Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اهتمام متجدد بالطاقة النووية في العالم

الوكالة الدولية: تراجع عدد المفاعلات النووية قيد التشغيل في العالم من 441 مفاعلاً عام 2002 إلى 422 في نهاية عام 2022

تولد الطاقة النووية نحو 10 في المئة من الكهرباء في العالم في 31 دولة (أ ف ب)

ملخص

تهيمن #روسيا على السوق الدولية إذ إن 25 مفاعلاً قيد الإنشاء خمسة منهم في روسيا و20 في دول أخرى مثل بنغلاديش وبيلاروس والصين و#مصر والهند وإيران وسلوفاكيا وتركيا

في الوقت الذي تطوي ألمانيا صفحة الطاقة النووية تبدي بلدان أخرى اهتماماً بهذا المصدر بحجة تلبية حاجاتها في مجال الطاقة وبدافع المساهمة في لجم التغير المناخي، غير أن هذه الشهية المتجددة تنتظر ترجمتها بخطوات ملموسة.

الطاقة النووية تولد 10 في المئة من الكهرباء في العالم

وتولد الطاقة النووية نحو 10 في المئة من الكهرباء في العالم في 31 دولة (باستثناء ألمانيا)، بحسب الوكالة الدولية للطاقة.
ثم قررت ألمانيا وسويسرا التخلي عن مصادر الطاقة هذه، بشكل تدرجي إلى حد ما، بينما أبطأت الصين برنامجها الضخم، في حين أقرت إيطاليا الإلغاء التدرجي للطاقة النووية في استفتاء أجرته عام 1987 بعد كارثة تشيرنوبيل.

انتكاسة "محطة فوكوشيما"

كانت الطاقة الذرية تعرضت لانتكاسة في الحادثة التي وقعت في محطة فوكوشيما للطاقة في اليابان، في أعقاب الهزة الأرضية وأمواج التسونامي الكبرى التي ضربت شرق اليابان في عام 2011.
وبشكل عام، تراجع عدد المفاعلات النووية قيد التشغيل في العالم من 441 مفاعلاً عام 2002 (الحد الأقصى التاريخي)، إلى 422 في نهاية عام 2022، وفق قوائم الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

مستقبل غامض

وعاد إجمالي الإنتاج النووي إلى أعلى مستوياته في عام 2021 لكن المستقبل يبدو غامضاً في هذا المجال، إذ إن أسطول المحطات النووية أخذ في التقادم، وعدد المشاريع التي يتم إطلاقها كل عام، نصفها في الصين لا يزال بعيداً من المعدلات المسجلة في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، إذ شهد عام 1976 وحده إطلاق 44 منشأة للطاقة النووية.
الولايات المتحدة أول قوة نووية

وتظل الولايات المتحدة أول قوة نووية مدنية مع 92 مفاعلاً، بمتوسط أعمار أخذ في الازدياد (42 سنة)، فيما تعمل البلاد حالياً على إنشاء محطتين جديدتين فحسب.

في تلك الأثناء يؤمن الرئيس الأميركي جو بايدن بضرورة إنتاج كهرباء "نظيفة" بنسبة 100 في المئة بحلول عام 2035، وتعتزم حكومته دعم القطاع.
إلى ذلك لا تزال فرنسا التي تمتلك 56 مفاعلاً (متوسط عمرها 37 عاماً)، الدولة الأولى عالمياً على صعيد الاعتماد على الطاقة النووية لكل فرد، بعد أن قررت تقليص حجم قدراتها في هذا المجال، فإنها تتجه حالياً نحو برنامج جديد يشمل من ستة إلى 14 مفاعلاً، يتم تشغيل أولها بحلول 2035-2037.

الصين وروسيا
في غضون ذلك، سيتعين على شركة كهرباء فرنسا إنجاز مفاعل الجيل الجديد "إي بي أر" في منطقة نورماندي، بعد أن تأخر إنشاؤه 12 عاماً عن الموعد المحدد.

أما بريطانيا، وهي دولة رائدة أخرى في هذا المجال، فلديها تسعة مفاعلات، كثير منها يقترب من نهاية حياته، وهي تخطط لبناء ثمانية مفاعلات بحلول عام 2050، لكن المصنع الوحيد قيد الإنشاء، وهو "هينكلي بوينت سي" يشهد ارتفاعاً في الكلفة.
الدولتان الفاعلتان الحقيقيتان على صعيد الطاقة النووية حالياً هما الصين على صعيد الإنتاج الداخلي، وروسيا في قطاع التصدير، إذ على مدى السنوات الثلاث الماضية، من بين 25 محطة نووية جرى إطلاق ورش بنائها في العالم، كانت جميعها إما في الصين، أو خارج الصين ولكن بإشراف روسي، وفق تقرير أصدره خبراء مستقلون بالاستناد إلى بيانات عامة، بعنوان "تقرير حالة الصناعة النووية العالمية".

وتواصل الصين تدشين المحطات الجديدة، وباتت تتفوق على فرنسا مع 57 منشأة للطاقة النووية، وعلى رغم أنها تجمع بين التقنيات الروسية والفرنسية والأميركية والكندية، فإن نشاط الصين النووي يقتصر على المشاريع الوطنية، إضافة إلى عقود تعاون مع باكستان.

مصر تدخل حلبة السباق
من ناحية أخرى، تهيمن روسيا على السوق الدولية، إذ إن 25 مفاعلاً قيد الإنشاء خمسة في روسيا و20 في دول أخرى مثل بنغلاديش وبيلاروس والصين ومصر والهند وإيران وسلوفاكيا وتركيا.

 بدأت هذه المشاريع في العقد الأول من القرن الحالي أو في 2015 أو 2018، وصولاً إلى إطلاق المشروع في مصر عام 2022.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من جهته قال المعد الرئيس لتقرير "حالة الصناعة النووية العالمية" ميكله شنايدر، إن "الجديد هو دخول دول لم يكن لديها حتى الآن طاقة نووية على الخط، بينها بنغلاديش أو مصر"، معتبراً ذلك يعكس استراتيجية روسية لـ"إنشاء ترابط طويل الأمد".

على خلفية أزمة الطاقة، المرتبطة جزئياً بالحرب في أوكرانيا، تعرب دول أخرى عن اهتمامها المتجدد بالطاقة الذرية، إذ إن بلجيكا اختارت عام 2003 وقف الطاقة النووية، تريد تمديد العمل في مفاعلين لمدة عشر سنوات، كما بدأت اليابان بالتفكير حول إمكانية بناء مفاعلات جديدة، لكن مهمة إعادة تشغيل المفاعلات الحالية معقدة وتواجه تحفظاً من الرأي العام من بعد أزمة محطة فوكوشيما للطاقة.

بالنسبة إلى بولندا أو تشيكيا أو الهند فإن الأمر يتعلق بتقليل اعتمادها على الفحم، كما أن دولاً أخرى، مثل السويد أو هولندا، أعربت عن اهتمامها بالطاقة النووية.

التحديات كثيرة
وفي هذا السياق رفعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية توقعاتها لسنة 2022، للعام الثاني على التوالي، وتوقعت أن تزيد الطاقة النووية المركبة في العالم بأكثر من الضعف بحلول عام 2050.

ولكن الوكالة قالت إنه "يجب التغلب على تحديات كثيرة"، مشيرة إلى ضرورة التناغم التنظيمي والصناعي والحاجة إلى إحراز تقدم في إدارة النفايات المشعة عالية النشاط.
 

في تلك الأثناء تنفذ ألمانيا غداً الوعد الذي قطعته بإغلاق آخر ثلاثة مفاعلات نووية لديها في ختام عملية تخلٍّ عن الطاقة الذرية بدأت منذ فترة طويلة، على رغم الجدل الذي يثيره هذا القرار في سياق الأزمة المناخية الملحة.

ويفتح أكبر اقتصاد في أوروبا فصلاً جديداً في مجال الطاقة بعد أن واجه تحدي وقف الاعتماد على الوقود الأحفوري وفي الوقت نفسه إدارة أزمة الغاز الناجمة عن الحرب في أوكرانيا.

وتفصل ألمانيا منتصف ليل السبت محطات توليد الكهرباء "إيسار 2" (جنوب شرق) ونيكارفيستهايم (جنوب غرب) وإيمسلاند (شمال غرب) عن شبكة الكهرباء، بعد أن منحت الحكومة الألمانية هذه المحطات مهلة بضعة أسابيع بعد موعد توقفها الذي كان محدداً في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، لكن من دون العودة عن قرار طي صفحة الطاقة النووية.

من جهتها قالت وزيرة البيئة شتيفي ليمكه خلال الأسبوع الحالي إن "الأخطار المرتبطة بالطاقة النووية لا يمكن السيطرة عليها بالتأكيد، وهذا تذكير بأن الأخطار المرتبطة بالنووي المدني تثير استياء شرائح واسعة من السكان منذ عقود وقد عززت حركة الدفاع عن البيئة".

اقرأ المزيد