Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سمكة قرش تلتهم سائحا... "حادثة متكررة" في مصر فما السبب؟

منع أنشطة السباحة والرياضات المائية بنطاق الواقعة والمتخصصون يرون أن الصيد المتهم الأول

ملخص

متخصصون في البيئة البحرية أكدوا أن الإنسان ليس على قائمة طعام أسماك القرش نهائياً، مشددين على أن تلك الحوادث "شاذة".

في مشهد صادم، وثق مقطع فيديو لحظات الهلع والترقب التي ظهرت على أفراد أحد الأفواج السياحية في منطقة دريم بيتش بالغردقة خلال متابعتهم هجوم سمكة قرش وانقضاضها على سائح روسي في البحر الأحمر جنوب مصر انتهت بوفاته متأثراً بجروحه.

واصطاد فريق العمل المختص بوزارة البيئة المصرية السمكة المتسببة في الحادثة لفحصها من أجل الوقوف على الأسباب المحتملة لهجومها وبيان ما إذا كانت هي السمكة نفسها التي تسببت في الحوادث السابقة.

في أول رد فعل رسمي من الجانب الروسي طالبت القنصلية العامة في الغردقة عبر منشور لها على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" مواطنيها باليقظة عند وجودهم في المياه والالتزام الصارم بحظر السباحة والغوص الذي فرضته السلطات المصرية واتباع الإشارات من الفندق وخفر السواحل إلى مخرج البر.

وعلى أثر الحادثة، أصدرت وزيرة البيئة المصرية ياسمين فؤاد تعليماتها بسرعة تشكيل لجنة من المتخصصين في محميات البحر الأحمر للتوجه إلى موقع البلاغ للتحقق من ملابسات الحادثة، مطالبة بسرعة مسح المتخصصين للمسطح المائي في محيط الواقعة لرصد السمكة التي كانت تحوم بالقرب من سطح الماء بالمنطقة.

كما أصدرت الوزيرة تعليمات باتخاذ إجراءات لإيقاف أنشطة السباحة والرياضات المائية في نطاق المنطقة المحصورة بين منتجع الجونة شمالاً وحتى الحد الجنوبي لخليج أبو سومة لمدة يومين، تبدأ من صباح غد الجمعة بالتنسيق مع محافظ البحر الأحمر.

يأتي ذلك في وقت أشارت مصادر لوسائل إعلام مصرية إلى انتهاء أعمال الفحص بتأكد رجال محميات البحر الأحمر من وقوع هجوم من سمكة قرش من نوع النمر Tiger Shark  على أحد رواد الشاطئ مما أدى إلى وفاته، مشيرة إلى اتخاذ الأجهزة المتخصصة قراراً بمنع النزول إلى البحر في المنطقة مع تأمينها بشكل كامل للتعرف إلى مدى التهديد الذي تسبب فيه تلك الحادثة.

وقال غواص وصل إلى مكان الحادثة بعد الهجوم مباشرة إن الناس هرعوا لمساعدة الضحية بعد أن أطلق أحد عمال الإنقاذ من فندق قريب نداءات الاستغاثة لكن لم يتمكنوا من الوصول إليه في الوقت المناسب.

وقالت وكالة أنباء تاس الروسية إن القتيل رجل روسي ولد عام 1999 وكان مقيماً في مصر بشكل دائم ولم يكن سائحاً.

سمكة قرش أنثى

من جانبه، كشف رئيس المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد عمرو زكريا عن أن الفريق المختص حدد جنس السمكة المتسببة في الحادثة، مؤكداً أنها سمكة قرش أنثى، يحتمل أنها غادرت مكانها الأصلي من أجل إتمام عملية الولادة، حيث يتغير سلوكها خلال تلك الفترة، لكن لا يمكن أن نجزم بتلك الرواية في الوقت الحالي، مشدداً على أنه سيتم البدء في تحليلها اليوم الخميس، فور انتهاء إجراءات النيابة.

وقال زكريا في تصريح خاص إلى أن الرواية الأخرى، التي يمكن أن يثبتها التحليل، أن الواقعة كانت نتيجة سلوك سيئ من قبل الصيادين، كاشفاً عن أن التقرير النهائي الذي سيكشف جميع التفاصيل سيصدر خلال 48 ساعة، وأن الفريق المختص لن ينام اليوم إلا بعد إنهاء عملية تحليل سمكة القرش.

وأشار إلى وجود عديد من السلوكيات تؤثر على رد فعل أسماك القرش، مستبعداً ما ذكرته وزارة البيئة من احتمالية ارتباط تلك السمكة بحوادث سابقة.

حوادث سابقة

لم تكن تلك الحادثة المروعة الأولى من نوعها، ففي يوليو (تموز) من العام الماضي، أمرت السلطات المصرية بإغلاق الشواطئ وتعليق السباحة في منطقة الغردقة بعد أن لقيت سائحتان حتفهما إثر انقضاض سمكة قرش عليهما في سهل حشيش.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقبل ذلك بشهرين، أصدرت محافظة البحر الأحمر قراراً بوقف جميع أنشطة الغوص المختلفة في منطقة شعاب "الفنستون" جنوب مدينة مرسى علم أسبوعاً، بعدما رصدت محميات البحر الأحمر ظهور قرش "التايغر المفترس" داخل المياه الإقليمية، عبر عدد من الغواصين الذين وثقوا بكاميراتهم وجوده.

وعام 2018، عثر على بقايا جثة سائح تشيكي في أحد شواطئ مدينة مرسى علم المطلة على البحر الأحمر، كما قتل سائح ألماني خمسيني جراء هجوم سمكة قرش عام 2015 أثناء ممارسته السباحة خلال رحلة بحرية في مدينة القصير السياحية جنوب شرقي البلاد، كما قتلت سائحة ألمانية سبعينية أواخر 2010 وأصيب أربعة سياح روس بجروح بالغة في ثلاث هجمات لأسماك القرش بمدينة شرم الشيخ السياحية.

أسباب الهجوم

حول الأسباب التي دفعت إلى هذا الهجوم، قال أستاذ البيئة البحرية في جامعة قناة السويس محمود حنفي إن عمليات الصيد في منطقة البحر الأحمر دفعت أسماك القرش إلى محاولة البحث عن غذائها، لا سيما أن ذلك البحر فقير في قدرته على إنتاج الأسماك.

وطالب حنفي في تصريح إلى "اندبندنت عربية" بضرورة منع الصيد في البحر الأحمر نهائياً لأن تلك الممارسات ينتج منها انخفاض مخزون الكائنات البحرية، مما يؤدي في نهاية الأمر إلى تكرار مثل تلك الحوادث، مؤكداً أن "البحر الأحمر ليس منطقة للصيد".

ويعتقد حنفي من خلال الملاحظات الأولية لسمكة القرش التي هاجمت السائح الروسي أنها تعاني مشكلة في الزعنفة الظهرية جعلتها غير قادرة على ملاحقة الأسماك، مما دفعها إلى الانقضاض على السائح، على رغم أنه ليس على قائمة طعامها نهائياً، مشدداً على أن تلك الحادثة من الحوادث الشاذة.

ويعلق الخبير الدولي في شؤون البيئة مجدي علام بأن السبب وراء الحادثة يتمثل في محاولات الاستفزاز المتواصلة لأسماك القرش بمنطقة البحر الأحمر من خلال الممارسات الخاطئة التي من بينها الصيد الجائر وقيادة المراكب التي تستخدم محركات تصدر أصواتاً مرتفعة تزعج تلك الكائنات البحرية، إضافة إلى استخدام الغواصات، مشدداً على أن تلك التصرفات لا تتناسب مع البيئة البحرية في منطقة مثل البحر الأحمر.

ويؤكد علام في تصريح خاص أن قلة الغذاء في البحر الأحمر تدفع أسماك القرش إلى الاقتراب من الشواطئ، فالبيئة البحرية لها نظم وقوانين لا بد من احترامها ولا شك في أن هجوم أسماك القرش على الإنسان يكون بمثابة رد فعل منها بسبب تكرار عمليات الغوص وخوف تلك الكائنات من أن يتم الاعتداء عليها من قبل البشر، بالتالي تنظر إلى الإنسان كعدو لها.

وأوضح أن هناك عدداً من العناصر التي تزيد من شراسة أسماك القرش مثل درجة الحرارة المرتفعة للمياه وشفافيتها وعدم توافر الكائنات التي تتغذى عليها بالصورة المطلوبة، إضافة إلى زيادة التعديات على المناطق الخاصة بأسماك القرش في منطقة البحر الأحمر من خلال عمليات الغوص ومطاردتها.

المزيد من متابعات