Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مستشار سوناك: الذكاء الاصطناعي قد "يقتل كثيرا من البشر" في غضون عامين

يأتي التحذير الصارخ بينما يستعد رئيس الحكومة البريطانية لإقناع الرئيس الأميركي جو بايدن بـ"خطته الكبرى" للإشراف على الذكاء الاصطناعي

أميكا، أحد أكثر روبوتات الذكاء الاصطناعي تقدماً في العالم (أ ف ب/ غيتي)

ملخص

حتى المخاطر المحدقة بنا على المدى القصير تبدو "مخيفة للغاية"، إذا ما أخذنا بالاعتبار قدرة الذكاء الاصطناعي على القيام بهجمات سيبرانية أو تصنيع أسلحة بيولوجية يمكنها أن تتسبب بموت كثيرين

حذر وزير في الحكومة البريطانية من أن الذكاء الاصطناعي قد يقود إلى خلق مجتمع مرعب ومخيف. كلام الوزير يأتي في وقت أشار فيه مستشار رئيس الحكومة ريشي سوناك لشؤون التكنولوجيا مات كليفورد، إلى أن هذا الذكاء يمكن أن يصبح قوياً بشكل كاف "لقتل عديد من البشر" في غضون عامين فقط.

وقال كليفورد إنه حتى المخاطر المحدقة بنا على المدى القصير تبدو "مخيفة للغاية"، إذا ما أخذنا بالاعتبار قدرة الذكاء الاصطناعي على القيام بهجمات سيبرانية أو تصنيع أسلحة بيولوجية يمكنها أن تتسبب بموت كثيرين.

يأتي ذلك في الوقت الذي يتوجه فيه رئيس الوزراء البريطاني إلى الولايات المتحدة، إذ سيحاول إقناع الرئيس الأميركي جو بايدن بـ"خطته الكبرى" لتكون المملكة المتحدة في قلب التشريعات الدولية لتنظيم الذكاء الاصطناعي.

ويريد رئيس الحكومة أن تكون بريطانيا مقراً لهيئة رقابية على الذكاء الاصطناعي على غرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كما سيقترح إنشاء هيئة أبحاث دولية جديدة في هذا المجال.

وزير التكنولوجيا والاقتصاد الرقمي في الحكومة البريطانية بول سكالي، كان ذكر في مؤتمر قيادة السياسة التقنية (TechUK) الثلاثاء الماضي أنه لا ينبغي أن يكون هناك تركيز فقط على سيناريو مشابه لفيلم الخيال العلمي "المدمر" Terminator" وأضاف: "إذا تعاملنا مع القضية بشكل خاطئ، فهناك احتمال أن نواجه خطر وقوعنا في مجتمع مرعب ومخيف. ولكن هنالك احتمال أيضاً أن نتجه نحو مجتمع مثالي فاضل... كلاهما ممكن".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال سكالي: "إذا كنتم تتحدثون فقط عن نهاية البشرية بسبب سيناريو شرير مشابه لفيلم ’المدمر’، فأنتم تتغاضون حينها عن كل الإيجابيات التي يجلبها الذكاء الاصطناعي بالفعل - كتلك الخرائط التي قام برسمها للبروتينات داخل أجسامنا لمساعدتنا في الأبحاث الطبية وكذلك مساعدته لنا في قضايا تغير المناخ... كل هذه الأشياء يقوم بفعلها الذكاء الاصطناعي وهي تتطور نحو الأفضل بمرور الوقت".

سكالي ذكر أيضاً أنه "علينا التأني في الأمر بهدف التأكد من أننا نقوم بهذا بشكل صحيح من أجل المجتمع بأكمله، فضلاً عن النهوض بالقطاع".

بدوره أكد المستشار كليفورد على الحاجة إلى تنظيم عالمي لمنتجي الذكاء الاصطناعي، محذراً من أن غياب مثل هذا التنظيم يمكن أن يؤدي إلى ظهور أنظمة "قوية للغاية" قد يجد البشر صعوبة في إدارتها.

ويأتي تعليق السيد كليفورد بعد رسالة تقدم بها عشرات من كبار الخبراء - بما في ذلك عديد من رواد مجال الذكاء الاصطناعي – حذروا فيها من أنه يجب التعامل مع مخاطر هذه التكنولوجيا بنفس أهمية التعامل مع الأوبئة أو الحرب النووية.

 

ووقع كبار مديري شركات "ديب مايند" التابعة لـ"غوغل" و"أنثروبيك" Anthropic الرسالة إلى جانب من يعرف بـ"الأب الروحي للذكاء الاصطناعي" جيفري هينتون. وكان هينتون استقال من وظيفته في "غوغل" في وقت سابق من هذا الشهر - محذراً من أن استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة خاطئة قد يعني نهاية الإنسانية.

كليفورد الذي يشغل أيضاً منصب رئيس "وكالة الأبحاث المتقدمة والاختراع" Aria، يقوم بتقديم استشارة لرئيس الحكومة سوناك بشأن تطوير فريق عمل حكومي يبحث في النماذج اللغوية للذكاء الاصطناعي مثل "تشات جي بي تي" و"غوغل بارد" Google Bard.

كليفورد قال في حديث لقناة TalkTV إن "المخاطر على المدى القريب مخيفة للغاية في الواقع. يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي اليوم لإنشاء صيغ جديدة لأسلحة بيولوجية أو لشن هجمات سيبرانية على نطاق واسع. وهذه أشياء سيئة".

وأضاف: "نوع الخطر الوجودي الذي أعتقد أن موقعي الرسالة يشيرون إليه هو حول ما سيحدث بمجرد أن نخلق كائنات جديدة أذكى بكثير من البشر".

وعلى رغم إقراره بأن إمكان تجاوز أجهزة الكومبيوتر الذكاء البشري في غضون عامين هو توقع متفائل جداً، إلا أن كليفورد أكد التطورات المستمرة والسريعة في أنظمة الذكاء الاصطناعي.

ورداً على سؤال حول النسبة المئوية التي يمنحها لإمكان القضاء على البشرية بواسطة الذكاء الاصطناعي، قال كليفورد: "أعتقد أنها ليست صفراً".

وتابع: "إذا عدنا إلى أشياء مثل الأسلحة البيولوجية أو [الهجمات] السيبرانية، يمكن أن يكون لديك بالفعل تهديدات خطرة جداً ويمكن أن تقتل كثيراً من البشر - وليس كل البشر - وذلك ببساطة بحسب توقعاتنا لتطور النماذج في السنتين المقبلتين".

مضيفا "أعتقد أن الشيء الذي يجب التركيز عليه الآن هو كيفية التأكد من قدرتنا على التحكم في هذه النماذج لأننا لا نعرف ذلك الآن".

الجدير بالذكر أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي انتشرت على الإنترنت بشكل واسع، إذ يقوم المستخدمون بنشر صور مزيفة لمشاهير وسياسيين، كما ويستخدم الطلاب "تشات جي بي تي" وغيره من "نماذج تعلم اللغة" الأخرى لكتابة مقالات جامعية.

لكن يمكن للذكاء الاصطناعي أيضاً أداء مهمات تنقذ حياة كثيرين، مثل الخوارزميات التي تقوم بتحليل الصور الطبية كتلك التي تستخدم الأشعة السينية والمسح الضوئي والموجات فوق الصوتية، وبالتالي مساعدة الأطباء في تحديد وتشخيص أمراض مثل السرطان وأمراض القلب بشكل أكثر دقة وسرعة.

واعتبر كليفورد أن الذكاء الاصطناعي، إذا سخر بالطريقة الصحيحة، يمكن أن يكون قوة من أجل الخير، قائلاً: "يمكن تخيل قيام الذكاء الاصطناعي بمعالجة الأمراض، وجعل الاقتصاد أكثر إنتاجية، والوصول إلى اقتصاد خال من انبعاثات الكربون".

إضافة إلى هيئة تنظيمية عالمية جديدة مقرها في لندن، يحرص سوناك على استضافة المملكة المتحدة لقمة دولية للذكاء الاصطناعي هذا الخريف، وفقاً لما أوردته موقع "بوليتيكو" Politico.

كما سيقترح رئيس الحكومة البريطانية على الرئيس بايدن إنشاء هيئة بحثية دولية جديدة للذكاء الاصطناعي، على غرار معهد CERN لفيزياء الجسيمات.

المتحدث الرسمي باسم رئيس الحكومة قال إنه لا يرغب في "التنبؤ" بما سيجري بين قادة البلدين، لكنه أشار إلى أن المملكة المتحدة يمكن أن تصبح رائدة على المستوى العالمي في كل من التكنولوجيا الحديثة والقوانين الناظمة للذكاء الاصطناعي.

وأضاف المتحدث: "لسنا مستهترين بالمخاطر المحتملة للذكاء الاصطناعي. لكن في الوقت نفسه، هنالك فرص كبيرة للشعب البريطاني من خلال الاستثمار في هذا المجال. تسعى المملكة المتحدة إلى أن يكون لها الريادة في هذا المجال... لكن في المقابل، لا يمكن السعي إلى تحقيق تقدم في مجال الذكاء الاصطناعي من دون وضع القوانين المناسبة".

بدوره قال زعيم حزب المحافظين السابق ويليام هيغ أن التعاون لأجل تعزيز الرقابة في هذا المجال يصب في مصلحة البلدين، إذ كتب في صحيفة "تايمز": "إذا تمكنت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة من العمل معاً في هذا الشأن واستخدام نهج أكثر مرونة عما هو عليه في الاتحاد الأوروبي والصين، فيمكنهما حينها إنشاء نموذج للحكم الرشيد عابر للأطلسي".

أما حزب العمال المعارض فيضغط على الحكومة لإصدار تشريعات تمنع مطوري التكنولوجيا من العمل على أدوات الذكاء الاصطناعي المتقدمة ما لم تمنح ترخيصاً.

وزيرة الثقافة في حكومة الظل لوسي باول، التي تحدثت أيضاً في مؤتمر "TechUK" حول الذكاء الاصطناعي، قالت لصحيفة "غارديان" إنه يجب ترخيص الذكاء الاصطناعي بطريقة مماثلة للأدوية أو الطاقة النووية، مضيفة أن "هذا هو النموذج الذي يجب التفكير على غراره".

© The Independent

المزيد من تقارير