Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

التحالف ضد "داعش" ينعقد في الرياض وعينه على "الهول" والساحل الأفريقي

وزير الخارجية السعودي ينتقد "دولاً ثرية" في التجمع تنصلت من مسؤوليتها برفض استعادة مقاتليها وعائلاتهم من سوريا

ملخص

وزير الخارجية السعودي ينتقد "دولاً ثرية" في التجمع تنصلت من مسؤوليتها برفض استعادة مقاتليها وعائلاتهم من سوريا

حض اجتماع التحالف الدولي ضد "داعش"، المنعقد في الرياض، أعضاءه على بذل مزيد من الجهود لضمان تعميق هزيمة التنظيم الدموي في مناطق نفوذه الأولى وأينما ينشط، خصوصاً في دول جنوب الصحراء ومخيم "الهول" السوري.

وحذر وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود "دولاً ثرية" من التراخي في الوفاء بالتزاماتها داخل التحالف أو خارجه، بالتنصل من استعادة مقاتليها أو عائلاتهم في المخيم الذي ينظر إليه المهتمون على أنه قنبلة موقوتة.

وقال "من المؤسف وغير المقبول على الإطلاق" أن تتنصل الدول الغنية من مسؤوليتها المتعلقة باستعادة مواطنيها الذين تم احتجازهم خلال المعركة ضد "داعش"، "لذلك أقول لتلك الدول عليكم التحرك وتحمل مسؤولياتكم. كونكم جزءاً من تحالف يعني العمل معاً"، وهي الخطوة التي أيدها كذلك نظيره الأميركي أنتوني بلينكن عند تأكيد أن "بقاء منسوبي داعش الأجانب في المخيمات يهدد بعودة تنظيم"، حذر من تزايد نشاطه في مناطق أبعد في الساحل الأفريقي، خصوصاً في الكونغو وبوركينا فاسو التي ذكرها بالاسم.

وقال بلينكن، إنه "منذ تشكيل التحالف في عام 2014 تطور التحالف ضد داعش، وتوصلنا لهزيمة التنظيم في سوريا والعراق... ويتوجب علينا أن نركز على التحديات المستجدة، فالوضع تراجع في عدد من المناطق الأفريقية" التي ذكر أن نصف الهجمات الإرهابية في العالم يأتي منها، معتبراً أن أولوية بلاده تتجه لقطع مصادر التمويل عن التنظيم ومحاصرته في مخيم الهول والساحل والصحراء، بتعزيز القدرات المدنية في مواجهته، إلى جانب تكثيف المراقبة على أفغانستان لضمان ألا تتحول بؤرة إرهابية مجدداً، منوهاً بالدور البريطاني على هذا الصعيد، في إشارة إلى اعتماد واشنطن عليها في معالجة الملف الأفغاني أمنياً.

دعم سوريا والعراق

بدوره شدد الوزير السعودي على أن بلاده عازمة على عدم ترك أي فراغ لـ"داعش" كي يستغله، وذلك بملاحقته "أينما كان". وقال خلال كلمة ألقاها في مستهل الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي، إنه يؤمن بأن "السبيل إلى الأمن والاستقرار والتنمية والازدهار يتطلب استمرار جهودنا الجماعية في محاربة الإرهاب وجماعته المجرمة ومواجهة الفكر المتطرف الذي يتناقض مع كل القيم الدينية والإنسانية والأخلاقية، بلا نهاية".

 

وأوضح أن بين تلك الأدوات دعم استقرار الدول التي "استغل التنظيم أراضيها لتنفيذ مخططاته، ومنها سوريا والعراق"، منوهاً بالدور العراقي على هذا الصعيد نظيره الأميركي، الذي توقف عند استعادة بغداد نحو خمسة آلاف من مواطنيها المعتقلين وعائلاتهم من المخيمات في سوريا.

ويتخوف المجتمع الدولي من أن تتطور الأزمة في السودان إلى تقويض الاستقرار في البلد مترامي الأطراف، بما يجعله هدفاً سهلاً للتنظيمات المتطرفة النشطة أساساً في أفريقيا.

وأعلنت السعودية انضمامها إلى رئاسة مجموعة التركيز المعنية بأفريقيا التابعة للتحالف، إلى جانب الولايات المتحدة والمغرب وإيطاليا والنيجر، فيما عبر وزير الخارجية عن ترحيبه بالتوجه لإنشاء مجموعة تركيز معنية بمكافحة التنظيم في أفغانستان. وقال "يجب علينا جميعاً العمل على قطع الطريق أمام أي فرصة يمكن للتنظيم استغلالها لاستمالة وتجنيد أتباع جدد".

احترام الرموز الدينية يقطع الطريق على "داعش"

ودعا المسؤول السعودي أعضاء التحالف المكون من 86 دولة حول العالم، إلى التركيز كذلك على مكافحة "إهانة الرموز الدينية والمقدسات والأفعال الاستفزازية المتعمدة وجميع الممارسات التي تزعزع الأمن والاستقرار مما قد يستغله تنظيم داعش والجماعات المتطرفة".

وكان لافتاً إشارة الأمير فيصل بن فرحان إلى أن المعركة مع الإرهاب لا تقتصر على الجانب العسكري، ولكن أيضاً لها شق اجتماعي وتنموي وثقافي، مشاركاً مع الوزراء المجتمعين تجربة بلاده في هذا السياق.

وقال "المعركة تتطلب جهوداً إضافية لكسب العقول والقلوب وليس فقط عبر الأدوات الإعلامية والثقافية والتربوية مع أهميتها الفائقة ولكن أيضاً عبر تقديم نموذج عملي حي لوجود مستقبل أفضل قائم على التسامح والانفتاح والتنمية المستدامة والازدهار وما تجسده رؤية المملكة 2030 ومثيلاتها، حين يصبح أبناؤنا وبناتنا الشباب هم من يصنعون المستقبل ويحتفون بالحياة فهم هدف الرؤية وهم أيضاً العماد لتحقيقها".

في غضون ذلك تعهّدت الولايات المتحدة  بتخصيص 148 مليون دولار لجهود إرساء الاستقرار في العراق وسوريا، مستهدفة جمع 601 مليون دولار لتمويل صندوق مخصص. وقال وزير الخارجية الأميركي  الذي وصل الثلاثاء إلى السعودية في زيارة تستمرّ ثلاثة أيام، "نعلن اليوم عن هدف تمويل حملة لإرساء الاستقرار بقيمة تفوق 601 مليون دولار بقليل - وأعلن أن الولايات المتحدة ستخصص 148,7 مليون دولار لهذا الصندوق"، مضيفاً أن "هذا الدعم سيلبّي الحاجات الأساسية التي أشار إليها السوريون والعراقيون بأنفسهم، ومعالجة نقاط الضعف التي استغلها تنظيم الدولة الإسلامية في السابق".

"جيش قيد الاعتقال"

ومنذ إعلان القضاء على "داعش"  2019، تطالب الإدارة الذاتية الكردية الدول المعنية باستعادة رعاياها من أفراد عائلات التنظيم الموجودين في مخيمات خصوصاً في مخيم الهول الذي يشهد عمليات قتل وفوضى وحوادث أمنية.

لكن رغم النداءات، لم تستعد غالبية الدول مواطنيها. وقد تسلمت دول قليلة عدداً كبيرا من مواطنيها، مثل أوزبكستان وكازاخستان وكوسوفو. واكتفت أخرى، خصوصاً الأوروبية، باستعادة عدد محدود من النساء والأطفال.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأشاد بلينكن الخميس بالدول التي قامت بهذه الخطوة، داعيًا الدول الأخرى إلى القيام بالمثل. وقال إن "استعادة (الرعايا) هو أمر أساسي لتقليص عدد سكان مخيّمات الاحتجاز مثل مخيم الهول" الذي يؤوي نحو 10 آلاف أجنبي.

وأكد أمام شركاء بلده في التحالف أن "الإخفاق في استعادة المقاتلين الأجانب قد يؤدي بهم إلى حمل السلاح مرة جديدة"، معلنًا تخصيص واشنطن 148,7 مليون دولار لجهود إرساء الاستقرار في سوريا والعراق.

وفي مارس (آذار) الماضي، نبّه قائد القيادة الوسطى للجيش الأميركي "سنتكوم" مايكل كوريلا من أن مقاتلي التنظيم المحتجزين في سوريا والعراق هم "جيش حقيقي قيد الاعتقال". وحذّر من "أنه في حال تحريرهم، ستشكل المجموعة تهديداً كبيراً"، موضحاً أنّه "ما من حلّ عسكري لمعتقلي" التنظيم.

وبينما أصدرت المحاكم العراقية المئات من الأحكام بالإعدام أو السجن مدى الحياة بحق المتهمين بالانتماء الى التنظيم، تحذّر الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرق سوريا من أنها لا تتمتع بالقدرات الكافية من أجل مواصلة احتجازهم، ناهيك عن محاكمتهم.
والشهر الماضي، أفاد التحالف الدولي عن تراجع في هجمات التنظيم في العراق وسوريا خلال الأشهر الأولى من العام 2023، بنسبة 68% مقارنةً بالفترة نفسها من العام السابق.

لكن لا يزال عناصر التنظيم ينشطون في مناطق ريفية ونائية ويشنون هجمات متفرقة.

وبحسب تقديرات نشرت في تقرير لمجلس الأمن الدولي في فبراير (شباط)، لدى التنظيم "ما بين 5000 إلى 7000 عضو ومؤيد ينتشرون بين العراق" وسوريا، "نحو نصفهم من المقاتلين".

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار