Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بوتين: الهجوم الأوكراني المضاد بدأ لكن كييف لم تحقق أيا من أهدافها

كييف وحلفاؤها يدينون "هجمات" تستهدف عمليات الإجلاء في خيرسون وسقوط مسيرة في بلدة روسية

ملخص

تبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات الخميس بقصف عمال إغاثة وأشخاص تم إجلاؤهم في منطقة خيرسون التي تشهد فيضانات.

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الجمعة أن الهجوم المضاد الذي تعد له أوكرانيا منذ أشهر "بدأ" على الجبهة، لكن قوات كييف لم تتمكن من "تحقيق أهدافها".
وقال بوتين في فيديو بثه على "تيليغرام" مراسل للتلفزيون الروسي العام، "يمكننا أن نؤكد تماماً أن هذا الهجوم بدأ بدليل استخدام احتياطات استراتيجية". وأضاف أن المعارك مستمرة منذ خمسة أيام، لكن "القوات الأوكرانية لم تحقق أهدافها في أي من ساحات المعركة".
وتابع بوتين أن "كل محاولات الهجوم المضاد التي شنت حتى الآن فشلت، لكن نظام كييف لا يزال يملك قدرات هجومية"، مؤكداً أن الرد الروسي "سيستند إلى هذه الخلاصة".
وتحدث الجيش الروسي في الأيام الأخيرة عن اندلاع معارك شرسة في جنوب أوكرانيا، مؤكداً أنه صد هجمات أوكرانية عدة.
لكن السلطات الأوكرانية، وبينها الجيش الذي تزود بأسلحة غربية متطورة، قللت من أهمية هذه المعارك ولا تزال تلتزم استراتيجية تقوم على الغموض.
وفي واقعة نادرة أقر الجيش الروسي الثلاثاء الماضي بمقتل 71 من جنوده في عمليات هدفت إلى صد هجمات أوكرانية على طول خط الجبهة، وأكد بوتين اليوم الجمعة أن الخسائر الأوكرانية هي لصالح روسيا "بمعدل ثلاثة إلى واحد".

مساعدات جديدة

في المقابل أعلنت الولايات المتحدة الجمعة مساعدة عسكرية جديدة لأوكرانيا، تشمل خصوصاً معدات للدفاع الجوي وذخائر بقيمة تناهز ملياري دولار.
وقال البنتاغون في بيان إن هذا الأمر "يظهر الالتزام المستمر من أجل القدرات القصيرة المدى لأوكرانيا، والقدرات الدائمة للقوات المسلحة الأوكرانية للدفاع عن أراضيها والقتال ضد العدوان الروسي على المدى البعيد".

تفجير السد

من جهة أخرى، قال جهاز الأمن الداخلي الأوكراني، اليوم الجمعة، إنه رصد مكالمة هاتفية تثبت أن القوات الروسية فجرت محطة كاخوفكا لتوليد الطاقة الكهرومائية والسد في منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا.

ونشر الجهاز مقطعاً صوتياً مدته دقيقة ونصف الدقيقة للمحادثة المزعومة على قناته على "تيليغرام".

في الأثناء، ذكرت روسيا أن معارك عنيفة نشبت في منطقة زابوريجيا جنوب أوكرانيا، اليوم الجمعة، بعد أن قالت إنها صدت محاولات متكررة من الجيش الأوكراني خلال الأيام الماضية لاختراق الجبهة وشق صف قواتها.

وفي الجانب الروسي، سقطت طائرة مسيرة على مبنى سكني في مدينة فورونيج بجنوب روسيا على مسافة 200 كيلومتر عن الحدود الأوكرانية، اليوم، ما أدى إلى إصابة شخصين بجروح، بحسب ما أعلن حاكم المنطقة ألكسندر غوسيف.

وقال سلاح الجو الأوكراني، في بيان، في ساعة مبكرة من صباح اليوم الجمعة، إنه أسقط أربعة صواريخ كروز و10 طائرات مسيرة هجومية خلال ضربة جوية روسية ليلاً، وأضاف أن القوات الروسية أطلقت 16 طائرة مسيرة وستة صواريخ كروز خلال الهجوم، وأن صاروخين آخرين أصابا هدفاً مدنياً في وسط أوكرانيا خلال هجوم وقع في وقت سابق، مساء الخميس.

"الهجمات"

ودانت أوكرانيا وحلفاؤها، بمن فيهم الولايات المتحدة وفرنسا واليابان، أمس الخميس، "الهجمات" التي تستهدف عمليات الإغاثة في خيرسون، داعية روسيا إلى السماح بوصول المساعدات "بلا عوائق" بعد تدمير سد كاخوفكا.

وقال السفير الأوكراني لدى الأمم المتحدة سيرغي كيسليتسيا للصحافة محاطاً بنظراء له ممثلين لبلدان أعضاء في مجلس الأمن (الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة واليابان ومالطا وألبانيا) "ندين بشدة قصف مناطق الإخلاء وندعو السلطات الروسية إلى وقف هجمات كهذه، والسماح لفرق الإخلاء بمساعدة السكان المتضررين، بلا عوائق".

وأضاف "ندعو أيضاً الاتحاد الروسي إلى السماح بوصول كامل وآمن وبلا عوائق إلى المناطق المتضررة على الضفة اليسرى لنهر دنيبر الخاضع لسيطرة جيشه، حتى تتسنى للجهات الإنسانية الفاعلة، لا سيما الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، مساعدة السكان".

وأعلن هيروكازو ماتسونو، كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني، اليوم الجمعة، أن رئيس الوزراء فوميو كيشيدا أبلغ الرئيس الأوكراني بأن بلاده مستعدة لتقديم مساعدات إنسانية عاجلة بعد انهيار السد الأوكراني. وأضاف أن قيمة تلك المساعدات تقدر بنحو خمسة ملايين دولار وسيتم توزيعها عبر منظمات دولية.

تبادل الاتهامات

وتبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات، أمس الخميس، بقصف عمال إغاثة وأشخاص تم إجلاؤهم في منطقة خيرسون التي تشهد فيضانات، في حين أعلنت موسكو أن قواتها صدت هجوماً أوكرانياً في محور آخر من خط الجبهة.

وتُسابق طواقم الإغاثة الوقت لإنقاذ أشخاص محاصرين في منطقة غمرتها مياه نهر دينبر التي أجبرت الآلاف على النزوح.

ودُمر سد كاخوفكا الواقع في منطقة تسيطر عليها القوات الروسية، الثلاثاء الماضي، وبلغت المساحات التي غمرتها مياهه، الخميس، 600 كلم مربع.

وزار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي، الخميس، منطقة خيرسون التي تشهد فيضانات منذ، الثلاثاء. وقد غمرت المياه عشرات القرى وأجزاء من العاصمة الإقليمية خيرسون.

وجاء في تغريدة لزيلينسكي الذي عاد ناجين في المستشفى "أشكر عناصر الإنقاذ والمتطوعين! أشكر كل من شارك في هذا العمل!".

بعيد الزيارة، أفادت كييف بضربة روسية استهدفت وسط خيرسون وأسفرت عن تسعة جرحى بينهم شرطي وموظفان في جهاز الطوارئ.

وأعلنت السلطات التي أرستها موسكو على الضفة الأخرى لنهر دنيبر، والتي تسيطر عليها القوات الروسية، مقتل شخصين ممن تم إجلاؤهم في قصف أوكراني.

وبلغت حصيلة الضحايا الذين قضوا جراء الفيضانات ستة أشخاص. وأعلنت الإدارة المدعومة من موسكو في نوفا كاخوفكا، حيث يقع السد، على مواقع التواصل الاجتماعي، مصرع خمسة أشخاص ونقل 41 شخصاً إلى المستشفيات.

من جهتها أعلنت الشرطة الأوكرانية مصرع شخص في قرية تقع على ضفاف النهر في منطقة ميكولايف المجاورة التي تضررت أيضاً جراء ارتفاع منسوب المياه.

صفارات الإنذار

من جانبه، قال حاكم منطقة تشيركاسي الأوكرانية، إن صاروخين استهدفا موقعين بالقرب من مدينة أومان بوسط البلاد مما أدى إلى إصابة ثمانية أشخاص.

وكتب إيهور تابوريتس حاكم المنطقة على تطبيق "تيليغرام"، أن الصاروخين أصابا موقعاً صناعياً ومغسلة سيارات، مساء الخميس. وأضاف أن اثنين من المصابين تعرضا لجروح خطرة، وفقاً للمعلومات الأولية.

وأظهرت الصور التي نُشرت على قناته على "تيليغرام" فرق الطوارئ وهي تمشط الموقعين اللذين تحولا إلى أنقاض إلى حد بعيد بينما كان الدخان يتصاعد في الخلفية.

ووقعت الضربتان أثناء دوي صفارات الإنذار من الغارات الجوية في أنحاء أوكرانيا لمدة ساعة مساء الخميس. وأدى هجوم صاروخي في أبريل (نيسان) على مبنى سكني في أومان إلى مقتل 23 من سكانه، وكان ذلك أول هجوم من نوعه في عدة أسابيع.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الهجوم المضاد

وأعلنت روسيا، الخميس، صد هجوم للقوات الأوكرانية شارك فيه 1500 جندي في منطقة زابوريجيا الواقعة جنوباً، بعد معركة استمرت ساعتين.

وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو "اليوم عند الساعة 1:30 صباحاً (22:30 توقيت غرينتش) في منطقة زابوريجيا... جرت محاولة لاختراق دفاعاتنا"، مضيفاً "أوقِف العدو وتراجع بعد خسائر فادحة". وأشار إلى أن القوات الأوكرانية استخدمت في هجومها 150 عربة مدرعة.

وقال مسؤولون أوكرانيون، إن قواتهم باتت مستعدة لشن هجوم مضاد مرتقب، لكن لن يكون هناك إعلان رسمي لتوقيت انطلاقه.

في السياق، أعلنت السويد، الخميس، أنها دربت قوات أوكرانية على استخدام مدرعات من نوع "سي في 90". وأشارت إلى أنها زودت أوكرانيا 50 من هذه المدرعات، مشددة على أن القوات التي تدربت عليها "جاهزة للجبهة".

وقالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني غانا ماليار، إن روسيا تخوض "عمليات دفاعية" قرب بلدة أوريخيف في منطقة زابوريجيا.

تبريد محطة زابوريجيا

وأعلنت الشركة المشغلة لسد كاخوفكا أن الخزان الذي أنشئ بواسطة السد في جنوب أوكرانيا لم يعد بإمكانه توفير مياه لتبريد مفاعلات محطة زابوريجيا النووية بعد انخفاض منسوب مياهه إلى "ما دون 12.7 متر".

يعني ذلك أن الخزان لم يعد قادراً على إمداد السكان وبات متعذراً استخدام مياهه لتبريد مفاعلات محطة زابوريجيا للطاقة النووية، الأكبر من نوعها في أوروبا.

لكن الوكالة الذرية أعلنت، مساء الخميس، أن محطة زابوريجيا لا تزال تتلقى المياه من احتياطي سد كاخوفكا بهدف تبريد الوقود.

وأغلِقَت المفاعلات النووية الستة في المحطة، لكنها لا تزال تتطلب تبريداً لتجنب كارثة نووية.

في الأثناء طلبت أوكرانيا من أوروبا مضاعفة إمدادات الطاقة إلى اثنين غيغاواط.

الإفراج عن أسرى أوكرانيين وتسليمهم للمجر

من جهة أخرى، تسلّمت المجر "أسرى حرب أوكرانيين"، بحسب ما أعلنت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية التي أدّت دور وسيط في العملية، في حين أسفت كييف الجمعة لعدم إشراكها في المفاوضات.
وأوضحت بطريركية موسكو في بيان أن نقل الأسرى جرى أمس الخميس "بمباركة" البطريرك كيريل "في إطار تعاون بين الكنائس وبناء على طلب الجانب المجري". وأكدت بطريركية موسكو أن المجموعة من ترانسكارباثيا وهي منطقة في غرب أوكرانيا تضم جالية كبيرة تنطق بالمجرية.
ونقل موقع "أيه تي في. اتش يو" عن نائب رئيس الوزراء المجري زولت سيمجين المسؤول عن الشؤون الدينية قوله "إنها لفتة من الكنيسة الأرثوذكسية الروسية تجاه المجر، هؤلاء الناس يدينون بحريتهم لها".
وامتنع عن تقديم تفاصيل "لحماية مصالح الأشخاص المعنيين".
ويحافظ رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان على اتصالات مع الكرملين، ونسج علاقات قوية مع الكنيسة الأرثوذكسية الروسية. وبفضل دعم أوربان تجنّب البطريرك كيريل العام الماضي عقوبات اقترح الاتحاد الأوروبي فرضها وعارضتها بودابست باسم "الحرية الدينية".
ورحّبت السلطات الأوكرانية "بالإفراج عن أسرى حرب" معتبرة أن "الأمر جيد دائماً"، إلا أنها أعربت عن أسفها لتبلّغها عبر وسائل الإعلام بأن الأمر يتعلق بـ 11 أوكرانياً من أصول مجرية.
وطلبت كييف معلومات مفصّلة عن مواطنيها حتى تتمكن من تزويدهم بالمساعدة القنصلية و"شددت على ضرورة العمل بشكل تعاوني على مواضيع حساسة إلى هذا الحد".
وتحدّث موقع "أيه تي في. اتش يو" عن دور محتمل للبابا فرنسيس الذي دعا مراراً إلى إرساء السلام في أوكرانيا، مندداً بشدة بالحرب "العبثية والعنيفة".

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات