وزارة العدل 37 تهمة تتعلق بانتهاك قوانين السرية وعرقلة التحقيق، تصل عقوبتها القصوى إلى السجن 20 عاماً في حال الإدانة.

صبيحة أحد أيام أغسطس (آب) 2022 دهم عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالي دارة فخمة في "بالم بيتش" بحثاً عن صناديق تحتوي على وثائق بالغة السرية لـ"البنتاغون" ووكالة الاستخبارات المركزية في مكان مفتوح تقام فيه حفلات باستمرار.

ويبدو أن رئيساً سابقاً اعتبر أن باستطاعته فعل ما يشاء بأسرار أميركية، وحتى الكشف عنها لمسؤولين أجانب.

الهوس بالأسرار

بالنسبة إلى مؤيديه فإن قضية دونالد ترمب والوثائق السرية مسألة سياسية تتعلق بانتقام الرئيس جو بايدن من منافسه السابق والمقبل على البيت الأبيض.

لكن بالنسبة إلى واشنطن المهووسة بالأسرار، فإن احتمال فقدان السيطرة على معلومات بالغة السرية يمثل كابوساً يتطلب إسكات ترمب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبعد 10 أشهر من دهم العناصر الفيدراليين لمنزل ترمب الفخم في "مارالاغو" بحثاً عن وثائق سرية، وجهت له وزارة العدل 37 تهمة تتعلق بانتهاك قوانين السرية وعرقلة التحقيق، تصل عقوبتها القصوى إلى السجن 20 عاماً في حال الإدانة.

وكان باستطاعته تجنب الاتهامات الجنائية غير المسبوقة، فقد منح ترمب فرص عدة لتسليم الوثائق، لكنه لم يسلمها.

وقال لأحد محاميه بعد حصول مكتب التحقيقات الفيدرالي "أف بي آي" على مذكرة قانونية، وفق لائحة الاتهام "أليس من الأفضل أن نقول لهم إنه ليس لدينا أي شيء هنا؟".

كل ما بقي

وغادر ترمب البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) 2021 مع صناديق تحتوي على تذكارات وصور وملابس وأوراق للمكتب البيضاوي، نقلت على شاحنات إلى "مارالاغو".

لكن كان من المفترض ألا يتم إخراج تلك الوثائق، فمستندات البيت الأبيض بحكم القانون ملك للمحفوظات الوطنية، والملفات السرية ينبغي أن تبقى غير متاحة لمن لا يحملون تصاريح أمنية.

في مايو (أيار) 2021 تبين للمحفوظات الوطنية أن هناك سجلات مهمة غير موجودة بين ما سلمته إدارة ترمب المنتهية ولايتها.

وفي يناير 2022 تسلمت المحفوظات الوطنية 15 صندوقاً من "مارالاغو". ووجدت ضمنها أكثر من 100 ملف سري.

بعض الملفات كان يحمل أختاماً على أعلى درجة من السرية، إضافة إلى وثائق يمكن أن تكشف أكثر الأسرار أهمية.

واستدعى ذلك تدخل قسم مكافحة التجسس في "أف بي آي" المعني بتسريب أسرار الدولة.

وبموجب مذكرة طلبت العناصر من ترمب إعادة مستندات سرية قد تكون بحوزته.

وبعد تفتيش "مارالاغو" سلم محامو ترمب مظروفاً يحتوي على كل ما عثروا عليه، لرئيس قسم مكافحة التجسس في "أف بي آي"، في إقرار رسمي بأن هذا كل ما بقي.

غير أن تسجيلات فيديو حصل عليها مكتب "أف بي آي" في الأسابيع التالية، أظهرت عمالاً في "مارالاغو" وهم ينقلون صناديق تحتوي على مستندات من غرفة تخزين في الطابق السفلي.

وأدى ذلك إلى عملية الدهم التي نفذها عناصر "أف بي آي" في الثامن من أغسطس (آب).

ثغرات وطنية

لم يكن ترمب في "مارالاغو" عند إجراء عملية التفتيش وضبط آلاف الوثائق الإضافية ومن بينها عشرات المستندات بالغة السرية.

وجاء في لائحة الاتهام الصادرة، أمس الجمعة، أن ترمب احتفظ بملفات حول أسرار نووية ومخططات حرب وبرامج أسلحة وثغرات وطنية، بشكل عشوائي في مكتبه الشخصي وقاعة حفلات وغرفة نوم وحمام.

يرى الموالون لترمب، أن القضايا ثانوية، ويعتبرون أن رئيساً سابقاً سعى ببساطة للاحتفاظ ببعض الأوراق التي تطبع سنواته الأربع في البيت الأبيض، أو أنه ارتكب خطأ عادياً.

وفعلاً، منذ دهم "مارالاغو" عثر على مستندات سرية في ملفات حملها جو بايدن معه في 2017 بعد انتهاء مهامه كنائب للرئيس، وفي منزل مايك بنس الذي كان نائباً لترمب.

لكن كلاً منهما سلم الوثائق طوعاً.

يقول المنتقدون، إن المشكلة هي نتيجة نظام التصنيفات السرية الذي تعتمده واشنطن والخارج عن السيطرة. فكل عام يتخذ قرابة 50 مليون قرار في شأن تصنيف مستندات حكومية في فئات مثل "غير مصرح بالنشر" أو "سري" أو "سري جداً"، لكن جزءاً صغيراً منها يستحق تلك التصنيفات.

وقال المتخصص في الأمن لدى معهد "بروكينغز بروس ريدل" العام الماضي، إن تصنيف الوثائق هو "القرار الآمن من ناحية الإجراءات البيروقراطية".

الواجب المقدس

من ناحية أخرى شكل موقف ترمب تحدياً لمؤسسات واشنطن، حيث يعتبر الوصول إلى الأسرار قوة سياسية، وحماية الوثائق السرية واجباً مقدساً، وإساءة استخدامها جريمة.

على سبيل المثال في الأول من يونيو (حزيران) حكم على ضابط الاستخبارات الجوية السابق روبرت بيرتشوم بالسجن ثلاث سنوات لأخذه مئات الملفات السرية إلى منزله. ولم يعرضها أبداً على أحد.

عندما تولى الرئاسة في 2017 أظهر ترمب ازدراء بمجتمع الاستخبارات الأميركية، وتعاطى بعدم مسؤولية مع الأسرار التي اطلع عليها في الإحاطات الإعلامية المنتظمة.

وفي اجتماع بالمكتب البيضاوي أخبر وزير الخارجية الروسي الزائر سيرغي لافروف بمعلومات استخباراتية جديدة تم الحصول عليها من إسرائيل حول مخطط لتنظيم "داعش".

ونشر على "تويتر" صورة بالغة السرية لصاروخ إيراني منفجر خلافاً لنصيحة مساعديه.

واستمر هذا النهج غير الرسمي بعد مغادرته البيت الأبيض. وذكرت لائحة الاتهام، أن ترمب عرض مرتين وثائق عسكرية بالغة السرية على معارفه في نادي "بيدمينستر" للغولف في نيوجيرزي.

ويعتقد أنه قال لأحد الزوار "هذه معلومات سرية".

المزيد من دوليات