Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

العثور على نحت خشبي قد يحل لغز آثار ستونهنج الصخرية

اكتشاف أقدم أثر خشبي مزخرف في تاريخ بريطانيا بالقرب من آثار ستونهنج الصخرية

 (غيتي) اكتشاف أثري بارز يسلط الضوء على جانب مهم من منشأ ومصدر أحجار ستونهنج

ملخص

نحت مزخرف يعود إلى 6 آلاف عام يكشف عن سر ستونهنج الصخرية.

من المحتمل أن يسلط اكتشاف أثري بارز ضوءاً جديداً على جانب مهم من منشأ ومصدر أحجار ستونهنج الأثرية الضخمة.

ومما لا شك فيه أن المنطقة المحيطة بالمعبد القديم العالمي الشهير كانت قد اعتبرت على فترات مستمرة أو متقطعة أثراً مقدساً لآلاف السنين قبيل بناء هذا التمثال الحجري الضخم أي قبل 45 قرناً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتشير التحقيقات الأثرية التي أجريت على مسافة 100 متر شمال آثار ستونهنج في الستينيات إلى أن سلسلة من الأعمدة الخشبية العمودية العملاقة، تشبه الأعمدة الأثرية، قد أقيمت هناك قبل نحو 5500 عام من بناء التمثال الحجري الشهير.

ومع ذلك، عُثر فقط على الحفر أو المواقع التي تم فيها تثبيت الأعمدة الخشبية المحتملة في حقبة معينة -ولذلك لم يكن لدى علماء الآثار فكرة عن شكل "أعمدة الطوطم" من العصر الحجري.

بيد أن التحقيقات التي أجريت على بعد نحو 28 ميلاً شمال شرقي صخور ستونهنج قد كشفت عن قطعة كبيرة من نصب خشبي مزخرف قد يقدم لنا بعض الدلائل على شكل "أعمدة الطوطم" قبل بناء ستونهنج.

وجرى تحديد تاريخ هذه القطعة التي يبلغ طولها متراً ومصنوعة من الخشب (التي كانت ربما جزءاً من مجسم خشبي عمودي مزخرف أو بنية أخرى) باستخدام الكربون المشع في الآونة الأخيرة -وتبين أنها أقدم مجسم خشبي مزخرف عُثر عليه في تاريخ بريطانيا على الإطلاق.

وجرى اكتشافها بالقرب من قرية بوكسفورد في بيركشاير، حيث تعود لما قبل نحو 6640 سنة، أي إنها تاريخياً تنتمي لنفس العصر الميزوليتي (العصر الحجري الأوسط) الذي بنيت فيه "أعمدة الطوطم" في منطقة ستونهنج.

وكانت الحجارة مزينة بسلسلة من النقوش المتوازية، تشبه تلك المستخدمة في أوائل الأواني البريطانية المعروفة من العصور البدائية.

والمثال الوحيد الآخر المعروف لنصب خشبي مزخرف في العصر الحجر الأول في بريطانيا هو الموجود في جنوب ويلز ويحمل زخرفة مماثلة تقريباً.

تم الحفاظ على كل من الأعمدة الخشبية المزخرفة في بوكسفورد وجنوب ويلز لأنها، في العصور القديمة، تم وضعها (ربما عن قصد) في بيئات رطبة. وجرى اكتشاف مثال بوكسفورد على عمق 1.5 متر في التربة المشبعة بالماء، بينما اكتشف الأثر الآخر في جنوب ويلز داخل موقع كان في السابق مجرى مائياً.

ومن الممكن أن الموقعين الأثرين كانا منتصبين بشكل عمودي كنصب خشبية بارزة للعيان -ولكنهما في نهاية المطاف وضعا في مثواهما الأخير داخل التربة المائية ليكونا قرابين لروح الطبيعة أو الأسلاف.

لم يُعثر على كثير من الأعمال الفنية في العصر الحجري الأوسط في بريطانيا -ولكن الأمثلة القليلة التي اكتُشفت تبدو جميعها مجردة أو رمزية (تتكون في الغالب من خطوط متوازية وأنماط هندسية)، مما يشير إلى تناقضها مع الآثار الموجودة في القارة الأوروبية حيث تركز كثير من الأعمال الفنية في ذلك العصر على تصوير الشعوب.

وكان بعض الأعمدة الخشبية البريطانية ذات حجم ضخم جداً في حين وجد ثلاثة منها في منطقة ستونهنج ولكل منها قطر يبلغ ثلاثة أرباع المتر، وربما كانت تنتصب على ارتفاع يتراوح بين 8 و10 أمتار.

أما الأعمدة الخشبية في بوكسفورد (التي قد يكون نصفها ما زال موجوداً) فكانت أصغر بكثير، ربما تصل إلى ارتفاع نحو اثنين إلى ثلاثة أمتار (وقد يكون أعلى جزء متشعب ومزدوج)، في حين كان يبلغ ارتفاع الآثار المكتشفة في ويلز نحو مترين.

ومع ذلك، فإن أكبر نصب خشبي من العصر الحجري الأوسط الذي لا يزال موجوداً حتى الآن في العالم هو تمثال عملاق مصمم بأسلوب رفيع وراق في وسط روسيا، ويبلغ ارتفاعه خمسة أمتار، ويرجع تاريخه إلى 12 ألف سنة، ويعتبر أقدم مجسم خشبي مزخرف في العالم.

واكتُشف الخشب المزخرف في بوكسفورد على يد مالك أرض محلي يدعى ديريك فوكيت، وهو جراح متقاعد متخصص في المسالك البولية، وذلك أثناء بنائه ورشة عمل.

وقال السيد فوكيت: "كان اكتشافاً مفاجئاً في قاع حفرة الأساسات، وكان واضحاً أنه قديم جداً وبدا محفوظاً بشكل جيد في الطين المحيط به.

وبدوره أوضح دانكن ويلسون، الرئيس التنفيذي لـهيئة Historic England: "هذا الاكتشاف المثير أسهم في إلقاء الضوء على ماضينا السحيق".

 يتم الآن الحفاظ على الخشب في بوكسفورد، وهو واحد من اثنين فقط من المواد الخشبية المزخرفة في العصر الحجري الأوسط التي عُثر عليها في بريطانيا، في مرفق العلوم التابع لهيئة Historic England في فورت كمبرلاند في بورتسموث".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من علوم