Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أوكرانيا: خطر كارثة نووية بزابوريجيا "يتزايد بسرعة" بعد انفجار سد كاخوفكا

تبادل الاتهامات بين موسكو وكييف بتدميره وروسيا تعلن إحباط هجوم كبير

ملخص

أعلنت أوكرانيا تحقيق مكاسب قرب مدينة باخموت التي شهدت دماراً كبيراً بشرق البلاد في حين أكدت روسيا أنها صدت هجمات كبيرة

حذّر مستشار الرئاسة الأوكرانية من أن خطر وقوع "كارثة نووية" في محطة زابوريجيا للطاقة "يتزايد بسرعة" بعد التدمير الجزئي لسد كاخوفكا الواقع على مسافة 150 كيلومتراً منها، وقال ميخايلو بودولياك في رسالة موجهة إلى الصحافيين "العالم على وشك أن يشهد مجدداً كارثة نووية، لأن محطة زابوريجيا للطاقة النووية خسرت مصدر تبريدها، وهذا الخطر يتزايد الآن بسرعة".

"كلياً أو جزئياً"

وقال مسؤول أوكراني إن فيضانات غمرت قرى عدة "كلياً أو جزئياً" عقب الانفجارات التي دمرت قسماً من سد كاخوفكا في منطقة خيرسون الأوكرانية التي تحتلها روسيا، وقد بدأت عمليات إجلاء.

وأوضح رئيس الإدارة العسكرية في خيرسون أولكسندر بروكودين على وسائل التواصل الاجتماعي "هناك حوالى 16 ألف شخص في المنطقة الحرجة على الضفة اليمنى لمنطقة خيرسون" مشيراً إلى فيضانات في ثماني مناطق على طول نهر دنيبرو.

 

تبادل الاتهامامت

ودمر جزء من سد كاخوفكا لتوليد الكهرباء في مناطقة خيرسون في جنوب أوكرانيا، اليوم الثلاثاء، جراء انفجارات تبادلت موسكو وكييف الاتهامات بتحمل مسؤوليتها، وأعلن رئيس بلدية نوفا كاخوفكا فلاديمير ليونتييف على "تيليغرام" أن "ضربات عدة استهدفت سد كاخوفكا"، ليل الإثنين الثلاثاء، مؤكدا أنها دمرت صمامات بوابات السد وتسببت في "دفق مياه خارج عن السيطرة".

من جهته، اتهم الجيش الأوكراني، في بيان، روسيا بتدبير انفجار على السد، ودعا الرئيس فولوديمير زيلينسكي إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن، على ما أعلن رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية أندريه يرماك على "تيليغرام" مندداً بـ "جريمة حرب".

سد "كاخوفكا"

ويقع السد على نهر دنيبرو، ويحتجز 18 مليون متر مكعب من المياه، وسيُحدث تفجيره موجة مياه عارمة قد يصل ارتفاعها إلى خمسة أمتار وعرضها خمسة كيلومترات، ويشكل تدمير السد كارثة حقيقية.

حجم الدمار

وكانت القيادة الجنوبية للقوات المسلحة الأوكرانية قالت، اليوم الثلاثاء، إن القوات الروسية فجرت سد نوفا كاخوفكا الواقع في الأجزاء التي تسيطر عليها روسيا من منطقة خيرسون الأوكرانية، وأضافت القيادة على صفحتها بموقع "فيسبوك" "يجري تحديد حجم الدمار وسرعة وكميات المياه والمناطق التي من المرجح أن تتعرض للغرق".

في المقابل، قال مسؤول موال لموسكو إن سد نوفا كاخوفكا تعرض لـ"عمل إرهابي خطير"، و"لا خطورة على محطة زابوريجيا النووية حتى الآن بعد تفجير السد".

نقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء عن مسؤول مدعوم من موسكو بمنطقة زابوريجيا قوله إنه لا يوجد "خطر كبير" حتى الآن على محطة زابوريجيا النووية جراء انهيار سد نوفا كاخوفكا، وأضافت أن السد انهار بسبب الأضرار التي لحقت به، وغمرت المياه الأراضي.

"تخيلات"

على صعيد آخر، وصف رئيس مجموعة "فاغنر" يفغيني بريغوجين حصيلة الخسائر الأوكرانية التي أعلنتها روسيا بعد تأكيدها صد هجومين كبيرين في يومين، بأنها "تخيلات"، وقال بريغوجين على "تيليغرام" "إنها مجرد تخيّلات".

هجوم كبير

في الأثناء، قالت وزارة الدفاع الروسية في وقت مبكر، اليوم الثلاثاء، إنها أحبطت هجوماً أوكرانياً كبيراً في منطقة دونيتسك وألحقت بالقوات الأوكرانية خسائر بشرية ضحمة ودمرت ثماني دبابات "ليوبارد" مع استمرار القوات الأوكرانية في القتال.

وقالت الوزارة على قناتها بتطبيق "تيليغرام"، "القوات المسلحة والطيران الهجومي والتكتيكي وقوات الصواريخ والمدفعية، إضافة إلى منظومات قاذفات اللهب، ألحقت هزيمة كبيرة (بالقوات الأوكرانية)".

وأضافت الوزارة أن القوات الروسية دمرت 28 دبابة من بينها ثماني دبابات "ليوبارد". 

 

من جانبها، قالت الإدارة العسكرية للعاصمة الأوكرانية على تطبيق "تيليغرام" إن نظم الدفاع الجوي تدخلت لصد غارات جوية على منطقة كييف في ساعة مبكرة، اليوم الثلاثاء.

وقال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو إن الانفجارات التي سُمعت في العاصمة الأوكرانية كانت ناجمة عن تدخل نظم الدفاع الجوي لصد هجوم.

من جانبه، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الغرب يتطلع دائماً إلى فتح جبهة ثانية أو حتى ثالثة ضد روسيا، بما في ذلك في آسيا الوسطى، لافتاً إلى أن موسكو لن تتبع القواعد التي تفرضها الولايات المتحدة.

وقال لافروف خلال زيارة للقاعدة العسكرية الروسية في طاجكستان، أمس الإثنين، إن "الغرب يبحث باستمرار عن اتجاهات إضافية يمكن من خلالها إثارة غضب روسيا وفتح الجبهتين الثانية والثالثة، بما في ذلك في آسيا الوسطى". وأضاف أن "روسيا مصممة على عدم اتباع القواعد التي تفرضها واشنطن"، بحسب ما نقلت عنه وسائل إعلام روسية.

زيلينسكي يشيد بتحقيق مكاسب

من جانبه، أشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بمكاسب ميدانية حقتها قواته قرب مدينة باخموت في شرق أوكرانيا، وسخر من رد الفعل "الهستيري" لموسكو التي أعلنت صد هجمات واسعة النطاق.

وجاء في رسالة وجهها زيلينسكي بالفيديو "نرى إلى أي حد ترد روسيا بشكل هستيري على كل المكاسب التي نحققها في هذا القطاع، وعلى كل المواقع التي نسيطر عليها. العدو يدرك أن أوكرانيا ستنتصر".

وأعلنت أوكرانيا، الإثنين، تحقيق مكاسب قرب مدينة باخموت التي شهدت دماراً كبيراً في شرق البلاد، مقللة في الوقت ذاته من حجم "الأعمال الهجومية" التي شُنت في أماكن أخرى على الجبهة، في حين أكدت روسيا أنها صدت هجمات كبيرة.

وتؤكد السلطات الأوكرانية منذ أشهر استعدادها لشن هجوم مضاد كبير يهدف إلى إجبار القوات الروسية على الانسحاب من المناطق التي تسيطر عليها.

اعتراف أوكراني

وكان مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك قد قال في تغريدة ساخرة إن روسيا "منشغلة بالفعل بشكل نشط، في صد هجوم شامل لم يحصل بعد". 

وقالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني غانا ماليار، الإثنين، إنه "في بعض القطاعات، ننفذ عمليات هجومية". وأشارت إلى "معارك بسيطة" في الجنوب حيث القوات الروسية "في موقع دفاعي"، من دون إضافة مزيد من التفاصيل.

ورداً على سؤال الصحافة عن فرص نجاح الهجوم الأوكراني المضاد، أشار الرئيس الأميركي جو بايدن، الإثنين، بحركة بيده تدل على أنه يأمل خيراً.

في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية صد هجمات على "خمسة قطاعات من الجبهة في اتجاه جنوب منطقة دونيتسك" في صباح الرابع من يونيو (حزيران).

وأشارت إلى أن القوات الأوكرانية تكبدت خسائر كبيرة بالقرب من بلدة نيسكوتشني الواقعة في منقطة دونيتسك، وفي بلدة نوفوداريفكا الواقعة على الحدود بين هذه المنطقة نفسها وجنوب زابوريجيا. كما جرت "محاولات جديدة لاختراق الدفاعات الروسية" بعد ظهر الإثنين بالقرب من بلدة نوفودونيتسكي، في محيط فوغليدار التي تعد نقطة ساخنة على الجبهة في جنوب منطقة دونيتسك. وقالت إن "العدو لم يحقق أهدافه" في خرق الخطوط الروسية، فيما بثت صور دبابات يتم تدميرها.

وما زال قطاع باخموت، وفق كييف، "محور العمليات القتالية" بعد أن كان مسرحاً لأطول معركة في هذه الحرب وأكثرها دموية، وقالت موسكو إنها سيطرت عليه في مايو (أيار).

جس النبض

وقالت ماليار إن القوات الأوكرانية تتقدم في ضواحي هذه المدينة "على جبهة واسعة نسبياً"، مضيفة "نحرز نجاحات، ونحتل المرتفعات". وأشارت إلى أن القوات الأوكرانية تقدمت مئات الأمتار في هذا القطاع.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأكد رئيس مجموعة "فاغنر" المسلحة يفغيني بريغوجين تحقيق هذا التقدم، مشيراً إلى "خسارة جزء من بلدة بيرخيفكا"، وواصفاً الأمر بأنه "عار".

ويتوقع خبراء وجنود روس أن تصعد القوات الأوكرانية هجماتها لجس النبض، قبل إطلاق الهجوم الكبير.

ونفذت القوات الأوكرانية هذا السيناريو من قبل في سبتمبر (أيلول) 2022 عندما أعد الجيش الأوكراني سراً هجوماً أفضى إلى استعادة منطقة خاركيف (شمال شرقي أوكرانيا) بأكملها تقريباً.

الاحتياجات الإنسانية

وأمس الإثنين، زار مبعوث البابا فرنسيس للسلام الكاردينال الإيطالي ماتيو زوبي الذي يرأس مؤتمر الأساقفة الإيطاليين، كييف، للبحث مع السلطات الأوكرانية في سبل إنهاء الحرب وفي الاحتياجات الإنسانية.

وزار المبعوث بوتشا، وهي بلدة قريبة من كييف تحولت إلى رمز للفظائع الروسية.

ومنذ أسبوعين تتصاعد الهجمات والتفجيرات في منطقة بيلغورود الروسية الحدودية مع أوكرانيا، خلال معارك بين الجيش الروسي ومقاتلين روس موالين لأوكرانيا. وأدت الضربات التي طاولت المنطقة إلى مقتل عدد من المدنيين وإصابة العشرات بجروح.

وخلال آخر عملية، الأحد، احتجزت إحدى هذه المجموعات المسماة "فيلق الحرية لروسيا" والمؤلفة من روس يقاتلون إلى جانب أوكرانيا أشخاصاً بهدف تسليمهم لكييف. وأظهر مقطع فيديو نحو 12 أسيراً بينهم اثنان مصابان بجروح.

وتعد هذه المرة الأولى التي يتم فيها أسر روس على الأراضي الروسية. من جهتها، لم تعلق وزارة الدفاع الروسية على الأمر، مكتفية بالقول إنها صدت توغلاً آخر، الأحد.

وتركز القتال في الأيام الأخيرة في محيط نوفايا تافوليانكا وشيبيكينو بالقرب من الحدود، مما أجبر آلاف المدنيين على الفرار إلى العاصمة الإقليمية بيلغورود.

وليل الأحد/ الاثنين استُهدفت منطقة بيلغورود مرة جديدة بضربات وهجوم مسيرات، مما أدى إلى إصابة شخص بجروح وإلحاق أضرار بموقع للبنى التحتية للطاقة، وفقاً لحاكم المنطقة فياتشيسلاف غلادكوف.

بروكسل تطلب توضيحاً من كييف

قال رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو إن بلاده ستطلب من كييف توضيحاً في شأن معلومات تفيد باستخدام مقاتلين روس موالين لأوكرانيا أسلحة بلجيكية الصنع في روسيا.

وقال دي كرو للإذاعة العامة البلجيكية "نطلب من الأوكرانيين أن يوضحوا الموقف لنا"، مشيراً إلى أنه كلف الدفاع وأجهزة الاستخبارات متابعة الأمر. وأضاف "القاعدة صارمة، من الواضح أن أسلحتنا التي زودنا بها أوكرانيا هي بغرض الدفاع عن الأراضي الأوكرانية".

ويأتي تصريحه في معرض إجابته عن سؤال حول تحقيق أجرته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية يفيد بأنه تم رصد أسلحة ومدرعات أنتجتها دول حلف شمال الأطلسي في منطقة بيلغورود الروسية.

وبحسب صحيفة "واشنطن بوست"، استخدم هؤلاء المقاتلون الروس المناهضون للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والذين يعملون من الأراضي الأوكرانية "ما لا يقل عن أربع" مركبات عسكرية زودت الولايات المتحدة وبولندا بها كييف. كما يحمل هؤلاء "بنادق من صنع بلجيكا وجمهورية التشيك"، بحسب الصحيفة التي استندت إلى صور ومعلومات من أجهزة الاستخبارات الأميركية. وأظهرت بشكل خاص بنادق هجومية من نوع FN SCAR تصنعها شركة FN Herstal البلجيكية التي تزود عديداً من الجيوش في العالم.

ومنذ بدء الهجوم الروسي في فبراير (شباط) 2022، زودت بلجيكا القوات الأوكرانية بالوقود والصواريخ والرشاشات والقنابل اليدوية وذخائر أخرى بكميات كبيرة، لكن هذه الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي قالت إنها غير قادرة على تسليم كييف دبابات وطائرات مقاتلة.

تمديد القيود الأوروبية لاستيراد حبوب أوكرانية

أعلنت المفوضية الأوروبية، الإثنين، أن القيود التي فرضتها خمس دول في الاتحاد الأوروبي على استيراد الحبوب الأوكرانية لحماية مزارعيها يمكن تمديدها حتى 15 سبتمبر، على رغم معارضة كييف ومقاومة عدد من الدول الـ27.

وفي مواجهة تدفق الحبوب المستوردة التي تملأ الصوامع وتؤدي إلى خفض الأسعار في أوروبا الشرقية، أبرمت بروكسل اتفاقية في نهاية أبريل (نيسان) مع خمس دول هي بولندا والمجر وسلوفاكيا وبلغاريا ورومانيا تسمح لها حتى 5 يونيو بمنع تسويق القمح الأوكراني والذرة وبذور اللفت وعباد الشمس على أراضيها، بشرط ألا تمنع عبورها إلى بلدان أخرى.

وقالت المفوضية إن فترة التمديد ستستخدم في "تحسين" البنى اللوجيستية لنقل الحبوب لتخفيف الوطأة عن هذه البلدان والسماح لأوكرانيا ببيع محاصيلها الصيفية.

وأضافت في بيان "تظل هذه التدابير ضرورية لفترة محدودة بالنظر إلى الظروف الاستثنائية للاختناقات اللوجيستية والقدرة المحدودة لتخزين الحبوب قبل موسم الحصاد في هذه الدول الأعضاء الخمس".

رفضت كييف هذه القيود التي وصفها الرئيس الأوكراني في السابق بأنها "إجراءات حمائية قاسية وحتى وحشية".

وأكدت المفوضية أن هذه "الإجراءات الوقائية تحترم تماماً التزام الاتحاد الأوروبي الراسخ بدعم أوكرانيا" في مواجهة الهجوم الروسي "والحفاظ على قدراتها على تصدير حبوبها" في حين أن الطرق البحرية عبر البحر الأسود ما زالت تحت سيطرة موسكو.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات